المئات والمئات من تلك العناوين البارزة في الصحف أو في المواقع قد تكون مجرد زوابع في الفناجين وليس لها تلك المصداقية في أرض الحقيقة ،، والمعضلة الكبرى تتجسد دائماً في هؤلاء البلهاء الذين يرون المصداقية في كل حرف يقال .. والسنوات قد أثبتت أن الحقيقة الدامغة في هذا العصر العجيب نادرة كندرة ( ألبان العصافير ) ،، والكيس الفطن في الناس هو من لا يعتمد إطلاقاً تلك العناوين البارزة وتلك الزوابع الفارغة بمنتهى الجدية قبل التأكد والتمحيص ،، وعلة الناس في هذا العصر العجيب تتجسد في تلك الضحالة الفكرية لدى الكثير من الناس ،، حيث ذلك البعض الذي يصدق كل حرف يقال بمنتهى المصداقية والأريحية !.. ولا يكتفي بمجرد الاعتقاد والإيمان ،، بل يقوم دائماً بنشر تلك الخزعبلات الخاطئة وترويجها بمنتهى الحماقة ،، وقد أثبتت التجارب الماضية لسنوات طويلة بأن البعض من أبناء السودان يمكن غشه وخداعه وتضليله بمنتهى السهولة والبساطة ،، وذلك بالقليل والقليل من تلك الإشاعات والعناوين البارزة الكاذبة الفارغة ،، فهو دائماً وأبداً يمثل ذلك الأبله المنقاد الذي لا يملك مثقال ذرة من تلك المقدرات العقلية الذاتية التي تفرق بين الأكاذيب والحقائق ،، بل يدخل دائماً في خانة مسميات( المغفل النافع ) ،، وهنالك العديد من تلك الجهات التي تعتمد كثيراً على أمثال هؤلاء ( المغفلين النافعين ) ،، والذين يروجون تلك الأكاذيب المهلكة كالببغاوات دون أن يعرفوا أنهم في خدمة أجندات هؤلاء الخبثاء ،، وصفة ( الحماقة ) هي تلك الصفة اللائقة والمناسبة التي تليق مثل هؤلاء الأغبياء من الناس ،، ومنذ أقدم العصور فإن الحكماء من الناس دائماً يقولون : ( من هباء المحاولات مجادلة ومناقشة الحمقى من الناس !! ) .. وما أكثر هؤلاء ( الحمقى ) في هذه الأيام ،، وفي الساحات السودانية تنتشر كثيراً ظاهرة التطبيل والتهويل انطلاقاً من تلك الإشاعات والعناوين البارزة المصطنعة ،، وهنالك المئات والمئات من أصحاب تلك العقول الضحلة الواهية الذين يزعجون الخلائق بتلك الأهازيج الفارغة ,, يظنون أنهم على الحق واليقين والصواب وهم أجهل الناس في الوجود ،، كما أنهم أبعد الناس عن ذلك الحق والصواب ،، وقد تعود الشعب السوداني أن يتجاهل أمثال هؤلاء وهؤلاء في الماضي وفي الحاضر ،، والبعض من العقلاء يرى أن مجرد الإيماء والتظاهر بالاستماع لهؤلاء البلهاء قد يريح من عناء الحوار والمجادلة دون جدوى وفائدة .
وبالمختصر المفيد فإن الكثير والكثير من تلك العناوين البارزة قد تكون خادعة ومفبركة لتحقيق مقصد من المقاصد ،، وتروم لرمية من المرامي ،، ومن الجهل والجهالة الاعتماد مطلقاً على تلك العناوين الكثيرة المضللة ،، وكذلك من الخطأ الجسيم القبول بتلك العناوين بمنتهى الرضا والأريحية دون ذلك التمحيص والتأكيد ،، فتلك العناوين البارزة في معظمها زائفة وكاذبة وملفقة لزوم الإثارة والاجتذاب ،، وهي تلك ( الإثارة ) التي قد أصبحت سمة من سمات العصر ،، والعقلاء من الناس يرون أن مثل العناوين البارزة الخادعة هي في حقيقتها ( بالوعة ) تبلع الحقائق تعمداً لتضليل الناس ،، والحصيف اللبق من الناس هو من لا يجاري ولا يصدق كافة موارد السمع بطريقة أعمى في السراء والضراء ،، والساحات السودانية في هذه الأيام تخلط الحابل بالنابل في معظم القضايا المصيرية بالبلاد ،، كما أن تلك الأقلام تضلل البوصلات في أغلب الكتابات ،، ومن العسير للغاية معرفة ذلك الأصح من الغث !..
من الحكاوي الطريفة يقال أن رجلاً في أيام الأمويين قد أدعى الرسالة والنبوة ،، وفوراً تم اعتقاله وتقديمه لوالي المسلمين لمحاكمته بإدعاء الرسالة والنبوة ،، فلما أمتثل ذلك الرجل أمام الوالي سأله الوالي قائلاً : ( قيل أنك أدعيت الرسالة والنبوة فلمن أرسلت من البشر يا ذلك الرسول ؟؟؟؟ ),, فضحك الرجل وقال : ( وهل وجدت السانحة لأبلغ أحداً من البشر ؟؟؟ ،، فقد قلت جملةً واحدة وقبل أن أكمل جملتي وجدت نفسي مكبلاً ومقيداً بالسلاسل !! ) ،، وهنا في دولة السودان يكتشف الإنسان أن الساحات مليئة بهؤلاء الغوغاء الذين يصدرون تلك الأحكام تلو الأحكام على الآخرين من الأبرياء دون التحري عن المصداقية والحقائق !! .. كما أنه يكتشف تلك الإدانات الجاهزة والظالمة على الكثير من الناس دون ذلك التحقيق والتمحيص والتدقيق !!! . فنحن شعب يحكم على الآخرين بمجرد الإشاعات والأقوال والرميات والعناوين البارزة ،، وتلك علة من علل أبناء السودان التي لا تعد ولا تحصر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة