الأستاذة أسماء تدعو للحوار بقلم :خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 06:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-18-2021, 08:40 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذة أسماء تدعو للحوار بقلم :خالد الحاج عبدالمحمود

    08:40 PM March, 18 2021

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

    كتبت الأستاذة أسماء في عدد من المواقع، من بينها الإسلام والسودان، تدعو للحوار، وفق مواصفات معينة، ومباديء معينة، وكان هذا منذ وقت طول – حوالي منتصف نوفمبر – وقد رأيت أن اعطي دعوتها فرصة وافية، لترى بنفسها مدى الاستجابة لها، وهذا ما أخر الرد، الى جوانب عوامل اخرى شغلتني.. قالت أستاذة اسماء: "في رأيي لابد من الحوار بين الإخوان والأخوات فيما بينهم، ولا أعتقد أننا سوف نخرج من حالة الجمود الحاضرة ما لم نتحاور"!! فهي لا تعتبر الحوار الذي ظل يجري لزمن طويل هو الحوار المطلوب.. فحوارها هي هو المطلوب والذي يؤدي إلى الخروج من حالة الجمود.. فكما أعتبرت أن حزبها هو الشرط الضروري لقيام الفكرة الجمهورية، وأنه من دونه لن تقوم للفكرة قائمة.. ها هي الآن تعتبر الحوار الذي تدعو له هو المخرج الوحيد من الجمود الحاضر.. وقالت عن الحوار الذي تدعو له: "الحوار هو المدخل الوحيد للتغيير، للثورة الفكرية، والثورة الثقافية".. فكل ما يصدر عنها هو "الوحيد" الذي يحقق المطلوب!! وكالعادة، لم تبين لنا أستاذة أسماء ما هي حالة الجمود الحاضرة، التي تحدث.. كما أنها لم تبين لنا الثورة الفكرية والثورة الثقافية التي تعنيها.. ومن حقنا أن نفهم أن الثورة الثقافية والثورة الفكرية عندها، هي ما تقوم به من نشاط في حزبها، وفي مركزها.. وهو نشاط قد أبعد الدين والتربية، أبعد طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وأعتمد العلمانية، علمانية د. النعيم بالتحديد.
    وأستاذة اسماء في دعوتها للحوار الداخلي، تبرر هذه الدعوة بقولها: "عدم الإتفاق على رؤية واحدة بيننا حول نصوص فكرتنا، فأصبحنا نتناقل النصوص نقلاً بلا فهم".. أولاً، لا يوجد أي إختلاف حول النصوص.. والقضية ليست قضية نصوص وإنما هي قضية مباديء وأفكار وقيم.. ما خالفت فيه أستاذة أسماء المجتمع الجمهوري، ليس فقط النصوص، وإنما هو ثوابت الفكرة.. مثل: إقامة حزب سياسي، وإقامة مركز باسم الأستاذ يتلقى الأموال الخارجية، والعمل على جمع الشباب على أسس سياسية خالية من الدين الذي تدعو إليه الفكرة.. وهذا أمر من الواضح جداً أنه هدم لثوابت الفكرة.. وقد أوردنا للأستاذة أسماء أقوالها العديدة في هذا الصدد، وكانت دائماً تتهرب من مواجهة القضية، ولم تناقش قط ما أوردناه، إلا فيما يتعلق بالتمويل الأجنبي، الذي فيه ردت لتوكيد حرصها على تلقي التمويل لاعتبارات واهية، مثل زعمها أنها تتلقى التمويل من الذين يقومون بعمل مشابه لعمل الفكرة.
    لا توجد قضية جمود، ولا قضية عدم اتفاق على رؤية واحدة.. فجميع الجمهوريين، على اتفاق تام حول مباديء الفكرة الأساسية، ما عدا الأفراد الذين بَدّلوا، وهم عدد قليل، ومن بينهم أستاذة اسماء.. كل جمهوري على طريق محمد صلى الله عليه وسلم، عقيدة وعملاً، هو بخير، ولو لم يقم بأي عمل سياسي، مثل العمل الذي تقوم به أستاذة اسماء ومن شاكلها.. وهو عمل يضر ولا ينفع!! هو لا ينفعها هي، ولا ينفع غيرها.. وقد دلت التجربة الطويلة على ذلك، بوضوح.. ولكن أستاذة اسماء تريد أن تصرف هذا الوضوح عن الآخرين.. فجعلت القضية "عدم الاتفاق على رؤية واحدة بيننا حول نصوص فكرتنا".. لا، هذه ليست القضية، هذه قضية مختلقة، يكذبها الواقع، فجميعنا متفقون على مباديء فكرتنا الأساسية.. المباديء، وليس النصوص.. الفكرة مباديء، وقيم.. وما جعلت أستاذة اسماء الموضوع موضوع نصوص، إلا لتنحرف به، لتبرر أقوالها ومفارقاتها.. تقول أستاذة اسماء: "لابد من فهم النصوص والولوج إلى ما وراء النص، وقد دعانا صاحب الفكرة لذلك.. كما دعانا بنص صريح لإنزال الفكرة لواقع الناس، مذكراً أن ما جاء في الكتب إن هو إلا كبسولة علينا هضمها وتقديمها حلولاً لواقع الناس، متكئين على حاجة الوقت وروحه، وطاقة المجتمع الذي نعيش فيه".. وضربت مثلاً بفيل كريشنا والعميان، وأعتبرتنا في المجتمع الجمهوري، كل يرى أن ما يحسه من الفيل هو الصحيح، ولو أستيقظنا لرأينا الفيل كاملاً فأتفقت عليه رؤيتنا.. وهي لم تورد مثلاً واحداً لبيان ما تزعم.. نحن الجمهوريين، بحمد الله، رؤيتنا لفكرتنا واضحة جداً، ومتفق عليها، بصورة لا خلاف حول الأساسيات فيها.. وفهم النص والولوج إلى ما وراء النص، يعمق فهم الفكرة، ولا يؤدي إلى التناقض مع أساسياتها، كما تفعل أستاذة اسماء، في حزبها الذي جردته من (الطريق) ومن التربية، وجعلته حزباً علمانياً.. فهم النصوص، من المؤكد أنه لا يجعل د. عبدالله أحمد النعيم جمهورياً، كما شهدت أستاذة اسماء، ودون أن تناقش أي نص من نصوصه، التي يخرج فيها نفسه من الإسلام بصورة صارخة الوضوح، ولا يمكن تحريفها بحيث يصبح د. النعيم جمهورياً.. فكأن أستاذة اسماء بقولها هذا تريد أن تقول لنا أن إبعادها للطريق وقبولها العلمانية، وتأييدها غير المشروط، هو فهم للنصوص، غاب عن غيرها.. وهذا تبرير متهافت، فمهما أوردنا لها من نصوص د.النعيم، لم تبين لنا قط الفهم للنصوص الذي تراه، ويجعل من النعيم جمهورياً.. ولم تبين لنا قط كيف يكون إبعاد (الطريق) من حزبها، ونشاطها فيه، هو فهم للنصوص وولوج إلى ما ورائها، عجزنا نحن عن إدراكه.. في الواقع كل ما واجهناها في مفارقاتها، خصوصاً في تأييدها لد. النعيم، ظلت تصمت صمتاً تاماً.. ونحن لن نسكت عن هذه المفارقات.. وحتى يكون زعمها عن عدم فهم النصوص صحيحاً، نطلبها لتطبيق هذا الزعم على أقوال د. النعيم التي أوردناها لها، لتبين لنا كيف أنه جمهوري في زعمها، ولكن نحن لم نفهم النصوص!!


    إنزال الفكرة للواقع:
    تقول أستاذة اسماء: "ولقد دعانا صاحب الفكرة لذلك كما دعانا بنص صريح لإنزال الفكرة لواقع الناس".. أين هو هذا النص الصريح؟! وهذه ظاهرة بالنسبة للأستاذة أسماء، فهي لا تورد النصوص.. لا تورد النصوص التي تدعم رأيها، ولا تورد نصوص الآخرين الذين تخالفهم، وهذا هو منتهى عدم الموضوعية.. وإذ لم تورد هي النص الصريح الذي زعمته فيما يتعلق بإنزال الفكرة للواقع، فعلينا نحن أن نورده.. النصوص في هذا الصدد كثيرة، وهي تعبر عن شيء واحد، ونحن هنا نورد نماذج لما ورد في كتاب (الثورة الثقافية) عن إنزال الفكرة للواقع.. يقول مثلاً: "الثورة الثقافية هي نقطة إلتقاء الفكر بالواقع.. والمقصود هنا بالطبع هو الفكر (الثائر).. فإذ التقى الفكر الثائر بالواقع فإن التغيير هو دائماً النتيجة" فالفكر يلتقي بالواقع ليغيره، لا ليتغير هو، كما تزعم أستاذة اسماء تماشياً مع د. النعيم.. ويقول: "ولما كان الفكر الثوري فكراً دقيقاً، وأصيلاً، ونفاذاً، وسلمياً، فإن تغييره للواقع لابد أن يبدأ من داخل النفس البشرية.. ذلك بأن أي تغيير يقتصر على الخارج.. على البيئة البشرية، والبيئة الطبيعية.. أعني: المجتمع، والطبيعة، لا يكون تغييراً سليماً، ولا مستقيماً لك بأن التغيير الخارجي، إنما هو صورة للداخل، أعني النفس البشرية، فإذا كانت النفس خربة بالأحقاد، والضغائن، والعداوات الرعناء، في كلمة واحدة، بالجهل، فإن هذا الخراب يطبع بطابعه التغيير الذي يجري في المجتمع وفي البيئة".. هذا تلخيص وافي جداً لمفهوم إلتقاء الفكر بالواقع.. فهو يؤكد أن الإلتقاء إنما هو من أجل التغيير، وليس مجرد نزول للواقع كما هو.. وهذه هي النقطة الأساسية أما النقطة الثانية فهي أن التغيير لابد أن يبدأ من داخل النفس البشرية (فإن تغييره للواقع لابد أن يبدأ من داخل النفس البشرية).. وهذا أمر ليس له سوى منهاج (طريق محمد)، والتربية على قيمه، وهو ما أبعدته أستاذة اسماء.. مما يؤكد أن أي تغيير تدعو له فهو يقتصر على الخارج، وينطبق عليه قول الأستاذ أنه: (لا يكون تغييراً سليماً، ولا مستقيماً) ولكن أستاذة اسماء تذهب أبعد من ذلك بكثير في إنحرافها عن الفكرة، فهي لا تريد تغيير الواقع، هي عملياً تغير الفكرة، لتتناسب مع الواقع الذي تراه.. فإذا كان الواقع، في نظرها، يقوم على العلمانية، فهي تدعو للعلمانية، وتؤيد علمانية د. النعيم، التي جعلت الدين نفسه علماني ومن صنع البشر.. وأستاذة اسماء ليست داعية تغيير، إلا بمعنى تغيير الجمهوريين، وتغيير الفكرة، ليتماشوا مع الواقع كما هو!! فهي من أجل ذلك تبعد التربية وتبعد الطريق، وتؤيد العلمانية.. بل وتؤيد د. النعيم، دون تحفظ، وتشهد أنه جمهوري!! فإنزال الفكرة للواقع، حسب أستاذة اسماء، هو تغيير الفكرة وأصحابها حتى يعيشوا وفق الواقع، لا لتغييره كما يدعو الأستاذ محمود.. وهذه هي فلسفة د. النعيم، فيما أسماه (المنظور التاريخي).. فعنده أن التاريخ- الزمن- هو الذي يحدد الحق في الوقت المعين.. ويضرب بذلك مثلاً بالمثلية، فيقول أنها قبل عشرين عاماً، كانت منكرة ومرفوضة في أمريكا، أما الآن فهي مقبولة وتجد التأييد.. وها بالضبط هو عكس مفهوم (حكم الوقت) عند الأستاذ محمود.. فحكم الوقت بقوم على رؤية حكمة الله في الوقت المعين.. والمنظور التاريخي، يقوم على ابعاد الله، وإستبداله بالزمن، وليست له أي علاقة بتغيير النفس البشرية، ولا حتى بتغيير الواقع، وإنما هو يقوم على التسليم للواقع، وجعل ما يحدث فيه هو الحق.. إلتقاء الفكر بالواقع، حسب الأستاذ محمود، كما ذكرنا، يقوم على مبدأ تغيير الواقع.. تغيير الفساد الموجود في الواقع، ثم بناء الصلاح مكان الفساد.. يقول الأستاذ من المصدر السابق: "والمرحلة الثانية من ثورة أكتوبر هي مرحلة الفكر المستحصد العاصف، الذي يتسامى بإرادة التغيير إلى المستوى الذي يملك معه المعرفة بطريقة التغيير.. وهذه تعني هدم الفساد القائم، ثم بناء الصلاح مكان الفساد.. وهي ما نسمية بالثورة الفكرية".. لاحظ أن الفساد يهدم، والصلاح يتم بناؤه.. وهذا عكس دعوة د. النعيم، التي تقوم على مبدأ أساسي، هو أن الصلاح هو ما يحدده الظرف التاريخي.. فإذا حدد الظرف التاريخي أن المثلية أصبحت مقبولة، فينبغي للناس أن يخضعوا لهذا التحديد فيجعلوها مقبولة.. والتغيير الذي عناه الأستاذ بقوله أنه لابد من أن يبدأ من داخل النفس البشرية، ليس له إلا منهاج (الطريق) الذي تبعده أستاذة اسماء، وتزعم أن الأستاذ دعى بنص صريح لإنزال الفكر لواقع الناس.. هذا هو النص الصريح كما أوردناه من أقوال الأستاذ الصريحة، ولن تجدي في أي مكان نص للأستاذ، يناقضه ويؤيد مفهومك في إنزال الفكر للواقع.. مرة أخرى، لا توجد أي مشكلة في فهم الجمهوريين لنصوص دعوتهم، خصوصاً فيما يتعلق بثوابت الدعوة.. فأنت يا أستاذة اسماء من يحرف النصوص عن معانيها الصريحة.
    اوردي لنا اي نص يستبعد التربية وطريق محمد صلى الله عليه وسلم، كما فعلت انت في حزبك.. اوردي لنا اي نص يبرر قبول المال الأجنبي، كما تفعلين.. وقد اوردنا نحن النصوص الصريحة القاطعة في رفض التمويل الاجنبي.. أوردي لنا أي نص يمكن أن يفيد بأن من يقول أن الدين علماني وفهم بشري، أو ان الشريعة ليست منزلة من الله، أو ان الحدود لا وجود لها في القرآن، وكذلك الناسخ والمنسوخ، إلى آخر هرطقات د. النعيم.. أوردي لنا أي نص يمكن أن يفيد بأن من يقول بهذه الهرطقات هو جمهوري.. أو أن الفكرة تدعو لمثل هذه الهرطقات!! قطعاً انت لن تستطيعي أن توردي أي نص، وقد فشلتي أنت ومن معك مِن مَن يؤيدون هرطقات د. النعيم، في إيراد أي نص، أو حتى الرد على النصوص التي نوردها من أقوال د. النعيم.
    تقول الأستاذة أسماء: (مذكرا أن ما جاء في الكتب إن هو إلا كبسولة علينا هضمها وفهمها وتقديمها حلولا لواقع الناس متكئين على حاجة الوقت وروحه وطاقة المجتمع الذي نعيش فيه).. فهم الفكرة وهضمها، هذا ما تعملين أنت على خلافه، فتصورين النصوص وكأنها شيء غامض يختلف حوله الاخوان مثل اختلاف عميان فيل كريشنا.. النصوص المتعلقة بثوابت الفكرة واضحة جداً، ولا خلاف بين الاخوان حولها.. ولا مجال لهضم الفكرة خلِ عنك تقديمها حلولاً للواقع، إلا بالممارسة العملية لمنهاج التقوى، وهذا ما تبعدينه أنت، عندما تبعدين (الطريق).. وحاجة الوقت وروحه وطاقة المجتمع، أمور واضحة جداً بالنسبة للجمهوري، ومحددة، ولا تحتاج إلى إعادة نظر منك، ولا علاقة لها بتنزيل الفكرة للواقع، حسب فهمك، وفهم د. النعيم الذي تتبنيه.. فالفكرة مثلاً حددت جوهر حاجة الوقت، بأنها الحاجة للسلام.. وكون الأمم في كل أنحاء العالم تعمل للحرب، لا تجعل ان الحاجة في الوقت الحاضر هي للحرب، حسب (المنظور التاريخي) الذي تتبنيه، عندما تتبنين علمانية د. النعيم.. باختصار، الصورة عندك معكوسة، وتسقطين هذا على غيرك!!
    صورت الاستاذة أسماء الجمهوريين بأنهم مثل عميان فيل كريشنا، كل منهم لا يرى إلا الجزء الذي يلمسه، وإذا فُتحت أعينهم سيروا الفيل.. وهذا بهتان، وتحريف للواقع.. جميع الجمهوريين، من اخوان واخوات، يرون ثوابت الفكرة بصورة واضحة ومتفق عليها بينهم.. فمن يفارق، لا يفارق لأنه لم ير حقيقة الفكرة، وإنما يفارق لأسباب تتعلق به.. فأنت ود. النعيم تعرفان حقيقة الفكرة، وتفارقانها، وتشوهانها، على علم منكما.
    جميع الجمهوريين والجمهوريات، يفهمون فكرتهم تماماً، ولا توجد أي مشكلة في فهم الفكرة.. الفكرة هي دعوة لبعث الإسلام ببعث (لا إله إلا الله) في صدور الرجال والنساء.. والبعث إنما يكون ببعث السنة، وهي عمل النبي صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه.. فمنهاج التربية في الفكرة يقوم على طريق محمد، وهو أساس الدعوة في العمل الديني.. ويمكن ان يقال كل من هو على طريق محمد عقيدة وعملاً هو جمهوري، حتى ولو لم ير الجمهوريين أو يروه.. ثم الفكرة في جانب تنظيم المجتمع تقوم على تطوير التشريع، بالانتقال من النصوص الفرعية التي كانت عليها الشريعة، إلى الأصول التي كانت عليها السنة.. والتطوير يتعلق بالتشريع الخاص بالمجتمع، ولا يشمل تشريع العبادات ولا الحدود.. المجتمع الذي يقوم على التطوير يقوم على الجمع بين الاشتراكية والديمقراطية.. وهذه هي الأسس العامة للفكرة، ويعرفها جميع الجمهوريين والجمهوريات، دون استثناء.. وكلهم يعرفون أكثر من ذلك بكثير من تفاصيل الفكرة.. وهي معرفة أشرف عليها الأستاذ محمود كمرشد لفترة طويلة.. والقضية ليست قضية معرفة وحسب، وإنما أهم من ذلك، جميع الجمهوريين والجمهوريات تربوا على قيم الفكرة ومبادئها، تحت إرشاد الأستاذ ولفترة طويلة.. وأذن لهم منذ ستينيات القرن الماضي في الحديث عن الفكرة، والكتابة عنها، وأقاموا أركان نقاش ومحاضرات لا حصر لها، في معظم بقاع السودان.. كما كتبوا العديد من الكتب عن الفكرة في تفصيل وعمق، وهي كتب موجودة وتشهد لهم.. فإذا بعد كل هذا، شبهتهم الأستاذة أسماء بعميان فيل كريشنا، فزعمها هذا باطل شديد البطلان، ولا ينطبق على واحد من الجمهوريين، خلي عنك أن ينطبق عليهم جميعاً.. وبهتان الأستاذة أسماء هذا، هو جحود لما قدمه الأستاذ محمود لتلاميذه وتلميذاته.. فإذا كان الأستاذ محمود، وبعد الحضانة الطويلة، فشل في ان يُفهِّم تلاميذه دعوته، كما تزعم الأستاذة أسماء، وظلوا عمياناً عن حقيقتها حسب زعمها، فهل ينتظر أن (يُفَتِح) هؤلاء العميان بزعمها، علي يديها، وعن طريق الحوار الذي تدعو له؟! اللهم هذا جحود وبهتان عظيم!!
    بعد كل مفارقات الأستاذة أسماء هي تتحدث عن أدب الفكرة وروحها، وهذه مفارقة أساسية ثابتة في كتاباتها، فهي تدعو الآخرين لأمر هي تخالفه!!
    ولم تنس الأستاذة أسماء أن تعرج على الأسطوانة المشروخة _التكفير والردة.. فهي تقول عن الحوار السابق الذي تريد التحول عنه، ان بعض أفراده يرى (من خالفه كافر مرتد أو في احسن الاحوال مخالفا للأستاذ ولتعاليمه..).. هذه حيلة العاجز، وقد فشلتي تماماً في إيراد أي دليل موضوعي على زعمك.. فهو محض كذب وبهتان.. أما مخالفة الأستاذ وتعاليمه، فهي القضية التي ظللت أكتب عنها لأكثر من عقد من الزمان، عاملاً على تصحيح المخالفات، والتي بعضها كبير جداً، يهدم الفكرة في جميع أساسياتها.. وقد أوضحنا بصورة متكررة مخالفاتك أنت للأستاذ، وحتى الآن لم نجد منك رداً.. بل أكثر من ذلك وجدنا المزيد من المخالفات والمفارقات.. لقد كنت في جميع كتاباتي عن التصحيح، أطالب بشيء واحد، وهو: أن يكون الأستاذ محمود وحده هو المرشد لجماعته والمرجع لدعوته.. وهذا المطلب الأساسي والبديهي، حتى الآن لم يلق استجابة من المفارقين، ومن بينهم الأستاذة أسماء.
    واضح جداً أن الأستاذة أسماء تريد حواراً يبعد عن تحديد المواقف بوضوح، ولا يقول لمن فارق انه فارق.. هي تريد حواراً فيه من يقول أي رأي مخالف للفكرة، ولو في أساسياتها، هذا فهمه للفكرة، وليس مخالفة لها، كأنما الفكرة ليست أمراً محدداً!! وقد سبق أن أوردنا قول د. النور محمد حمد المدهش في غرابته، الذي يقول فيه: كل فرد يفهم الفكرة كما يحب!! أما الأستاذة أسماء فتقول: (الحقيقة لا يملكها فرد واحد منا ولذلك لابد من قبول كل الآراء بسماحة وإعطاء اي شخص المساحة الكاملة في الحرية ليبدي رأيه..).. المساحة الكاملة في الحرية لإبداء الرأي هذه لا حجر عليها، ولا يمكن لإنسان أن يحجر عليها.. وفي الواقع لم يحدث أي حُجر على حرية إبداء الرأي.. ولكن إذا كان هذا الرأي حول الفكرة مفارق لها، هل لا نرد عليه؟! هذا ما يبدو أن أستاذة أسماء تريده، وهو ما لن يكون!! الحقيقة التي لا يملكها فرد واحد، هي الحقيقة المطلقة.. أما حقيقة الفكرة، فيملكها جميع من ينتمون إليها.. القول بأن: (الحقيقة لا يملكها فرد واحد منا ولذلك لابد من قبول كل الآراء)، قولٌ خاطيء ومفارق للمنطق الموضوعي، بل لا علاقة له بالمنطق.. فكون الحقيقة لا يملكها واحد، لا يتبع منه بالضرورة، وجوب قبول كل الآراء.. القبول في حق صاحب الفكرة ان يقولها.. فمن حق صاحب كل رأي أن يقوله.. لكن لا يوجد أي شيء يوجب قبول الرأي نفسه.. هذا إلغاء تام للحوار.. فالرأي الخطأ والمفارق للحق، يجب أن يرفض وبوضوح، مع بيان مفارقته.. وهذا ما ظل يجري، وهو نفسه ما لا تريده الأستاذة أسماء.. كأنما أستاذة أسماء تريد أن تقول لنا، إنها عندما تقول قولاً فكرة مفارقاً للفكرة، وباسم الفكرة، علينا أن نقبل هذا القول، ولا نرفضه، ولا نبدي مخالفته للفكرة، لأننا بزعمها لا نملك الحقيقة.. الحقيقة، هي حقيقة الفكرة، ونحن بحمد الله، جميعاً نملكها، ونستطيع بوضوح ان نحدد ما هو مفارق لها.. كل ما تريده الأستاذة أسماء من قولها هذا هو ان لا يناقشها أحد في مفارقاتها، ولا حتى يناقش مفارقات د. النعيم.. هي ترى أنه يجب اعتبار هذه المفارقات فهم للفكرة، حسب رأي صاحب المفارقة!! هذا منطق لا يجوز على أحد، وهروب ضيق من الحوار.. على كلٍ، نحن لن نسكت عن تصحيح المفارقات التي تجري باسم الفكرة، وهي تشوهها أشد التشويه، وهذا هو الواجب المباشر الذي لن نلتفت منه إلى غيره، إن شاء الله.
    افترضت الأستاذة أسماء إن واقعنا يقوم على (عدم اتفاق على رؤية واحدة بيننا حول نصوص فكرتنا).. وهي تريد حواراً جديداً، به نتفق على فهم نصوص فكرتنا، هذا الفهم الذي غاب كل تلك السنين الماضية.. والحوار الجديد يقوم على (تقبل الاختلاف في الرؤى وفهم النصوص والقضايا)!! أنظر إلى هذا التناقض!! فهي تريد إتفاق على رؤية واحدة حول نصوص فكرتنا، ومن أجل ذلك تدعو للحوار الجديد.. والحوار الجديد لا يقوم على الفهم الواحد للفكرة، وإنما يقوم على (تقبل الاختلاف في الرؤى وفهم النصوص والقضايا).. فكل الذي تريده هو أن يتقبل المجتمع الآراء المخالفة للفكرة على أساس أنها رؤى _ نتقبل الاختلاف في الرؤى!! وفي الوقت الذي فيه تبرر الدعوة للحوار الجديد بعدم الاتفاق على رؤية واحدة بيننا، جعلت حوارها هذا يقوم على تقبل الاختلاف في فهم النصوص والقضايا.. هل يمكن أن يكون هذا تفكير!! على كلٍ، لا يوجد أي اختلاف حول ثوابت الفكرة، ولا يمكن ان يوجد أي إتفاق حول تجاوز ثوابت الفكرة، كما تريد الأستاذة أسماء.. زعمت الأستاذة أسماء إن (الحوار هو المدخل الوحيد للتغيير، للثورة الفكرية والثورة الثقافية).. المدخل الوحيد للثورة الثقافية، والثورة الفكرية، هو إرادة التغيير والمعرفة بطرق التغيير.. وهذا لا يكون إلا إذا بدأت الثورة من داخل النفس.. لا يكون إلا باتباع (طريق محمد) كمنهاج للتغيير، وهذا ما تبعده الأستاذة أسماء في حزبها.. إن الحوار بين الذين لا يملكون المعرفة بالتغيير، لا قيمة له، ولا يكون أكثر من جدل عقيم.
    لخصت الأستاذة أسماء الغاية من دعوتها للحوار الجديد في قولها: (طي صفحة الماضي وبداية هذه الصفحة الجديدة لابد أن ترتكز على مستوى متطور في الحوار ليكون مخرجنا إلى الطريق الصاعد للوصول إلى الحقيقة..).. من حيث التنظير، نحن لا نحتاج لأن نصل للحقيقة كما تعطيها الفكرة، او كما تقوم عليها الفكرة، وهذا أمر قد تم منذ أمد بعيد.. الأستاذة أسماء تريد أن ترجع بنا لما دون المربع الأول.. مفتاح نصها أعلاه، يكمن في (طي صفحة الماضي)، لماذا تريد الأستاذة أسماء أن تطوي صفحة الماضي؟! هي تريد هذا لكي تفتتح باباً جديداً، يسمح بقبول مفارقة الفكرة، بسماحة، وقبول الخارجين عليها، والخارجين على الدين، باعتبارهم جمهوريين ، كما زعمت أستاذة اسماء بالنسبة لد. النعيم.. لطي صفحة الماضي، ما هي حدود هذا الماضي، وهل يشمل فترة وجود الأستاذ بيننا؟! واضح جدا من كلام أستاذة اسماء ان الماضي الذي تعنيه يشكل كل الماضي، على اعتبار أننا ظللنا فيه عميان، ولم نملك رؤية موحدة لفكرتنا، ولا فهم موحد لنصوصها.. من أين يأتي الفهم الموحد في الحوار الذي تدعو له أستاذة اسماء؟! من الواضح أنه يأتي منها هي، فنحن جميعا في نظرها فشلنا في هذه الرؤية الموحدة، حتى اننا فشلنا في أن ندرك عدم فهمنا للفكرة، فإذن الرؤية الموحدة، التي فشل الأستاذ محمود في أن يحققها لنا، لابد أنها ستأتينا بها أستاذة اسماء.
    الصدق:
    حرصت أستاذة اسماء أن تدعونا الى الصدق، فقالت: "نواصل الحوار بصدق للوصول الى الحق الأبلج".. وهذا يعني أنه في حوارنا السابق كان الصدق مفقودا، وهي تريد أن توجده في حوارها الجديد.. فهي الصادقة ومحاوروها يفتقرون الى الصدق!! من المؤكد ان الصدق ضروري جدا، فلا فكر بدون صدق، ولا دين بدون صدق، ولا حوار بدون صدق، ولا حياة قيمة بدون صدق.. فالصدق هو الشرط الضروري لأي حوار فكري يسعى الى التوصل الى الحقيقة، في أي موضوع.. وبصورة خاصة الصدق هو الشرط الضروري للتدين في أي مستوى من المستويات.. وموضوع الصدق في الدين موضوع دقيق جدا، يبدأ من الصدق الظاهر، ويتطور الى الصدق عند الله.. يمكن للأستاذة اسماء ان تورد لنا نماذج من عدم صدقنا في الحوار السابق.. ونحن من جانبنا قد اوردنا العديد من النماذج لعدم الصدق، خصوصا بالنسبة لد. النعيم، وافردنا مقالات تامة لهذا الأمر.. ولاهمية الموضوع نحن هنا سنذكر أستاذة اسماء بتأييدها للكذب الصارخ والفاضح.. اولاً: هل الحديث عن التكفير حديث صادق؟ لقد اوردنا الدليل الواضح جدا على كذبه، وطالبنا الآخرين بايراد الدليل على صحة زعمهم، وفشلوا في ذلك.. ثم ان شهادة أستاذة اسماء بأن د. النعيم جمهوري، هل هي شهادة حق، ام كذب مفضوح؟ ونحن هنا نعيد ايراد نماذج من كذب د. النعيم الصارخ جدا، والذي لا يجوز حتى على طفل .. وهو كذب على الله وعلى خلق الله.
    يقول: (الشريعة الإسلامية لم تكن أبدا أساسا لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب أن تكون أساسا له)
    يقول: (مفهوم جريمة "الحد" نفسه، مفهوم صاغه وابتدعه الفقهاء.. وليس هناك أي ذكر لهذا المفهوم في القرآن)
    وعلى هذا، فإن النسخ الذي حدث كان خيارا اتخذه الفقهاء المشرعون والقضاة!! لا يوجد نص في القرآن يقرّر النسخ!! لذلك أنا أقول إنه يمكننا الآن أن نتخذ خيارا فقهيا وقضائيا مختلفا، لتحديد أيّ الآيات هي التي ينبغي أن تنسخ
    (القرآن ليس مصدرا للتشريع، ولا للشريعة حتى)
    (الفكرة الجمهورية تهدف إلى التزام الإسلام لدى كل مسلم وليس لإقامة دولة تزعم أنها إسلامية، في مغالطة وخداع للشعب)
    "القرآن دائماً يخاطب الفرد المسلم والجماعة المسلمة، ولا يخاطب مؤسسة أو هيئة يمكن وصفها بأنها الدولة، ولا يستقيم من الناحية المنطقية أن يخاطب القرآن غير الانسان المكلف شرعاً"
    إن موضوع النعيم كله عبارة عن كذبة كبيرة ومفضوحة.. هو يزعم انه جمهوري، وأن جميع اقواله هي اقوال الأستاذ محمود.. ثم يذهب في جميع اقواله العامة ليناقض الاسلام والفكرة الجمهورية بصورة صارخة.. فهو حين يفعل ذلك يعتقد انه يضلل القراء او السامعين، بأن ما يقوله هو من (هرطقات) هو ما تدعو له الفكرة الجمهورية.. وهذا اسلوب متهافت، وساذج جدا.. فأي انسان يمكنه أن يقارن بين اقواله، واقوال الفكرة الجمهورية، ويكتشف بسهولة أن اقواله تناقض الاسلام والفكرة الجمهورية وفي الاركان الأساسية.. بهذا المعنى جميع اقواله هي عبارة عن كذب مفضوح لا يجوز على انسان، مهما كان نصيبه من العقل، إلا إذا كان مغرضا.. لا يمكن لانسان عاقل، غير مغرض ان يقبل مزاعم د. النعيم بأن الدين علماني وصنعة بشرية .. وأن الفاعلية للانسان – الواسطة البشرية – وليست لله.. وان الاخلاق في الاسلام هي اخلاق ذاتية، يقررها الانسان لنفسه بنفسه... الخ، لا يمكن ان يقبل عاقل ان هذه الأقوال هي الفكرة الجمهورية، وهي الاسلام.
    ليس في اقوال د. النعيم شيء غير الكذب.. فإذا شهدت أستاذة اسماء بأنه جمهوري، فهي شهادة كذب، وتنسب كل اقوال اكاذيب د. النعيم وهرطقاته للفكرة.. وبذلك تصبح أستاذة اسماء مع د. النعيم في مركب واحد، وهو مركب غارق لا محالة.. إن من يؤيد د.النعيم في اقواله التي اوردنا طرفا منها، ولو في سره، او حتى يتخذ موقف المحايد تجاه هذه الأقوال، هو خائن!! يخون الله، ورسوله، وكتابه.. ويخون عامة المسلمين.. ويخون الأستاذ محمود، وتلاميذه ودعوته.. بل يخون د. النعيم، ويخون نفسه.. والله لا يهدي كيد الخائنين.
    لقد قضت حكمة الله ان تكون فتنة د. النعيم صارخة الوضوح، حتى لا يكون لمن يقع فيها حجة، حتى هنا في الدنيا ، خل عنك في الآخرة.. فهي فتنة شاملة تنقض جميع اركان الدين بصورة مبدئية.. بل تنقض الاديان الكتابية جميعها، حيث تقرر أن الدين علماني ومن صنع البشر.. وانه ذاتي.. فمن حيث د. النعيم لا يوجد أي دين سماوي، ولا يمكن ان يوجد، فهو يعتبر ان الاسلام لا يمكن ان يكون الا ذاتيا.. ثم يتابع اركان الدين الاساسية فينقضها الواحد تلو الآخر.. ومما يجعل من يؤيد د. النعيم، لا يمكن ان تكون له حجة في هذا التأييد، كون د. النعيم لا يورد أي اسباب لارائه المتطرفة..هي جميعها مجرد تقرير يقرره هو من عنده، دون أي محاولة لايجاد سند لتقريره هذا.. فمن يؤيد، يؤيد تقريرا ذاتيا لا يقوم على أي حجة موضوعية، كانت هذه الحجة خاطئة ام صائبة.. فمن يؤيد د. النعيم يؤيد شخصا، لا فكرا.
    اخوان جمعتنا الفكرة:
    تقول الأستاذة اسماء : " نحن اولا واخيرا اخوان جمعتنا فكرة اقنعتنا انها تحمل حلا لمشاكل الفرد ومشاكل المجتمع وانها ديننا الذي سنسأل عنه هنا وهناك".. قولك هذا حق من حيث المبدأ.. وكل حق لا يؤخذ الا بحقه!! وكثيرا ما يراد بالحق باطلا!! فما هو الحق في الفكرة الذي اجتمعنا عليه؟ الفكرة دعوة لبعث الاسلام ببعث السنة.. والسنة هي عمل النبي صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه، ولذلك السنة بالنسبة لنا، من حيث التطبيق العملي بالنسبة لنا، تقوم على منهاج طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. وهذا ما يجمع بيننا، او يفرق بيننا.. والفكرة في جانب اصلاح المجتمع تدعو الى تطوير التشريع.. ديننا الذي نسأل عنه هنا وهناك، كما اشارت أستاذة اسماء هو (طريق محمد)، عقيدة وعملا.. والطريق يقوم على قوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).. طاعة لله ولرسوله، تقوم على اتباع المنهج، وعلى طاعة المرشد في توجيهاته المتعلقة بتفاصيل العمل بالطريق.. طاعة لله، ولرسوله، وللمرشد، هذا ما يجمع بيننا، واي خلل فيه يفرق ولا يجمع، بقدر هذا الخلل.. وانت تزعمين اننا كعميان كريشنا لم نر حقيقة فكرتنا.. والحق خلاف ذلك.. نحن في عموم حالنا لم نغير او نبدل.. ولكنك انت من غير وبدل، في اهم الامور.. أول التبديل هو انك قدمت نفسك، على من قدمهم الاستاذ عليك، وعلى رأسهم الأستاذ عبداللطيف.. وبذلك انت عصيتي المرشد، وكسرتي توجيهه الذي عشته معه طوال وجوده بيننا.. وهذا خلل خطير.. وانت لم توردي أي سبب لمخالفتك للمرشد في موضوع القيادة.. ولو، لا قدر الله، سار غيرك على هذا الطريق لتفككت الجماعة، وذهب ريحها.. ولكن الحمد لله لا شيء من ذلك حدث.. فالمفارقة واضحة .. ولم يكن من الممكن أن يخالف الاخوان والاخوات الأستاذ ويطيعونك انت بدلا عنه.. ولو اطاعك الاخوان والاخوات، لا قدر الله، لأصبحت الفكرة دعوة طائفية، يخلف فيها الابناء الاباء.. وقد ظلت الفكرة طوال تاريخها تحارب الطائفية بحق، فلم يكن من الممكن ان تتحول هي نفسها الى طائفية.. وانت لم يكن لك أي سند في تخطيك للقياديين، سوى السند الطائفي : انك بنت الاستاذ!! وكأن الاستاذ لم يكن يعرف انك بنته، عندما قدم غيرك عليك.. لو تقدمت فقط على د. بتول مختار، التي قدمها الاستاذ عليك، لكان هذا الصنيع منك مفارقة عظيمة للفكرة.. فالقضية هي طاعة الاستاذ ام معصيته..
    وقد تداعت بك المفارقة في معصية المرشد ومعصية المعصوم، ان ابعدتي (طريق محمد)، من دعوة حزبك، في خطأ شنيع، قام على مغالطة فجة، وهي قولك: لا يمكن ان تقول للمسيحي انه لا يمكن ان يكون جمهوري الا اذا اتبع (طريق محمد)!! وهذا الذي زعمتي انه غير ممكن هو ما قامت عليه الدعوة فعلا، ووردت حوله النصوص المستفيضة، والقاطعة، خصوصا في كتاب ( طريق محمد) .. وبهذا الصنيع قمتي بتحويل الفكرة من الدين الى السياسة.. فلم تعد الفكرة على يديك هي نفس الفكرة التي دعا لها الاستاذ محمود، والتي جمعت بيننا .. فما يجمع بيننا هو دعوة الاستاذ محمود، وليس فكرتك المغايرة لها.. ولذلك حديثك عن الفكرة التي تجمع بيننا قول حق اريد به باطل.. ولقد ظهرت خطورة معصيتك للاستاذ، بتقديم نفسك على من قدمهم عليك، في هذا الذي صرتي اليه، فقد اصبحت داعية سياسة، تبعدين الطريق وتدعين صراحة الى الدولة العلمانية والدستور العلماني، وتقبلين المال الاجنبي.. وكل هذا خروج صارخ على الفكرة ومعصية للاستاذ في اقواله الصريحة التي تعلمينها، وقد ذكرناكي بها.. فالاجتماع الذي تدعين له اجتماع على غير الدين، هو اجتماع على الدنيا والسياسة.. انت من خرجتي على اخوة الفكرة: عصيتي المرشد وهاجمتي القياديين ، بصورة خاصة الاستاذ عبداللطيف.. وها انت الآن تزعمين أن جميع الاخوان والاخوات لا يفهمون حقيقة دعوتهم، مثلهم في ذلك، مثل عميان فيل كريشنا، كل منهم يتلمس الجانب الذي يليه فيظن انه الفكرة، ولا خلاص في زعمك الا بالحوار الذي تدعين اليه!! ويغيب عن حسّك انك بهذا الزعم ترفعين نفسك فوق الاستاذ، مكانا عليا!! فما عجز عنه الاستاذ في التربية الطويلة تزعمين انك تحققينه بحوارك!! قولك اننا اخوان في الفكرة قول حق يراد به باطل.. والباطل الذي تريدينه واضح، هو ان نسكت عن مفارقاتك في الامور الاساسية، على اعتبار انها خطأ في فهم النص من قبلنا.. وان نسكت عن مفارقة د. النعيم للدين وتشويهه للفكرة، ونعتبره جمهورياحسب شهادتك الباطلة.. وكل هذا ما لا يكون.. وقد فشلتي ان تجدي أي استجابة لما تدعين له من حوار.

    الملكية الفكرية:
    ان اعجب ما ورد عنك من مزاعم، زعمك ان الفكرة ( ملكية فكرية) لك!! حتى انك زعمتي انه يمكن مقاضاتي حول ما اكتبه في الفكرة، على اعتبار انه تعدي على ملكيتك الفكرية!! الفكرة ليس اختراعا، يسجل باسم مخترعه، انما هي علم الله، الذي تفضل به على الاستاذ محمود.. والعلم لا يورّث بالمعنى الشرعي للوراثة.. ولا يكون ملكية فردية، خصوصا العلم بالله.. يقول المعصوم: "نحن معاشر الانبياء لا نورث، فما تركناه صدقة".. هذا حتى في الجانب المادي.. ونحن دعاة لبعث السنة.. وليس في السنة وراثة شرعية.. وحتى في الاشتراكية التي ندعو لها القدر الذي يسمح به من الملكية: المنزل، والحديقة حوله، والعربة.. الملكية هنا لا تكون ملكية عين وانما هي ملكية ارتفاق، ينتفع بها صاحبها ما دام حيا، فاذا مات عادت ملكيتها الى الله، والى الجماعة.. اما وراثة علم الله لا تكون الا عن طريق التقوى التي تمخض الاستعداد الموروث.. فحديثك عن الوراثة هو تعبير عن طائفيتك، وجهلك بالفكرة، او تنكرك لها.
    اقوال د. النعيم لا علاقة لها بالفكرة:
    اقوال د. النعيم، هي في جملتها وفي تفصيلها، هي نقيض الفكرة.. والدافع الاساسي وراءها، هو نقض الدين، ونقض الفكرة.. وهي لا علاقة لها بالطرح الفكري.. لا توجد قضية واحدة ، من قضايا د. النعيم، تقوم عل اساس فكري..هو لا يورد أي دليل على مزاعمه، مهما كانت خطورة القضية التي يتناولها.. هو فقط يقرر.. انا دائما اطلق التقرير الهرطقي بأن الدين علماني وأنه، من صنع البشر.. و" انا عبدالله احمد النعيم اقول......".. وكيف نعرف ان القرآن هو كلام الله.. (ولكن كيف نعرف أن (المصحف) الذي نقرأه اليوم هو في الواقع ما أوحي من الله؟ إنها مجرد عقيدتنا أن هذا النص تم تداوله من جيل لجيل وسط المسلمين طوال الألف وخمسمائة عام الماضية!! ولذلك مفهوم الإجماع البشري هو في الواقع أمر حاسم وهام لإمكانية الاعتراف بالقرآن كنص شرعي ومهيمن!! وهذا ينطبق بنفس القدر على السنة _نموذج النبي_ والتي هي أكثر إشكالا من القرآن، نظرا لكونها ظلت تتداول شفهيا لأجيال عدة قبل أن يتم تدوينها. والجدال حول صدقية السنة النبوية وعدم صدقيتها مستمر بين المسلمين. ولكن بالنسبة لي أؤكد هنا على موضوع الإجماع، ليس فقط كاتجاه لتطوير الشريعة، وأصول ومصادر الشريعة، كما سوف أحاول أن أشرح باختصار، ولكن أيضا فيما يخص المصدر القرآني نفسه.. إن السلطة التي يستمدها نص القرآن تنبع من تعاقب الإجماع، الإجماع عليه بين الأجيال، كما أسمّيه، وليس من كونه ببساطة منزل !! نظرا لأننا لم نره ينزل.. إننا لم نستلم ملفا مرفقا مع رسالة إلكترونية، وقيل لنا إن هذا هو القرآن" .. ولا قضية واحدة هو يحاول، مجرد محاولة، ان يورد عليها ادلة صحيحة او خاطئة.. فمن اجل ذلك ان تأييد د. النعيم لا يمكن ان يكون لاسباب فكرية..إن من يؤيد من يؤيد د. النعيم، من الجمهوريين، مثل استاذة اسماء وآخرين، فهؤلاء قطعا، او بصورة لا لبس فيها، يؤيدون نقض الفكرة الجمهورية، وفي جميع اساسياتها، وهو نقض لا يقوم على أي دليل موضوعي، انما يقوم فقط على تقريرات كما ذكرنا.. ولذلك لم يستطع ولا واحد ممن يؤيدون د. النعيم ان يدافع عن نقطة واحدة من اقواله.. لذا اقول ان من يؤيد د. النعيم من الجمهوريين هو عمليا يقوم بنقض الفكرة، ودون أي سبب موضوعي.. وهذا بالطبع امر محير، ولكنه امر النفس البشرية والتواءاتها.. يقول تعالى في مثل هذه المواقف: " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ".. اليس هذا امر مدهش في غرابته!! النفس تنكر ما تعلم عن يقين، وتجحده!! جميع من يؤيدون د. النعيم، يعلمون عن يقين ان اقواله باطلة ومناقضة للفكرة، ومع ذلك يؤيدونه وينسبون اقواله للفكرة، بل حتى ان أستاذة اسماء تشهد بأنه جمهوري!!
    يقول تعالى: " إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ" ود. النعيم لم ينتظر الآخرة ليتبرأ من الذين اتبعوه، وإنما تبرأ منهم الآن!! فهو قد قال: " وكما ذكرت سابقا، عندما قلت إني شاكر جدا لكوني حر في أن أقول ما أريد، وهذا يعني أن أقول ما أشاء، بما في ذلك أن لا أقلق بشأن ما إذا كنت على صواب أو خطأ، أو ما إذا كان ما أقوله متسقا مع ما قلته سابقا أم غير متسق. هذا ربما يبدو فوضويا أو عبثيا، ولكن كوني أتحدث بما أريد، كما يخطر لي، متى ما خطر لي، أعتقد أن هذه هي الحرية المطلقة التي يمكن أن أسعى لها، وآمل أن أجسدها، جزئيا، حيث لا يمكن، أبدا، أن أجسدها تمام التجسيد. ثم صباح اليوم التالي، ربما أفكر في شيء آخر. أعتقد أن هذا رائع، أعني أن لا أتقيد بأي شيء، وأن لا أدافع عن أي شيء قلته سابقا، لمجرد أني قلته سابقا. ولهذا السبب فإني أعتقد أن هذه نعمة عظيمة أن أستطيع الحديث بحرية، وعلى نحو خاطيء، وكيفما اتفق، أي مصطلح يمكن أن تختارينه للدلالة عن عدم الوثوقية والقطعية"!!
    في ورقة النعيم التي قدمها بالاحتفال الاخير بالذكرى، اعلن التراجع عن موقف من مواقفه السابقة.. فقد ذكر انه قد فضل حقوق الانسان على مباديء كتاب (اسس دستور السودان).. واعلن انه الآن يراجع نفسه، ويرجع الى تفضيل مباديء كتاب (اسس دستور السودان).. والاستاذة اسماء تأييدها الأساسي لد. النعيم مرتبط بعلمانية الدولة.. .. فما هو موقفها الآن بعد ان راجع د. النعيم موقفه؟ من جانبي، يسرني جدا ان يرجع د. النعيم مما صار اليه.. والرجوع الذي اقصده هو الرجوع الى الله، بالتخلي عن كل ما اسماه د. النعيم (هرطقات)، من المفارقات الخطيرة للدين.. والرجوع إلى الله لا يستلزم اخطار الآخرين، وإن كان يستلزم رد المظالم للذين ضللهم، وذلك ببيان موقفه الجديد، والاعتذار اليهم.. ولا اعتقد ان شيئا من ذلك حدث بموقف د. النعيم المعلن بالرجوع الى مبادئ كتاب (اسس دستور السودان).. قد يكون الأمر حدث بينه وبين وبه- وهذا ما نرجوه له –والأمر المؤكد أن الله لا يتعاظمه شيء!! أنا الآن قد تجاوزت العمر النبوي.. وتجاوزت سن الاستاذ عند التنفيذ.. فماذا انتظر؟! ما انتظره هو الوقت.. وانتظره في أي لحظة.. والوقت وقتان.. الوقت العام والوقت الخاص، أيهما اسبق.. ويا خيبتي إن لم يكن هذا انتظاري!! والموت للكبير وللصغير.. ولكن االكبير أولى من غيره بألا يغيب الموت عن باله (فهو تور كمل كراه)
    حفظنا الله، وحفظ علينا ديننا، وعجل بعودة المغتربين من اغترابهم، الى احضان فضله ورحمته، فإنه نعم المولى ونعم النصير.
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 18/3/2021م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de