ولكن ليس بالسوط يامدير شرطة الخرطوم!! بقلم :حيدر الشيخ هلال

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 00:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-27-2021, 05:18 PM

حيدر الشيخ هلال
<aحيدر الشيخ هلال
تاريخ التسجيل: 09-27-2014
مجموع المشاركات: 87

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ولكن ليس بالسوط يامدير شرطة الخرطوم!! بقلم :حيدر الشيخ هلال

    05:18 PM March, 27 2021

    سودانيز اون لاين
    حيدر الشيخ هلال-قطر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تحضرني حادثة كنت شاهدا عليها في نهاية تسعينيات القرن المنصرم ، في احدى نهارات الخرطوم القائظة والحافلة تتهادى بنا بطيئة وهي تئن جراء صعودها كبري امدرمان الجديد والسكون والصمت يلف الركاب لا يعكر صفوه الا صوت محرك السيارة المكبوت ، إذا بصرخة لفتاة تشق ذلك السكون وتقطع علينا حبال تفكيرنا الصامت:

    - ارفع يدك ياقليل الادب!! انت ماعندك اخوات!!؟ يا قليل الحياء!!

    اشرأبت الاعناق تجاه ذلك الصوت حيث كان يجلس رجل اربعيني مجاورا للفتاة التي صرخت وهو يغمغم خافضا صوته بقدر المستطاع بكلام غير مفهوم يبدو انو يهددها لتصمت ..

    ولكن الفتاة لا تصمت وانهالت عليه بسيل من الشتائم والتقريع .. وحيث اننا في تلك اللحظة كنا في بداية الجسر لم يكن في الامكان ان تتوقف الحافلة لينزل ذلك الراكب التعيس عندها تدخل البعض لحل الاشكال فتبرع له احد الشباب بمقعده ولكن الرجل الذي لم يكن مستطيعا ان يرفع وجهه خجلا رفض العرض حتى لا يراه الركاب وظل خافضا وجهه الى ان وصلت الحافلة لمكان تستطيع التوقف فيه فنزل على عجل وهو يداري وجهه بيديه ومن حسن حظه كان يجلس في المقعد قبالة الباب مباشرة .

    الكل عرف ماذا فعل!!

    الفتاة المستشيطة غضبا في حوالي العقد الثالث من عمرها ترتدي قميصا ولا تضع على رأسها خمارا او ( طرحة ) كما يحلو لنا تسميتها او غيره من الصور النمطية التي تصبغ على الفتاة وبحسب ثقافة سادت في تلك الازمان صفة ( محترمة )، وعلى غرار هذا التنميط الغبي أن تكون فتاتنا الصارخة ( مومس ) هو احتمال وبالتالي فان حق الوقاحة معها فهو مشروع لكل صاحب نفس وضيعة يتجرأ عليها دون ان يطرف له جفن.

    فالرجل والفتاة هم في الحقيقة ضحايا لثقافة الضجيج التي مارستها الانقاذ فترة ثلاثون عاما عندما اجتهدت في افراغ الانسان السوداني من موروثه الاجتماعي والديني الحقيقي وعبئته بشعارات زائفة تعلي قيم النفاق وتحط من قدر البناء التركيزي الذي يهتم بوضع اللبنات الايماينة والاخلاقية الاساسية التي بدورها سنتنج انسان يعرف قيمته الانسانية بالتالي فهو مخول لاحترام انسانية الانسان اين وكيف ما كان.

    الذين يصورون ان الدين والاخلاق هما ( سوط ) يوضع في يد احدهم ويعطيه كامل الحرية في التصرف بما يراه هو فقط صحيحا، يحاولون ان يصورو لنا الاسلام كاداة فشلت عن اقناع اتباعها بالموعظة الحسنة فلجأت للجبر والاكراه ونصبت من رجل الدين وصي على اخلاق الامة واعطته الحق المطلق في الحكم على اخلاقيات الناس من خلال التمظهر الشكلي واستصدار الاحكام المرتجلة واطلاق يده بتنفيذها بما يراه رادعا عن المعصية.

    معروف ان الشعب السوداني قبل ان يكون متدينا فهو شعب محافظ يتمسك بعاداته وتقاليده بشكل فطري زاده التدين رسوخا في الادب والاحترام وهو لا يحتاج الى وصي او رقيب ينتظره في الشارع حاملا في يده (سوطا) لكي يعيده لجادة الصواب وما الحالات الفردية لبعض تمظهرات الخلاعة التي صرنا نراها في الفترة الاخيرة الا تعبير مكبوت رافض لحالة ( السوط ) التي كان يعيشها وحالة تعبيرية لنفس تريد ان تنطلق في فضاء الحريات التي اتاحتها الثورة وهو شعور زائف وترجمة خاطئة لمبدأ الحريات حالما سيختفي مع الزمن ليتموضع الشارع العام باخلاقه الموروثة عن الاجداد ، فمن الافضل ان تحارب هذه الحالات الشاذة بشئ من الحكمة وان لا نصادم هؤلاء الشباب في مايفعلون باسلوب (السوط) نفسه الذي ماخرجو الا عليه فلنحذر نفسية الشباب التواقة الى التعبير عن ما تعتقد بشكل سافر ومصادم قد يوقعها في المحظور، ولهذا اثني على بيان وزارة الداخلية الذي نفت فيه عودة قوانين النظام العام المجحفة في ردها على تصريحات قائد شرطة ولاية الخرطوم ، وصراحة انا اعذره في ما قاله فكلنا يسوءه ان يرى شوارعنا وقد ملئت سفورا وخلاعة ولكن علينا الحذر في محاربة هذه الظواهر الدخيلة حتى لا تستشري بسبب عناد هذا الجيل (الراكب راس ).

    مما لاشك فيه ان للشرطة مسؤولية مجتمعية منوطة بها رعايتها وما يتماشى مع اخلاقيات المهنة وهي مسؤولية تقع على عاتق القيادة والشرطي الصغير في الميدان حتى تتحقق بالوجه الاكمل، لهذا يجب ان يتحلى كل فرد فيها بالاخلاق والمسؤولية المهنية الضامنة لعدالة التنفيذ عوضا عن التنمر على المواطن ومعاملته كمجرم قبل ان تثبت ادانته، ولكن ما فعلته الانقاذ في الجهاز الشرطي انها افرغته كغيره من قيمه المهنية فصار هذا الجهاز الحساس مرتع للفاقد التربوي وعديمي المسؤولية والموتورين المنبوذين من مجتمعاتهم الفاقدين لابسط مقومات المهنة ، ثم وضعت في ايديهم قوانين تقيد الحريات ومنحتهم صلاحيات مطلقة في تطبيقها بالكيفية التي يرونها لهذا نجد ان كثير من منتسبي شرطة النظام العام قد اوغلوا في تفريغ الغل الذي بداخلهم على ضحاياهم من الفتيات الضعيفات والمواطن المغلوب على امره، وهؤلاء نجدهم في كل زاوية ومدينة من مدن السودان فاحت سير افاعيلهم النتنة بين الناس ومشت الركبان باهوال ما ارتكبو من جرائم بأسم القانون والدين ، وهؤلاء يستحقون المحاكمات العاجلة بعد رفع الحصانة عنهم ومن ثم تسريحهم من العمل باقرب فرصة حيث لا زالت الشرطة تعج بأمثالهم بل وقد ترقوا كمكافئة لهم، مثل ذلك المنبوذ الذي تعرفه مدينتي كسلا جيدا ومازال ضحاياه من الفتيات البريئات يحملن جرح افعاله القذرة بهن.

    والان هؤلاء المنبوذين الذين انتظموا في حملة ضرب البنات هم خريجي نفس المدرسة الكيزانية الموتورة التي ربتهم على اطلاق لحاهم واحكامهم على نوايا الناس واستصدار احكام انطباعية عليهم وتنفيذ العقوبة مباشرة اذا ماوجدوا الى ذلك سبيلا، عليه فمسؤوليتنا جميعا اتجاه مجتمعنا وفتياتنا ان نحارب هؤلاء المعتوهين بكل ما أوتينا فبناتنا اعف من ان يمسهن مهووس مشوش لا يعرف حق ولا باطل، وهي مسؤولية مشتركة بين الشرطة والثوار الشرفاء. وقبل ذلك نحتاج ان نحارب كثير من الارث الانقاذي الباطل الذي عمل على جرف عاداتنا وموارثينا السمحة الجميلة وعلى رأسها مكانة المرأة المقدسة في حياتنا وان لا نعتبرها مجرد جسد يمشي بيننا ان شئنا تحرشنا به أو إن شئنا حملنا السوط عليه ، وعلينا ان نحترم خياراتها في ما اختارته لنفسها فليس كل حاسرة رأس هي (مومس). ولكن يجب ان نعمل جهدنا في توعية فتياتنا وحثهن على التمسك بعاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف وقبل ذلك يجب علينا ان نمنحهن القدوة الحسنة فلا يستقيم الظل والعود اعوج فعلى الرجل ان يكون رجلا لاهله يرين منه مايسرهن ويملأ قلوبهن فالنساء ميالات الى اتباع من يهوين واعجابهن بأبائهن واخوتهن مدعاة لإفتخارهن وتمسكهن بكل ماتعلمنه ورأينه منهم، والمرأة تعكس سلوكياتها ما تشربته في بيتها وهي مرآة له. كونوا رجال بالله وستختفي كل المظاهر السالبة!!



    حيدر الشيخ هلال

    27 مارس 2021
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de