القتل والتقتيل في السودان قد أصبح جدلاً لا يجلب الاهتمام !!
كل شيء في السودان يتعالى ويغلى ويرتفع قيمة وسعراً ومقاماً إلا ذلك ( الإنسان ) ‘‘ فهو الوحيد في دولة السودان الذي يرخص ويفقد القيمة والمكانة يوماً بعد يوم مع مرور الأزمان ،، وفي هذه الأيام العصيبة بعد الانتفاضة الأخيرة مع الأسف الشديد نكتشف أن الإنسان السوداني يقتل كالذباب في أرجاء البلاد ولا يجلب ذلك الاهتمام !! .. وبالمختصر المفيد فإن الإنسان بدولة السودان بعد الانتفاضة الأخيرة لا يسوى تلك ( القشة ) الملقية على قارعة الطريق !.. حياته أو موته لا يقدم ولا يؤخر كثيراً في مجريات الأحداث ،، ولا يقتضى قدراً من الأحزان في نفوس البعض ،، وفي الآونة الأخيرة فإن الإنسان السوداني قد فقد عزته ومكانته ومقداره وقيمته ،، وربما أن مقتل كلب من الكلاب أو قطة من القطط أو فار من الفئران قد يجلب ذلك الاهتمام لدى البعض ،، أما مقتل ذلك ( الإنسان السوداني) فقد أصبح في الآونة الأخيرة من تحصيل الحاصل !! .. فقتل ( الإنسان ) في هذه البلاد قد أصبح من البديهيات التي لا تجلب الدهشة والاستغراب لدى البعض من الناس ،، وقد أصحبت حالات الاقتتال والحروب والدمار والإبادة من بديهيات الأحوال بدولة السودان ،, ولا تجلب مثقال ذرة من اهتمامات البعض من أبناء السودان ،، وكذلك لا تجلب مثقال ذرة من اهتمامات هؤلاء المسئولين في تلك الحكومات !.. فالإنسان في دولة السودان قد أصبح رخيصاً وبخساً بذلك القدر المخزي الفاضح الذي يبكي لدرجة الغثيان !.. والمضحك في الأمر أن البعض من أبناء السودان يطيب له الخوض والحديث في تلك القضايا الهامشية العقيمة الفارغة بمنتهى الأريحية وطيب النفوس ،، بينما أنه لا يبالي ولا يحزن إطلاقاً حين يقتل الناس في بعض مناطق وأرجاء السودان !! .. وتلك الأنباء التي تتحدث عن القتل والتنكيل والإبادة الجماعية والدمار التي تجري في بعض مناطق السودان قد أصبحت من قبيل ( تحصيل الحاصل ) في مفهوم البعض من الناس !
وفي هذه الأيام تتداول الأنباء تلك الأحداث المؤسفة والمؤلمة التي تدور بمنطقة ( الجنينية ) بغرب السودان ،، والإفادات تؤكد بأن حصيلة القتلى قد ارتفعت إلى ( 129 قتيلاً ) ،، وعدد الجرحى قد ارتفع إلى أكثر من ( 197 جريحاً ) ،، وتلك الحصيلة المؤلمة تقلق مضاجع كافة أبناء السودان الأوفياء الأحرار أينما يتواجدون فوق أرض السودان ،، لأن الإنسان هو ذلك الكائن الثمين الذي يمثل ( الكنز ) الغالي أينما يتواجد في بقاع السودان ،، وفقدان ذلك ( الإنسان ) بالقتل والتنكيل يعني الكثير والكثير من الخسارة للبلاد ،، وتلك هي الحقيقة لمن يعقل ويعرف قيمة الإنسان في تلك الأوطان الحرة الواعية ،، ومعظم الناس بالعاصمة السودانية في هذه الأيام يجهلون كثيراً ولا يعرفون خفايا وأسرار ذلك الاقتتال بين تلك القبائل السودانية ،، ورغم ذلك فإنهم يتحسرون كثيراً ويتألمون على ذلك الفقدان الكبير في الأرواح البشرية ،، والبلاد هي الخاسرة الوحيدة في تلك المعارك البدائية المتخلفة التي لا تليق إطلاقاً أن تحدث في القرن الحادي والعشرين ،، بل هي تلك المعارك القبلية التي تليق بتلك الشعوب البدائية المتخلفة التي تعيش في العصور الحجرية المظلمة .
الضرورة قد فرضت أن يتواجد الجميع في مركب الأوجاع والآلام ،، وبالتالي فإن الجميع في كافة أرجاء السودان يكابدون الويلات حين تحدث تلك المعارك القبلية البدائية ،، وهؤلاء الأحرار من أبناء السودان يتألمون بشدة على تلك المعارك القبيلة المؤسفة والمؤلمة التي تقع هنا وهنالك في بعض مناطق السودان من وقت لآخر ،، وهم هؤلاء الأحرار الذين يعرفون جيداً قيمة ( الإنسان ) في تلك المجتمعات ،، وعليه فإنهم يتأسفون بشدة على تلك الأرواح البشرية البريئة التي تقتل سداً في معارك الجهل والجهلاء ،، وذلك الأسف الشديد على ( إنسان السودان ) الذي يقتل في منطقة من مناطق ( غرب السودان ) هو نفس الأسف الشديد على ذلك الإنسان الذي يقتل في شرق السودان أو يقتل في شمال السودان أو يقتل في جنوب السودان .. فالإنسان هو الإنسان أينما يتواجد في بقاع السودان ،، وهو ذلك الإنسان الذي يمثل ( الكنز ) للأوطان ،، وفقدان الإنسان بالقتل والإبادة يعني الكثير والكثير من الخسارة لدى العقلاء من الناس ،، وعدم الاهتمام بمقتل ( الإنسان ) السوداني يعني قمة الجهل في بعض أبناء هذا البلد العجيب ،، ويا أسفاً ويا حسرةً على تلك الصفة الذميمة القبيحة في بعض أبناء السودان !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة