______________ خرج الشعب السوداني ضد نظام البشير بشراسة وكانت مطالبهم ضرورة ان يكون هناك واقع افضل وليس لاجل ارتقاء زيد من الناس لمنصب رئيس او اختيار عبيد لمنصب حاكم اقليم ولكن كان المقابل مزيد من الفقر والحرمان
كان ازلام النظام السابق في موضع اتهام دائما بتكوين ثروات علي حساب الشعب السوداني وذلك بملاحظة الثراء الفاحش الذي ظهر عليهم بدون مقدمات ورغم ذلك الاغتناء الكيزاني كان بمقدور اي مواطن سوداني القدرة علي شراء وجبة طعام لايهم مما تتكون تلك الوجبة الغذائية من( فول او سخينة) المهم انها تسد الرمق وتسند الظهر وتجعله يتحرك بكل اريحية ويركب المواصلات العامة ويشارك في اي موكب ثوري في اي منطقة بالعاصمة وكل ذلك لايتجاوز مبلغ الخمسين جنية وربما اقل واتذكر جيدا عندما شاركت في موكب السادس من ابريل فمنذ خروجي من المنزل والي وصولي الي قلب السوق العربي حيث تحرك موكبنا صوب مباني القيادة العامة لم اخسر من المال اكثر من ثلاثين جنية فقط وتمر الايام ويسقط البشير وتاتي حكومة جديدة لم تستطيع ان تضيف جديد لحياتنا بل عملت علي سلب ما كان موجود من عيش كريم فكانت سياسة رفع الدعم الحكومي عن العديد من الخدمات التي يستحقها الشعب رصاصة رحمة علي الفقراء فبين شمس وضحاها ارتفعت اسعار كل شي لتشمل حتي المواصلات العامة والمواد الغذائية والكهرباء والماء وحتي اسعار خدمات الإنترنت صارت فوق طاقة المواطن فكان ما تريد حكومة الثورة معاقبة المواطن علي الثورة ضد نظام البشير ولسان حالها يقول سوف نجعلكم تندمون علي فعلتكم تلك فعملت حكومة حمدوك علي رفع الدعم وزيادة رواتب بعض الفئات وانقسم الثوار الي فرق وطوائف وساد الهرج والمرج وانتشر الفقر والبطالة في وسط شعب خرج لاجل الافضل ولكنه لم يجد الا السراب
وبدون شك ليس هناك اقبح من الفقر خاصة ذلك الذي يحرم الشخص من شراء ابسط مقومات الحياة من طعام وشراب ومايستر العورة لقد عاش الانسان منذ بدء الخليقة حر طليق في الغابات لايعرف حدود جغرافية او حكومات متسلطة تسلب منه ارداته ومع تقدم الفكر الاستحوازي البشري تمكن الانسان من الحجر علي اخيه الانسان والتحكم في موارد الطبيعة بحجة انشاء الدول والحكومات ومنذ ذلك الوقت انقسم المجتمع الانساني الي دويلات طائفية أو عرقية او دينية فدخلوا في صراعات في بينهم بهدف السيطرة على الموارد الطبيعية لتسخيرها لمصلحة فئة معينة من الناس وهذه المرة كانت تحت ذرائع مقدسة وقد كان الفكر بطل تلك المسرحية و الفقراء والمساكين هم جمهورها وصار عليهم التصفيق لفكر المهوسين من اصحاب العقائد الوضعية و السماوية حينما فكر البعض في الارتقاء الي السماء لصنع هالة من القداسة على دعوتهم كان علي المساكين والفقراء الايمان بذلك فهم كانوا دائما ضحايا افكار الاشرار من الملوك فلا مال لهم الا ذلك النذر اليسير الذي يدفعه الاقطاعيين لهم مقابل حمل السلاح للدفاع عن سلامتهم بحجة نصر دعوة فكرية او ثورة مزعومة ولكن الحقيقة هي ان ذلك المسكين يدافع عن لقمة عيشه (في السودان ناس شكرا حمدوك وقبلهم المطبلين والمزمرين للبشير) والتي ارتبطت هذه المرة بحمل السيف وفي اوربا كان الشخص الضعيف يصبح عبد مملوك لصاحب الاقطاع .بعد ان يعجزه دفع الضرائب ويكون هو هو وعائلته عبيد للنبيل الاستقراطي وعندما تندلع حروب بين الإقطاعيين النبلاء يجبر الفلاحين الفقراء علي حمل السلاح لخوض تلك الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل فكانت الثورة الفرنسية رد طبيعي علي تراكم ظلم الملوك للناس فكانت بداية ثورة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبات الشعب هو السيد الحاكم و بقطع راس الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت تحت المقصلة انتهت اسطورة قداسة الحاكم وبانه ظل الله في الارض واعاد الثوار الفرنسيين قسمة الثروة في ما بينهم علي اسس ديمقراطية قوامها المواطنة
وهنا في السودان لم تنجح اي ثورة بعد خروج الاستعمار البريطاني سنة1956 في رفع الظلم عن الفقراء في السودان فكان السياسيين يستغلونهم من للخروج ضد الانظمة السياسية الحاكمة بهدف اجبارها على الرحيل ومن ثم اعتلاء عرش السلطة علي اكتاف الفقراء الذين لن يجدوا من السياسين الذين كانوا بالامس اصدقاءهم الا التنكر والطغيان
وثورة ديسمبر خير دليل لذلك الاستغلال فقد انقلبت الشعارات التي كانت مرفوعة ابان الثورة تنادي بالانصاف والعدل لتصير قيود لتمكين الفقر والبطالة والجوع اكثر واكثر فازداد الغني ثروة والفقير فقر مدقع ولم تفعل حكومة الثورة شي حيال التجار الجشعين فتركت المواطن المسكين تحت رحمتهم ولم تفي بوعودها بتحسين ظروف الحياة وتعويض هذا الشعب الصابر لسنوات علي الظلم فصارت الحياة بالنسبة للفقراء اكثر صعوبة عن ما كان عليه الحال ايام النظام السابق وشي صادم ما يحدث اليوم من اداء سلبي من حكومة السيد حمدوك وهو بدون شك لا علاقة له باهداف وشعارات الثورة فهذه الحكومة لا تعرف عن مشاكل المواطن السوداني شي فلايوجد لديها ادني تفاعل مع قضايا فئات المجتمع خاصة الفقراء منهم وحتي تفاعلهم ان وجد فهو محصور علي بعض قضايا الاشخاص المعروفين لديهم عبر وسائط، التواصل الاجتماعي واعضاء قحت وحكومة حمدوك لا يعرفون كم هو سعر كوم (الكمونية) في سوق ستة بالحاج يوسف او ثمن وجبة (الفول) لشخص لا يملك الا مبلغ مائة جنيه وعاد نفس الوضع الاجتماعي الارستقراطي الذي ساد ايام البشير اكثر بذخ مما كان عليه زمن البشير ولا عزاء للفقراء
اذا ثورة المهمشين التي اندلعت في ديسمبر 2018 ضد البشير تم اختطافها ومازال الفقر الشين هو سيد الموقف في السودان ولايوجد اثر للثورة الا الاسم فقط
ترس اخير اختبار لمعرفة هل هذه الحكومة تتفاعل مع قضايانا ( صاحب هذا المقال من اصحاب الامراض المزمنة فقط يطلب العيش الكريم ولايملك من حطام الدنيا الا بقية من عزة نفس فهل من مغيث؟)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست