البحث عن موكيتو- قصة بقلم:د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2021, 04:50 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2497

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البحث عن موكيتو- قصة بقلم:د.أمل الكردفاني

    04:50 PM March, 28 2021

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر






    لقد استعار سيارته البارحة، جاره البولندي السخيف، الذي يتسول كل شيء حتى كيس الملح. وها هو الصباح يقف أمام باب منزله في انتظار عودة جاره بالسيارة ليذهب هو إلى عمله، عاد جاره ولكن بسيارة أخرى تجر سيارته خلفها فوقع قلبه من صدره.
    - لا أعرف كيف أعتذر يا جاري العزيز..ولا أعرف كيف أُعَوِّضُك..لكنني سأفعل يوماً ما..أقسم لك..
    امتقع وجهه ودون أن يجيب على جاره استقل سيارة أجرة حتى بلغ مكان عمله، ليستقبله مديره مباشرة:
    - هل تعلم بأننا في مأزق..إنك لا تكترث أبداً بالشركة التي تعمل فيها..الشركة تنهار وأنت تأتي متأخراً إلى العمل.
    صاح:
    - أنت الذي دمر الشركة لأنك لص..
    - ماذا تقول؟
    - أقول ما قلته..فأنت حرامي..سأكتب استقالتي الآن...ولو حاولت المساس بي فسأكشف كل الأوراق للمساهمين..
    كتب سطرين على ورقة صحيفة وذيلها بإمضائه ثم رماها على طاولة المدير وغادر الشركة.
    موكيتو ذو الكرش الصغير تفاجأ بباب منزله مفتوحاً، ليجد على الطاولة رسالة من زوجته تعلمه فيها بمغادرتها مع عشيقها البولندي هي وابنتهما الصغيرة. ولم تنسَ القطة كلينكش، فقد حجز لها -البولندي وهو يعمل في منظمة دولية- مساحة في مخزن شحن الحيوانات بالطائرة. كما أنها أيضاً لم تنس المصاغ الذهبية التي اشتراها موكيتو لها في عيد زواجهما السادس والأعياد السابقة، فأخذتها وأخذت معها اللاب توب الجديد الذي اشتراه قبل أسبوع، وهاتفاً محمولا لم يستعمله بعد. فضلاً عن جواربه التي أهداها له جده، وشاشة ال LED والمايكرويف متوسط الحجم وهو لا زال مغلفاً لم يُفتح بعد. ويبدو أنها كانت متعجلة فقد نسيت الريموت. فقال موكيتو متعجباً:
    - وماذا سيشتري لها هذا البولندي بعد أن أخذ مني كل هذه الأشياء.
    وهكذا وجد قدميه تقودانه نحو منزل جده، فحكى قصته له ولابن أخيه الذي قدم من نيانزا إلى نيروبي لإكمال دراسته. هذا الشاب الصغير لم يهتم كثيراً للكارثة التي ألمت بعمه بل أخذ يسأل:
    - هل بولندا تابعة للاتحاد الاوروبي؟
    فقال موكيتو:
    - اعتقد ذلك..
    قال الشاب:
    - إذا اتصلت بك اخبرها أن قيشينجا يرغب في الحصول على منحة دراسية هناك..
    فحدجه موكيتو بعينين محمرتين ثم قال:
    - سأقتلك..
    غضب قيشينجا وفتح التلفزيون ليشاهده وعقله يوسوس له:
    - هذا عم حقود وحاسد ولا فائدة منه..
    أما موكيتو فغادر منزل جده دون أن يجد فيه أي سلوى، ذلك أن جده قد أصيب بضعف السمع، فلم يسمع ما قاله.
    في صباح اليوم التالي تحركت عربة ضخمة للأمام وهي تجر وراءها سيارة موكيتا المحطمة.
    كان خطؤه الوحيد هو أنه هجر كل أصدقائه منذ أن تزوج نانسي، فتذكر حديث ناتوري معه على الهاتف:
    - هجرتنا من أجل امرأة وستعرف يوماً ما أن صحبة الرجال بألف امرأة يا موكيتو..
    وبتردد اتصل بناتوري الذي رد عليه ببرود.
    - أعلم أنكم غاضبون مني يا أصدقاء ولكن..
    - من أنت؟
    - انا موكيتو يا صديقي..
    - أخطأت الرقم..آسف..
    - لا تكن قاسياً يا ناتوري..
    - من يخون أصدقاءه مرة لا يمكن الوثوق به مرة أخرى..
    - أنت لا تعرف شيئا يا ناتوري..
    - هذه جملة يكررها الكذابون..أرجوك لقد انتهى كل شيء..
    وبما أن ناتوري لم يغلق الخط فقد أدرك أنه أراد أن يلقنه درساً فقط..
    وهكذا اتفقا على اللقاء جميعا هو وجالي وموكامي لتنسيق رحلة إلى محمية ماساي مار وقضاء عطلة لطيفة هناك.
    ومن النُزل، عبرو بتصاريحهم بوابة العالم الطبيعي، حيث كل شيء لا زال طازج الوحشية، الشمس المذهلة تضيئ الأدخال، وبعض القفار تبتعد قليلاً عن بعض الأهوار، وداخل سيارة اللاندروفر المحاطة بسياج حماية فولاذي قبع موكيتو وأصدقاءه القدامى وبعض السياح ، فسارت بهم العربة الهوينا، ليراقبوا ما يظهر من على البعد من حيوانات برية، تحاول الإنسانية بحمايتها أن تتجاوز مستقبلها الحتمي بسكنى كواكب أخرى مهجورة. قطيعُ غزلان يرتع ويشرب من بقايا ماء مستنقعات ستجف بعد حين، وفيلان ينضمان لقطيعهما الذي تحمم بالطين. السنورات تراقب من بعيد، وبعض الطيور والعصافير تهبط فوق ظهور الكائنات الضخمة. ثم رفعت الغزلان رأسها وتشممت الهواء ناصبة أذانها لأعلى، فتفرقت باقي الحيوانات حين اشتمت رائحة لبؤتين من بعيد، قبل أن تنقض اللبؤتان على قطيع الغزلان الذي فر وهو يثير التراب من تحت أقدامه الرقيقة، لتلحق اللبؤتان بغزال متوسط الحجم فتحاصره لتفصله عن قطيعه، وبالفعل انفصل الغزال وهرول بلا جدوى في قفزات متعرجة حتى انقضت عليه لبؤة فغرست أنيابها في حلقه.
    هنا صاح موكيتو:
    - اللعنة أيتها اللبؤات الحقودة..
    ثم انتزع بندقية الحارس وفتح كوة العربة وهرول مطلقاً رصاصات قاتلة على رأس اللبؤة فجزعت الأخرى وفرت.
    وجم أصدقاء موكيتو وباقي السياح وصاح الحارس:
    - ماذا فعلت يا مجنون..
    لكن موكيتو ابتعد وهو يصيح:
    - سأعيد للأرض عدالتها..
    قال موكامي:
    - ما فعلته جريمة..
    رد عليه:
    - لن يقبضو علي..سوف لن أبرح هذه الغابة حتى أنشر فيها العدالة والسلام..
    غمغم ناتوري:
    - يبدو أنه اصيب بالجنون بسبب زوجته..
    فقال جالي:
    - وفقده لوظيفته وسيارته وتقريبا كل أثاثه..
    وحين اختفى موكيتو بين الأدغال، اتصل سائق العربة بالجنود، لتمشيط الغابة:
    - ستفترسه الحيوانات المتوحشة إذا حل الظلام..ربما لن يستطبع مقاومتها ببضع طلقات..
    وحين باءت كل المحاولات في إيجاد موكيتو، استسلم الجميع للأمر الواقع وتخلوا عن البحث.
    ....

    لقد ولد أجدادنا في هذه الغابات، وولدنا فيها، وعلينا أن نقاوم شراستها باستمرار يا كيكي..
    كان يطعم الشمبانزي الذي ولد قبل شهرين بعض الثمار الممضوغة. ثم رفع عينيه المتورمتين إلى قمة الأشجار العالية:
    - كنت في الكشافة، ولداً صغيراً سعيداً، وأحببت فتاة جميلة، لكنها فضلت أحدهم علي، كان ذلك أول شعور لقلبي بالإنكسار. لكنني ظللت صامتاً وصامداً..هيا كلي يا كيكي الحبيبة..لا.. لا تريدين.. ظللت جباناً طيلة حياتي بعد ذلك..لأنني لم أجد انسانا يمنحني الثقة..هذه الغابة أكثر أماناً من نيروبي..وجهك جميل يا كيكي..يشبهني..نصفه بشري ونصفه شمبانزي..ولكن لا أعلم الكثير عن عقلك..ربما تمتلكين ذكائي البشري أو غباء أمك.. النساء دائماً قويات الجينات أكثر منا نحن الرجال.. النساء حمقاوات.. لا تموئي كالقطط فأنتِ لستِ مثل كل النساء.. أنتِ ابنة موكيتو العظيم..طرزان الأسوَد ملك الغابة والذي ينشر فيها العدالة والسلام..تأخرتِ يا كيكي عن موعد تسلقك للأشجار..هذا قصور بشري على ما أعتقد..هجرتني أمك القردة كغيرها من النساء..ولكنك لن تفعلي..أليس كذلك يا كيكي؟ ها.. أليس كذلك؟
    أغمضت كيكي عينيها بعد أن تثاءبت وغفت. فحملها ووضعها على عش معلق فوق غصن متين، لقد صنع لها هذا المهد خصيصاً.
    - آه يا كيكي..أمك شمت رائحة بشرية فيك فهجرتنا..
    تسلق الأشجار ورأى حماراً وحشياً يشرب من جدول ماء صغير فحاصرته الضباع فجأة، حينها حمل موكيتو نشابه وحربته وهرول نحوه مطلقاً سهامه المشبعة بسم بعض مخلفات الطحالب. فاضطربت الضباع وفرت ثم تلاها الحمار الوحشي.
    - لا تترك قطيعك أبداً أيها الحمار الوحشي.
    كانت الحيوانات المفترسة تتضور جوعاً بسبب موكيتو وبدأت تأكل بعضها وموكيتو ينظر لها بمقت ويقول:
    - فلتموتي أيتها الكائنات الشريرة..هذا ما يناسبك بالفعل..
    وعلى الجانب الآخر بدأ النقاش حول ارتفاع أعداد الحيوانات العاشبة ونقصان الحيوانات اللاحمة، وقد أكد الجميع ان سبب هذا الاختلال البيئي سببه وجود المجنون موكيتو منذ ثلاث سنوات داخل المحمية، لذلك أتفق الجميع على ضرورة القبض على موكيتو أو قتله.
    وبمساعدة من الجيش وقوات من الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى تعني بحماية البيئة، بدأت عملية واسعة لتمشيط المحمية. لم يكن لموكيتو أثر على شاشات الأقمار الصناعية رغم استعمال تكنولوجيا الكشف الحراري. ويبدو كما افترض أحدهم أن موكيتو يدهن جسده بالطين ويبلله بالماء..غير أن هذا الافتراض قوبل بالرفض.
    كانت الحيوانات المفترسة قد أدركت بأن بقاء موكيتو في المحمية يعني هلاكها، ولذلك حدث بينها اتفاق غير مكتوب على ضرورة قتله، وهكذا تجمعت للانطلاق بحثاً عنه.
    الحيوانات العاشبة أصابها الرعب حين رأت البشر والحيوانات المفترسة قد تجمعت وتحالفت لقتل موكيتو فتجمعت بدورها وقررت الفرار من أرض المعركة متخلية عن موكيتو.
    الحشرات أدركت أن وجود موكيتو يمثل خطراً داهماً على جحورها وقناطيرها، فأخذت تلسعه كلما اقترب منها لتدفعه إلى الخروج من مناطقها..
    وهكذا لم يعد لموكيتو من مهرب.. فحمل ابنته كيكي وحفر حفرة واختبأ داخلها، لكنهم كانوا قد حاصروه.
    - السيد موكيتو..أخرج ولن نقتلك..لا تحاول المقاومة.. ومن الأفضل أن تسلمنا ابنتك حتى لا تلقى حتفها إن أصررت على المقاومة..
    تحرك الغطاء الترابي للحفرة وأخرجت يد موكيتو ابنته كيكي التي قفزت بسرعة وارتمت في أحضان أحد الجنود..الذي قال:
    - والآن يا سيدي الضابط؟
    - إنه بذلك يرفض الاستسلام..
    - ألا نمنحه فرصة أخيرة..من أجل هذه الصغيرة على الأقل حتى لا تتربى يتيمة..
    هز الضابط رأسه، فصاح الجندي عبر مكبر الصوت المحمول:
    - هذه فرصتك الأخيرة يا موكيتو.. لا تقاوم..من أجل ابنتك الجميلة على الأقل..
    صاح موكيتو كقائد عظيم:
    - سأقاوم.. سأقاوم فلدي رسالة عظيمة.. رسالة العدل والسلام..
    حمل موظف أممي مكبر الصوت وقال:
    - أنت واهم.. عالم الغابة عدالته مختلفة..وبغير افتراس الحيوانات لبعضها سيختل التوازن البيئي..
    حينها رفع موكيتو رأسه خارج الحفرة وهمس:
    - اعرف هذا الصوت جيداً..
    ثم صاح:
    - أيها البولندي القذر..
    ثم جهز نشابه ليطلق سهماً في صدر الموظف، حينها اخترقت مئات الرصاصات صدر موكيتو.. وسقط داخل حفرته وفمه مفتوح نصف فتحة..

    (تمت)























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de