هؤلاء ينقصون قيمة الذات بذلك الإصرار الشديد في التواجد !!
الغالي والمرغوب حقاَ وحقيقة لا يتواجد إطلاقاَ في أسواق الكساد ،، ولا يحتاج للدعاية والإعلان حتى يباع ويشترى ،، أما ذلك المرفوض الغير مرغوب فهو الذي يحتاج عادةَ لذلك النوع من الدعاية وتحسين الصورة والمواصفات ،، وهنالك أشخاص بدولة السودان تجري عليهم تلك الصورة الهزلية ،، حيث يظن البعض أنه يملك تلك المؤهلات التي لا يملكها الآخرون ،، فإذا به يجد الذات غير مرغوباَ في أسواق المهارات والكفاءات ،، وخاصة حين يدعي ويزعم بأنه الأفضل والأفضل من خلائق البشر !! ,, وتلك الأفضلية لا يحكم بها أصحاب الشأن العقلاء في أي بلد من البلدان ،، أنما يحكم بها الآخرون أصحاب الرأي الذين يعرفون الأسرار والحقائق ،، ومع الأسف الشديد هنالك من الناس من يدعي تلك المؤهلات والكفاءات ثم حين يحكم الآخرون بغير ذلك يصر مستكبراَ ثم يقيم تلك الزوابع الفارغة في الفناجين ،، فمثل ذلك الإنسان يشوه صورة الذات بتلك الأساليب التي لا تليق بالكبار ،، حيث تلك المحاولات وذلك الإصرار الشديد للتواجد رغم أنف الآخرين ،، وأصحاب المؤهلات والكفاءات العالية المحترمين في أية دولة من دول العالم يركض الناس خلفهم حتى يتولوا وزارة من الوزارات أو منصباً من تلك المناصب العالية أو وظيفة من تلك الوظائف الهامة ،، أما في هذه البلاد المنكوبة فالبعض من هؤلاء يركض خلف تلك الوزارات وتلك المناصب والوظائف وفي نفس الوقت يظن أنه هو الأوحد الذي لا يماثله أحد ،، وأمثال هؤلاء يتشبثون بتلك الوزارات والمناصب والوظائف ثم يعضون عليها بالنواجذ بطريقة تجلب الغثيان في النفوس !! .. في بلاد العالم يتمسك العقلاء من الناس بعزة النفس ولا يرخصون الذات في لحظة من اللحظات ،، وذلك الوزير أو المسئول الذي يتولى منصباَ من المناصب أو وظيفة من الوظائف ثم يستغنى عنه لسبب من الأسباب يغادر تلك الوظيفة وذلك المنصب بمنتهى الرضا والأريحية التي تليق بالرجل المحترم الذي يعرف قيمة نفسه ،، ولا يبدي إطلاقاَ ذلك التذمر وذلك الإصرار بالتواجد والتشبث بالمنصب والوظيفة رغم أنف الآخرين ،، بل أكثر من ذلك ففي بعض الدول المتقدمة فإن هؤلاء ( الرؤساء والوزراء ) يبادرون بالاستقالات من تلقاء أنفسهم إذا أحسوا في لحظة من اللحظات بأن تواجدهم في تلك المناصب والوظائف يسبب الأضرار أكثر من المنافع ،، وخاصة إذا أصبح تواجدهم موضع جدل ومناكفات بين أفراد الشعب حول قضية من تلك القضايا ،، ولا يتشبثون إطلاقاَ بتلك الوظائف والمناصب ويعضون عليها بالنواجذ حتى النخاع لدرجة الغثيان كما يحدث في هذه البلاد ،، وذلك الإنسان عزيز النفس والكرامة لا يتواجد إطلاقاَ عند الأبواب بعد الاستغناء بتلك الطريقة المهينة المشينة المذلة ،، وصاحب المقدرات والمقام الكبير لا يخشى إطلاقا من عثرات الأحداث ،، فتلك الأحداث متوقعة في أية لحظة من اللحظات لدى العقلاء من الناس ،، والحكماء من الناس يقولون : ( فرفرة الديك المذبوح ) عيب في مواقف الرجال .
الشعب السوداني في هذه الأيام يلاحظ كيف أن البعض من هؤلاء يقاوم قرارات الاستغناء بطريقة غير عصرية وغير حضارية ِ،، وذلك الأسلوب لا يليق إطلاقاَ بمن يدعي تلك المؤهلات والمكانة العالية ،، في الماضي القريب كان أبناء السودان المؤهلين الواثقين في مقدراتهم وخبراتهم لا يركضون كثيراً خلف تلك الوزارات والمناصب العليا ،، بل كانوا دائماَ وأبداَ يظهرون ذلك التزهد وذلك الرفض عند الطلب والحاجة إليهم ،، أما في هذه الأيام فمع الأسف الشديد يجد الشعب السوداني من يركض خلف تلك الوزارات وتلك الوظائف بطريقة شغفة وقبيحة للغاية ،, وإذا تمكن من تولي وزارة من الوزارات أو وظيفة من تلك الوظائف العليا يتمسك ويتشبث بها بطريقة مخزية وفاضحة ،، ولا يتعامل مع الحدث بعزة النفس والكبرياء ويرفض ذلك التواجد في وزارة أو في وظيفة هو غير مرغوب فيها ،, ورغم تلك الحقيقة القاسية المريرة فلا يجوز إطلاقاَ وضع الجميع في سلة ( البيض الفاسد ) ،، فهنالك بين أبناء السودان من كانوا بمقدار المقام وعزة النفوس ،، حيث هؤلاء البعض من أبناء السودان المحترمين الذين استقالوا وتركوا تلك الوزارات والوظائف بطريقة عصرية ومحترمة للغاية تستحق الإشادة والتقدير ،، ولم يصروا ليتواجدوا عند الأبواب بعد المغادرة بتلك الطريقة المهينة المخزية الفاضحة المبكية التي لا تليق بالكبار ،، والبعض منهم قد قدم استقالته ثم غادر الوزارة والوظيفة بمنتهى الهدوء والوقار ،، وذلك دون أي ضجيج وزوبعة ،، وبحق وحقيقة فإن أمثال هؤلاء يمتازون أدباَ وسلوكاً قبل أن يمتازوا تأهيلاَ وأداءَ ،، وآخرون من أبناء السودان قد خذلوا الشعب السوداني بتلك الأساليب الصبيانية التي تعادل ( الجرسة ) كما يقال بالعامية السودانية ،، فهؤلاء قد سقطوا في أعين الشعب السوداني بتلك التصرفات والمواقف المشينة الغير مقبولة ،، حيث أحدثوا في الأيام القليلة الماضية الكثير والكثير من تلك الزوابع الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر ،، ولا ترفع من مقامهم وشأنهم في لحظة من اللحظات .
في عرف الشعب السوداني فإن ذلك الرجل الذي يستحق الاحترام والتقدير هو ذلك الرجل الذي يركض الناس خلفه حتى يتولى وزارة من الوزارات أو وظيفة من الوظائف ،، وليس بذلك الرجل الذي يركض خلف المناصب والوزارة ويتشبث بها كالأعمى مع العصا ،، وصاحب المؤهلات بحق وحقيقة لا يحتاج إطلاقاَ أن يعرض نفسه للمهازل ،، ولا يجتهد لكي يكون موضع رفض أو قبول في المزاد العلني ،، وشتان شتان بين عزيز نفس يرفع الرؤوس بمواقف التزهد والاستغناء وبين متلهف شغوف يبكي طوال الليل والنهار حين لا يكون هو المطلوب !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست