|
الفشقة ليست أَعَزَّ و أَهَمّ مِنْ حلايب بقلم :عبدالعزيز وداعة الله
|
01:36 AM January, 30 2021 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
جاء في الاخبار أنَّ اللواء حيدر علي الطريفي قائد الفرقة الثانية مشاة قال(بعدم تنازل السودان عن شبر واحد من اراضي الفشقة, و اعلن عن فتح باب التقديم للقوات المسلحة بقيادة الفرقة الثانية مشاة). و أنَّ حميدتي سافر للدوحة لبحث الخلاف مع اثيوبيا, و قبله ايضا كباشي سافر لدولة خارجية. و كل هذا لأننا فرَّطنا في الثورة منذ أنَّ اطحنا بنظام و أبقينا على لجنته الامنية, فالحال لم يتغير كثيراً ما دامتْ اللجنة الامنية للنظام البائد باقية تدير شؤون البلاد. حيث لا تزال المنظومة تأتمر بدول اجنبية و حاصرة نفسها في المحاور, و يسافرون لتلقي التوجيه, و ربما لم يكفهم التوجيه على مستوي سفراء هذه الدول بالخرطوم ففضلوا السفر للقاء كبراء الدول لأخذ التوجيه مباشرة وجها لوجه. و نسأل: أَلَم يقل الجيش نفسه في احد بياناته أنَّه تمكَّن مِن تحرير كل الفشقة, ثم بعد يوم أو نحوه قال انَّ عناصر امنية اثيوبية في الفشقة؟ و تورد الاخبار التى تدعو للدهشة بل الامتعاض بأنَّ قائمة المُرَشحين لتولى الوزارات ستُحال لمجلس السيادة بمكونه العسكري للنظر فيها, و ربما يقول رأياً!! فكيف يكون ذلك للعسكر المعروفة مهامهم و قدراتهم, و السودانيون أجمعين يعرفون بعد ظهور نتائج الشهادة الثانوية مَنْ الذين لا تمكنهم درجاتهم مِن الالتحاق بالجامعات و مِن ثم يقصدون غيرها. إنَّ السودان بَعْد الثورة ليس في حاجة لسِلاح و عتاد حرْبِي تخصص له ميزانية اعلى من ما تخصص للتعليم و الصحة و غيرها من الضروريات التى تنهض بالبلاد, وما كان النظام البائد ينفقه على التسليح و رعاية الارهاب ينبغي ان يُحَوَّل لتوظيف الاطباء و المهندسين و الاساتذة و غيرهم و تحسين ظروفهم المعيشية ممن تتوقف عجلة الانتاج عليهم. و ما كان يُنْفَق على التسليح و العتاد الحربي نريد الآن أنْ يُسْتَجْلَب به معدات و آلات و اجهزة الانتاج. و لا ينبغي ان يكون السودان ساذجاً لا يحتكم لعقله و يقع صيداً سهلا لتدمير نفسه بعد نجاح ثورته, و لا ينبغي ان يستجيب بكل حماقة لِمَن يحاولون صيْد عصفوريْن بحرب واحدة بيننا و الجارة العزيزة اثيوبيا. و هي حرب يُراد بها استنزاف الدولتيْن الناهضتين, و معلوم كيف انطلقت اثيوبيا الى الأَمَام خاصة في الفترة الاخيرة, كما أنَّ السودان بعد ثورته المجيدة و بعد أنْ تتكون لها حكومة مدنية رشيدة يُنْتَظر أنْ يعود لسيرته المعروفة بل و الى الأفضل منها. إنَّ السودان دولة مستقلة نالت استقلالها في 1956 غير أنَّ الحكومات التى تعاقبت علي حُكْمِه آثرتْ أن تكون مُؤتَمَرة مِن الخارج, و قد كان النظام البائد دُمْيَة تحرّكها المحاور هنا و هناك حتي باعت لها اصول البلاد من سكك حديدية و طائرات و بواخر و اراضي و مشاريع, ثم انها استخدمت جيشها مرتزقاً يقاتل شعوبا عربية مسلمة داخل اراضيها. و قد كان المنتَظَر بعد الثورة أنْ تعود للسودان استقلاليته و تحسن علاقاته مع كل دول العالَم خاصة جيرانه و أخَصَّهم الشقيقة اثيوبيا بلد أبِي أحمد صاحِب الدوْر المشهود معنا , و ما يربطنا بالشعب الاثيوبي و حكومته اقوي من أي دولة جارة اخري. لقد امتد صمت النظام البائد عن التطرق لاحتلال الجارة مصر لمثلث حلايب- شلاتين- أبو رماد, و امتد هذا الصمت الى يومنا هذا. و جيشنا, جيش الهنا, وَجَد ضالته في اشتباكات مليشيات الشفتة الاثيوبية مع مواطنين سودانيين في شرق البلاد و أراد بها صَرْف الشعب عن مسؤوليته في المجزرة البشعة امام قيادته العامة و عمليات المنظومة الامنية مِنْ اعتقال و تعذيب و قتْل. و السوداني ليس ساذجاً على رأسه(قنابير) حتي يُصْرف عن قضاياه و يسكت عن المجرمين. و السودان لينعم بثورته و ينهض مِن كبوته لا بد مِنْ حكومة مدنية بالفعل لا يديرها العسكر مِن داخل القصر الرئاسي و خارجه, و أن تكون علاقاته حسنة مع كل دول العالم, و عليه هيكلة المنظومة الامنية برمتها و تطهيرها مِن فلول النظام البائد الذين تلوثت أياديهم الآثمة بدماء الشعب الطاهرة. و نُذَكِّر كل مَنْ يُفَكّر في اعتلاء السلطة مِن دون رغبة الشعب بأنه واهِم, و أنَّ الشعب الذي أطاح بأسوأ و أفسد نظام دموي يمكن أن يطيح به و يلقيه في مزبلة التاريخ, فالنظام البائد استحق الأوصاف السيئة هذه يكفي أنَّ51من قادته مطلوبين للعدالة الدولية بجريمة ارتكابهم لِإبادة شعبهم علاوة على تدمير البلاد و نهب أُصولها, كما أنَّ المجلس العسكري الانتقالي متورط في قتل المئات النيام أمام قيادته العامة . و للأسف أنَّ الجيش السوداني لم يُبَرّيء نفسه-حتي اللحظة- مِن جريمة مجزرة فض الاعتصام رغم اعتراف واحد من كبار قادته كباشي الشهير بالتخطيط و التوجيه بالتنفيذ و قولته الشهيرة التى يتندر بها اطفالنا( حَدَس ما حدس), و لو أنَّ نبيل اديب-الكثير الفتاوي في كل ما ليس له علاقة بمجزرة فض الاعتصام, و لا نرجو منه نفعا- لم يكن اصلاً قد كُلِف بهذه المهمة, أَمَا كان للجيش انْ يعمل سريعاً على كشْف المجرمين و سَوْقهم الى المقاصل؟ و المنظومة الامنية فشلت في القبض على المتورطين في محاولة اغتيال حمدوك الامر الذي يعزز القول بأنها تمثيلية ساذجة بين حمدوك و اخوانه في المكون العسكري. و المنظومة الامنية فشلت في معاقبة المجموعة المتمردة التى اشاعت الذعر بين المواطنين في الشارع العام, و ذات المنظومة- التي تقول المعلومات المتداولة- انَّ82% مِن اقتصاد السودان تحت قبضتها و هي بذلك خارج ولاية وزارة المالية. و لا نَمَلّ القول و تكراره بأنَّ البلد بعد الثورة ليست في حاجة للسلاح و لا الجند, فالجُند الذين نريدهم هُم المهنيون الذين يديرون الانتاج و أَمَّا عتادهم في هي الآليات والأجهزة و المعدات للإنتاج. و الشعب بعد ثورته يريد جيشا لا يكون اسد عليه و في الحروب نعامة, و لا أنْ تستخدمه المحاور مرتزقا يحارب مواطنين داخل بلادهم كما في اليمن. و كم سمعنا من اخوة يمانيين حسرتهم و اسفهم ببعث مرتزقة من السودان لقتالهم داخل ارضهم.
|
|
|
|
|
|