|
|
 اقتراح غير عملي وغير منطقي !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
|
05:52 AM November, 24 2020 سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتراح غير عملي وغير منطقي !!
العناوين البارزة تؤكد أن وزارة التربية والتعليم بالسودان تزمع أن تمارس نظام البث الإذاعي المشترك لمراجعة الدروس السابقة عبر الوسائط الإعلامية المتعددة .. وذلك لضرورة ربط الطلاب والتلاميذ بالمدارس وتنشيط ذاكرتهم ،، وفي ذلك السياق أكدت الوزيرة ( تماضر الطريفي ) علي توفير عدد (٦٠ ) ألف جهاز راديو ليتم توزيعها علي طلاب الريف لأهمية ربطهم بالمدرسة ،، وأضافت الوزيرة المحترمة بأن الوزارة قد جلست مع شركات الاتصالات لتسهيل عمليات البث الإذاعي بالاستفادة من تلك الأبراج المنتشرة ،، حتى هنا والأمر يدخل في نطاق تلك ( المهازل ) التي تجري في البلاد في هذه الأيام ،، وبغض النظر عن تلك التكاليف التي سوف تتحملها الخزانة العامة أو بغض النظر عن مجانية تلك الأجهزة فإن ذلك الاقتراح مجرد خطوة غير عملية إطلاقاً في دولة كدولة السودان ،، وهي خطوة لا تواكب المنطق السليم تحت أي قياس من القياسات ،، والناس حين يسمعون مثل تلك الاقتراحات يضحكون ساخرين ويقولون : ( هل بلغت الأحوال تلك الدرجة من التخبط في البلاد ؟؟؟ ) .. ويبدو أن السيدة ( تماضر ) تقف لساعات طويلة في ( صفوف الخبز ) وعليه ينصحونها بعدم الوقوف في تلك الصفوف لأن تلك الوقفة الطويلة قد تؤثر كثيراً في ضوابط ( الأمخاخ ) ,
المعروف للناس أن التعامل مع هؤلاء الطلاب والصغار ليس كالتعامل مع الكبار العقلاء ،، وتلك الجدية أعمارها محدودة وقصيرة للغاية في مفاهيم الطلاب والصغار .. حيث ذلك التفاعل المؤقت ثم ذلك التجاهل والنسيان بعد فترة قصيرة ،، وتلك الأجهزة سوف تكون مجرد أجهزة ترفيهية في أيدي هؤلاء الصغار ،، بل أكثر من ذلك سوف تشغل الصغار عن متابعة الدروس والمذاكرة ،، تلك ناحية والناحية الأخرى فإن تلك الأبراج التي يقال عنها ( منتشرة ) فهي قد تكون متوفرة في العواصم والمدن السودانية ،، أما في الأرياف والبوادي السودانية فهي نادرة للغاية وإذا توفرت فهي تعمل في نطاقات ضيقة للغاية ،، والكثير الكثير من مناطق السودان لا تصل إليها تلك الموجات الإذاعية إطلاقاً ،، وعليه فإن تلك الأجهزة الإذاعية المقترحة قد لا تفيد إطلاقاً في معظم أرياف وبوادي وقرى السودان المختلفة ،، وبالمختصر المفيد فإن تلك المقترحات غير عملية وغير منطقة كلياً ., وهي تدخل في خانة ( المهازل ) التي ترد من تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة من وقت لأخر ,, وتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة مع الأسف الشديد لم تقدم اقتراحاً يوافق العقل والمنطق في يوم من الأيام منذ قدومها .. بل كالعادة ذلك التخبط والقرارات العشوائية .. وتلك الأجهزة الإذاعية المقترحة مهما تكلف من الأموال الباهظة أو ( لا تكلف إطلاقاً ) فهي أجهزة سوف ينتهي أمرها خلال أيام قليلة لأسباب كثيرة في هذه البلاد ،، حيث ذلك الإهمال المعهود في إنسان السودان ،، وحيث التعامل مع الطلاب الصغار وليس التعامل مع الكبار العقلاء ،، وبالتأكيد فإن تلك الأجهزة سوف تختفي عن الساحات وعن ذاكرة الناس في أيام قليلة معدودة ,, والمضحك المتوقع في الأمر أن هؤلاء المسئولين الذين يقدمون مثل تلك الاقتراحات الغير عملية سوف ينسون أمر تلك الأجهزة بعد شهور قليلة كالعادة ,, وذلك بعد تحميل الخزانة العامة قدرا من المبالغ هباءً وسداً .. وتلك هي طبيعة الإنسان السوداني .. ودولة السودان تعد من تلك الدول المتخلفة التي لا تجيد ولا تحترم التعامل مع تلك الأجهزة الإلكترونية بذلك القدر كما هو الحال في الدول المتقدمة ،، وهي مازالت بعيدة للغاية عن تلك الخطوات العصرية الحديثة ،، وفي نفس الوقت فإن دولة السودان دولة شاسعة المساحات ومترامية الأطراف ،، وتلك البيئات الطبيعة لا تتماثل مع بعضها البعض في معظم مناطق وأرجاء السودان ،, وقبل كل شيء فإن تلك الأجهزة الإذاعية لا تعمل بكفاءات عالية في معظم مناطق السودان .
البعض في مناطق السودان لا يتعاملون إطلاقاً مع تلك الأجهزة والكهرباء ،، ومناطقهم تلك قد لا ترى الشمس ساطعة لشهور عديدة خلال العام ،، وعلية فإن تلك الأجهزة لا تفيدهم كثيراً في غياب الشمس !! .. ولا تفيدهم إلا من قبيل تلك المقتنيات المجانية التي تجلب السرور والمرح في النفوس ،، وهؤلاء قد يفرحون وهم يضحكون من ضحالة عقول هؤلاء المسئولين في الحكومة المؤقتة ,, فتلك المدارس هي الوسيلة الوحيدة التي تجمع وتعلم هؤلاء الطلاب والصغار ،، أما تلك الأجهزة الإلكترونية فهي من قبيل ( الخزعبلات ) في عرف هؤلاء الناس في الأرياف والبوادي .
والبعض الآخر من هؤلاء الناس يقول : ( الصغار هم الصغار ) أينما يتواجدوا فوق وجه البسيطة ،، ومن الصعب جدا جداً التحكم في هؤلاء الصغار ليجلسوا ويستمعوا لتلك الأجهزة من تلقاء أنفسهم !! .. والمعروف في كافة أرجال العالم أن تلك المدارس هي التي تفرض تلك الضوابط الضرورية التي تجبر هؤلاء الصغار على الجلوس والاستماع لساعات وساعات ،، ومن المضحك للغاية أن هؤلاء المسئولين في وزارة التربية والتعليم يظنون أنه في الإمكان إجبار هؤلاء الصغار ليجلسوا ويستمعوا لتلك الدروس عبر تلك الأجهزة دون أن يتمردوا ودون أن يتكاسلوا !! .. وصدقونا فإن السواد الأعظم من هؤلاء الطلاب الصغار لن يخضعوا لتلك الفكرة إلا لدقائق قليلة معدودة ثم بعد ذلك لن يبالوا بتلك الفكرة لشهور طويلة ., وحتى إذا افترضنا أن هؤلاء الصغار سوف يخضعون لتلك الفكرة فكيف يكون الحل في حال الأسئلة والاستفسار عن المبهم الغير مفهوم في تلك الدروس المبثوثة عبر الأجهزة الإلكترونية ،، والمعروف أن هؤلاء الصغار في كافة أرجاء العالم يكثرون من تلك الأسئلة .
والبعض الآخر من أهل المناطق السودانية النائية يتواجدون في تلك الأرياف والبوادي والقرى البعيدة ,, ولا يتعاملون إطلاقاً مع تلك الأجهزة الحديثة والكهرباء ،، وفي تلك المناطق كانوا ومازالوا يستخدمون حتى وقت قريب تلك اللمبات التي تسمى ( لمبات البنية ) للتعامل في المذاكرة والمراجعة أثناء الليالي ،، وكانت تلك اللمبات هي الوسيلة الوحيدة لمراجعة ومتابعة تلك الدروس في الليالي ,, أما في السنوات الأخيرة فأن تلك اللمبات البدائية أيضاً بدورها قد دخلت في خانة المستحيل ،، حيث أن ذلك ( الجاز الأبيض ) قد أصبح بمثابة ألبان العصافير في الندرة والغلاء !!.. والأهالي في تلك المناطق يخاطبون تلك الوزيرة المحترمة ويقولون لها وفري لنا ذلك ( الجاز الأبيض ) لزوم المذاكرة في الليالي برفقة اللمبات بدلاً من تلك الأجهزة الإذاعية التي سوف ينتهي أمرها في أيام قليلة .
والبعض الآخر من أهل المناطق السودانية يمثلون تلك القبائل ( الرحل ) التي تترحل طوال العام ،، وتلك المدارس تترحل أينما تترحل تلك القبائل ،، وهي قبائل قد لا تهتم ولا تتعامل كثيراُ مع تلك الأجهزة الحديثة ،، والوسيلة الوحيدة للتعلم والتعليم هي تلك المدارس التي يلتقي فيها الطلاب مع الأساتذة والمعلمين ,, وهؤلاء في تلك المناطق النائية لا يتعاملون إطلاقاً مع تلك الأجهزة بأي شكل من الأشكال ،، وحتى إذا تواجدت تلك الأجهزة في تلك المناطق فهي لن تكون تحت مدى تغطية الإرسال بأي حال من الأحوال ,, بل أن تلك الأجهزة الإذاعية لا تلتقط إطلاقاً تلك الموجات الإذاعية في الكثير والكثير من مناطق السودان .
وعليه فإن الناس في هذه الأيام يرون أن تلك الفكرة والمقترحات غير عملية وغير فعالة إطلاقاً تحت أي قياس من القياسات .. بل مجرد إهدار لأموال الدولة السودانية .. ومجرد ألعاب إلكترونية سوف تكون في أيدي الصغار المحظوظين .. وبعد شهور قليلة سوف تختفي تلك الأجهزة عن الوجود .. وهؤلاء المسئولين سوف لن يجدوا جهازاً واحداً يعمل بكفاءة في كافة أرجاء السودان ,, وفعلاً فإن هذا الزمن هو زمن المهازل بكل القياسات .
|
|
  
|
|
|
|
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست