لم يكن هناك رئيس أمريكي اكثر جرأة من ترامب في دعم إسرائيل علنا وجهاراً نهاراً، لكن اللوبي -رغم كل ما قدمه له ترامب- تحالف مع الدموقراطيين واطاح به. لا احد يضمن أي علاقة مع امريكا، فأمريكا تبيعك وتشتريك ثم تبيعك وتلفظك، وقد تقتلك بدون اي دية. الإمارات اليوم تظن أنها بمنأى من الإنقلاب الامريكي عليها في اي لحظة، تماما كما تفعل الاسود التي لا يمكنك ضمان ترويضك لها. فكم من اسود السيرك قد افترست مدربيها. إن أمريكا تقف فقط مع الشخصيات الباهتة التي تأتي بها للحكم، كقرزاي وحمدوك، وستجد أن اغلب من جاءوا بدفع امريكي، كانت شخصياتهم واحدة، مهزوزين، تائهين كما لو كانوا سكارى.. إنهم شخصيات مسلوبة الإرادة. امريكا مثل المرأة التي لا تحب الرجل القوي بل تبحث عن الرجل الضعيف فتتزوجه وتسيطر عليه بالكامل. صحيح أن امريكا ليست محل ثقة، لكنها الأقوى، هي التي تمتلك المال والسلاح والعلم، هي التي زرعت ملايين من عملائها ومؤسساتها في كل دول العالم تقريياً، وتسيطر ليس فقط على افريقيا وآسيا، بل حتى على اوروبا، تدير أوروبا بأصبعين من يدها. يمكن لأمريكا ان تحدث حالة إفلاس لأي دولة أوروبية بل لكل القارة الاوروبية لو حاولت اوروبا الإفلات من قبضتها، كما فعلت عندما اسقطت بضعة بنوك امريكية كل دول العالم حين أعلنت إفلاسها. البشير واردوغان ذاقا نفس الألم، فأردوغان حين امتنع عن تسليم الجاسوس الأمريكي (قسيس مزيف) لأمريكا، بحجة أن القضاء التركي مستقل، استيقظ اردوغان صباحاً ووجد أن العملة التركية قد اقتربت من اللحاق بالسودانية. كاد اردوغان أن يُجن لأن تركيا كانت في أوج انتعاشها الاقتصادي. حاولت قطر دعمه، لكن الإنهيار استمر، فأضطر لتسليم القس الأمريكي، ثم نام وهو يدعو بدعاء الفزع، وحين استيقظ صباحاً وجد الليرة التركية قد عادت إلى استقرارها السابق بدون مبررات منطقية. المبرر الوحيد أن أمريكا استلمت جاسوسها. وكذا حال البشير، الذي انهار اقتصاد دولته فجأة، والمثير للسخرية ان الانهيار بدأ فعليا عندما أعلن اوباما انه وقع على قرار يمهد لرفع السودان من لائحة الإرهاب. (كانت السيطرة قد اكتملت). عندما رفضت أمريكا إستبدال الذهب بالدولار للدول الاوروبية، قررت فرنسا عدم التعامل بالدولار، غير أنها فوجئت بهنري كسينجر يتحالف مع السعودية ويربط دولاره ببترولها. فلا يمكن لأي دولة شراء البترول إلا بالدولار. سياسات محمد بن سلمان الانفتاحية، والتي حررت السعودية من سيطرة الوهابيين والإخوان المسلمين عليها، كانت سريعة جداً وقوية. ولي العهد ليس طموحاً فقط بل يملك إرادة. وهذه أخطر ما تخشاه امريكا. إنها لا تريد أي قيادات قوية، بل تريد فقط قيادات حمدوكية، دائخة دوماً، يتم تحريكها بحسب المخطط والجدول. لقد أخبرت احد اصدقائي قبل أربع سنوات تقريياً بأن محمد بن سلمان يحفر للسكين، وهو المثل السوداني الذي يقول (الجدادة تحفر للسكين). أي ان الدجاجة تنبش تراب الأرض وهي لا تعلم ان هذا التراب هو الذي يغطي السكين عن بصر صاحبها الذي يبحث عنها منذ وقت طويل ليذبح الدجاجة. ومحمد بن سلمان خسر الوهابيين والإخوان وحتى الأمراء لمصلحة الانفتاح الليبرالي. وهكذا جرد نفسه من أي دعم من تلك القوى. في الواقع لا تحاول امريكا تعزيز الليبرالية في الدول الأخرى لأنها تحب شعوب تلك الدول، بل لتضعف الحكومات من السيطرة على تلك الدول. إن امريكا لم تدعم اي دولة من الدول التي غيرت انظمتها بالقوة، لا أفغانستان ولا الصومال ولا العراق. نعم، تزرع امريكا حمدوكيين كثيرين، لكنها لا تدعم شعوب تلك الدول دعماً حقيقياً، ينقلها من الفقر والبؤس إلى الإستقرار النسبي. بل ولا تدعم امريكا حقيقة الدموقراطيات في تلك الدول، بل تخلق لها المشاكل، كما فعلت في ليبيا، لأنها تعرف أن الشعوب لو اتخذت قرارات جماعية سوف لن تستطيع أمريكا منعها من تنفيذها حتى لو تضررت منها المصالح الأمريكية. لذلك لم تدعم امريكا التحول الدموقراطي في السودان، بل دعمت حمدوك وشلته فقط، وليس السودان ولا الدموقراطية الحقيقية. إن أمريكا تريد دموقراطية على مقاس مصالحها. وتريد شعوباً بلهاء، يتم تجويعها لتقبل بأي شيء يفرض عليها..وكما يقول المثل السوداني (جوع كلبك يتبعك). لذلك لم يأتِ حمدوك لإحداث نقلة حقيقية للسودان، بل لتدمير السودان. لقد دمر الكيزان السودان، وجاءت أمريكا لإكمال ذلك التدمير. والشعب سطحي التفكير، حالم، يحلم كثيراً وينام كثيراً، ويعتقد أن الدولة ستتطور بيد امريكا، حتى لو كان هو نائم. وهذا طبعا وهم. لم تقبل امريكا بمحمد بن سلمان، وأعتقد أنها وعبر وسائل الإعلام المرتبطة بمكتب العمليات النفسية التابع لوزارة الدفاع الأمريكية سوف تشن المزيد والمزيد من الهجوم على بن سلمان، لتتأكد من انها تملك تبريراً أخلاقياً لرفضها لحكمه مستقبلاً. وغالباً ستبدأ أمريكا في إثارة القلاقل في السعودية، وربما تعود العمليات الإرهابية التي كانت تدعمها امريكا من جديد، مثل تفجير مساجد الشيعة وغير ذلك. إن امريكا باتت بالفعل خطراً على السلم والأمن الدوليين، لكن من يستطيع أن يقف ضدها؟ لا احد. لذلك يجب أن نكون جميعنا خاضعين بأن نكون حمدوكيين.
02-28-2021, 11:32 AM
علاء خيراوى
علاء خيراوى
تاريخ التسجيل: 11-09-2017
مجموع المشاركات: 358
هذه الإسقاطات الفطيرة على الواقع السودانى والدولى عن الاإفتراءات الامريكية الخطيرة على السلم الدولى من الكاتب الذكى الحصيف والفلتة السودانية، كما اشار ويشير دائما الى الشعب السودانى المغيب والساذج فى نظره ينقصها فى الواقع التحليل السليم وقراءة للأحداث اعمق واكثر واقعية فتصريف فعائل امريكا بالعالم بإستخدام حمدوك كمثال او محاولة تلبيس الإسم كفعل وغطاء على الآخرين يظهرك يا أمل على انك صاحب غبينة وغرض ابلهين احمقين ليس إلا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة