إلتقيت ملك في هيئة بشر في شوارع الخرطوم. بقلم: خليل محمد سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-14-2020, 02:47 PM

خليل محمد سليمان
<aخليل محمد سليمان
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1003

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلتقيت ملك في هيئة بشر في شوارع الخرطوم. بقلم: خليل محمد سليمان

    01:47 PM December, 14 2020

    سودانيز اون لاين
    خليل محمد سليمان-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر





    علاء إبن الصحافة مربع 1 ملك في هيئة بشر بكل ما تحمل الجملة من معاني.

    نزلت بالامس عصراً في الميناء البري الخرطوم، توقفت امامي عربة ملاكي بيضاء فسألني عن وجهتي فذكرتها له فقال لي : 1700 جنيه قلت : كثير جداً.

    ثم رآني اتحدث مع سائق تاكسي قبله فسألني كم قال لك صاحب التاكسس؟

    قلت : 1400

    قال: سأوصلك الي وجهتك ب 1400

    قلت له : فهو كذلك لأمر يعلمه الله

    ثم بدأت معه الرحلة، و كالعادة دار حوار عن سوء الاحوال المعيشية، و ما يعانيه الناس من ضيق.

    قال : خرج من بيته في الثامنة صباحاً ينتظر في صفوف الوقود فخرج منها الآن و انا اول زبون يأخذه و ذلك عند الخامسة.

    ذكر لي انه تناول وجبة الفطور في مطعم قريب من صف الوقود بمبلغ 500 جنيه و في ذات الوقت اسرته المكونة من زوجته، و طفلين بنت و ولد تحتاج لثلاثة اضعاف هذا المبلغ.

    قال لي بنبرة فيها من الحنان الابوي العميق : للأسف بعد ان اوصلك إلي وجهتك سأرجع لأجد اطفالي قد ناموا، و هذه معاناة يومية.

    ثم قال : انا احسن من غيري بكثييير هذه العربية ملكي حصلت عليها بعد جهد سنين حرمت نفسي و اسرتي من الكثير لأضمن لهم لقمة حلال بكرامة.

    جئنا عند زحمة من الركاب يتسابقون علي العربات فقال لي : ممكن نشيل زول معانا؟

    قلت له : جداً بكل حسن نية ظناً مني انه سيزيد من اجر مشواره .

    نده علي سيدة تركض وراء حافلة و لكنها لم تسمعه ثم توقف عند شاب في بداية الثلاثين فقال له تفضل اركب.

    عندما ركب الشاب قال له : انا اصلاً ماشي مشوار فما من حقي ارفع زول إلا بموافقة الزبون و هذا من حقه فهو وافق علي ذلك فسأقدمك بلا مقابل و ذكر له وجهتنا التي تبعد وجهة الشاب.

    وصلت وجهتي ونزلت ثم نسيبت حقيبة اليد خاصتي و بها ما يُغري حتي ميسور الحال إن كان بلا ضمير ناهيك عن إنسان كادح يقف طول نهاره ليحصل علي 10 جالون بنزين تكفيه لثلاثة ايام عمل بحثاً عن الرزق في شوارع الخرطوم في ظرف لا يعلمه إلا الله.

    بعد ان غادر تذكرت الحقيبة، و ذكرت للذي إستقبلني الامر حيث بها مستندات شخصية مهمة للغاية، و مبلغ من المال.

    سألني هل تعرفه؟

    قلت : لا

    قال : ما نمرة العربية؟

    قلت : لم اعرفها، و لم اعرها إنتباه.

    قال : ما موديل العربة ؟

    قلت : لا اعرفه، فالاصل لا امتلك موهبة معرفة موديلات العربات، و زادها سوءً البعد عن البلاد لأكثر من عقدين، و علاقتي بهذا الجانب كعلاقتي باللغة الصينية.

    قال : هو ترحال؟

    قلت : لا ..توقف امامي و سالني عن وجهتي فهذا كل ما اعرفه عنه.

    قال : ما إسمه؟

    قلت : لم اسأله، و لم يذكره اثناء الرحلة.

    قال : هل بها اي نوتة او ورقة بها رقم تلفون يمكن ان يتواصل معه.

    قلت : لا

    ثم قلت له : الرجل الذي عرفته رجل طيب و ذو اخلاق عالية، فايقنت بإستحالة التواصل معه.

    ثم تذكرت في لحظة فارقة ان بالحقيبة تلفون به شريحة من عدد مهول من الشرائح إمتلكتها نسبة لرداءة الخدمات، و سوء التغطية التي تغيب بالايام في مدينة ابوحجار بولاية سنار.

    رد علي المكالمة بعد محاولتين إكتشف فيهما الشنطة في المقعد الخلفي و قال : مسافة السكة، و اكون معاكم.

    في ظرف 15 دقيقة توقف امامنا، و اكاد لا اصدق هذا المشهد.

    اول كلمات نطق بها علاء بنبرة فيها من الالم " إتأخرت و ح امشي الاقي بنتي و ولدي ناموا"

    هممت بتكريمه فرفض و قال لي : لو عايز تكرمني اديني حق المشوار فقط، فقلت له هذه هدية لاطفالك بعد إصرار و حليفة من الحاضرين بتعفف لم اراه في حياتي.

    طلبت منه رقم هاتفه للتواصل معه فذكر انه تركه بالبيت، عبثاً احاول التواصل معه من الامس فالهاتف مغلق، فايقنت انه لا يمتلك تلفون محمول.

    الاكيد امثال علاء في هذه البلاد الطيبة كُثر، و لكن علاء الذي رأيته من كوكب آخر غير الذي نعيش فيه..

    بلاد بها امثال علاء تستحق حاكم كعمر الفاروق عليه السلام، ميزاناً في العدل، و حارس قوي امين ، في الحرب، و السلام.

    شكراً علاء لقد احييت فينا آمال عراض بأن غداً سيكون الافضل، و اتمنى حياة كريمة لأطفالك، و جميع اطفال السودان، و اهله الطيبين.

    احببت هذا الرجل حباً يسع اهل الارض جميعاً.

    الاخ علاء لا تحرمني من التواصل معك، و صداقتك التي اعتز، و افخر بها فرقمي عندك في قصاصة من ورق، فسيكون الإتصال برقمك ما ابدأ به يومي حتي اجده داخل الخدمة.

    دمت، و اسرتك بخير، و عافية.
    20201213_182328.jpg























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de