|
يا نصر(الدين), نصرة الدين ليست كما يحدث الآن على منابر الجمعة بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
|
11:54 AM April, 12 2021 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
للأسف إنَّ نصر(الدين) وزير وزارة الشؤون الدينية غافل عن دوره تجاه منابر الجمعة و تركها على هوي دعاة الفتنة الصامتين طيلة حُكْم الاستبداد و الفساد و القتل و نهب الاموال العامة وغير ذلك, ليصعدوا بعد الثورة و يقولوا ما يشاءون, في اساءة للدين و الوطن و اثارة للفتنة الدينية مستغلين عقول البسطاء, فيا(نصر الدين), الدين في حاجة لمن ينصره و لكن ليس كما يحدث الآن على منابر الجمعة. و ما يحدث على المنابر يا نصر(الدين) بالطبع غير(مُفْرِح). إنَّ في كثيرٍ مما يقال على منابر الجمعة فيه تضليل و تأجيج للفتنة و تحريض على القتل و غير ذلك مما يسئ للإسلام قبل ان يسئ للثورة, و مَن يسئ للدين و الثورة فقد أساء للشعب كله الذي اطاح بأفسد و اسوأ نظام عرفه السودان بل العالَم و لن يتكرر بإذن الله. و مسؤولية هذا التهريج و الاساءة للدين و الوطن تقع على(نصر الدين)مفرح, و قد ترك ذات المنابر التى كانت طيلة عهدها بنظام البشير بوقاً يساعد على الباطل الخارج عن مبادئ الدين كإباحة القروض و ارتزاق الجيش بالآلاف ليقاتل الشعب اليمني المسلم و معلوم ما هي عاقبة هذا القتال, فعن أبي بكرة قال: (قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وسلم: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل والمقتول في النار فقيل: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال : إنه كان حريصًا على قتلِ صاحبِه). و طوال فترة النظام البائد لم يتفضل و لا واحدٍ من علماء السلطان بكلمة حق أَمَام ذاك السلطان الجائر, و ربما انهم يجهلون أنَّ أفضل الجهاد كلمة حق عند إمَامٍ جائر. و كيف ينبسون بالحق و هُم يقبضون ملايين الدولارات من رموز النظام البائد و رئيسه بينما عامة الشعب محرومة من الدواء و غيره! و في الحديث الذي رواه البخاري عن أنس , قال: قال رسول الله: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره), و الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) و بمثلما كان صمت علماء السلطان في فترة النظام البائد, ما كان لهم أي دور دعوي لخدمة الدين و نحن نقرأ و نسمع للمئات بل الآلاف من العلماء و الباحثين في علوم القرآن و السُنَّة فلا نجد مِن بينهم سودانيا واحدا سوي ما تتناقله الوسائط بالتندر مِن هؤلاء الصاعدين على المنابر, فهذا معرف بالتّفل و اللعن و ذاك يقسم بالله بسقوط حكومة الثورة قريبا و كان قَسَمه هذا في بواكير تكوين الحكومة, أو الذي يكفّر و آخَر يحرّض على قتل مسلمٍ أَعْلَم بالإسلام منه. و لقد ورِثوا هذه المنبر مِن النظام البائد و لا يزالون يتباكون على نظامهم الذي كان سخيَّا لهم مِن مال الشعب, و إذا كانوا لا يستحون و لا يودون التوبة لماذا يترك نصر(الدين) لهم المنابر يسيئون للإسلام و الشعب. و منابر الجمعة التى اصبحتْ تُكَفِّر الحكومة التى جاء بها الشعب و ليس -مثل المُطَاح بها- بإستيلاء للسلطة بالغدر و الخيانة مِن علَى ظهور الدبابات, كان تكفيرها موجها للصوفية, و بعضا من الصوفية- و ببالغ الأسف عليها- انضمت اخيرا لذات الفئة التى كانت تكفرها ليكفِّروا مَن سواهم. و نقول بأنَّ الكثير مِن معتلي المنابر إنْ لم يكن جميعهم فاشلين في تقديم خطب جمعة تفيد المصلين خاصة الجهلاء منهم بأمور دينهم, و الناظر لغالبية المصلِّين خاصة في مساجد التكفيريين الدواعش تجدهم لا يحسنون الصلاة بل لا يعرفون اركان الصلاة و لا يؤدونها كما ينبغي, و لعل علماء السلطان التكفيريين يعرفون أنَّ إغفال أي ركن من الصلاة يبطل الركعة و لا يجبرها سجود سهو, أمَّا إنْ لم تُكَبِّر تكبيرة الاحرام فكل الركعات باطلة, و لعلهم قرأوا أو سمعوا تلك الرواية عن قول النبي صلي الله عليه و سلم لرجل لم يؤدِ اركان صلاته بالوجه المطلوب: (صَلِّ فإنك لم تصَل), و هو القائل : (صلَّوا كما رأيتموني أُصَل), و هذه المنابر فشلت في الارشاد و التوجيه لنبذ ما تفشي في السودان من عنصرية و قبلية و حُب النفس و حُب السلطة و كلها حَذَّر منها الإسلام. و علماء السلطان هؤلاء شركاء في ما يحدث سنويا للحجاج السودانيين مِن اكْل اموالهم بالباطل و تقاعس أمراء الحج عن مهامهم في الاراضي المقدسة, بل و ضياع بعضهم, إضافة الى جهل معظم الحجاج السودانيين بشعائر الحج, فلا هذه المنابر التى تصرخ الآن بالوعيد و التحريض بالقتل علَّمتهم امور دينهم و لا هي نصحت الحاكم, و في حديث أنس قال: قال رسول الله لي الله عليه و سلم: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره) و علماء السلطان المعزول كانوا شركاء في فساد النظام البائد و داعمين له و الساكت عن الحق شيطان اخرس, و في سورة المائدة78-79 (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ , ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ , لَبِئْسَ مَا كَانُوا يفعلون), غير انَّ ذاك الصمت تحوَّل بعد الثورة الى فجور متناسين قوله تعالي: ( و جادلهم بالتى هي احسن) و الضمير يعود للكفار فما بالك ان كانت المجادَلَة مع مَن يشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله, كما انهم نسوا الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ( ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ). و قد رُوِي عن احد علماء المسلمين قوله: (إن الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة و ﻻ ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنه). وقال الإمام الذهبي : (قُلْتُ: فَرِحنَا بِمَصِيْرِ الأَمْرِ إِلَيْهِم ، وَلَكِنْ - وَاللهِ - سَاءنَا مَا جَرَى ؛ لِمَا جَرَى مِنْ سُيُولِ الدِّمَاءِ ، وَالسَّبْيِ، وَالنَّهْبِ - فَإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ - فَالدَّولَةُ الظَّالِمَةُ مَعَ الأَمنِ وَحَقنِ الدِّمَاءِ ، وَلاَ دَوْلَةً عَادلَةً تُنتَهَكُ دُوْنَهَا المَحَارِمُ ، وَأَنَّى لَهَا العَدْلُ ؟. و نختم بهدية قرآنية لعلماء السلطان المعزول تجار الدين و الفتنة بالآيتيْن 4و5 من سورة الاعراف: (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ. فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) و الآية51 مِن نفس السورة: (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا , فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)
|
|
|
|
|
|