|
لو حرَّرتَ حلايب بَرْضُه و جيت ما بنريدك مهما بقيت بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
|
01:38 PM December, 31 2020 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
إنَّ تحرير الفشقة, بغض النظر, إنْ كان تحريراً مِنْ جيش نظامي مُعْتَدٍ أو مجرد مليشيات الشفتة ليس مؤهلاً كافياً لدخول القصر لرئاسة البلاد, فتحرير الفشقة هو مِن صميم واجبات الجيش المدفوع الأجر له-من مال الشعب- مقابل هذه الخدمة , بل انَّ عَلَى البرهان و جيشه- المنصرف لقتال شعبه و إبادته طيلة الثلاثين عاما الظالمة- ان يتجه للشمال الشرقي للبلاد فهناك منطقة حلايب مرفوع عليها العَلَم المصري و محتلَّة ليس مِن مليشيات الشفتة. و لا ينبغي إلْهاء بسطاء الشعب بإنجاز هذه المهمة التى مِنْ صميم عمل الجيش. و نسمع و نشاهد الكم الهائل من الحاملين لرتبة فريق و ما دونها قليلاً و نقارن ذلك بالعدد الضئيل مِن البروفسورات في جامعاتنا, مع مقارنة بين الحصة الكبيرة من الميزانية العامة للمنظومة الامنية في مقابل تلك الضئيلة لخدمات التعليم و الصحة فندرك سبب انحطاط و انهيار الدولة, و إنْ كان مِنْ نيَّة صادقة للعودة بالسودان الى مصاف الدول التى سبقتنا فينبغي التعجيل بإصلاح هذا الحال المعوج. و الكلام هذا مُوَجَّه للبرهان و لِأَيّ حالِمٍ مِن العسكريين بالحُكْم. و لسنا في حاجة في كل مَرَّةٍ تأكيد تقديرنا للقوات المسلحة و التمييز بين الوطنيين الصادقين مع شعبهم الملتزمين بحدود مهامهم و صلاحياتهم و بين تلك الدُمَى التى كان و لا يزال يُحرِّكها الحزب المحلول للنظام البائد كيفما يشاء. فمال هذا البرهان لا يعي أنّه لن يكون له حظٌّ في رئاسة غير رئاسة مجلسي السيادة و الشركاء الموقوتيْن بِمُدَّة محددة و بسلطات تشريفية لا اكثر. و كان حَرِيٌّ بقُوَي الحرية و التغيير منذ اول يوم توَلَّى فيه (الرجل) رئاسة مجلس السيادة ببزته العسكرية أنْ يعيدوا له قراءة الوثيقة الدستورية خاصة المواد التى تَنُصّ على حدود سُلطاته مع تكرار قراءتها مثني و ثلاث و رباع( و ما أحلي هذه المثنى و الثلاث و الرباع عند الكيزان) ثم يوفروا له كميَّة مِن التمر و الفول السوداني و عصير الكركدي و القنقليس ليقدمها لضيوف البلاد. و قد آن للبرهان أنْ يلتزم حدود صلاحياته التشريفية. و البرهان باعتباره قائداً عاما للقوات المسلحة و كان رئيسا للمجلس العسكري الذي خطط و وَجَّه بفض الاعتصام إنْ اراد ان ينال شيئا من تقديرنا فعليه اليوم قبل الغد ان يخاطِب الشعب عن المجزرة التى طالت اكثر من خمسمائة شهيد اعتصموا طالبين الأَمان و السلامة أمام قيادته العامة, و بصفته قائداً عاما و مسؤولا أَمام الله و الشعب عن هذه المجزرة عليه انْ يُسَلّم القتلة للعدالة لتأخذ مجراها, و إلاَّ فلا سَمَع و لا طاعة, و ليس البرهان و اخوانه افضل من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب الذي صعد المنبر و قال: اسمعوا و اطيعوا, و قيل له: لا سمع و لا طاعة. و سألهم: لماذا؟ قالوا له: إلاَّ أنْ تُخْبِرنا و انت الرجل الضخم لابس الآن ما يغطي بدنك, و أنَّ ما قَسَّمتَه علينا من ثياب بالكاد يغطي اوسطنا حجما. و اشار الخليفة الى ابنه الصحابي الجليل عبدالله بن عمر و قال له: قُل لهم كيف ذلك. و اجاب الأبن بأن والده الخليفة لأنه ضخم طلَب مني التنازل له مِن قطعتي. فكبَّر المصلون و هللوا وقالوا: الآن, سمعاً و طاعة.. و بالنسبة لك يا البرهان و مستر(حدس ما حدس) و اخوانهما: لا سمعا و لا طاعة إنْ لم تذهبوا عاجلاً للسلطات العدلية بأسماء القتلة و تكونوا شهداء و لو على انفسكم. فالبرهان -و مجموعته - وجَد التساهل و التفريط مِنْ الجانب المدني, فأصبح حلمهم نزع البزة العسكرية و الوثوب للقصر رئيسا اقتداءً بجنرال مصر, و كان على قُوَي الحرية و التغيير منذ أول يوم وطئتْ فيه قَدَما البرهان و اخوانه القصر أنْ يوفروا بِقَدْرٍ كافٍ للبرهان و مجموعته في مجلس السيادة كَمَّا مِن التمر و الفول السوداني و مشروب الكركدي لاستقبال و وداع ضيوف البلاد, لا اكثر من ذلك, فتلك حدود الوثيقة الدستورية و إنْ لم تشر صراحة الى التمر و الكركدي.. و شعب مصر حُر في أنْ يقبل أو يرفض رئيسه و نظام حُكْمِه, أمَّا الشعب السوداني-إنْ كانوا لا يعلمون- مختلف تماما, و سيعلم الذين يريدون بالشعب السوداني و ثورته كيدا أي منقلب سينقلبون. و أخطر ما يودي بالمرء الى الهلاك ضَعْف البصيرة و عدم الاتعاظ بغيره, أفلا ينظرون لإخوانهم القابعين الآن في سجن كوبر و قد ملئوا الدنيا ضجيجاً و ما هُم إلاَّ نموراً مِن ورق أسْقَط حُكْمَهم شبابٌ عُزَّل استشهد مَن استشهد و ينتظر مِنهم مَن ينتظر. و لو أنَّ لنا مِنْ تكرار قوْل فتساؤلات: الى متى تتلكأ الحكومة في عمليات هيكلة المنظومة الامنية و تقليص الكم الهائل منها فالسودان بلد سلام و حُسْن علاقات مع العالم و الجيران, و لا حاجة لنا بجيش يكون شغله الارتزاق و القتال خارج وطنه, علاوة على التلكؤ في إعادة الشركات التجارية التابعة للمنظومة العسكرية للولاية العامة للدولة. كما نسأل: كيف تنجح حكومة الثورة إذا كان-على سبيل المثال- عدد أطباء التخدير خارج ولاية الخرطوم لا يتعدى العشرة برواتب و مخصصات ضعيفة, و عدد البروفسورات في جامعاتنا في مقابل كَمٍّ هائل مِن حاملي رتبة فريق داخل الخرطوم و منهم مَن لم يتلقى تعليمه الثانوي و لا يحسن القراءة مِنْ المكتوب له؟ و نختم بالقول, لا بد مِن القِصاص و إنْ طال الأمد.
|
|
|
|
|
|