أكتب لك سعادة الوزيرة وأنا على يقين من أنك ولو بلغتك كلماتي فلن تعيريها أي اهتمام فقد تعودنا أن يتجاهل الذين شاء الله أن يتولوا أمورنا ما لا يرغبون فيه ، فقد تعودوا وأنت منهم ألا يسمعوا إلا كلمات المديح وإن كانت بينة النفاق . هكذا كان مصير كلماتي للمخلوع البشير وهو في قمة سلطته حين كتبت موجها حديثي له "أن استقيل فليس عندك ما تقدمه للناس سوى المزيد من التدهور والخراب " . ولم يسمع – وليته فعل – وهو الآن يتجرع مرارة الذل والاهانة ، كأول رئيس سوداني يدخل " الاصلاحية برجليه " وموعده قريبا مع لاهاي . وهكذا كتبت للوزير مدني وقلت له " اذهب واترك الأمر لمن هو أقدر منك لادارة الوزارة " وكالعادة لم يسمع – وليته سمع - وتجاهل كل النقد ومعاناة الناس حتى ذهب ولم يتأسف عليه أحد . وقلتها لسلفك الحاجة أسماء محمد عبد الله ، أن تترك وهم التوزير لمن هو قادر عليها وتتمتع بالتقاعد مع حفدتها وأبنائها . ولكنها كغيرها لم تستجب – وليتها فعلت – وذهبت وسيكون نصيبها صفرا في انجازات وزارة سيادية كوزارة الخارجية . وغير هؤلاء كثيرون ممن كانوا في مواقع المسؤولية سواء في عهد الانقاذ المباد أو في عهدنا الحالي . ولم يكن الموضوع شخصيا ولا خاصا ولكنه موضوع وطن ، فكلهم ثبت عمليا أنهم أقل قامة من الوظيفة التي تقلدوها . وكلهم كانوا يظنون أنهم يحسنون صنعا ، زينت لهم بطانة السوء سوء عملهم ولم يستفتوا أحدا من المخلصين ولم يسمعوا ما كان يقوله الشارع وما سطرته أقلام حادبة على البلد وناصحة لهم ، فكان أن ابتلعهم الظلام ، ولعنات التاريخ وحكمه الذي لا يرحم . سعادة الوزيرة : كثير ممن فشلوا وظلوا متمسكين بالكرسي كانت لهم بطانة من المنافقين والمنتفعين حجبت عنهم الرؤية الصحيحة ، أما أنت فأمرك مع هؤلاء جلل فأنت ابنة "الإمام " رئيس حزب الأمة وزعيم الأنصار الذي ضرب المثل بنشبثه بالزعامة لأكثر من أربعين عاما ، لم يفسح المجال فيها لأي زعامة جديدة لحزبه أو طائفته ، ولولا الموت لما تركها باختياره . وأنت لاشك من نسله لحما ودما وفكرا ، وحولك كما كان حوله بطانة مستعدة أن تداع عنك ظالمة ومظلومة بالمعنى الحرفي ، فهل ستجدين من ينصحك منهم ، ويقول لك " استقيلي " ولكنك ستجدين أمثالي وهم كثر ، من يقول لك الحق ولو كرهته ، فأنت حقيقة لا تصلحين لما أنت فيه من موقع ، خاصة غي هذا العهد وهذه الفترة من عمر الثورة ، فالبلد تمر بمنعطف صعب تحتاج فعلا للكفاءة والمقدرة . نعم الكفاءة الحقيقة ، وأنت كل نصيبك منها أنك ابنة "الإمام " ، وهذا لايد لك فيه ، ولا يصنع منك زعيمة إلا عند بطانتك . سعادة الوزيرة : إذا كان الخطاب يعرف من عنوانه ، فعنوان كفاءتك بات واضحا من لقاء القاهرة ، فقد أصبحت مثار تندر كل من هب ودب ، وجعلتنا نذوب خجلا أمام العالم ، ولو كنت مكانك لاستشعرت فداحة ما اقترفت يداي ، فخلفك في هذه الوزارة فطاحلة ، كانت لقاءاتهم لوحة مزينة بالدبلماسية ومترعة بالحكمة وعمق الفكرة . فهل أتاك نبأ هؤلاء : مبارك زروق محمد احمد محجوب سيد أحمد خير محمد إبراهيم خليل إبراهيم المفتي علي عبد الرحمن الأمين بابكر عوض الله فاروق أبو عيسى منصور خالد جمال محمد احمد وغيرهم ، رحمة الله عليهم جميعا ، فقد سطروا تاريخ هذه بحروف من نور ، حتى في عهد الإنقاذ المقبورة ، لم تصل الوزارة إلى حد أن يقول وزيرها لنظيره من البلد الآخر : أخي أو أن يقول لصحفي " استاذي " ، أو يدعو لاستعمار بلده فكا لضائقة الانفجار السكاني عند جيرانه . تصفحي تاريخ هذه الوزارة واسألي خالتك بجوارك زوجة المقبور الترابي كيف كان يدير الوزارة في عهد كريه وممقوت ، ولكنه لم يسقط ويزل لسانه بمثلما تفوهت به . لكل ذلك أرجو أن تبلغك كلماتي وأن تجد منك الاستجابة فنسمع غدا نبأ ترجلك عن " صهوة الوزارة " . ولا أظنك فاعلة ، وستكون لنا جولات وصولات . ما وراء المقال : لم تتحمل وزارة الخارجية أن فتنتظر المطبلين وبطانة الوزيرة ليدافعوا عنها ، فبادرت بكل أريحية بالدفاع عن سقطة وزيرتهم واعتبرت الوزارة في بيان أن "الغرض من نشر بعض المقاطع المتداولة واضح من كونها مقتطعة من التسجيل المصور لحديث الوزيرة، والمشاهدة المنصفة للتسجيل تبين بوضوح أن مضمون حديثها قد أسيء عرضه " وهذا تبرير مضحك لا يستحق الرد عليه ، فقد استمع الجميع لكامل اللقاء مع الوزيرة ، وليس هناك تقطيع ولا سوء نية ، بل إن اللقاء يوضح بجلاء تردد الوزيرة ، وأنها كانت تائهة تبحث عن الكلمات والجمل وعندما تجدها تخرجها " دراب " يبدوأنكم أنتم الذين لم يسمعوا اللقاء كاملا . وأضافت: "إن السيدة مريم الصادق هي وزيرة الخارجية في الحكومة الانتقالية التي أتت بها ثورة ديسمبر المجيدة، وهي مع أعضاء هذه الحكومة تمثل قيم ومبادئ هذه الثورة الوطنية العظيمة، وتضع نصب أعينها أهدافها، من السيادة غير المنقوصة والاستقلال غير المشوب " وهذا زعم كاذب فلا نعرف أي تفويض من الثورة ليأتي بهذه الوزيرة فهي قد جاءت " بالمحاصصة " وليس اختيارا من الثوار ولا لكفاءتها الاستثنائية . أما أنها وتضع نصب أعينها أهدافها، من السيادة غير المنقوصة والاستقلال غير المشوب ، فواضح من دعونها لاستعمار بلادنا لأننا قليلون وأرضنا مباحة لجيراننا . ولا أعلم إلى الآن سيادتنا واستقلالنا غير المشوب بماذا ؟ هلا أكملتم الجملة لنعرف صفة سيادتنا واستقلالنا ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زاهد زيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست