+ تهانينا ولكن ؟ نجدد التهاني للشعب السوداني البطل على خروجه من فتيل القائمة الارهابية الامريكية يوم الجمعة 11 ديسمبر 2020 ؛ الخروج المُبارك الذي سوف يعلنه بومبيو رسمياً يوم الاثنين 14 ديسمبر 2020 . ولكنه للاسف سوف يبقى خروجاً كالبقاء ، إلا إذا وافق الكونغرس على إجازة قانون السلام القانوني الذي يضمن الحصانة السيادية للسودان ضد اي مطالبات مستقبلية للتعويض امام المحاكم الامريكية جراء تفجيرات تنظيم القاعدة . في هذا السياق ، ينتقد صديقكم الخبير في الشأن السوداني ، كاميرون هدسون، سلوك بعض أعضاء الكونغرس الديمقراطيين الساعين لعرقلة منح السودان الحصانة السيادية ، واتّهمهم بتحقيق اهدافهم الانتخابية الخاصة ، بإصرارهم على تعويض جرحى وعائلات ضحايا تفجير نظام القاعدة برجي التجارة في نيويورك في ناين الفن 2001 بمبلغ 4 مليار دولار، وليس 700 مليون دولار كما رشتهم ادارة ترامب ... قبل موافقتهم على السلام القانوني الذي يمنح حكومة السودان الحصانة السيادية . والأهم ، يعتبر كاميرون هدسون ، وهو أدرى ، إن اعلان الرئيس البرهان في يوم الاربعاء الثاني من ديسمبر 2020 ، تشكيلة وصلاحيات مجلس شركاء الفترة الانتقالية ، الذي استبعد الثوار ولجان المقاومة والحزب الشيوعي واليسار من التشكيلة ، وضم التوم هجو صوت سيده وجلاوزته من النعمنجية وقبائل الحركات المسلحة الموالية للرئيس البرهان ... يعتبر كاميرون هدسون تكوين هذا المجلس واصرار الرئيس البرهان عليه ، رغم المعارضة الشعبية الكثيفة ضده ، بمثابة البرق والرعد الذي يسبق هطول امطار الانقلاب العسكري ، كما يشرح تقرير شبكة ميدل ايست مونيتر على الرابط ادناه : https://www.middleeastmonitor.com/20201210-controversial-new-council-in-sudan-signals-the-death-of-the-far-left/https://www.middleeastmonitor.com/20201210-controversial-new-council-in-sudan-signals-the-death-of-the-far-left/ لمزيد من التفاصيل ، يمكنك مراجعة تعليقات كاميرون هدسون على صفحته في تويتر على الرابط ادناه : https://twitter.com/_hudsonc؟lang=enhttps://twitter.com/_hudsonc؟lang=en + مقدمة . في يوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 ، نشرنا الحلقة الاولى من مقالة في ثلاث حلقات ، تشير إلى نُذر وإرهاصات بإحتمال حدوث انقلاب عسكري في او بعد يوم السبت 19 ديسمبر 2020 ، الذي يصادف الذكرى الثانية لثورة ديسمبر 2018 المجيدة ؟
توافق اكثر من اربعة صحف دولية ذات مصداقية على توقع حدوث الانقلاب هي : القدس العربي، والوول إستريت جورنال ، والنيويورك تايمز ، وإسرائيل تايمز ....الامر الذي يرجح احتمال حدوث الإنقلاب . ومما يزيد من احتمال حدوث الانقلاب ، اصدار مجلس النواب الامريكي ، وهو أدرى ، في يوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 ، قانون التحول الديمقراطي في السودان والمساءلة والشفافية المالية لعام 2020 . يمكن إعتبار هذا القانون كتحذير بل تهديد للمكون العسكري في السلطة الانتقالية الا يفكر مجرد تفكير في القيام بانقلاب عسكري ، بل يرجع لثكناته ، ويترك لحكومة الرئيس حمدوك احتكار السلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية ، وإلا فأن مجلس النواب لن يوافق على السلام القانوني والحصانة السيادية للسودان ... كما سوف نفصل لاحقاً في هذه الحلقة الثانية من المقالة . نختزل في النقاط ادناه النذر والارهاصات التي تقدمها هذه الصحف الاربعة لحدوث إنقلاب عسكري في السودان من المكون العسكري في السلطة الانتقالية ، ونقدم في الحلقة الثالثة من المقالة ، روابط هذه الصحف لمن يرغب من القراء الكرام معرفة مزيد من التفاصيل . يجدر الاشارة الى ان صحيفة القدس العربي اللندنية وصحيفة الوول إستريت جورنال قد تناولتا احتمال حدوث الانقلاب العسكري في السودان ، في افتتاحياتهما في الصفحة الاولى بقلم ادارة التحرير في كل صحيفة ، مما يؤكد اهمية وقوة احتمال وقوع الانقلاب . اولاً : تتفق هذه الصحف الاربعة على تزايد الضغط على الرئيس البرهان ليستولي على السلطة ويستبعد المكون المدني خلال الفترة الانتقالية . تاتي هذه الضغوط من نتن يا هو ، ومن بومبيو ، ومن السيسي، ومن المنشار ، ومن الشيخ محمد بن زايد . هدف نتن يا هو وبومبيو من الانقلاب هو الاسراع في عقد اتفاقية سلام مع اسرائيل قبل يوم الجمعة 8 يناير 2021 ، وقبل مغادرة ترامب البيت الابيض في يوم الاربعاء 20 يناير 2021 . يعرف نتن يا هو وبومبيو ان الرئيس البرهان ومكونه العسكري في السلطة متلهفون لعقد اتفاقية السلام مع اسرائيل لحماية انفسهم من اي ملاحقات قضائية لجرائمهم في دارفور والمنطقتين، وبالتالي رفضهم زيارة فريق محققين من محكمة الجناات الدولة لدارفور ،ولحماية انفسهم من ملاحقات جنائية في مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 في الخرطوم . وسبب ثانوي اخر بالنسبة للرئيس البرهان وجلاوزته ان اتفاقية السلام مع اسرائيل سوف تضمن للسودان إجازة الكونغرس قانون السلام القانوني الامريكي الذي يمنح السودان الحصانة الدبلوماسية ضد اي مطالبات مستقبلية لتعويض جرحى وعائلات ضحايا تفجيرات تنظيم القاعدة ، وبالاخص تفجيرات برجي التجارة في نيويورك في ناين الفن 2001 .
في هذا السياق ، في يوم الجمعة 11 ديسمبر 2020 ، عرضت إدارة ترامب دفع مبلغ 700 مليون دولار لجرحى وعائلات ضحايا تفجيرات تنظيم القاعدة لبرجي التجارة في نيويورك في ناين الفن 2001 ، مقابل عدم مقاضاة حكومة السودان امام المحاكم الامريكية ، وشطب مطالبتهم حكومة السودان بدفع تعويضات لهم ، قد تصل الى ترليون ومليار دولار . ولكن محامو الجرحى وعائلات الضحايا طالبوا باربعة مليار دولار لقفل ملف المطالبات مع حكومة السودان ، الامر الذي رفضته إدارة ترامب . ومن المتوقع استمرار التفاوض بين الطرفين يوم الاثنين 14 ديسمبر 2020، حسب ما اوردته يوم الجمعة 11 ديسمبر 2020 شبكة اى بي سي الامريكية للانباء:
ABC NEWS
في تقرير بعنوان :
Trump admin offered $700M to 9/11 victims to save Sudan deal. It's part of its last-minute scramble to secure Sudan's deal with Israel.
لمزيد من التفاصيل ، يمكنك يا حبيب ، مراجعة تقرير شبكة اى بي سي على الرابط ادناه :
https://abcnews.go.com/Politics/trump-admin-offered-700m-911-victims-save-sudan/story؟id=74672919andfbclid=IwAR3pisYlN7Dl-3YHlENBS2hniaGr_th8sH0KhKOnERSN2IZ0UAejUauL77Yhttps://abcnews.go.com/Politics/trump-admin-offered-700m-911-victims-save-sudan/story؟id=74672919andfbclid=IwAR3pisYlN7Dl-3YHlENBS2hniaGr_th8s...nERSN2IZ0UAejUauL77Y ثانياً : هدف السيسي والمنشار والشيخ محمد بن زايد من الانقلاب العسكري في السودان حسب الصحف الاربعة المذكورة اعلاه هو تجنب متلازمة ( اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ) ... اي تجنب ان تصل عدوى الديمقراطية في السودان لمصر ودول الخليج . إعترف الشيخ محمد بن زايد بأنه إذا تم عقد انتخابات حرة وشفافة وغير مطبوخة في الامارات ، فإن تنظيم الاخوان المسلمين سوف يكتسحها ... وبالتالي سوف يجد الشيوخ انفسهم على الصقيعة وفي السهلة ، ومن ثم الضغط على البرهان لإستلام السلطة، لمنع الديمقراطية الحقيقية من التجذر في السودان ، والانتقال الى الامارات . اما المنشار فلا يسمح بإستنساخ مظاهرات السودان السلمية ولا بالوضع الديمقراطي في السودان ... في السعودية . مثالاً وليس حصراً قامت مجموعة من الشباب الهنود العاملين في السعودية بتنظيم تجمع صامت في جدة في يوم الجمعة 11 ديسمبر 2020 ، حملوا فيه لافتات تدين قانون المواطنة الجديد في الهند الذي يضر بمصالح المسلمين في الهند وعددهم يفوق المائتين مليون مسلم . قامت السلطات السعودية بالقبض على كل المتظاهرين ، وترحيلهم بطائرات خاصة الى الهند ، كما يشرح التقرير على الرابط ادناه :
https://www.middleeastmonitor.com/20201211-saudi-deported-indians-for-protesting-against-narendra-modis-anti-muslim-register/ لا تسمح الدول الخليجية باي تجمعات او مظاهرات ، وتقمعها في الساعة والحين بالقوة المُفرطة . سوف يضمن الحكم العسكري في السودان عدم السماح لاي مظاهرات او وقفات احتجاجية ، وبالتالي لن يقول الرعايا الخليجيون لحكامهم اجعلوا لنا إلهاً كما للمواطنين السودانة آلهة . اما السيسي فيستمر في الضغط على الرئيس البرهان للاستيلاء على السلطة ، ليستنسخ تجربة السيسي الناجحة في مصر ، حيث الاستقرار والهدؤ والانتخابات المضروبة ،الامر الذي تشجعه الدول الغربية وامريكا حيث دعم ماكرون السيسي في زيارته لباريس يوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 ، وحيث يشيد ترامب بديكتاتوره المفضل السيسي في كل محفل ، حسب تقرير شبكة بلومبرج على الرابط ادناه :
ttps://www.bloomberg.com/opinion/articles/2020-12-08/trump-s-favorite-dictator-egypt-s-el-sisi-finds-a-new-friend-in-macron ثالثاً : تدعي الصحف الاربعة ان الكونغرس يؤشر شمال وادارة ترامب تلف يمين . يطالب الكونغرس بان تحتكر حكومة الرئيس حمدوك السلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية ، ويكتفي المكون العسكري في السلطة الانتقالية ومجلس السيادة الانتقالي برمزية السيادة كما ملكة انجلترة التي تملك ولا تحكم ، وكما رئيس جمهورية المانيا الذي لا يتدخل في الامور التنفيذية التي تقوم بها المستشارة او رئيسة الوزراء ميركل . في المقابل ، يطالب ترامب بان يحتكر المكون العسكري في السلطة الانتقالية السلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية ليضمن تمرير اجندته بدون كاني ماني ؟ دعنا نرى في السطور ادناه التجاذب بين الكونغرس وترامب ... الامر الذي يشجع الرئيس البرهان الاسراع في انقلابه العسكري ، ليضع الكونغرس امام الامر الواقع . الرئيس البرهان يعتبر الكونغرس كديسة بدون اسنان ، لان السلطة التنفيذية يحتكرها ترامب . رابعاً : في يوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 ، اجاز مجلس النواب الامريكي : قانون التحول الديمقراطي في السودان والمساءلة والشفافية المالية لعام 2020 . Sudan Democratic Transition, Accountability, and Fiscal Transparency Act of 2020 يمكنك يا حبيب مراجعة هذا القانون على الرابط ادناه : https://www.congress.gov/bill/116th-congress/house-bill/6094/all-info؟r=1ands=1 تم إلحاق هذا القانون الخاص بالسودان بقانون ميزانية الدفاع الوطني الامريكي: National Defence Autorization Act …NDAA للسنة المالية 2021 الخاص بميزانية الجيش والمؤسسات العسكرية الأميركية. الحق مجلس النواب الامريكي هذا القانون بقانون ميزانية الدفاع الوطني الامريكي ، كوسيلة للضغط على ترامب لإجازته والتوقيع عليه ليصير نافذاً . من المتوقع ان يتم التصويت على قانون ميزانية الدفاع الوطني الامريكي ومعه القانون الخاص بالسودان في مجلس الشيوخ ، وبعد اجازته سوف يتم التوقيع عليه بواسطة ترامب ، ليصير نافذاً. خامساً : يحتوي قانون التحول الديمقراطي في السودان والمساءلة والشفافية المالية لعام 2020 على عدة بنود ، نختزل منها ادناه خمسة بنود ، مثالاً وليس حصراً : واحد: إحتكار حكومة الرئيس حمدوك للسلطة التنفيذية . يعني هذا الاحتكار ، ان تتولى حكومة الرئيس حمدوك رئاسة ملف السلام ، ورئاسة اللجنة الاقتصادية ، ورئاسة لجنة التفكيك ، واجراء المفاوضات بشان التطبيع مع اسرائيل ، واجراء المفاوضات مع الجانب الروسي بخصوص القاعدة البحرية الروسية في بورتسودان ، ضمن ملفات تنفيذية اخرى . اتنين : تعزيز سيطرة حكومة الرئيس حمدوك المدنية على أجهزة الأمن والمخابرات التي تُعنى بجمع المعلومات حصرياً ، وان تحتكر الشرطة فض المظاهرات وحفظ الامن ، وترجع قوات الدعم السريع الى ثكناتها . تلاتة : تحويل شركات الجيش وقوات الدعم السريع واجهزة الامن والمخابرات لولاية وزارة المالية . في هذا االسياق ، اكد الرئيس حمدوك بان هذه الشركات العسكرية والامنية تسيطر على 82% من ايرادات الدولة ، وتذهب فقط 18% لوزارة المالية . اربعة : انهاء أي تدخل للأجهزة الأمنية والعسكرية في قطاع التنقيب والمتاجرة في الموارد المعدنية ، بما في ذلك البترول والذهب ، وإنهاء سيطرة المؤوسسة العسكرية على قطاع الاتصالات. خمسة: اكد مجلس النواب الامريكي في قراره بان : + قانون السلام القانوني الذي يضمن الحصانة السيادية للسودان ضد اي مطالبات مستقبلية للتعويض امام المحاكم الامريكية جراء تفجيرات تنظيم القاعدة ... هذا القانون لن تتم اجازته . + وإن ديون السودان الخارجية التي تجاوزت حاجز الستين مليار دولار ... هذه الديون لن يتم الغاؤها ... الا بعد ان تؤول كل شركات الجيش والمخابرات والدعم السريع لولاية وزارة المالية ، وتصب كل ايرادات الدولة الخارجية والداخلية في خزينة وزارة المالية . انتظروا اجازة مجلس الشيوخ لهذا القانون الاسبوع القادم ، وتوقيع ترامب عليه ، قبل ان تتنفسوا الصعداء . في هذا الاثناء ، يواصل حميتي العمل في تعدين الذهب واليورانيوم مع مستثمرين روس ومن جنوب افريقيا ، بمساعدة اجهزة الدولة العسكرية والامنية . ولكن الكونغرس الامريكي في شنو ؟ وحسانية السودان في شنو؟ دعنا نرى ونسمع المثير المريع الخطر . رفض الرئيس البرهان إنفاذ قرار مجلس النواب الامريكي ، ورفض ايلولة شركات الجيش وجهاز الامن والمخابرات وشركات حميتي في التعدين والاتصالات والتجارة الخارجية للقطاع العام ووزارة المالية . هذا الرفض يؤكد النذر والارهصات والبروق والرعود التي تنذر بهطول امطار الانقلاب العسكري القادم في السودان . نواصل في الحلقة الثالثة القادمة باذنه تعالى ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست