ان لم يكن الثائر قادر على التفريق بين خيط الثورة وخيط الخيانة فذاك عيب يمس كل القوة الثورية التى يجب ان تكون مدركة للتوقع والتحسب ونظرية التاريخ يعيد نفسه وإن ابتعدت أو تقاربت الدورات أو اختلفت الدول !!! كانت توقعات الثوار النبلاء لتلك اللحظة التى كان متوقعا فيها نقص الاعداد لأسباب كثيرة منها السفر للولايات وتجهيز المستلزمات للعيد ثم الصلوات فى ساحات تعارف البعض الصلاة فيها كان الجميع قد أحس بتلك اللحظات الحرجة قبل تلك الليلة التى ربما يبدأ فيها إطلاق الشياطين التى هجرت طريق الطابية الذى تحول لمدينةفاضلة آوت واطعمت وأقامت الليل ولكن لم يكن أحد يتصور هذا الكابوس العظيم الذى ماخطر على قلب بشر اوطاف فى خيال وحتى نداءات اللحظة الاخيرة التى ذهبت فى جوف أصوات الرعد وذابت فى قطرات المطر لم تمكن من التدارك فحدس ما حدس أو كما قال. كان الغدر على مطلع الفجر وهناك من فاضت روحه ولم يجف وضوءه على وجهه الوضئ؛ أشرقت الشمس على ظلام امتدت فيه الخيانة وخلف العهد و وتضييع من استجار بتركه لآلة الجهل والقتل والقمع تحت الأضواء الكاشفة والكاميرات المنتشرة و التى لم تكفى الأديب لكتابة تسلسل الغدر والخيانة !!! من قام بهذه الأفعال التى تفوق قدرة الشيطان قادر على أحياء ليلة غدر جديدة فى عشرية الدم والليلة الحرجة!!!! كان الشهيد عباس مدركا لمسئوليته التى مافرط فيها فحاكى عبد الفضيل مع قرب المسافة وتشابه الثبات كأنها أرواح ألفت تلك المساحة للنضال والتضحية فأين نصب عباس!!! لحظتها كان التوقع والحدس خوفا على الثوار والثورة واليوم استدار الزمان وعاد على هيئة الغدر الذى توهط فى الوسيعة حاملا لواء السلم والأمن على لسانه ويغنى على الهارب وآلة الغانون أحلامه التى لن تتوقف عند نائب الأمر الواقع !!! بتلك النظارة السوداء والسيجارة النصف مشتعلة كان يغذى الإعلام بالكذب متحدثا بلازمة الأجواء التى كانت بالنسبة إليه ميزة وعلامة اعتمادا على خلفيته فى علوم أحوال الطقس للخطط والمناورة . كانت تلك الليلة الماطرة كأنما تبكى الشهداء مقدما وتصيح من الم الغدر الذى لايتوقعه أحد وإن كان خياليا فى حرم الحارس الذى أضاع مالنا ودمنا.... لا استطيع أن أقول أن الامطار كانت شريكة عندما قطعت الطريق أمام من هبوا للنجدة لكنها أيضا لن تغسل طريق الطابية وإن هطلت على مر الأيام ,صار المطر هناك نزيف ... هل سيكون الأسبوع ماطرا هل ستأتي اللحظة الحرجة للوجود السكانى هل هناك أكاذيب تغذى من شاكلة كولمبيا حتى لو كانت سيداو وهناك شيطان يغالب فى سلسلته متشوقا للانفلات ... رفع النهر أجساد الشهداء،وصارت كل مشرحة تصيح فى المحيط معلنة عن جثمان شهيد وسيأتي المطر فى ليلة الغدر بالبرق والرعد صائحا لن تذهب الجريمة إلى النسيان فكل يوم دليل من حيث لا يحتسبون . #من يعيق العدالة الانتقالية ؟لم يتبقى الا ان يقول لهم التذكرة علىّ! الخرطوم لاهاى!!!# #هل استقال؟ أَدْهَى الْمَصَائِبِ غَدْرٌ قَبْلَهُ ثِقَةٌ وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَال لا عَيْبَ فِيَّ سِوَى حُرِّيَّةٍ مَلَكَتْ أَعِنَّتِي عَنْ قَبُولِ الذُّلِّ بِالْمَالِ تَبِعْتُ خُطَّةَ آبَائِي فَسِرْتُ بِهَا عَلَى وَتِيرَةِ آدَابٍ وَآسَالِ فَمَا يَمُرُّ خَيَالُ الْغَدْرِ فِي خَلَدِي وَلا تَلُوحُ سِمَاتُ الشَّرِّ فِي خَالِي قَلْبِي سَلِيمٌ وَنَفْسِي حُرَّةٌ وَيَدِي مَأْمُونَةٌ وَلِسَانِي غَيْرُ خَتَّالِ لَكِنَّنِي فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِبَاً فِي أَهْلِهِ حِينَ قَلَّتْ فِيهِ أَمْثَالِي — محمود سامى البارودي" "
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة