نحن مع حمدوك ومع الثورة، ومبادئها وقيمها ونقدنا من اجل تصحيح المسار
شعار (مدنية) لم يتحقق والحكومة يغلب عليها انها عسكرية لا زالت تتأثر بمن يستغلون الدين
الطائفية والاسلام السياسى يجمع بينهما استغلال الدين لاغرض السياسة ومطالب الدنيا
إذا كان من يشك في مهدية محمد احمد قد كفر، فكم عدد الكفار وفق هذ المعيار؟
هل يؤمن الوهابية بمهدية محمد احمد، وهم ينكرون امكانية رؤية النبي يقظة ؟!
نسأل زعماء الفتنة من الأنصار: هل محمد احمد، هو المهدي المنتظر؟ وهل المهدية من اركان الايمان ؟
ليس دفاعاً عن د. القراي وإنما دفاعا عن الشعب السوداني وثورته (8-8)
_خالد الحاج عبد المحمود_
الطائفية: الطائفية والاسلام السياسي قبيل واحد يجمع بينهم استغلال الدين لاغراض السياسة واغراض الدنيا.. في رده على مثيري زوبعة المناهج رفع الأستاذ سيف الدولة احمد خليل قصيدة ود المتعارض في وجه الختمية، على اعتبار انها نموذج لتجسيد الذات الالهية ومن ما جاء في القصيدة قوله عن السيد الحسن: انت ذا ذاته انت نظراته انت حضراته انت من يعلمن اما بالنسبة لطائفة الانصار، السيد محمد احمد المهدي مؤسس الطائفة يكفر من يشك في مهديته ، يقول المهدي في خطاب شهير له: "ثم احبابي كما اراد الله في ازله وقضائه، تفضل على عبده الذليل بالخلافة الكبرى من الله ورسوله، وأخبرني سيد الوجود بأنني المهدي المنتظر، وخلفني عليه الصلاة والسلام بالجلوس على كرسيه، مرارًا بحضرة الخلفاء الأربعة والأقطاب والخضر — عليه السلام — وأيدني الله تعالى بالملائكة المقربين، وبالأولياء الأحياء والميتين، من لدن آدم إلى زماننا هذا، وكذلك المؤمنون من الجن، وفي ساعة الحرب يحضر معهم إمام جيشي سيد الوجود بذاته الكريمة، وكذلك الخلفاء الأربعة والأقطاب والخضر — عليه السلام — وأعطاني سيف النصر من حضرته، وأُعلمت أنه لا ينصر عليَّ معه أحد ولو كان الثقلين الأنس والجن".. ويواصل فيقول: " هذا وقد أخبرني سيد الوجود بأن من شك في مهديتك فقد كفر بالله ورسوله، كررها ثلاث مرات، وجميع ما أخبرتكم به من خلافتي على المهدية إلى آخره فقد أخبرني به سيد الوجود يقظة في حال الصحة، وأنا خالٍ من الموانع الشرعية؛ لا بنوم ولا جذب ولا سُكْر ولا جنون، بل متصف بصفات العقل، أقفو أثر رسول الله بالأمر فيما أمر به، والانتهاء عما نهى" إذا كان من يشك في مهدية محمد احمد فقد كفر، فكم عدد الكفار وفق هذ المعيار؟ هل يؤمن الوهابية بهذا القول، وهم ينكرون امكانية رؤية النبي يقظة.. يقول ابن تيمية: " قد يرى أحدهم في اليقظة من يقول له أنا الخليل أو أنا موسى أو أنا المسيح أو محمد أو فلان لبعض الصحابة أو الحواريين، ويراه طائرا في الهواء، وإنما يكون ذلك من الشيطان، ولا تكون تلك الصورة مثل صورة ذلك الشخص، وقد قال النبي" من رآني في المنام فقد رآني حقا، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" فرؤيته في المنام حق، واما في اليقظة فلا يرى بالعين لا هو ولا أحد من الموتى، مع إن كثيرا من الناس قد يرى في اليقظة من يظنه نبيا من الأنبياء، أما عند قبره، وإما عند غير قبره، وقد يرى القبر ينشق ويخرج منه صورة إنسان، فيظن أن الميت نفسه خرج من قبره أو أن روحه تجسدت وخرجت من القبر، وإنما ذلك جنِّي تصور في صورته ليضل ذلك الرائي)!! من كتاب (الجواب الصحيح) 3 ص 348.. إذا عند ابن تيمية وجميع الوهابيين، كل من رآهم المهدي في رؤيته المذكورة اعلاه بمن فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، والانبياء الآخرين هم من الجن!! فكيف يجتمع الوهابية والانصار وهم على هذا التناقض الأساسي؟! ونحن هنا نسأل زعماء الفتنة من الأنصار: هل السيد محمد احمد المهدي، هو المهدي المنتظر؟ وهل المهدية من اركان الايمان وبالصورة التي تجعل من يشك في مهدية محمد احمد كافر بالله ورسوله؟ في خطاب للامام المهدي عن مكانة الخليفة عبدالله، جاء قوله: "أعلموا أيها الأحباب ان الخليفة عبد الله، خليفة الصديق المقلد بقلائد الصدق والتصديق، فهو خليفة الخلفاء، وأمير جيوش المهدية المشار إليه في الحضرة النبوية! فذلك عبد الله بن محمد، حمد الله عاقبته في الدارين، فحيث علمتم أن الخليفة عبد الله هو مني وأنا منه وقد أشار اليه سيد الوجود، صلى الله عليه وسلم فتأدبوا معه كتأدبكم معي، وسلموا إليه ظاهراً وباطناً، كتسليمكم لي وصدقوه في قوله، ولا تتهموه في فعله فجميع ما يفعله بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، أو بإذن منا لا بمجرد اجتهاد منه، ولا هو عن هوى بل هو نائب في تنفيذ امره صلى الله عليه وسلم، والقضاء باشارته.. فإن فعله بكم وحكمه فيكم بحسب ذلك.. واعلموا يقينا ان قضاءه فيكم، هو قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)" فمن من الفرق التي تحالفت ضد موضوع المناهج، يؤمن بهذ القول الذي قاله المهدي عن الخليفة؟ قطعا الوهابية لا يؤمنون.. وقطعا الختمية لا يؤمنون به.. فما الذي يجمع هؤلاء؟ انه النفاق، يؤيدون بعضهم البعض في موضوع المناهج، وكل منهم في داخله يضمر تكفير الآخر.. تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.. فالأمر كله نفاق.. الله تعالى يقول: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ".. إنهم يخدعون بعضهم البعض ويكذبون، والمؤمن لا يكذب!! ثم هل بين هذه الفرق فرقة ناجية، ومن هي.. وما هو دليل نجاتها.. نحن اليوم نعيش في عهد فترة من انقطاع الرسل، وقد نصل المسلمون عن دينهم فأصبحوا يعيشون على قشور الاسلام وقشور الحضارة الغربية، وأدركتهم النذارات النبوية الكثيرة. منها على سبيل المثال قوله: " يوشك ان تداعى عليكم الامم، كتداعي الاكلة على القصعة.. قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير.. ولكنكم غثاء، كغثاء السيل، لا يبالي الله بكم".. وقد أدركتنا النذارة قبل وقت طويل، وقد تكالبت الامم الاستعمارية علينا.. وفي حديث آخر يقول: " لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع!! حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه!! ".. ومن كانوا قبلنا هم اليهود والنصارى وقد دخلوا جحر الضب الخرب – المادية – ودخلنا معهم.. وفي حديث ثالث يقول المعصوم: " افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة.. وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة".. وقد أدركتنا هذه النذارة، وتفرقنا بالصورة التي جاءت في الحديث.. واصبحت كل فرقة تكفر الفرقة الأخرى.. فمن هي الفرقة الناجية؟ لكل فرقة الحق في ان تزعم بأنها الفرقة الناجية.. ولكن عليها ان تورد لنفسها ولغيرها الدليل القاطع على ما تزعم.. ونحن هنا نطلب الى الفرق التي تحدثنا عنها، من كان يزعم لنفسه انه الفرقة الناجية ليورد لنا الدليل على ذلك.. المهم ان فرقة واحدة من هذه الفرق هي الناجية، والبقية هالكة ولا يوجد احتمال غير ذلك، الا ان تكون جميع هذه الفرق هالكة.. ومن المستحيل ان تكون جميعها ناجية، لأن الناجية واحدة.. فبدل تكفير خلق الله، واستغلال دين الله في عداوات شخصية ضيقة او استغلاله لأغراض الدنيا والسياسة، فإن الحزم يقتضي ان يبحث كل فرد موقعه من النجاة او الهلاك.. وان تبحث كل فرقة عن موقعها من النجاة والهلاك. وفي هذا الموضوع صدر لنا كتاب، هو الآن بالمكتبات، وعنوانه (الفرقة الناجية: بيننا وبين الاسلام السلفي) يجب ان نلاحظ ان الفرقة الناجية، لا يمكن ان يكون خطابها الديني دون مستوى العصر.. يقول المعصوم: "نحن معاشر الأنبياء امرنا ان نخاطب الناس على قدر عقولهم" فالخطاب يجب ان يكون على قدر عقول الناس اليوم.. ويقول تعالى: " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" فالخطاب يجب ان يكون في وسع انسان العصر.. اسلام الفرقة الناجية يجب ان يكون أفضل من الحضارة الغربية القائمة، في حل مشكلات الانسانية، والاستجابة لأشواق وتطلعات هذه الانسانية، وما يقصر دون ذلك فليس للناس حاجة اليه.. هذا محك اساسي.. إذا لم يتفوق الاسلام على الحضارة الغربية فلا حاجة للناس اليه، وهذا دليل قاطع على ان الفرقة التي تقدم الإسلام في المستوى الذي يكون دون قامة العصر، هي فرقة غير ناجية. وبعد، نحب أن نؤكد لمن يحتاج الى تأكيد، أننا لسنا ضد الدكتور حمدوك.. بل على العكس نحن معه، ونكن له كل تقدير.. نحن مع الثورة، ومبادئها وقيمها.. عندما ننقد الثورة اوبعض رجاللها النقد البناء، إنما نهدف من ذلك الى تقويتها وتصحيح مسارها.. ولا يغيب عن بالنا الظروف الصعبة التي تعمل فيها الحكومة الانتقالية وما تجده من تعويق من بعض الذين هم داخلها والذين هم خارجها.. النقد الهدام هو الذي يعمل على اضعاف النظام، لاسقاطه.. أما النقد البناء فهو الذي يقوم على الحق، ويعمل على تقوية النظام، واعانته على القيام بدوره المرحلي. ليس من المستبعد ان تندس بعض كوادر النظام القديم في مواقع يمكن ان تؤثر سلبا على حكومة الثورة، فيجب على الحكومة ان تتفطن لهذا كما يجب على الثوار ان يتفطنوا له. الأمر صعب، ويحتاج الى وعي وجِد، والمعوقات كثيرة، وحتى الآن شعار (مدنية) لم يتحقق منه الكثير.. فحكومة الثورة الغالب عليها انها عسكرية!! كما انها لا زالت تتأثر باستغلال الدين ومن يستغلون الدين. جماعة الانقاذ واهمون إذ يطمعون أن لهم دور ثاني.. فهم عندما مد الله لهم، ظنوا ذلك تمكينا.. لو كانوا على الحق لما خذلهم الله، فجعلهم يفسدون الفساد الذي رأيناه.. فالله متكفل بحماية دينه.. وعندما ابعدهم الله عن السلطة، لأنهم على الباطل.. يقول تعالى: " وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"، فلو كانوا مؤمنين لنصرهم الله في أنفسهم، وفي ما قاموا به من عمل باسم نصرة الاسلام. مستحيل أن يطبق الاسلام في الأرض من دون اذن الله ومن دون مأذون.. وهذا يجعل من المستحيل القضاء على الفكرة الجمهورية.. فهي تبشر بالمأذون وتؤكد ان الاسلام لن يطبق من دونه.. فلو أصبح جميع اهل الارض من الجمهوريين فلن يتم تطبيق الاسلام إلا إذا جاء المأذون .. ولو أصبح جميع اهل الارض ضد الجمهوريين، فلن يعطلوا البشارة بالإذن والمأذون.. لن يعطلوا امر الله. هذا والله المستعان، وهو الكفيل بأن يحفظ الشعب السوداني وثورته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خالد الحاج عبدالمحمود
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست