عندما يعجز هؤلاء وهؤلاء عن المقارعة والحجج القوية يرمون كل من يحاججهم بتلك الاتهامات الخائبة الفارغة ،، وفي هذا البلد العجيب عندما يعجز البعض عن تلك المقارعة الحجة بالحجة والإجابة بالأدلة يرمي الآخر بأنه من سدنة النظام البائد ،، فيقال للرجل البارع في الحجة : ( أنت من سدنة النظام البائد ) فيغضب ذلك الرجل من ذلك الاتهام الجائر ،، فهو الذي لم ينتفع ولم يتعاون مع ذلك النظام بأي شكل من الأشكال ،، ثم يذهب الناس ليبحثوا عن أسم ذلك الرجل فلا يجدوا ذلك الاسم في قوائم النظام البائد في أي وقت من الأوقات ،، وقد يقال لذلك الرجل عندما يفشلون في المقارعة : ( أنت من هؤلاء المتسلقين على أكتاف الشعب السوداني في ظلال تلك الحكومة الانتقالية الحالية ) ،، فيغضب الرجل كذلك بشدة على ذلك الاتهام الخطير ،، فهو الذي لم ينتفع يوماً في معية هذه الحكومة الفاشلة القائمة لشهور وشهور ،، بل هو ذلك الإنسان الذي يشقى ويكابد الويلات والأزمات والغلاء ،، ويقف في تلك الصفوف الطويلة طوال النهار ،، ثم يذهب الناس ليبحثوا عن اسم ذلك الرجل في قوائم تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، ثم لا يجدون ذلك الاسم أيضاً في قوائم تلك المرحلة الحالية ،، وعند ذلك يسأل الناس في حيرة شديدة : ( أين موضع ذلك الرجل في خريطة السودان ؟؟ ) ،، وتلك الصورة الكوميدية التراجيدية تمثل حال السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني في هذه الأيام ،، وهي تجسد تلك النكتة الطريفة المؤلفة عن ذلك ( الحلفاوي ) الذي لا يجد اسمه في قوائم الداخلين في نار جنهم ،، حيث يفرح بشدة ثم يذهب ليبحث عن اسمه في قوائم الداخلين لجنات النعيم وأيضاً لا يجد اسمه في تلك القوائم ،، وحينها يسأل في حيرة شديدة ويقول : ( أمال حنبيت فين ؟؟؟ ) .
تلك الاتهامات والرميات الجزافية قد أصبحت ( موضة شائعة ) في هذا العصر العجيب ،، والمضحك في الأمر أن تلك الظاهرة قد أخذت صفة ( العولمة ) في السنوات الأخيرة ،، وذلك بطريقة عجيبة وغريبة للغاية ،، حيث أن أي ( مواطن ) في أية دولة من دول العالم حين لا يتفق مع حكومة بلاده يرمى ويتهم بأنه ينتمي لتلك الجماعات الإرهابية العالمية ،، وقد يكون ذلك المواطن بريئاً ولا يلتقي مع الإرهاب بأية صلة من الصلات ،، وبنفس القدر فإن أي ( مواطن ) في أية دولة عربية لا يتفق مع حكومة بلاده وينتقدها بشدة يرمى ويتهم بأنه من جماعات ( الإخوان المسلمين ) ,, وقد أصبحت نعوت ( الإخوان المسلمين ) تلك الشماعة التي تغطي مبررات وحجج الحكومات العربية للملاحقة والتنكيل ،، وقد يكون ذلك المواطن لا ينتمي ولا يعرف شيئاً عن جماعات الإخوان المسلمين في يوم من الأيام ,, وجرمه الوحيد هو ذلك الانتقاد الشديد لحكومة بلاده ،، ومع ذلك فهو لا يسلم من تلك الرميات والاتهامات الجائرة الظالمة !
وعليه نقول لهؤلاء العقلاء في أرجاء العالم : ( لا تصدقوا تلك الرميات والاتهامات الكثيرة الخائبة التي تضع الكثير والكثير من تلك الأسماء البريئة في أقفاص الاتهام دون جرم أو ذنب ،، ويضعون تلك الأسماء البريئة في قوائم التشويه في حال العجز عن المقارعة والسجال ،، ومن سخرية الأحوال أن أصحاب تلك القوائم الجريئة لا يهابون ولا يحتاجون للمزيد من تلك الأسماء ,, ولا يبالون كثيراً بتلك الأسماء التي لا توالي من تلقاء نفسها بالسجية ،، وهم أكثر الفئات فوق وجه الأرض الذين يوجدون الرعب في نفوس الآخرين وهم نائمون !! .. وعليه فهؤلاء ( أصحاب القوائم السوداء ) يضحكون من تلك الضجة التي تثار حولهم لمجرد خطوة صغيرة يبذلونها لثانية أو لدقيقة واحدة ثم ينامون لسنوات وسنوات بعد ذلك ،، والعالم يضج من حولهم لسنوات سنوات ثم يخاف ليلاً ونهاراً من تلك الأشباح !!،، فيا عجباً من أمر هؤلاء الجماعات الذين يرعبون الآخرين وهم غائبون عن الأحداث !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة