. أكثر ما ظللت أكافح بالكلمة ضده طوال سنوات حُكم الكيزان ما زال حاضراً وبقوة في سودان ما بعد الثورة.
. أعني التجهيل وتسطيح العقول واستغلال الفقر والترويج لرجال مال أثروا فجأة ودون مقومات ومؤهلات حقيقية للنجاح في عالم الأعمال.
. نعلم جميعاً أن الكثير من الأسماء التي ملأت الدنيا ضجيجاً خلال السنوات الماضية لم تفعل ذلك بسبب الإمكانيات العالية أو الموهبة الإستثنائية، وإنما لأن (اللانظام) الذي حكم البلاد في الثلاثين سنة الماضية اعتمد نهجاً محدداً بات معروفاً للجميع ولا يحتاج لإعادة شرح أو توضيح.
. واعتمد حكامنا المفسدين على إعلاميين أرزقية كان ولا يزال جُل همهم اكتناز الأموال حتى وإن أدى ذلك لدمار الوطن وهلاك أهله.
. فكان طبيعياً أن يصبح نجومنا في مختلف المجالات من سياسة، فن، إعلام، رياضة وغيرها ثلة من الفاسدين وفارغي العقول.
. حتى مؤسساتنا الأكاديمية لم تسلم من بعض أقزام سيطروا على المشهد مع إبعاد متعمد للأكفاء في كافة المجالات.
. وقد وجد بعض أثرياء الغفلة ضالتهم في أنديتنا الكبيرة لأن الحاكمين أرادوا تجهيل جماهير الكرة العريضة.
. وحظي أولئك الأثرياء _ الذين افتقدوا للفكرة والمؤهلات الأخلاقية_ عوناً مقدراً من صحفيين يمشون بين الناس بضمائر شبعت موتاً كانوا وما زالوا يتقلبون في المواقف من أجل الكسب المادي غير المشروع.
. و الكاردينال كما تعلمون كان واحداً من رجال المال الذين تماهوا مع اللصوص والمجرمين الذين حكموا البلاد واستفاد من فسادهم لأبعد مدى.
. ولأن الناس في بلدي صاروا يميلون إلى من عنده المال وجد هذا الكاردينال الطريق ممهدة لرئاسة نادي الحركة الوطنية الذي كان يديره فيما مضى أصحاب العقول الراجحة والمؤهلات الإدارية العالية.
. ولكي يضمن الكاردينال استمراره في رئاسة نادٍ ربما ما لم يكن ممكناً أن يفكر في مجرد نيل عضويته لولا حُكم المفسدين الذي دمر كل جميل فينا.. لكي يضمن استمراره استعان بآلة إعلامية ممن يشبهونه أخلاقياً (على الأقل) فنجح في مسعاه بدعم كامل من عائلة (الساقط) البشير.
. وخلال سنوات رئاسته للهلال عاش النادي أسوأ فتراته وتدهورت أوضاعه من كل النواحي وليس على صعيد فريق الكرة وحده.
. وقد كانت دهشتنا كبيرة لصمت الأهلة تجاه العبث الذي مارسه الكاردينال وشلته في هذا النادي الرائد، وظللنا نبه لخطورة ما يمكن أن يصيب هذا النادي الكبير من أضرار دون أن يجد ما كتبناه الأذان الصاغية.
. وبعد سقوط الطاغية وعصابته الكريهة توقعنا أن يفطن السودانيون ويتعاملوا بالحسم مع هذه النوعية من البشر الذين ساهموا بشكل أو بآخر في كل الدمار الذي لحق بنا.
. توقعت أن ينتفض الأهلة ويفرضوا على الكاردينال وأمثاله مغادرة ناديهم العريق.
. وقد تحقق ذلك بعد زمن ليس بالقصير، لكن المؤسف أن هذه الفئة من أثرياء الغفلة تمددت بدلاً من أن تنزوي في ركن قصي.
. ومثلما استغلوا أنديتنا الكبيرة لتحقيق مكاسب شخصية لا علاقة لها بالمصلحة العامة رأيناهم يفكرون فيما هو أبعد من ذلك، بلعب أدوار سياسية بعد أن لمسوا تهاون هذا الشعب الذي اقتلع شبابه أكثر أنظمة السودان دموية بسلمية أدهشت كل العالم.
. لكن المؤسف أن هناك دائماً أشخاصاً يتصفون بدناءة (مُقرفة) كانوا على الدوام سبباً في صعود من لا قيمة لهم لمواقع لم يستحقونها.
. لم أستغرب لمحاولات الكاردينال وغيره من أثرياء فترة الكيزان للعب مثل هذه الأدوار، لكن ما صعقني حقيقة هو تجاوب الكثير من أبناء شعبنا مع هؤلاء.
. أتعجب كيف يطيب لرجل ذا شوارب أن يتبختر وسط الناس بعمامة ناصعة البياض وجلباباً غالي الثمن، وأن يدخل على أولاده وزوجته وينظر في أعينهم وهو الخادم المطيع لبعض الأثرياء الذين دعموا وساندوا من قتلوا شهداء الوطن الأبرار!
. كيف يتصالح هؤلاء مع أنفسهم وهم يفتحون أيديهم للمفسدين والمجرمين ويسوقون لهم ويسعون لجر البسطاء لمناصرة المفسدين وجعلهم زعماء!!
. مخجل، بل مرعب ما يفعله بعض كبارنا بمختلف مناطق السودان.
. وليعلم هؤلاء أن الخالق سوف يسألهم يوم لا ظل إلا ظله عن خيانة وطنهم وأهلهم.
. فالوطن يمر بمرحلة بالغة الخطورة، وكل من يساهم أو يخدم هذا الاصطفاف القبلي والمناطقي الذي بلغ ذروته يعد مجرماً يعمل على تمزيق الوطن وشرذمته.
. إستحوا على وجوهكم يا هؤلاء وخافوا الله في أهلكم، فالفتات الذي يلقي لكم به حميدتي والكاردينال وغيرهما لن ينفعكم في ذلك اليوم الموعود.
. في زمن مضى ظل بعض المستنيرين يرددون أن الكرة لعب و لهو ولذلك سيطر على المشهد فيها الأقزام، فإذا بنا نتأكد جميعاً من أن الأقزام صاروا سادتنا في كل مجال والسبب هو تهاوننا ووضاعة ودناءة بعضنا ممن يبيعون الوطن وقضاياه برخص التراب.
. الكاردينال الذي ظل يتراقص مع البشير وعبد الرحيم في وقت كان شباب الوطن الأوفياء الشجعان يواجهون فيه آلة القتل يحظى بإستقبالات حافلة من أهلنا في الشمال!!
. خجلت لكم والله يا أهل الشمال، ففي وقت مضى كنتم كغيركم من مواطني هذا البلد تقيمون الرجال بمواقفهم ونبلهم وسمو أخلاقهم لا بمقدار ما يملكونه من مال.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كمال الهدي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست