الأمن الثقافي ومخالب العولمة بقلم:د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-27-2021, 05:37 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأمن الثقافي ومخالب العولمة بقلم:د. ياسر محجوب الحسين

    05:37 AM March, 26 2021

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة

    العولمة وأدواتها، السياسة والإعلام يشكلان حربا ماكرة على الأمن الثقافي والاجتماعي لشعوب الدول المستضعفة والأقل نموا. فبقاء الشعوب مستمسكة بقيمها يعني خروجها من أسواق منتجات الدول المهيمنة سياسيا واقتصاديا. ولذلك فإن الحرب مستعرة لاخضاع تلك الشعوب لقيم مستجدة، بل نزعها من ثقافتها وقيمها نزعا، لأنها تشكل عقبة كأداة أمام فتح أسواق مجتمعات تلك الدول أمام غول منتجات الدول المهيمنة.
    فالعولمة الثقافية هي المحراث الذي يجهز الأرض للهيمنة الاقتصادية ويحور عادات وسلوك الشعوب وصولا إلى توحيد أنماط عيشها وأذواقها ورغباتها وحتى طرق تفكيرها ونظرتها إلى ذاتها وإلى العالم ومن حولها. وفلسفة العولمة تقوم على ثقافة الاستهلاك ومعاييرها الذوقية والقيمية المادية المنشأ، وكذلك إشاعة الروح الفردية والتنافس في الكسب المادي والتمتع بمباهج الحياة. ويراد للعولمة في النهاية أن تقوم برسملة كل العالم، أي نشر مبادئ النظام الاقتصادي الرأسمالي وفرضه على عامة الأساليب الاقتصادية التي تتبعها المجتمعات الأخرى.
    اليوم تجد الدول المقهورة نفسها أمام معطيات محددة تفرزها العولمة؛ أبرزها أن العولمة مصدرها ومركزها الدول المهيمنة والمعروفة جغرافية بدول الغرب. وتتعدى العولمة كونها أدوات ووسائل تقنية حديثة أو أنماط إنتاج جديدة إلى كونها مضامين قيميّة وثقافية. ومن هنا كان للخوف والتحفظ في التعامل معها له ما يُبرره. وليس خافياً أن الاعلام الغربي حين يطلق تعبير «الحضارة» غالباّ ما يقصد به ذلك الجزء من العالم (غربا). كما أن ذات الغرب لا يعترف بالحضارات الأخرى باستثناء اليونانية والرومانية، فلا يُقيم لها وزناً ولا يلقي لها بالاً، وأكثر من ذلك يشجع أفراده ومؤسساته على التعالي والتكبر والزهو، كما أن ما ترسخ في عقله الباطن، أن مجرد اعتزاز آخر بحضارته يصنف بأنه معادٍ للغرب وحضارته.
    ووفقا لمفهوم الأمن الشامل، فإن الأمن الثقافي يشكل محورا مهما فيه؛ فالأمن من وجهة نظر دائرة المعارف البريطانية يعني «حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية». وتعرفه دائرة معارف العلوم الاجتماعية بأنه «قدرة الدولة على حماية قيمها من التهديدات الخارجية». لكن الكاتب الأمريكي والتر ليبمان عرفه بمقاربة تبدو أكثر واقعية فهو يرى أن «الأمة تبقى في وضع آمن إلى الحد الذي لا تكون فيه عرضة لخطر التضحية بالقيم الأساسية إذا كانت ترغب بتفادي وقوع الحرب وتبقى قادرة لو تعرضت للتحدي على صون هذه القيم عن طريق انتصاراتها في الحرب»، وليبمان عمل مراسلا ومعلقا سياسيا ويعتبر من أوائل من أدخل مفهوم الحرب الباردة. إن المسّ بالأمن الثقافي جريمة قتل بالوسائل المعنوية وهو ما يفضي إلى إزهاق الدول والشعوب وتركها شلوا ممزقا يعيش على حواف العصر وهامش حضارة الحاضر. ولعل التدمير الثقافي هو بالأحرى قتل معنوي تجب مواجهته والقضاء عليه لأنه معني بتدمير روابط المجتمعات والفتك بأفرادها حتى ينهار المجتمع بلا وعي ولا إدراك ممن يسوسونها ويقودونها.
    ليس صحيحا البتة ما يروج له البعض بأن العولمة تنحو بالمجتمعات الإنسانية قاطبة نحو التجانس الثقافي وتكوُّن الشخصية العالمية ذات الطابع الانفتاحي على ما حولها من مجتمعات وثقافات مختلفة؛ لأن العولمة ليست ظاهرة تتحرك ذاتيا بل انها تمضي بفعل فاعل يهدف من خلالها إلى الهيمنة والسيطرة وترقى لأن تكون نوعا من أنواع الحرب الباردة. أما التغيّر أو التحول الطبيعي لا سيما الايجابي، بسبب ميكانيزمات بعينها، فهو مفهوم أشمل ولا يمت بآصرة إلى العولمة، بيد أن من يقفون خلف العولمة يتوارون بمكر خلف التغير الطبيعي.
    والعولمة في خَلَد أولئك عصا سحرية في أيدي الرأسماليين والشركات العابرة للقارات والمتعددة الجنسية لتحقيق الربح الفاحش على حساب قيم وثقافة الآخر. وقد وجهت هذه المحولات المستمرة بالرفض حتى في بلاد الغرب وكمثال مؤتمرات منظمة التجارة العالمية السابقة في سياتل بولاية واشنطن، وفي دافوس بسويسرا، فقد واجهت جُلّ المؤتمرات الاقتصادية التي تدعو إلى السير في ركب العولمة كثيرا من المقاومة. فالعولمة ببساطة ثمرة رغبة الكيانات الكبرى في التوسع والسيطرة، والهيمنة، وإملاء الإرادة وبسط النفوذ، وحاجتها الماسة إلى أسواق مفتوحة تنمو بشكل دائم ومستمر. وإن كان هناك في الغرب ما يحمي العامة من جشع هذه الكيانات من قوانين ومنظمات مجتمع مدني قوية وفاعلة، فإن الدول المستضعفة والمستهدفة بالعولمة مكشوفة وسهل التضحية فيها بمصالح العامة في ظل وجود طبقات حاكمة فاسدة تتغذى على رِشا هذ الشركات العملاقة.
    ولتأثير الإعلام سواء التقليدي أو الرقمى قدح مُعلى في حياة الفرد والمجتمع، حيث يدور جدل ونقاش حول تأثيره على القيم والاتجاهات وأنماط السلوك لدى الفرد. وهناك مجموعة مقاربات ومحاذير في هذا الاطار؛ فقد يقع الإعلام المحلي بلا وعي في براثن الخطط الماكرة التي تتحكم في مسار العولمة، حيث تحدى سعي كثير من الإعلام، والاتصال المحلى أو المعولم لتعميم ثقافة الاستهلاك والمتعة، وتهميش منتجات الإعلام والثقافة الراقية، علاوة على تهميش قيم العمل والإنتاج أو تجاهلها، فضلا عن مشكلة تحديات حرية الإعلام، والانقسام داخل المجتمعات المهددة بين نخب قادرة على استخدام تكنولوجيا الاتصال والإعلام والمعلوماتية والاستفادة منها، اْى نخب «معولمة» وأغلبية غير قادرة على ذلك، ومهمشة اجتماعيا واقتصاديا وإعلاميا، وربما ثقافيا.
    ويبدو أن أخطر التحديات هي ما تتعرض له المكونات الأساسية للثقافة متمثلة في الدين واللغة، والوعي التاريخي بالذات والآخر. ومن الثابت ان العولمة في الإعلام تعتمد على اللغة الانجليزية، كما أن صورة الآخر في الإعلام الغربي لا تعبر عن الواقع بل لا يفتأ يروج لصور شائهة بشكل متعمد. بيد أنه ما يشجع على تعضيد مفهوم الأمن الثقافي في الفضاء العربي أن الثقافة العربية رغم ما تعانيه من مشكلات تتمتع بإمكانات تفوق غيرها من الثقافات المعاصرة، وهذه الحقيقة ليست موضع تشكيك، فهي ثقافة أمة مكتملة التكوين تستند إلى أسس قوية راسخة، فضلا عن تنوعها الذي يجب أن نحرص عليه وندعمه، ونرسخه مهما كانت الصعاب وعظمت التحديات.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de