|
|
 الركض خلف القطار بعد فوات الأوان !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
|
06:09 AM April, 29 2021 سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الركض خلف القطار بعد فوات الأوان !!
يقال أن الخواجة الإنجليزي قد وصف الإنسان السوداني بأنه ذلك ( السبهلل ) الذي يرتكب الأخطاء الكبرى طوال الحياة ثم يعتمد كلياَ على كلمة ( معليش !!!! ) ،، وذلك الوصف يتطابق بحق وحقيقة على إنسان السودان ،، الأخطاء البشرية تجري على قدم وساق بدولة السودان بمعدلات الوباء ،، ورغم ذلك فالكل في هذه البلاد يبحث عن العلاج والدواء بعد وقوع البلاء والحدث ولا يبحث إطلاقاَ عن أسباب البلاء !! ،، ولا يحاسب إطلاقاَ ذلك المتسبب للأخطاء إنما يدخل في زمرة ( عفا الله عما سلف !! ) وفي زمرة ( معليش هذه المرة !!! ) ،، يحدث ذلك في السودان بمثابة العادة الموروثة لسنوات طويلة ،، ( يا أخوانا باركوها !!! ) ،، يا أخوانا خلوها على الله !!!! ) ،، ( معليش يا جماعة !!! ) ،،
وفي هذه الأيام الجميع يشاهدون عياناَ وبياناَ ذلك التلاعب الكبير في الكثير والكثير من مجالات الحياة بدولة السودان ،، والكل يعرف جيداَ أن ذلك ( التلاعب ) يحدث في البلاد جهاراً ونهاراَ دون سائل يسأل ودون رادع يردع ،، وكذلك الكل يعرف جيداَ حقيقة تلك الجهات العديدة التي تقوم بعمليات ( التلاعب ) في الكثير من مجالات الحياة ،، ورغم ذلك لا توجد في البلاد تلك الجهات الرقابية الصارمة التي تلاحق هؤلاء المتلاعبين وتمنع وقوع الأخطاء والكوارث قبل وقوعها ،، وكذلك لا يوجد في البلاد ذلك الإنسان المسئول الحريص أو ذلك الإنسان ( صاحب الضمير الحي ) الذي يتحرك بهمة الرجال لإيقاف وقتل تلك الممارسات المشينة القبيحة في مهدها ،، ومن الأمثلة لذلك النوع من التلاعب تلك الحادثة الشنيعة التي وقعت لطائرة الخطوط الجوية السودانية ،، حيث تم إعادتها من مطار القاهرة لمطار الخرطوم وهي خاوية لا تحمل من الركاب في متنها إلا راكبة واحدة ،، وقد أجبرت تلك الطائرة لتعود لمطار الخرطوم لأنها كانت تحمل ضمن ركابها سيدة سودانية مصابة بفيروس الكورونا ،، كما تفيد الشائعات بأن تلك السيدة كانت تحمل معها تلك الشهادات الطبية التي تؤكد أنها خالية من ذلك الوباء !! ,, وذلك الخبر العجيب يؤكد أن دولة السودان قد وصل الفساد والتلاعب فيها ذلك الحد الذي يضحك الغنماية !!! ,, ومهما يجتهد المجتهدون ويبرر المبررون فإن تلك الواقعة تمثل قمة الفضيحة لكافة الأطراف المسئولة بدولة السودان ،، والعجيب في الأمر أن هؤلاء المسئولين في البلاد كانوا يعرفون جيدا ذلك التلاعب والتزوير في الشهادات الطبية ،، ورغم ذلك كانوا لا يبالون ولا يكترثون كثيراَ بالأمر !! .. كما أن معظم أفراد الشعب السوداني يعرفون جيداَ تلك الممارسات وذلك التلاعب الذي يحدث في تزوير الشهادات الطبية ،، بل يعرفون جيداَ هؤلاء المتلاعبين والمزورين لتلك الشهادات بالأسماء ،، ورغم ذلك فإن الأمر في عرف أبناء السودان لا يستحق ذلك الجدل في وقت من الأوقات !! ،، ولكن حين تقع الفؤوس فوق الرؤوس يبدأ الجميع في الولولة والانتقاد !! ،، التلاعب والتزوير في الشهادات الطبية بشأن ذلك الوباء الخطير يجري على قدم وساق منذ شهور وشهور في البلاد ،، وهي تلك الشهادات الصحية المزورة التي تؤكد أن حاملها يخلو من فيروس الكورونا ,, وهنالك العديد والعديد من تلك المرافق والمراكز الصحية بالبلاد التي تمنح ذلك النوع من الشهادات الصحية المزورة في مقابل المال والرشاوى ،، وذلك دون أن تجري أية فحوصات طبية ودون أن تقابل حامل الشهادة في وقت من الأوقات !!،، وطبعاَ كالعادة لا يهتم ولا يبالي أحد بتلك التكاليف التي تتكبدها الخزانة العامة حين تعود تلك الطائرة خالية من الركاب ،، والشعب السوداني متأكد مائة في المائة أن تسعة وتسعين في المائة من الركاب المسافرين لخارج البلاد يحملون تلك الشهادات الطبية المزورة !! ,, ولكن الأغلبية من هؤلاء الركاب ( ببركة الشيخ ) وتحت مقولة ( خلوها على الله ) ينجون في تلك الرحلات لأنهم في الغالب الأعم لا يحملون ذلك الفيروس الخطير من الأساس ،، وليس لأنهم يحملون تلك الشهادات الطبية المزورة .
الصحيح والمفروض من تلك السلطات الصحية بالبلاد أن تخصص مراكز صحية بعينها لتكون هي المسئولة فقط عن استخراج تلك الشهادات الطبية في كل الأحوال دون غيرها ،، وإذا تأكدت للسلطات أن تلك الشهادات الطبية مزورة في لحظة من الأوقات فعلى تلك الجهات الطبية المكلفة أن تتحمل كافة التبعات والعقوبات لأنها هي الجهة الوحيدة المسئولة في البلاد ,, وقد جاء الوقت لأبناء السودان أن يتخلصوا من تلك العادة القبيحة ،، حيث عادة التهاون والتساهل وغض الأنظار عن تلك الممارسات الغير أخلاقية التي تجري في البلاد ،، والشعب السوداني يرى ويشاهد بنفسه الكثير والكثير من تلك الممارسات التي تجري في البلاد ورغم ذلك يكتفي بالسكوت في كل الأوقات ،، وبنفس القدر فإن هؤلاء المسئولين في البلاد يعرفون جيداَ ذلك النوع من التلاعب في الكثير والكثير من الأحيان ورغم ذلك لا يملكون مثقال ذرة من النخوة والغيرة التي تدفعهم لملاحقة أمثال هؤلاء المتلاعبين ،، منتهى البلادة في الأحاسيس والشعور لدى هؤلاء المسئولين في البلاد ،، ومنتهى البلادة في الأحاسيس والشعور لدى البعض من أفراد الشعب السوداني .
|
|
  
|
|
|
|
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست