|
|
 الاقتصاد السوداني الذي يحير ويعجز عباقرة الاقتصاد !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أـحمد
|
07:28 AM February, 28 2021 سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
الاقتصاد السوداني الذي يحير ويعجز عباقرة الاقتصاد !!
دولة السودان وكأنها دولة تنتمي لكوكب مجهول ولا تنتمي لكوكب الأرض !! ,, فهي تلك الدولة الوحيدة فوق وجه الأرض التي لا تؤمن ولا تسري فيها تلك النظريات والعلوم الاقتصادية ،، وهؤلاء أصحاب تلك الفلسفات والنظريات الاقتصادية بالسودان قد أوجعوا رؤوس الشعب السوداني بتلك الخزعبلات الاقتصادية الفارغة لأكثر من ستين عاماً ,, يقيسون ويفصلون ويخيطون تلك النظريات الاقتصادية العقيمة بالألسن دون جدوى يمس حياة الإنسان السوداني ،، فهي نظريات لا ترد ولا تصدق يوماً في أرض الواقع ،، ورغم ذلك فإن هؤلاء رجال الاقتصاد بدولة السودان لا يكلون ولا يملون من ترديد تلك الخزعبلات الاقتصادية الفارغة في أجهزة الإعلام وغير أجهزة الإعلام لسنوات وسنوات بدرجة الغثيان ،، والشعب السوداني في بدايات الاستقلال كان يؤمن ويعتقد جازماَ في سلامة وصحة تلك النظريات الاقتصادية والعلمية ،، ولكن تلك التجارب الطويلة منذ استقلال البلاد قد أثبتت بأنها مجرد نظريات وعلوم اقتصادية فلسفية للاستهلاك المعرفي فقط ،، وليس لها مثقال ذرة من تلك الآثار والتأثيرات في حياة الأمة السودانية !،، فتلك النظريات الاقتصادية لا تتوفر إطلاقاً في معاجم الشعب السوداني ،، ومن سابع المستحيلات أن تتحقق نظرية من تلك النظريات الاقتصادية المعروفة في واقع السودان !،، وبطريقة غريبة وعجيبة فإن تلك المجتمعات السودانية لا تسرى عليها تلك النظريات ولا تتعامل معها إطلاقاَ ،، وكأن الشعب السوداني يملك ( المناعة ) ضد تلك النظريات الاقتصادية !! .. وتلك الصورة القاتمة بكل القياسات تؤكد بأن الأمة السودانية أمة غريبة الممارسات دون شعوب الأرض .
هؤلاء أهل الاختصاص في علوم الاقتصاد والتجارة منذ استقلال البلاد يتواجدون في أجهزة الإعلام وغير أجهزة الإعلام ليثرثروا بتلك الخزعبلات والنظريات الاقتصادية العقيمة المستحيلة التي لا تسري ولا ترد يوماَ في واقع الإنسان السوداني ،، وفي البدايات كان الشعب السوداني يجاري هؤلاء ،، وكان يعتقد بأن تلك النظريات الاقتصادية والتجارية هي فروض ملزمة لابد أن ترد تلقائياَ في ممارسات وحياة الناس ،، وتمثل ذلك الترياق الشافي الذي يشفي أمراض الاقتصاد بالبلاد ،، ولكن تلك التجارب الطويلة منذ استقلال البلاد قد أثبتت للشعب السوداني بأن تلك النظريات الاقتصادية والتجارية مجرد ( كلام إنشائي ) من تأليف وبنات أفكار هؤلاء العلماء الأجلاء .
لقد شاءت الأقدار للبعض من أفراد الشعب السوداني أن يتعلم ويدرس تلك النظريات والعلوم الاقتصادية والتجارية بكليات التجارة والاقتصاد في الجامعات ،، وفي تلك الكليات فإن هؤلاء المنتسبين يتلقون الكثير والكثير من تلك النظريات والعلوم الاقتصادية والتجارية برعاية هؤلاء العباقرة من رجال الاقتصاد والتجارة ،، كما تعج المكتبات الجامعية بتلك المؤلفات الاقتصادية والتجارية الثرية ،، ولكن تجارب الأحوال قد أثبتت بأن تلك النظريات ليست بالضرورة أن تكون لها أثر وتواجد في حياة الناس ،، وحين يتواجد الإنسان في تلك المجتمعات السودانية لا يصادف إطلاقاً نظرية واحدة من تلك النظريات الاقتصادية والتجارية التي تتحدث عنها تلك العلوم الأكاديمية ،، ودولة السودان هي الدولة الوحيدة فوق وجه الأرض التي لا تخضع ولا ترضخ ولا تؤمن إطلاقاَ بشروط وفرضيات ونظريات أهل الاقتصاد .
• دولة السودان هي الدولة الوحيدة فوق وجه الأرض التي لا تؤمن بنظرية ( العرض والطلب ) ،، كثرة المعروض فيها تعني قمة الشقاء والغلاء ،، وندرة المعروض فيها أيضاَ تعني قمة الشقاء والبلاء والغلاء !. وهؤلاء أهل الاختصاص ينبحون في أجهزة الإعلام ليلاً ونهاراً ويقولون نظرياَ : ( ترخص أسعار السلع بكثرة المعروض وقلة الطلب ،، وفي نفس الوقت ترتفع أسعار السلع بقلة المعروض وكثرة الطلب ! ) ،، وتلك ( النظرية الاقتصادية ) مستحيلة ولم تطبق في أرض السودان في يوم من الأيام منذ استقلال البلاد ،، ولكن هي تلك النظريات الاقتصادية السودانية السوداء الكالحة المخالفة لكل نظريات الاقتصاد بالعالم ،، حيث ترتفع الأسعار بدولة السودان في حال الوفرة الشديدة ،، وبنفس القدر ترتفع الأسعار بدولة السودان في حال الندرة الشديدة ،، فارتفاع الأسعار جدل ملزم ومفروض على الشعب السوداني في كل المواسم والسنوات ،، ولا توجد في السودان إطلاقاً مواسم رخاء ومواسم عناء .
• دولة السودان هي الدولة الوحيدة فوق وجه الأرض التي لا تتحسن فيها أحوال وظروف الناس بكثرة الإنتاج والوفرة في البلاد ،، فبالنسبة للشعب السوداني لا فرق إطلاقاً بين مواسم الإنتاج الوفير وبين مواسم الإنتاج الشحيح ،، ومهما يقال أن موسماً من المواسم يبشر بالخير والوفرة فإن ذلك لا يؤثر ولا يحسن حياة الشعب السوداني ،، وهؤلاء أهل الاختصاص في الاقتصاد والتجارة يبشرون الشعب السوداني بنجاح تلك المواسم الإنتاجية ثم يجهلون أو يتجاهلون تعمداَ بأن ذلك النجاح لا يلامس حياة الإنسان السوداني بالرخاء والهناء في لحظة من اللحظات ،، بل هي لحظات لأهلها من المنتفعين والمحتكرين والمتاجرين في تلك المنتجات الوفيرة الناجحة .
• التاجر السوداني هو التاجر الوحيد فوق وجه الأرض الذي لا يتراجع عن الأسعار ويخفض قيمة السلع المعروضة في متجره لاجتذاب المزيد والمزيد من ( الزبائن ) ،، بل دائماَ وأبداَ هو ذلك التاجر ( الانتهازي ) الذي يمثل الغول في النهب والسلب ،، وهؤلاء أهل الاختصاص يزعمون في نظرياتهم تلك العقيمة بأن التاجر قد يتراجع مضطراً عن تلك الأسعار العالية في حال الكساد وقلة الطلب ،، وهؤلاء يجهلون أو يتجاهلون بأن ذلك التاجر السوداني هو جشع وطماع بفطرته وطبعه ،، فهو ذلك التاجر المقيت الذي يفضل ( الموت ) على ذلك التراجع في الأسعار مهما كانت قوة الكساد وقلة المباع ،، وذلك التاجر السوداني ( الجشع الطماع ) يفضل ألف مرة بأن تبور سلعته ولا تباع وتنتهي صلاحياتها ثم يرميها في البحر ولا يبيعها رخيصة لهؤلاء الفقراء والمعوزين من الناس!! ,, وتلك صورة تمثل منتهى الحقد في نفوس التجار بالسودان ،،
• التاجر السوداني هو ذلك التاجر الوحيد فوق وجه الأرض الذي يمارس مهنة التجارة دون أن يقرن تلك التجارة بأخلاقيات المهنة كما يحدث من تجار العالم ،، والتاجر السوداني لا يملك مثقال ذرة من ذلك الضمير الإنساني الذي يراعي حاجة الضعفاء من الناس ،، ولا يملك تلك الأخلاقيات التجارية الراقية التي ترضى بالقليل من الأرباح من أجل الغلابة من الناس في تلك المجتمعات ،، بل هو ذلك ( الغول ) النهم الشرس في كل الأوقات ،، ولو كان في مقدور التاجر السوداني أن ينال مراده لأنتزع ملابس الغلابة والفقراء والمساكين من الناس ليبعها بأغلى الأسعار !!!
• ومن أغبى النظريات الاقتصادية والتجارية التي يرددها هؤلاء الاختصاصيون في هذه الأيام تلك النظرية التي تقول أن تحرير الاقتصاد والتجارة هي من تلك النظريات السليمة والصحيحة في دولة متخلفة كدولة السودان !! ,, وتلك النظرية الاقتصادية والتجارية قد تكون ناجحة ومفيدة في تلك الدول المتقدمة فكرياَ وشعبياً وثقافياَ ,, أما في تلك الدول المتخلفة كدولة السودان فإن تطبيق تلك النظرية يمثل كارثة أكيدة ووخيمة على البلاد وعلى الشعب بكل المعايير والقياسات ،، ولسان حال الشعب السوداني يقول لهؤلاء رجال الاقتصاد بالسودان : ( طز على تلك النظرية العقيمة !! ) ،، حيث أن الشعب السوداني يمارس تلك النظرية العقيمة الفاشلة لأكثر من ثلاثين عاما ولم يحصد من تلك النظرية إلا الأوجاع والويلات ،، وهي تلك النظرية الهالكة المهلكة التي ابتلانا بها ذلك المدعو عبد الرحيم حمدي في يوم من الأيام ،، ومنذ أن تم تحرير التجارة والاقتصاد بيد ذلك المتسلط والبلاد تتراجع اقتصادياً ولم تتقدم خطوة واحدة نحو الأمام ،، كما أن الشعب السوداني بدأ يكابد الأوجاع والويلات في ظلال تلك النظرية العقيمة ،، وهو ذلك الشعب الذي كان يجد نوعاَ من الراحة في ظلال تلك الرقابة على الأسعار والأسواق .
|
|
  
|
|
|
|
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست