كالعادة المعهودة في أبناء السودان فإن هؤلاء المسئولين لا تصحو عقولهم وأمخاخهم إلا بعد فوات الأوان ،، فهم دائماَ وأبداَ يتواجدون في ذيليه الأحداث ،، حيث ذلك التواجد المخزي المعيب اضطرارياَ عند المحك بعد ذلك النوم والثبات العميق ،، ويتصدون للأحداث بعد خراب سوبا وبعد تفشي الوباء .. ودون حياء أو استحياء يتواجدون في ساحات الأحداث بعد انفضاض الأسواق والمواسم ،، ومن المضحك للغاية أنهم يتخذون تلك القرارات الضرورية الهامة بعد تأخر شديد لسنوات وسنوات ،، ولا يسبقون الأحداث إطلاقاَ بتلك المهارات والفراسة المستقبلية والتكهنات المهنية السليمة العالية ،، بل ينامون نوم أهل الكهف حتى تقع الفؤوس فوق رؤوس الجميع ،، ثم يصدرون تلك القرارات الخائبة المتأخرة بعد فوات الأوان ،، ورغم ذلك فإن لسان حال الشعب السوداني يقول : ( أن مثل تلك القرارات المتأخرة أفضل من أن لا تكون إلى الأبد رغم أنها متأخرة عن أوانها وأزمانها بسنوات طويلة ! ) .
هؤلاء المسئولين في الحكومة الانتقالية المؤقتة بمنتهى الغباء والبلاهة أرادوا أن يتعاملوا مع المغتربين السودانيين بنفس تلك الأساليب القديمة المعهودة الخائبة ،، وهي تلك الأساليب التي مارستها الحكومات السابقة المتعاقبة لسنوات طويلة ،، حيث تلك الإغراءات الكاذبة الخادعة ،، وحيث تلك الوعود الرنانة الفارغة بالألسن والشعارات ،، وحيث تلك التحايلات والأساليب القذرة في نهب وسلب أموال ومدخرات المغتربين السودانيين ثم تركهم في نهاية المطاف كالعظام النخرة ،، وهؤلاء في الحكومة الانتقالية المؤقتة الجديدة لشهور طويلة قد حاولوا مراراً وتكراراً أن يمارسوا نفس تلك الأساليب القديمة العقيمة المعروفة ,, وهي تلك المعاملات القاسية التي جعلت من المغتربين السودانيين أن يمارسوا تلك الأساليب الغير قانونية والغير وطنية حتى يحافظوا على أموالهم وحقوقهم التي يكتسبونها بأعراق جبينهم في بلاد الغربة بعد ذلك الكد والهجرة والمعاناة ،، وهؤلاء المسئولين في الحكومة الانتقالية المؤقتة حاولوا عبثاَ نفس تلك الإغراءات الواهية بالألسن دون تلك الأفعال بالمقابل ،، ثم كانت السلبية المفرطة تمثل سلاح المغتربين السودانيين بالخارج ،، ولسان حال هؤلاء المغتربين كان دائماَ وأبداً يقول لهؤلاء المسئولين في الحكومة الانتقالية المؤقتة : ( لا يلدغ المؤمن من الجحر الواحد أكثر من مرة واحدة ،، ناهيكم عن عشرات المرات !! ) ،، وهؤلاء المسئولين كانوا بمنتهى البلاهة يظنون أن ذلك المغترب السوداني سوف يواصل معهم مشاوير الغش والخداع بنفس المنوال في سابق العهود ،، كما كانوا يعتقدون بان المغترب السوداني سوف يحول مدخراته المالية من العملات الصعبة لدولة السودان تحت تلك الشروط المجحفة الظالمة عبر تلك الجهات والبنوك الرسمية بنفس المنوال في السابق ,, ولكن كانت للمغتربين السودانيين تلك المواقف السالبة القوية ،، حيث لا يعقل إطلاقاَ أن يحول المغترب السوداني أمواله من العملات الصعبة لدولة السودان ثم يأخذ في المقابل تلك القيمة المتدنية المضحكة من الجنيهات السودانية !! ،، وهي تلك الجنيهات الخائبة التي لا تعادل عشر القيمة الحقيقية المستحقة في الأسواق السوداء ،، وفي نفس الوقت هي تلك الجنيهات السودانية التي لا تشتري شيئاَ في أسواق السودان الفالتة المخزية ولا تواجه ذلك الارتفاع الجنوني للأسعار عند رأس كل ساعة ،، بجانب تلك السلبيات القاتلة المعروفة عن البنوك والمصارف السودانية الرسمية ،، وهؤلاء البلهاء يجهلون كلياً أو يتجاهلون كلياَ بأن المغترب السوداني يعرف جيداَ بأن هنالك جهات وقنوات أخرى يمكن التعامل معها في تحويل تلك العملات بأسعار مغرية للغاية وبمنتهى اليسر والجودة في الخدمات .
الآن بعد فوات الأوان وبعد إهدار تلك الشهور الطويلة في تلك الخزعبلات الفارغة تنبه هؤلاء المسئولين في الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، وقد أدركوا تلك الحقيقة المريرة القاسية ،، وأخيراَ اتخذوا تلك القرارات الهامة المفروضة والمطلوبة منذ شهور طويلة ،، وبتلك القرارات التي ( تعوم الجنيه ) السوداني في مقابل العملات الصعبة قد دخلت حكومة السودان في تجربة التحدي مع هؤلاء 0( تجار العملة ) بالداخل والخارج ،، والعبرة ليست فقط في تلك المطاردة والملاحقة لهؤلاء تجار العملة ،، ولكن العبرة كل العبرة في تلك المنافسة القوية في أسعار العملات بالجنيه التي تفرضها بنك السودان من وقت لآخر عند منافسة ( تجار العملة ) ,, ومهما تكون شدة المطاردة والملاحقة لهؤلاء تجار العملة بالداخل والخارج فإن النجاح لا يكون إلا بمنافسة هؤلاء التجار في الأسعار ،، ويظن بعض تلك الزيادات اليسيرة من قبل تجار العملة سوف لن تمثل إغراء لذلك المغترب ،، فنقول لأمثال هؤلاء لا تبنوا الأحلام على تلك الخزعبلات الفارغة ،، وبالمختصر المفيد فإن ذلك المغترب اللبيب الذكي سوف يتعامل مع تلك القنوات والبنوك الرسمية فقط عندما تكون أسعار بنك السودان لتلك العملات الصعبة بالجنيهات السودانية أعلى من أسعار ( تجار العملة ) في أية لحظة من اللحظات ،، وعليه فمهما يفرح أصحاب تلك القرارات بنجاح تلك التجربة عليهم أن يدركوا بان المنافسة مع هؤلاء ( تجار العملة ) سوف تكون شرسة وقاتلة في مستقبل الأيام ،، وصاحب السعر الأعلى في قيمة العملات الصعبة هو الذي سوف يكسب تلك المعركة في نهاية المطاف .
الخوف كل الخوف أن يتقاعس هؤلاء المسئولين في الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، وأن يظنوا بأنهم قد حسموا تلك الأحوال بينهم وبين المغتربين بالخارج بمجرد تلك القرارات دون تلك المتابعة والمراقبة الحريصة المستدامة ،، وأن يعودوا مرة أخرى لنوم أهل الكهف ،، وبالتأكيد فإن هؤلاء ( تجار العملة ) بالداخل أو بالخارج سوف لن يستسلموا بمنتهى السهولة والإذعان ،، فلابد من تلك الحروب المتواصلة مع هؤلاء ( تجار العملة ) دون هوادة أو تخاذل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست