تفكيك الأباطيل المؤسِّسة للفكر الإخواني (1) بقلم: الريح عبد القادر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 04:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2021, 08:36 PM

الريح عبد القادر محمد عثمان
<aالريح عبد القادر محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 05-08-2015
مجموع المشاركات: 80

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تفكيك الأباطيل المؤسِّسة للفكر الإخواني (1) بقلم: الريح عبد القادر

    08:36 PM March, 25 2021

    سودانيز اون لاين
    الريح عبد القادر محمد عثمان-لاهاي
    مكتبتى
    رابط مختصر




    عندما استوثق الملكُ من قدرات سيدنا يوسف عليه السلام، أُعجب بعلمه أيُما إعجاب، وقرر أن يجعله من أولى الأمر، وأهل الحل والعقد في دولته، فقال له "إنك اليوم لدينا مكين أمين" (يوسف/54)، أي: لقد وفرت لك الأمن والحماية، وأريدُ أن أُمكّن لك في دولتي، أي بالدارجة الحالية "أريد أن أُعينك وزيراً". عندها، شَهِدَ سيدنا يوسف بالحق لنفسه، وتكلم بكل موضوعية عن المجال الذي يناسب مهاراته فقال: "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" (يوسف/55)، أي بالدارجة: "إن مؤهلاتي تناسب وزارة التموين". نستخلص من هذه الآيات فائدةً جليلة، وهي أنه لا حرج على الشخص في أن يتحدث بصدق عن مؤهلاته وشهاداته لأغراض التوظيف، وليس ذلك من التكّبر، ولا من تزكية النفس، ولا من التباهي، في شيء.
    بيد أنَّ مما يؤسف له أن بعض الساعين إلى السلطة، والمتوسّلين إليها شتى الوسائل، قد أخرجوا هذه الآية الكريمة من سياقها الواضح، واتخذوها حجة تسوّغ لهم السعي إلى السلطة وطلب الحكم. لقد كثر الذين يستحلّون السعي للحكم، حتى بات السعي إلى الحكم أمراً ليس عادياً يقبله الناس، خاصتهم وعامتهم، بدون نقاش. بل جعل بعضهم، كالإخوان المسلمين، السعي للحكم عملاً يتقرّبون به إلى الله، فتراهم يلجؤون إلى قلب الحكومات، أو إثارة الناس على الحاكم القائم، بنشر الأكاذيب والشائعات؛ حتى إذا استولوا على الحكم أفنوا سنوات حكمهم، لا في إقامة الدين وإصلاح دنيا الناس، بل في التمكين لأنفسهم، وتأمين حكمهم بشتى الوسائل المتاحة، فتصبح الغاية عندهم تبرر الوسيلة، ولو كانت تلك الوسيلة، الكذب، والتعذيب، والقتل، والظلم بشتى أشكاله. كل ذلك، وهم يتجاهلون أحاديث كثيرة، متواترة، واضحة الدلالة، تُحرّم طلب الحكم والحرص عليه، مثل حديث "لا تؤتوا الحكمَ مَن طلبه".
    يستند مستحلّو طلب الحكم إلى قصة سيدنا يوسف عليه السلام ويتخذونها حجةً. فقد زعموا أن في قول سيدنا يوسف للملك: "اجعلني على خزائن الأرض" دليلاً على جواز طلب الحكم. ولكنهم لو انتبهوا للآية السابقة مباشرة لهذه الآية لعلموا أن المَلِك هو الذي عرضَ الحكمَ على سيدنا يوسف عليه السلام ابتداءً، عندما قال له "إنك اليوم لدينا مكين آمين". وإزاء عرض "الاستوزار" المقدم من الملك، أجاب يوسف الصديق بالصدق، ذاكراً ما حباه الله من علم ومن قدرة على حفظ الحسابات، فقال: "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم".
    لم يبادر سيدنا يوسف من تلقاء نفسه إلى طلب الحكم. إذن فإن القول بأنه طلب الحكم من تلقاء نفسه افتراءٌ على نبي من أنبياء الله. وربما يكون بعض المفسرين قد فسر هذه الآية الكريمة ذلك التفسير عن جهل أو غفلة؛ لكن المؤكد أن آخرين، ممن يريدون أن يتخذوا دين الله مطية إلى السلطة والجاه، حاولوا أن يطفئوا نور الأحاديث الشريفة الباهر، الناهية نهياً واضحاً عن طلب الحكم، بتمسكهم بتفسير مبتور عن سياقه لآية "اجعلني على خزائن الأرض" في سورة يوسف.
    سر ضعف أبي ذر الغفاري وسر قوته:
    من الأحاديث المشهورة في أمر طلب الحكم حديث الصحابي الجليل سيدنا أبي ذر الغفاري. فعنه رضي الله عنه أنه قال: «قلت: يا رسول الله! ألا تستعملني (أي ألا تجعلني والياً من الولاة)؟ قال: فضرب، صلى الله عليه وسلم، بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر! إنك ضعيف، وإنها لأمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة، إلا من أخذها بحقّها وأدّى الذي عليه فيها." وفي السياق نفسه يضيف صلى الله عليه وسلم قائلاً لصفيه أبي ذر: “يا أبا ذر، إني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرّن على اثنين، ولا تولينّ مال يتيم".

    يظن الذين يُصرّون على طلب الحكم أن علة منع طلب الحكم في حديث أبي ذر هي "الضعف"، فإنْ أمَن المرء الضعف، وأحس أنه "قوي"، فله أن يطلب الحكم. نقول لهؤلاء: لقد عمَّ الضعف جميع الناس، منذ أنْ طال الضعفُ أبا ذر، وافتقر إلى القوة جميع الناس منذ أن افتقر إليها أبو ذر.
    لقد وصلت الجرأة بمستسهلي طلب الحكم أنْ زكُّوا أنفسهم وفضلوها على أحد "أقوى" صحابة رسول الله، صلى عليه وسلم. لم يدرك هؤلاء سر الضعف الذي وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم صفيّه أبا ذر؛ ولم يعرفوا كُنْهَ القوة التي ينبغي أن تتوفر في المسلم فتمنعه من طلب الحكم. لم يكن أبو ذر ضعيف البنية، بل كان رجلاً آدمًا ضخمًا جسيمًا، كث اللحية، طويلاً، أبيض الشعر واللحية، نحيفًا. وكان في الجاهلية يتكسّب من قطع الطريق؛ وعُرف بشجاعته، فكان يُغير بمفرده في وضح النهار على ظهر فرسه، فيجتاز الحي، ويأخذ ما أخذ. وعندما أسلم، أبى أن يخفي إسلامه بل قال: "والذي نفسي بيده لأصرخنَ بها بين ظهرانيهم"، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله"، فقام القوم إليه فضربوه، حتى أتى العباس فأنقذه منهم. بعد ذلك ذهب أبو ذر إلى قبيلته غفار، وبما كان يتمتع به من "كاريزما" القيادة، أدخلها في دين الله أفواجاً، وبفضل ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم قولته المشهورة "غفار غفر الله لها".
    إذن فإنّ أبا ذر لم يكن ضعيف البنية؛ فقد كان في الجاهلية قاطع طريق يغير على حي كامل لوحده؛
    ولم يكن ضعيف العقل والعلم، فقد كان من أعلم الصحابة؛
    ولم يكن ضعيف الإيمان؛ فقد كان من أحب الصحابة إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛
    ولم يكن ضعيفاً يفتقر إلى "كارزيما" القيادة، فقد أدخل قومه في الإسلام.
    إذن فما هو سر ذلك الضعف في أبي ذر؟
    سنجد الجواب في المواقف الأخرى المشابهة التي طلب فيها بعض الصحابة من النبي أن يعيَّنهم في المناصب السياسية. ونلاحظ أن جميع تلك الطلبات قوبلت بالرفض الواضح المسبّب: نحن لا نعطى هذا الأمر لمن طلبه.
    ما هو ذلك الأمر الذي يجمع هؤلاء الطالبين للحكم؟
    ما يجمعهم هو طلب الحكم.
    ذلك هو ضعفهم؛ وذلك هو ضعف أبي ذر؛
    أجل إنه حب الحكم الكامن في قلوبهم؛
    إن ضعفهم وضعف أبي ذر هو تلك "الرغبة الخفية" في السلطة، ذلك الحب الداخلي للجاه والسلطان، الذي لا يفتؤ يحوك في النفس فيدفعها إلى طلب السلطة، فإما أن تقمعه فتغدو قويةً، وتنجو، كما نجا أبو ذر، وإما أن تتركه، فتغدو ضعيفة، فيهلكها.
    والدليل الثاني على أن ذلك الضعيف الذي شخّصه النبي صلى الله عليه وسلم هو حب السلطة الكامن في النفس أن سيدنا أبا ذر، منذ أن تلقى ذلك الإرشاد الشريف، هرب من السلطة وأضابيرها هروب الأرنب من السباع. ظل أبو ذر طوال عمره نائياً بنفسه عن السلطة ومظانها، وحيداً في الربدة، إلى أن لحق بحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
    في الهدي الرباني، السلطة ابتلاء، مثلها مثل المرض، ينبغي ألا تطلبها؛ ولكن إنْ جاءتك بدون سعي منك، باتفاق المحكومين عليك، فلا يجوز لك أن ترفضها ما دمت قادراً على الاضطلاع بأعبائها، وهذا ما فعله سيدنا يوسف الصديق عليه السلام. ولكن عليك بالصبر علي تحمل أمانتها، وأداء حقها؛ وحذار أن يغويك الشيطان فتحس بالخيلاء، أو أن تفرح بالشهرة، وتغتر بالسمع والطاعة، فتهلك.
    وهكذا كان الخلفاء الراشدون يرون أنهم قد أصبحوا بسلطة الخلافة في ابتلاء عظيم، ولم يكن يرون لأنفسهم فضلاً على غيرهم، بل على العكس، كانوا يغبطون إخوتهم الذين نجاهم الله من شرور الحكم. كان أبو بكر الصديق يقول "ليت أمي لم تلدني"، وكان عمر الفاروق يخشى أن يكون في عداد المنافقين الذين نزلت في شأنهم آيات القرآن وأخبر الله بهم نبيه، صلى الله عليه وسلم. وما ذلك إلا لأنهم كانوا يخشون من أن يكون تكليفهم بأعباء سلطة الخلافة استدراج لهم.
    أما الساعون إلى السلطة في زماننا هذا فيرون أنهم أصبحوا بالحكم من المصطفين الأخيار!

    الهدي الرباني يخبرنا أن حب السلطة، جنباً إلى جنب مع حب المال، هما مثل ذئبين جائعين أطلقا في غنم. الذئبان الجائعان يقضيان على الغنم، وحب السلطة وحب المال، من أجل الجاه، يقضيان على الدين:
    روى الإمام أحمد في مسنده من حديث كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلـم أنه قال: "مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ، بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ". والشرف هنا يعني الجاه والسلطان.

    ما أكثر الساعين إلى الحكم، الحريصين عليه؛ وما أكثر حاسديهم على أمر لا محسَد عليه؛ وما أكثر الساعين إلى اقتلاع الحاكمين اقتلاعاً والحلول محلهم.
    حباً في السلطة وفي الجاه!
    شرٌّ يناطح شراً!
    فالذين فسروا كلام الله حسب هواهم لم يأخذوا الحكم بحقه وانشغلوا به وبتثبيت أركانه عن أداء حق الله وحق المحكومين؛
    وما الساعون إلى اقتلاع الحاكمين ليحلوا محلهم بأفضل منهم في شيء.

    ولا يمكن لأحد أن يقول إنه يسعى إلى الوصول إلى السلطة من أجل الدين.
    كذابٌ ودجّال من يقول إنه يسعى لإقامة الدين بالوصول إلى السلطة.
    والسبب واضح من حديث الذئبين: من سعى إلى السلطة لم يبق له من الدين شيء.

    وسنواصل في الحلقة الثانية فنشرح قصة سيدنا سليمان عليه السلام وطلب الحكم "الذي لا ينبغي لأحد".

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de