( كأن لم يغنوا فيها...) عطبرة... 19 ديسمبر... لحظات لا تنسى بقلم : الوسيلة حسن مصطفى

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-19-2020, 10:26 PM

الوسيلة حسن مصطفي
<aالوسيلة حسن مصطفي
تاريخ التسجيل: 12-18-2019
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
( كأن لم يغنوا فيها...) عطبرة... 19 ديسمبر... لحظات لا تنسى بقلم : الوسيلة حسن مصطفى

    09:26 PM December, 19 2020

    سودانيز اون لاين
    الوسيلة حسن مصطفي-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لم يكن أحد يتخيل أو يحدث نفسه مجرد حديث أو يمكن أن يخطر بباله بأن تغييرا لألوان الحياة في السودان ربما يطرأ، لا أمل في ذلك الوقت لدى الغلابة المستضعفين كما انه لا يستطيع أذكى محلل أن يتنبأ بما حدث وما تلاه من أحداث، ذلك لأن عملية حساب التغيير وفق المنطق وحدود العقل المعلومة غير ممكنة، الى جانب معطيات الواقع التي تشير الى سيطرة النظام التامة على كل مفاصل الدولة من اقتصاد وأموال وأجهزة أمنية ونظامية، وعندما أي شخص بالتغيير فإن المنطق كان يقول بأن الكلفة المتوقعة ستكون أعلى مما يتوقع الناس، كانت نماذج الصومال وسوريا واليمن هي الأقرب بل وأسوأ من ذلك لطبيعة التركيبة الاجتماعية لشعوب الدولة السودانية ولطبيعة التنظيم الحاكم نفسه.

    حسابات المنطق تلك، هي التي جعلت قادة النظام وأنصارهم يطمئنون لإستحالة تحرك الشارع ضدهم بل وكان ظنهم بأن كل شيء حتى الطبيعة تناصرهم بحكم أنهم ورثة الأرض بأمر الله..! لذلك أمعنوا في اذلال عباد الله وطغوا وتجبروا وعلوا علوا كبيرا في أرض السودان، كانوا يتفنون في محاربة عباد الله والتضييق عليهم ووصل بهم الأمر لأن يتحكموا في علاقات الناس ببعضهم البعض، لدرجة أنه اذا وضعك القدر في مواجهتهم تجد كل الناس انفضوا من حولك وتخلوا عنك خوفا وطمعا، ولا يستطيع كائنا من كان أن يقف موقف حق ولو همسا في أذنك، هذا اذا لم يلومك الناس على وقوفك جانب الحق..! كانوا أكثر دقة وحرصا حينما يتعلق الأمر بتنفيذ توجيهات تتعلق بتعذيب وتضييق الخناق على واحد من خلق الله، تجد كل الأبواب أمامك مؤصدة بأمرهم ولا أحد يمكن أن يسمع لقصتك أو ينصر قضيتك حتى الجهات المنوط بها تنفيذ القانون ولا تمثيلا حتى..!

    عاشت مدينة عطبرة ومعظم مدن الولاية الأيام السابقة ليوم 19 ديسمبر أياما صعبة على المواطن، حيث كانت المخابز في حالة اغلاق تام لانعدام الدقيق المدعوم، فيما بدأت بعض مخابز السوق بيع الخبز بالسعر التجاري (السوق الاسود) وصاحبت تلك الأزمة جشع كبير من قبل التجار فقفز وبلا سابق انذار سعر (ربع) القمح بالاضافة الى الفوضى التي لازمت أسعار السلع واحتياجات المواطن الضرورية، حتى الخبز التجاري كان (بالواسطة) والعلاقات..!

    لم يكن انعدام الخبز وحده سببا لغضب الجماهير، بل كانت كذلك عدم وجود اجابات لأسئلة المواطن التي تدور حول أسباب الأزمة و مساعي الحكومة لمعالجتها ومتى ووو...؟ لكن بدلا عن الاجابة على تلك الاسئلة المهمة بدأت حكومة الولاية وكأن الأمر لا يعنيها، بل استمرأ واليها الكذب وبيع الهواء والاحلام والاوهام لمواطن عركته الظروف ونال من التعليم والثقافة ما يعينه على التمييز بين الحقيقة والاحلام والاوهام.

    بدأت تتشكل الصورة حينما بدأ تلاميذ مدرسة الصناعية الثانوية الاحتجاجات يوم 17، ورغم أن أبواب الأمل في معالجة الأزمة ظلت مقفلة الا أن الاحتجاج كان يتم همسا لادراك الناس بدموية أجهزة النظام، كان ذلك الى ان جاء اليوم الموعود (19ديسمبر) وقتها كان خروج الناس اندفاعا وتعبيرا خليطا بين الخوف والمناداة بالحق، لكن كان الغضب أكبر لانعدام الخبز أولا ولاستفزازات الحكومة واستفزازات تجار السوق واستغلالهم لحاجة الناس الى جانب تراكمات الظلم والاذلال. اندفع الناس باكرا، طافوا داخل السوق بمشاركة كبيرة من طلاب كلية الهندسة وتلاميذ المدارس الثانوية. وحتى منتصف نهار 19 ديسمبر كان المشهد في مجمله عبارة عن احتجاجات عادية سلمية للتعبير، لدرجة ان الحكومة لم تعرها الاهتمام المطلوب وبدلا عن التحرك لتوضيح الموقف للناس انشغلت الحكومة باحتفالها بذكرى اعلان الاستقلال من داخل البرلمان..! في الوقت الذي كان انسان عطبرة على موعد بإعلان استقلال البلاد من نظام استحل أرض ومقدرات الوطن لصالح تنظيمه وتمكين مناصريه.

    ساعد في تهيئة المشهد واكتمال حلقاته نزول جنود سلاح المدفعية (عطبرة) بالمجروسات وعربات الجيب وراجلين الى السوق لحماية احتجاجات المواطنين من عنف الشرطة وأجهزة القمع الخاصة بالنظام فقد ظل جنود المدفعية يراقبون الموقف من كل الزوايا. ولعل الكثير من الاسئلة برزت في تلك اللحظة حول موقف جنود المدفعية، أسئلة لا إجابة لها في ذلك الوقت الا لدى قائد سلاح المدفعية عبد المحمود حماد لكن الاجابات بدأت تظهر للعلن عندما برزت للسطح العلاقة القوية التي تربط بين عبد المحمود وعبد الفتاح البرهان وما تلى ذلك من مواقف لعبد المحمود وخاصة عدم نصرته للثوار في مواجهة العنف الذي أعقب فض الاعتصام الشهير بالاضافة الى موقفه ورفضه التعاون مع قوى اعلان الحرية والتغيير بعد تعيبنه واليا مكلفا لولاية نهر النيل رغم ان تعيينه كان استجابة لطلب تنسيقية قوى اعلان الحرية والتغيير بالولاية..!!

    استمر طواف الشباب حتى منتصف ذلك اليوم داخل سوق عطبرة وسط هتافات تنادي بالتغيير مع رفع شعار السلمية، وبعد أن أكملت المواكب رسالتها داخل السوق توجهت للناحية الشرقية لمدينة عطبرة، الى حيث عدد من المؤسسات والمواقع المهمة التي تتصل بقيادات النظام داخل الولاية وخارجها ممن أذاقوا الغلابة الأمرين، لتنتهي تلك الجولة بالاحاطة برمزية النظام بالولاية و(الصنم) الذي يعبدونه، والذي بناء عليه يتم تصنيف الناس وتمييزهم بين مؤمن وكافر وسعيد وشقي، أحاط الشباب بدار حزب المؤتمر الوطني (رئاسة الولاية) واستمر الهتاف حوله في الوقت الذي كانت تتم عمليات (تتريس) الطرق المؤدية لذلك المكان من كل الاتجاهات، وذلك بإشعال النيران وتفكيك اعمدة الانارة وتجميع الطوب، ومن ثم بدأ اللحظات الأكثر إثارة وهي لحظات اشعال النيران في السيارات داخل المبنى، ذلك بعد أن سمح الثوار لمن هم بالداخل بالخروج بسلام.

    كانت الساعة تجاوزت الثالثة بقليل في ليلة شتوية حينما خرجت الجماهير من الاحياء المجاورة للمبنى وعلى امتداد الشارع المزدوج الذي يربط معظم الاحياء الشرقية (الحصايا، الشرقي، الشعبية وحي المطار) خرجوا ما بين خائف يترقب ردة فعل أجهزة القمع المتوحشة وما بين من سره المشهد والحال ويطمع بالمزيد، كان خليط من الفرح والرعب حينما بدأت ألسنة اللهب تتصاعد متخذة كل الطرق الى داخل المبنى في ظل استبسال الشباب واحاطتهم للمبنى من كل الاتجاهات وصدهم لشرطة الدفاع المدني وقوات الاحتياطي التي كانت تحاول عبثا انقاذ المبنى. لتنجز النيران مهمتها وتحيل أكبر رمز للرعب والارهاب والظلم واحاكة المؤامرات لكتلة سوداء.

    وبعد مغيب شمس ذلك اليوم المبارك بدأ كان الثوار غادروا الى منازلهم الا أنهم كانوا قد قاموا بزيارات متفرقة أخرى في ذلك المساء فغشيت نيرانهم محلية عطبرة ومطاحن الغلال الجديدة بينما زار ثوار مدينة الدامر الصامدة في تلك الليلة أمانة الحكومة ووزارة المالية ودائرة الثروة الحيوانية.

    وهكذا كانت رسالة مدينة عطبرة لشعب السودان أكثر وضوحا ونضجا بأن إنتهى الزمن ، لكنها استقبلت في اليوم التالي اعداد مهولة من العربات المدججة بالسلاح والجنود فجاسوا خلال السوق والمدينة استعراضا للقوة والأسلحة الثقيلة امام المواطنين في اشارة لاستعدادهم للقتل والتعذيب والتنكيل لكل من يحاول الخروج على الحكومة حتى في ظل عدم وجود الخبز، ولم يخيبوا ظن الناس حينما تحولت مدينة عطبرة بعد يومين الى مدينة مواجهة كأنها درعا السورية وذلك حينما أطلقت تلك القوات كميات كبيرة من الذخيرة الحية في مواجهة مواكب المواطنين العزل ليستشهد اثر تلك المواجهة عدد من الشباب الواعد قدموا أرواحهم فداء للوطن ومهرا غاليا للإنعتاق والحرية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de