محبطة جدا ومقرفة وغير مفهومة ولا يمكن (بلعها) احاديث وزراء حمدوك في الاعلام لمحاولة تبرير الازمات استهتار غير معقول وغير مقبول اطلاقا مسببات شح الوقود والغاز وقطوعات الكهرباء مثلا مشاكل عادية ويمكن التحسب لها قبل حدوث المشكلة وببساطة جدا مبررات الوزير: تاخر اجازة الموازنة، والترحيل من بورتسودان !!! ووزير الاعلام يقول ان المواد متوفرة ولا نقص في شئ!! معقوووووووول ياجماعة؟؟؟!!! لحدي ما الناس تترّس الشوراع؟؟ ويتدخل رئيس الوزراء.. طيب الوزراء مهمتهم شنو؟
مثل هذه الاحاديث والله تجعل الفار يلعب في العِبّ وتذكرنا بالساديّة القديمة التي كان يمارسها علينا مسؤولو النظام البائد الساديّة (sadism) مرض نفسي خطير جدا يعاني منه الكثيرون بدرجات متفاوتة هو باختصار التلذّذ بتعذيب الآخرين ومما اراه في مجتمعنا السوداني اعتقد ان هناك نسبة كبيرة تعاني منه ولكن دائما معظم المرضي النفسيين لا يشعرون بان لديهم هذه الامراض والعقد النفسية
والسبب في هذا المرض هوغالبا هو المعاملة العنيفة التي يتعرض لها الطفل في بواكير حياته ومعروف ان تربيتنا السودانية (خشنة) شوية خاصة الاجيال القديمة الذين هم الآن دخلوا الشيخوخة او علي اعتابها علاقة الآباء بالابناء كانت دائما مبنية علي التسلط و(القهر) وكذلك كانت علاقة التلميذ بالمعلم ومظاهر السادية ظاهرة في السوق وفي الشارع العام وفي المستشفيات والسجون وفي كل مكان اري دائما فرحة البعض وهو يبيع شيئا باضعاف ثمنه والمشتري اما لا يعرف السعر او مضطر للشراء لسبب او اخر والبائع يحكي للاخرين عن انه (دقّس) فلان وكثيرا ما يحدث هذه الايام ان تذهب لشراء شئ فتفاجأ بالسعر الجديد يفوق ما تحمله في جيبك فتأخذ بعضك وتخرج ولكن تري شماتة وساديّة في اعين بعض التجار كان احدهم يحكي ان رجل جاءه مرة يبكي فقال له مالك يا حاج فقال: "شطة" وانفجر ضاحكا ومعه الاخرون
حتي الجيران والاخوان يحدث منهم بعض مظاهر السادية فربما استغل اخ حوجة اخيه واشتري منه عربته بثمن بخس ويتونس باخيه وحسرته علي بيع عربته الامثلة كثيرة والكل يعرفها
ولكن لاحظت ان الساديّة واسبابها دائما متوفرة لدي العسكر والذين يتأثرون بالتربية العسكرية لأن التراتبية في الانظمة العسكرية تتيح فرصة لممارسة الاضطهاد فالرتب الاعلي دائما تضهد الرتب الاقل وهذا الاضطهاد قد يتطور الي الميل الي حب تعذيب الغير كذلك تسيير الامور دائما مبني علي الاوامر والتعليمات التي يصدرها الرؤساء الي مرؤوسيهم مشكلة الانقاذ انها كانت تجمع بين (مكوّن) عسكري واخر مدني لكن تشعر ان البلد كانت تدار باوامر وتعليمات عسكرية حتي عندما تصدر القرارات من اشخاص مدنيين لان (العسكرة) كانت سمة لكل شئ والانقاذ حاولت تعسكر جميع فئات الشعب السوداني طلاب وموظفين ونساء وحتي ائمة المساجد تم تجنيدهم وتدريبهم حتي يخضع الجميع (للتعليمات) احد اهم مقولات العسكر التي يرددونها في وحداتهم ومعسكراتهم: (الراحة بتجيب التفاكير) وتشعر ان سياساتهم كانت فعلا تنبني علي الا يرتاح الشعب حتي لا (يفكر) وكان بعضهم يجد في اتعاب الناس بهجة وسرورا والانقاذ منذ ايامها الاولي توعدت الشعب بالتعب والجوع والسهر ولذلك عندما اشتدت الازمة في السنتين الاخيرتين لم نستغرب البرود والاستهتار واللامبالاة كان بعض المسؤولين يتحدثون عن الازمات كانهم يعلقون علي لعبة كرة قدم يتبسّمون ويسخرون ويتضاحكون علي الشعب المسكين وظهره ينكسر وقوفا من اجل الحصول علي رغيف العيش وعلي اموالهم التي اودعوها البنوك ولكن .. Every Dog Has His Day لكل كلب يومه!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد سمنّور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست