في مناقشات صف الرغيف اشار بعضهم الي انتشار السفور وسط النساء او بحسب عبارتهم ظهور (الكاسيات العاريات) وان ذلك نتيجة (الحرية والعلمانية) التي تبناها النظام الحالي! وانها سبب الضوائق الاقتصادية!! هذا بالطبع تبسيط مخل وغير منطقي للقضية الاقتصادية وحتي لمصطلح العلمانية فالعلمانية والحرية لا تجبر الافراد ان يلبسوا كذا او لا يلبسوا كذا حاولت ان اوضح وجهة نظري بهدوء ولكن الاصوات علت وانا لا احب المشاجرات الكلامية
الازمة الاقتصادية معروف انها بدأت اثناء حكم الانقاذ واشتدت في سنواتها الاخيرة فقد صار الناس يبيتون يوميا امام الصرافات الالية ليحصلوا كل مرة علي جزء يسير من اموالهم وصار كل شئ بالصف وفوق طاقة المواطن وهذا ما أدي الي الثورة علي النظام لم يقل احد حينئذ ان السبب هو الحرية والعلمانية او (الكاسيات العاريات)
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا اذن اسفرت النساء الآن عن انفسهن؟!! هذا لو كان فعلا هذا السفور (ظاهرة) ولم يكن تضخيما او من باب قول الشاعر: وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما ان عين السخط تبدي المساويا لماذا فعلت النساء ذلك بعد زوال الانقاذ؟؟؟؟!!!!! الاجابة المنطقية هي انهن لم يكنّ مقتنعات باللباس الذي كان يفرض عليهن فرضا هذا من اعظم رزايا الانقاذ انها كانت تجبر الناس علي التدين بينما هذا الشئ لا يمكن تطبيقه جبريا فالله تعالي يقول: (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) للاسف كان الاسلاميون يركزون علي الشكل فقط شكل المجتمع المتدين اما ما وراء المظاهر الخارجية فلا يهم ولذلك نجد ان بعض الشيوخ انفسهم كانوا غير ملتزمين ووُجدوا متلبسين ببعض الجرائم وتذكرون مثلا امام المسجد الذي كان يغتصب الاطفال في حرم المسجد انها افاعيل لا يفعلها حتي المجرمون وهم كانوا يتستّرون دائما وراء الدين يعني كما يقولون "بالنهار يسبحوا وبالليل يضبّحوا"
المفروض ان التزام الناس بالتعاليم الدينية هو مسألة اقتناع شخصي ولا يُحملوا علي ذلك حملا بقوة السلطة كان المفروض ان النساء يخشين الله وليس قانون النظام العام ولذلك كانت بعض بنات الجامعة يقلعن العباءات حالما يدخلن الحرم الجامعي كان الأولي ان يعوّل الاسلاميون علي الدعوة بالحسني طبعا هم كانوا يفعلون ذلك عندما كانوا خارج السلطة ولقد استمالوا بذلك جِبِلّا كثيرا فالملاحظ في بعض الدول التي يحظر فيها حتي نشاط الجماعات الاسلامية ان الانضمام الي تلك الجماعات والتقيد بتعاليمها دائما في ازدياد لانهم يتبعون اساليب الدعوة و لا يجبرون احد علي اعتناقها
عندنا في السودان حسب اعتقادي انه لا وجود للكاسيات العاريات اصلا فالفتيات عموما يلبسن لبسا محتشما وقلّما تري من يخرجن عن حدود اللبس اللائق ولا يعني هذا بالضرورة الالتزام بالحجاب المعروف ولكن مشكلة الدعاة انهم لو رأوا جزء من قدم المرأة او شعرة واحدة من رأسها فهذا هو السفور والفسق والضلال و.. الخ مع ان هناك الكثير من النساء اللاتي يكشفن شعورهن واقدامهن معروفات بالادب وانهن اشرف حتي من بعض المحتجبات
الناس يرددون عبارة (كاسيات عاريات) دون ان يلقوا بالا للمعني في حديث النبي (ص) الذي رواه مالك في الموطأ: (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة) قال ابن عبد البر: "أراد اللواتي يلبسن من الثياب الخفيف الذي يصف ولا يستر، أي هن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة"
الحقيقة ان هذا النوع من اللباس لا تكاد تراه في مجتمعنا الآن لان غالبية النساء والفتيات في مجتمعنا متدينات يصلين ويصمن ويتصدقن - كما قلنا اما كشف الرأس والاقدام ففي الامر فسحة:
يقول العلامة محمد الطاهر ابن عاشور في كتابه (تفسير التحرير والتنوير) الجزء18 ص 207: "فسر جميع المفسرين الزينة بالجسد كله وفسر ما ظهر منها بالوجه والكفين وقيل والقدمين والشعر وعلي هذا التفسير فالزينة الظاهرة هي التي جعلها الله بحكم الفطرة بادية يكون سترها معطلا الانتفاع بها أو مدخلا حرجا علي صاحبتها"
اخشي ان التكرار السخيف لمسألة لباس المرأة في المنابر والاسافير يجعل النساء يشعرن بانهن مذنبات مع ان الواحدة تصوم وتصلي وتتصدق كما قلنا وللاسف فان ذلك الشعور غير جيد فهو يدفع باولئك التقيّات في الاتجاه الآخر وهذا من غباء وقلة فقه القائمين علي امر الدعوة ولا حول ولا قوة الا بالله!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست