الثّورة التعليمية من أجل المعرفة النوعية و التقويم السلوكى بقلم:عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-06-2024, 00:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2021, 01:43 PM

عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
<aعبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)
تاريخ التسجيل: 08-18-2019
مجموع المشاركات: 43

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثّورة التعليمية من أجل المعرفة النوعية و التقويم السلوكى بقلم:عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)

    12:43 PM July, 06 2021

    سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن صالح احمد( ابو عفيف)-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    يجب التفريق ما بين التّعلُم كنزعة طبيعية و التعليم كنشاط بشري: التعلُم تحكمه قوانين الطبيعة فى البدء, فنجد الإنسان منذ بواكير عمره يستطيع التعرف على بعض الضروريات الحياتية مع قليل من التدريب من غير حوجة إلى مؤسسات تعليمية, لأن التّعلُم يُعتبر إستعداداً فطرياً  .أمّا التعليم فهو عملية منهجية تقوم على التوجيه التربوى لتقويم النزعة التعلمية و تخريج أفراد أو أجيال تكتسب معرفة نوعية, و ذلك يحتاج مؤسسات تربوية و علماء تخطيط لتنفيذ هذه المهام. مشاريع محو الأمية لا تكفى لإنتاج هذه المعرفة, مثلاً نجد السودان يتصدر المراحل متقدمة فى إفريقيا في إستيعاب طلاب التعليم الأساسى(75.9%) حسب بيانات عام 2018, لكنه الأكثر تخلفاً عالمياً فى التعليم النوعى حسب معايير مؤشرات التنمية البشرية التى تعتمد على مستوى التعليم , حيث سجل السودان معدل 0.506 و حقق المرتبة رقم 170 من جملة 189 دولة فى نفس العام, هذا يعنى أن دولة السودان لا تحقق الأهداف الاستراتيجية للتعليم, و أبسط دليل يمكن تمليكه لكل الناس أن الدولة عاجزة عن توفير أبسط مقتضيات الحياة, مثلاً الدولة غير قادرة على توفير مياه شرب صالحة لمواطنيها أو أستثمار زراعى من أطول أنهار العالم الذى ينتصف أراضيها و يجعل من الدولة بأكملها حوضاً له, فى حين أن بعض الدول بمؤسساتها المعرفية أستطاعت توفير المياه عن طريق الاستمطار ( المطر الصناعى), رغم أن السودان من أوائل الدول الأفريقية التى تبنت التعليم الرسمى منذ بداية ثلاثينيات القرن العشرين .
    استراتيجية التعليم الرسمى تقوم على تنشئة جيل يتوافق مع بعضه والبيئة و تحسين مستوى الحياة و تطوير وسائل الإنتاج, و إلاّ سيكون التعليم عملية لا فائدة منها, بل ربما تكون وبالاً على البشرية, فكيف تفسر وجود بروفيسور فى الطب يمارس التجارة على صحة البشر, في مقابل "بائعة شاى" نالت إعجاب عالمى لإهتمامها بالمعاقين بدنياً. وكيف تفسر حالة بروفيسور يتخلى عن تعليم الأجيال ليدير مجازر بشرية فى "بيوت الأشباح" , فى مقابل رجلٍ أُمىّ ( مثل الشيخ مصطفى الأمين) يوقف ماله لتعليم أبناء الفقراء, هذه التساؤلات التى تمثل وقائعاً مجرباً قد تجعل البعض يتشكك فى جدوى التعليم. لعلني لا نندهش كثيراً لِما قاله الفيلسوف الفرنسى جون بول سارتر, و هو من مواليد الثورة الفرنسية, معقباً عن ثورة التعليم " لا أرى غضاضة فى إعدام أستاذ جامعي اذا كان هو الشخص المناسب ( فاشل وظيفياً) " مع المعذرة للاقتباس و الترجمة, يجب أن يكون التعليم عامل لإكتساب القدرة على التوافق مع المجتمع والبيئة, ليس لإعتلاء المناصب و التكسب من الضعفاء و المساكين  . هكذا تفضل الشهادات الأكاديمية ورقاً  ملتصقاً بالجدران ضمن الزينة المنزلية, ينشغل بها الزائرون إلى حين الإنصراف.

     هناك بعض المواقف الحرجة التى تجعل الإنسان يتساءل بحسرة, كيف يترك الإنسان مهنة الّرُسُل من أجل ممارسة عمل الشيطان ؟؟, و لعلّ هذا نتاج لعدم وجود إستراتيجية تعليمية هادفة لدى الدولة لتستوعب الكادر البشري فى موضعه المناسب, بالتالى الفساد المتفشى فى الدولة مرده ( إلى حدٍ ما) سوء التنشئة الاجتماعية و التخطيط التربوى. و يمكن القول أنّ الأفعال مثل السرقة و العنف هى عبارة عن سلوك يتبناه الفرد  إستجابةً لنزعته السالبة , بالتالى الذين يمارسون الإختلاس فى مؤسسات الدولة هم الأوفر حظاً من بين المنحرفين سلوكياً , و يبقى النشّال يمارس النشل كبديل سلوكى لأنّه لم يجد دولة لنهبها, و الذين يتحدثون عن الفساد المالى و الادارى فى الدولة قد يطول حديثهم و تطول لياليهم, لأن المسألة لم تعد مرتبطة بنظام بائد أو أحزاب ايديولوجية , بل هى صارت مسألة هيكلية, لمعالجة السلوكيات العامة تحتاج الدولة الى برنامج تقويمى ( حوكمة) على المدى الطويل لتنشئة جيل مسؤول عصامى يدير الدولة بمؤسسية . 
    التعليم يقوم على مبادرة الدولة و أهدافها الاسترتيجية, و يقوم على أستعداد المؤسسة التربوية و التعليمية لإحتواء كل التعقيدات المتعلقة بالعملية التعليمية ومعالجتها, على هذا الصعيد, اذكر هذا الموقف مع وزارة التربية: بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل 2005 , أتصل مجموعة من أبناء إحدى الولايات السودانية المقيمين بالولايات المتحدة بمناسبة العيد العالمى للسلام , طلبوا بيانات تفصيلية عن المدارس بالولاية , حتى يستطيعوا تقديم الدعم المناسب, تم تكليفى و أخرين بجمع المعلومات , ذهبنا إلى وزارة التربية, للأسف وجدنا الوزارة تمتلك معلومات ضئيلة جداًعن مدارسها, و بعد حوالى ساعتين من البحث فلم نستطع ملأ نصف ورقة "فلسكاب", أقترحتُ لزملائى الذهاب إلى منظمة اليونسيف , هناك أستطعنا فى خلال دقائق جمع أدق المعلومات عن التعليم بالمنطقة: عدد المدارس بتقسيماتها (أ و ب) , عدد الطلبة ( اولاد و بنات ) و عدد المعلمين بالاسماء, و الاغذية المتاحة , و امكانية الوصول الى تلك المدارس و النواقص, نحن ( كدولة) حتى فى المسائل التعليمية البسيطة نعتمد على " ذاكرة خارجية" اليونسيف, إذا أعتبرنا هذه الحالة نموذجاً للتعليم العام, بالتالى لا نستطيع تطوير التعليم البتة طالما أن مؤسسة الدولة لا تمتلك أقل المعلومات عن مدارسها. كنا لاحظنا فى الفترة الراهنة أن كثير من الذين يناقشون قضايا االتعليم فى السودان ثم يتعاركون من دونه, لا يستطيعون التفريق ما بين وزير التربية و مدير المناهج ناهيك عن جون دويى (تربوى) و مايكل أنجلو (فنان).
    التعليم النوعى فى برنامج التنمية المستدامة هو نموذج من نظام التعليم الألماني و  الذى يقوم على نظرية " التعليم المهنى" او كما أوضحه البروفسور  جيفرى ساكس (school- to- work transition) , و للاسف الشديد نحن كسودانيين ورثنا نزعة تعليمية سيئة قائم على الوجاهة الإجتماعية و ليس على المعرفة المعيارية ( مثل التعليم المهنى) و ربما  ذلك جاء كنتيجة لبعض موروثاتنا الاجتماعية مثل " إحتقار المِهن و الحِرَف" كأنما هى أشياء مقرفة, كثير من  العادات السودانية تضع بعض المهن و الحرف فى مقام  العيوب الإجتماعية. و هذا أنتقل بالتأثير المباشر إلى خريجى الجامعات عامة و الكليات العملية خاصة.
    من الصعوبات التى تواجه التعليم النوعى فى السودان تتمثل فى تمسك الأسرة و المجتمع بتصوراتهم الإجتماعية فى تحديد مصير أبناءهم التعليمى دون مراعاة مواهبهم وهواياتهم و قدراتهم المختلفة, و هذا الأمر يرجع إلى المفهوم الإجتماعى لدى المجتمع السودانى القائم على الوجاهة الإجتماعية للتعليم. بالتالى مشروع تحقيق التعليم النوعى فى السودان يحتاج إلى مجهودات ضخمة و فترة زمنية طويلة , حتى تنتفي سلوكيات المجتمع الإنطباعية عن التعليم , و هذا بالضبط ما تم مراعاته فى فترة تحقيق برنامج التنمية المستدامة التى متوقع نهايتها عام 2050 , و كان السودان من ضمن الدول التى قُدر لها فترات طويلة لمعالجة الإشكالات التنموية التى تضمن سبعة عشر مجالاً.
    ما يجدر ذكره إنه بقدر ما أن الانسان مفطور بنزعة التعلم, فإنّه أيضاً مفطور بنزعة تعليم الآخرين ( ذريته, تلاميذه, تابعيه , مرؤوسيه), فالتعليم بمفهومه العريض( التلقين, التدريب , التنوير, المناصحة , التشاور) يقع فى دائرة " كلكم راعٍ و كلكم مسؤولٌ عن رعيته". ما أود ان أرسله للاسرة السودانية عبر قُراء هذا المقال  ان هناك 5% من جملة الاطفال يعانون من متلازمة عدم القدرة على القراءة أو "خلل القراءة" (dyslexia ) و 5% منهم يعانون من عدم القدرة على الكتابة " خلل الكتابة" ( dysgraphia)  , فى حال  المناهج الجيّدة, و تزداد هذه النسبة فى المناهج الرديئة كما هو حالنا فى السودان و قد تصل هذه النسب إلى 15% فى خلل القراءة و 15% فى خلل الكتابة بالتالى يصبح جملة العجز التحصيلى 30%, و هذه الظواهر تعتبر حقائق كونية يجب التعامل معها فى حال متابعة أطفالنا فى المراحل التعليمية الاولى حتى نستطيع معالجتها فى أوقات مبكرة, مع العلم أن هذه الظاهرة لا تمثل إعاقة عقلية و لا تؤثر سلباً على الذكاء عموما اذا تم المعاملة معها بالطريقة المثالية, .و هناك بعض الجهات التى تهتم بدور الاسرة فى العملية التربوية عبر القنوات التلفزيونية و رسائل التلفونات القصيرة, الرجاء الاستفادة منها.

    رسائل الثورة (38) 6/7/2021

    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de