ايام وتحل علينا ذكرى يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر2018 تاريخ اول موكب منظم يخرج من قلب الخرطوم وقد كان موكب مزلزل مما جعل نظام البشير يترنح ويكاد يسقط في ذلك اليوم حتي اجبر علي استخدام طيران الشرطة لاول مرة في تاريخ المظاهرات بالسودان لتفريق المتظاهرين عبر اسقاط عبوات الغاز المسيل للدموع من اعلي الجو علي تجمعات المتظاهرين
يعتبر موكب الخرطوم 25 ديسمبر 2018 بداية النهاية الفعلية لعمر حكومة الانقاذ. فمنذ انتفاضة ابريل 1985 لم تخرج جماهيرالخرطوم بتلك الاعداد الكبيرة اتذكر جيدا في ذلك اليوم كنت مشارك في موكب شارع القصر وكانت للكندكات دور كبير في بث الحماس بتقدم الصفوف الأولى ورغم الاعتقالات والضرب بالهروات والغاز المسيل للدموع الا ان الموكب صمد أمام اقوي ترسانة عسكرية عرفتها افريقيا موجه الى صدور شعبها كان يوم لا ينسى
والبلاد عقب سقوط النظام السابق لم تتحسن فيها الاوضاع الاقتصادية ولم تتحقق مطالب الثورة وقبل ايام خرجت مواكب مختلفة المطالب في ذكري انطلاق الثورة يوم 19 ديسمبر والغالبية العظمى من الشعب كانت تطالب بتغير الحكومة وتشكيل حكومة جديدة تلبي احتياجات المواطنين وعدم ترك السوق تحت سيطرة التجار الجشعين نحاسب حمدوك لانه راس السلطة التنفذية وان انتزاع وادارة شئون البلاد تقع ضمن حدود مسؤوليته وذات الشي كان سوف يحدث مع السيد الفريق اول عبد الفتاح البرهان لو كان يتولي رئيس الوزراء فمنصب رئيس الوزراء دائما يكون في وجه المدفع اتذكر سنة 1987م كنا نخرج في مظاهرات ونحن طلاب صغار احتياجات علي سياسة رئيس الورزاء الراحل الصادق المهدي في ذلك الوقت بحكم انه راس السلطة التنفذية. ولا احد يتطرق إلى رئيس مجلس راس الدولة السيادي انذاك الراحل احمد عثمان الميرغني نعم الوضع الان مختلف عن الماضي ولكن ينبغي علي راس السلطة التنفذية حمدوك ان يعرف ان من اختصاص منصبه هو التركيز على معاش الناس ومن ثم البحث عن الاشياء الاخري وحتي انهيار الاقتصاد السوداني لم يقع الا بعد انفصال جنوب السودان بسبب خروج النفط من الميزانية العامة اذا كان الافضل التركيز علي التفاوض مع جنوب السودان ولمصلحة البلدين الاعلان عن قيام سوق مشتركة تمهد لوحدة اقتصادية وليست سياسية الهدف منها تبادل السلع والخدمات و البضائع واقرار عملة نقدية واحدة للبلدين احتزاء بالتجربة الاوروبية التي تستخدم اليورو كعملة موحدة ويمكن اطلاق اسم جنية النيل علي العملة المقترحة
السيد حمدوك الذي غادر البلاد وكان الاحري به توجية كلمة تحية للشعب او تكليف من ينوب عنه عبر التلفزيون والاذاعة باعتبارهم قنوات الاتصال الجماهيري الرسمية. للدولة والاكثر انتشار ولكن السيد حمدوك اكتفي بارسال رسالة نصية قصيرة علي تطبيق تويتر الذي لايتوفر لمعظم المواطنيين السودانين الذين اغلبهم من هواة الاستماع الي الراديو والتلفزيون وبعضهم من عشاق التواصل الاجتماعي فيسبوك والوتساب لقد انخفضت شعبية السيد حمدوك كثيرا الا من قلة من المنتفعين او المغيبين عن الواقع المزري الذي يعيش في الناس من فقر وجوع فنحن المهمشين ناس الكمونية والكجيك والويكة الاكثر ضرر من سياسات الحكومة الاقتصادية الفاشلة لم نكن نعيش في نعيم ابان عهد الرئيس المخلوع البشير ولكننا لسنا حقل تجارب لكل من اتي يريد حكم السودان نحن مع من ينتزع حقوقنا في العيش ويوفر لنا الخدمات الصحية والتعليمية والسكن وضبط السوق
الحركات المسلحة التي كنا نضع عليها امال عراض في الدفاع عن حقنا في العيش الكريم اول ما بداءت به هو السكن في الفنادق بعد ترك الخنادق كنا نريدهم معنا في الحاج يوسف سوق ستة وفي مايو وفي راس الشيطان وفي انغولا وفي كرور ام ابدة وفي كوبر وشمبات وبري كان عليكم السكن وسط المهمشين حتي تعرفوا كيف يعيشونها تلك الحياة القاسية جدا
سخط الناس علي قحت سببه عدم وضع خطط اسعافية لانقاذ الشعب من الجوع فالخبز كان هو الدافع الاول لخروج الناس ضد المخلوع البشير لم يخرج الناس لسود عيون حمدوك او بقية الوزراء او قحت ولم نتسعين بهم حتي يجلبو لنا الديمقراطية فنحن حتي ايام حكم الكيزان كان لنا اصوت تجاهر بالمعارضة ودفعنا ثمن ذلك غاليا في صمت ولا يمكن استبدال زيد بعبيد نفس الملامح والشبه حكومة متمترسة بعيد عن هموم الناس من يضيق صدره بالنقد ليس له علاقة بالديمقراطيه ولذلك سقط الكيزان فالتعبير يتيح الفرصة للمسؤولين لمعرفة هموم ومشاكل الناس خاصة في ظل غياب المجلس التشريعي وتظل وسائل التواصل الاجتماعي هي السلاح الفعال لدعم او اسقاط الانظمة فيكفي ضغط زر صغير من جهاز جوال مستعمل قديم ليرسل رسائل الي ملايين من البشر وليس النشر هنا محصور علي التطبيقات الشعبية (فيسبوك وواتساب) وانما هناك مواقع اكثر انتشار تتيح نشر المقالات فالصحف الورقية لم تعد كما كانت عليه زمان ويكفي ان دعوات المواكب تكون عبر رسائل نصية عكس ما كان في فترة الثمانينات من القرن الماضي بالاعتماد علي توزيع المنشورات السرية لحض الناس علي الخروج
فهل نشهد يوم الخامس والعشرين بعد ايام خروج جديد للثوار لاسترداد الثورة واعادتها الى مسارها الصحيح الاجابة سوف تكون عند تمام الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الثورة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست