الحماسة المقرونة بالحماقة تمثل قمـــة الداء في السودان !!
في هذا البلد العجيب يندر من يتصرف بحكمة العقل والعقلاء ويشرف المقام ،، ولا يلتقي أبناء السودان حول طاولة الوفاق والاتفاق عند تناول تلك القضايا التي تهم الأمة ،، وذلك المسئول السوداني حين يكلف بمهمة من المهام ينسى كافة أخلاقيات وأصول المهنة بالقدر المطلوب ،، ولا يؤدي تلك المهمة على الوجه الأكمل بالقدر الذي يعني المهارة والحكمة ،، كما أنه ينسى تلك اللباقة والحيادية المطلقة التي تطرد نزعات النفس والميول عند الأداء ،، وفي نفس الوقت ينسى بأنه مكلف لأداء تلك المهمة والواجب بموجب اللوائح والقوانين والنظم والأصول ،، وقبل ذلك هو ينسى بأن عليه أن يؤدي تلك الواجبات والمهام بمنتهى الوقار والاتزان ،، والسخيف في الأمر أن البعض من هؤلاء المسئولين السودانيين يركبون أفراس الحماقة في أكثر الأحيان ويتصرفون كالأنعام ،، والبعض منهم يجاهر بالقول بمنتهى الوقاحة والفظاظة ويقول : ( أنا ربكم الأعلى وهذه الأنهار تجري من تحتي !! )،، منتهى القبح والحماقة في سلوك البعض من هؤلاء المسئولين من أبناء السودان ،، وفي هذه الأيام تعج الساحات السودانية بتلك التناقضات العجيبة بين أطراف وجهات متعددة وبين تحركات ومواقف وقرارات ( لجنة إزالة التمكين )،، ثم تلك ( العنجهية والعنترية ) التي تبديها تلك الأطراف والجهات العديدة التي تلسعها أطراف السياط ،، والمراقب الحصيف للأحوال يكتشف أن تلك المناوشات والمناكفات التي تدور في الساحات اليوم تنقصها الوطنية الصادقة بكل القياسات ،، مواقف وتحديات لا تليق إطلاقاً بتلك الجهات والأطراف المسئولة بالبلاد ،، والملامة الكبيرة تلاحق كافة تلك الأطراف وكافة تلك الجهات بما فيها : ( لجنة إزالة التمكين ) ،، لأن تلك الأطراف وتلك الجهات العديدة لا تتناول تلك القضايا السودانية بطريقة احترافية تستحق التقدير والاحترام ،، ولا تتناول تلك الخلافات الصبيانية الهايفة في إطار من الكتمان الذي يحترم مشاعر الأمة السودانية ،، بل هي تلك التنازعات والتصريحات العشوائية التي ترفض مواقف البعض ،، ثم تلك المظاهر العنجهية والغرور التي تبديها تلك الأطراف المتعددة ،، ويلاحظ الشعب السوداني أن تلك الأطراف وتلك الجهات تنطلق في تصريحاتها وقراراتها من منطلق التحديات والعنجهيات المفرطة ،، وذلك دون التحري بصحة أو عدم صحة تلك المواقف والتصريحات .
الشعب السوداني في هذه الأيام يراقب عن كثب ذلك الفوضى في التصريحات والتصريحات المضادة بين تلك الجهات المتعددة وبين ( لجان إزالة التمكين ) ،، وقد كثر اللغط والهرج في مواقف كافة الأطراف ،، حيث تلك التصريحات والأحكام الجزافية التي تطلقها تلك الجهات والأطراف في هذه الأيام ،، قرارات وأحكام عديدة تتخذها ( لجان إزالة التمكين ) ،، ثم رفض واعتراضات عديدة تبديها تلك الجهات المختلفة ،، ولقد تباينت وجهات النظر في مواقف الأطراف والسلطات ،، حيث أن جهات عديدة تصوب وتساند قرارات ( لجان إزالة التمكين ) ،، وجهات عديدة أخرى ترفض بشدة خطوات وقرارات تلك اللجنة المكلفة من قبل الشعب السوداني ،، وهنا يقع اللوم الكبير على كافة الأطراف ،، حيث تتجلى الضحالة في مقدرات وعقول أبناء السودان ،، البعض من تلك الأطراف يمارس أبشع ألوان الأنانية المفرطة وينسى كليا تلك المصلحة العليا للبلاد ليهدر الأوقات في إظهار القوة والعضلات ،، والبعض الآخر يستغل التكليف الشعبي بنوع من الإفراط ثم يتجرأ في إصدار تلك الأحكام والقرارات ،، ولقد تشعبت الخلافات ووجهات النظر حول مهام ورسالة ( لجان إزالة التمكين ) ،، أطراف وجهات ترى أن تلك اللجان تملك كافة الصلاحيات في التحري ثم إلصاق الاتهامات ،، ثم اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام ،، والبعض الآخر يرى أن تلك اللجان حدها فقط هو ذلك التحري وإصدار الاتهامات ،، أما تلك الأحكام والفصل في الاتهامات فيجب أن تقوم بها تلك الجهات العدلية بالبلاد ،، وعليه فإن تلك الوزارات والدواوين والمؤسسات الحكومية ترفض بشد تدخلات لجان ( إزالة التمكين ) في شئونها وفي شئون الأفراد المنتسبين إليها ،، وترى أن تلك الأحكام يجب أن تصدرها تلك الجهات العدلية بالبلاد ،، ولا تصدرها ( لجنان إزالة التمكين ) ،، وهنا يتجلى ذلك التضارب الشديد بين مواقف الأطراف والجهات .
مع الأسف الشديد لا توجد َ جهة سودانية تتدخل في الأمر لتضع الحد بين تلك الأطراف ،، والغريب في الأمر أن تلك التناقضات يمارسها أيضاً هؤلاء المحللين وأصحاب الأقلام في هذه الأيام ،، فالبعض منهم يقف بجانب خطوات وقرارات ( لجان إزالة التمكين ) ،، ويصوب كافة خطوات تلك اللجان ،، بينما أن البعض الآخر يرى أن تلك اللجان قد تعدت صلاحياتها كثيراَ وكثيراَ ،، وأنها قد أخذت الأمور بيدها من منطلق العنجهية والديكتاتورية المفرطة ،، وفي كل الأحوال فإن تلك المواقف المتناقضة لكافة الأطراف والتي تكتسح الساحات السودانية في هذه الأيام لا تشرف الاحترافية والمهنية السودانية بأي شكل من الأشكال ،، بل تؤكد بأن أبناء السودان لا يملكون إطلاقاَ تلك الحكم والمهارات الفكرية التي تعالج القضايا الخلافية بطريقة عصرية وحضارية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست