لم يعد الشرطي فى السودان هو ذلك الإنسان الذي يتأبط عصا الان يحمل مدفعاً رباعياً ويحتمي داخل مصفحة حصينة ، يطلق النار بكثافة من البعد فيقتل من يشاء ويحي من يشاء يحيى ابنعوف رجل الشرطة في الدول التي تحترم القانون والانسان الشرطة يشبه أي موظف عام يعمل لدي الحكومة ويكتسب قدراً من الهيبة الرسمية والمكانة. ويفترض في رجل الشرطة أنه موظف عام يؤدي خدمة للشعب ويحصل من الشعب في المقابل علي أجره. وعندما يقع المواطن ضحية عمل عنصري أو تعنيف جسدي أو جنسي أو اعتداء أو اغتصاب أو سرقة، الفكرة الأولى التي تخطر له الاتصال بالشرطة. فالشرطة هي في خدمة الشعب طوّرت الشرطة السودانية نفسها كثيراً في السنوات الأخيرة من عهد الحكم الدكتاتوري (الحركة الإسلامية ) مستغلةً الأموال المتدفقة عليها من التحصيل والجبايات ومخالفات المرور ، وقد ورثت الجيش وأسلحته المتنوعة اصبحت هناك شرطة الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والشرطة الأمنية والشرطة النظام العام العديد من الاسماء لم يعد الشرطي هو ذلك الإنسان الذي يتأبط عصا ويحمي نفسه بدرع مقاوم للرصاص ، الشرطي في عهد التمكين الرسالي يحمل مدفعاً رباعياً ويحتمي داخل مصفحة حصينة ، يطلق النار بكثافة من البعد فيقتل من يشاء ويحي من يشاء على طريقة النمرود بن كنعان ، حتى ولو قُتل الناس جميعا فهناك من يملك المال ويقوم بدفع التعويضات ونظام مليشيات عسكرية حول الجيش كذلك الي مليشيات عسكرية جهوية لا قومية وهكذا الشرطة هي لحماية لنظام الحركة الإسلامية وليس الشعب. لقد أصبحت الشرطة هي الأداة التي تمارس السلطة العامّة من خلالها دورها وواجبها، للحدّ من أنماط السلوك الضارّ ضدّ من يقدم على هذا السلوك . ولم تقم على مرّ التاريخ أيّّة دولة لا تمتلك أجهزة للأمن ، تعمل على تطبيق أحكام القانون والمقصود هو أجهزة الأمن الّتي تقوم بتلك المهمّة الرئيسة ( تنفيذ وتطبيق القانون ) وما يتفرّع عن هذه المهمّة وينتج عنها . وليس أبداً الأجهزة الّتي داومت الإمبراطوريّات والممالك القديمة أو الأنظمة الدكتاتوريّة الحديثة على ( اقتنائها وتكريسها ) ، لأجل هدفٍ واحدٍ لا غير وهو حماية النظام ، ويكفي القول في هذا الصدد أنّ تسمية هذه الأجهزة بالأمنية ما هو إلّا خطأٌ فادحٌ وفاضحٌ . فالقانون هو السلطة الّتي ما فوقها سلطة، وتكريسه هو غاية المجتمعات المتحضّرة والتجاوز عليه والخروج عنه أمر لا يختلف أبدا عن إنكاره أساساً..! احتكرت الحركة الإسلامية، السلطة والثروة والقانون والتجارة والمنفع العام وقبضت على مقدرات الشعب والمؤسسات والشركات والدوائر الأخرى والسلطات العامة وقهرت المجتمع المدني وصادرت الحريات واحتكرت الأجهزة الإدارية والأنشطة الاقتصادية ، ليحل الخوف محل الأمان والقهر محل الإقناع والتسلط ونحن شعب لنا تجاربنا المريرة مع تلك الأجهزة من خلال الانقلابات والثورات التي حصلت في تاريخ السودان والتي لعبت تلك الأجهزة خلالها بدور خطير قاد الوطن إلى حيث تريد تلك الأجهزة. وبعد انتصار ثورة ديسمبر 2018، كانت مقولة الشرطة «هذه هي المدينة التي تريدونها»، وتعني أنهم لن يعملوا على حفظ الأمن، استناداً إلى الهتافات المناوئة لـ«الشرطة» إبان الثورة، ولدورها في قمع المحتجين، بل وتذهب التحليلات إلى أن الشرطة في الأصل تحولت لجهاز «آيديولوجي» للإسلاميين، استخدموه في قمع المواطنين الشرطة لحماية المواطن وجيش لحمايه حدود الوطن. سيادة البلاد تنتهك لأكثر من عقد من الزمن فى حلايب...والجيش المصرى والشرطة المصرية فى جزء من بلادنا....ويقايضون سيادة الدولة مقابل رؤوسهم يفلحون فى ملاحقة الشعب ومحاولة هزيمته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة