معالم السقوط الأخلاقي تتعاظم في هذا البلد العجيب .. والمستويات في تفكير وممارسات البعض تتدني بذلك القدر الذي يبكي من لا يبكي !.. وفي هذه الأيام العصيبة مناطق عديدة في أرجاء العاصمة السودانية تواجه مشكلة من تلك المشكلات التي تحير العقول .. وهي مشكلة فوق تلك المشكلات العصيبة التي يكابدها الناس بعد الانتفاضة الأخيرة .. فجأةً مناطق عديدة بمدينة أم درمان بدأت تشتكي من شح مياه الشرب فيها .. ومشكلة الشح في مياه الشرب من وقت لآخر عادية في هذا البلد المنكوب .. ولكن هذه المرة فإن للقصة جانب مضحك للغاية ،، وهي قصة تحير العقول .. حيث أن هؤلاء المسئولين بهيئة مياه الخرطوم قد صرحوا وأفادوا بأن مجهولين قد قاموا بسرقة محتويات ( بلف ) مياه من خط ناقل 48 بوصة في منطقة حارات غرب كرري .. وبمعنى آخر فإن اللصوص قاموا بسرقة ( بلف مياه ) مع مرفقاته من باطن الأرض عند منتصف الليالي !! .. وبالتالي فإن مناطق عديدة بأم درمان قد تعرضت للشح في مياه الشرب ،، منها مناطق كرري ،، والثورات ،، وتلك الحارات بأم بدة شمال ،، ومناطق بدار السلام ،، ومناطق بأم درمان القديمة ،، تخيلوا يا عقلاء الناس سرقة ( بلف مياه ) في بلد العجائب !! .. فمن أجل ذلك ( البلف ) التافه أجتهد هؤلاء البلهاء وخططوا ودبروا وقاموا بالحفر في أعماق الأرض عند منتصف الليالي ثم قاموا بتفكيك وسرقة ذلك ( البلف ) مع المرفقات ،، وبعد ذلك تركوا المياه تتدفق منفجرةً في العراء !! .. وهؤلاء اللصوص بتلك السرقة التافهة التي لا تستحق المخاطرة من أجلها قد تسببوا في تعطيش العديد والعديد من تلك الأحياء والحارات بمدينة أم درمان .. تخيلوا يا ناس مقدار التفاهة والضحالة في عقول البعض من أبناء السودان !! .. والسؤال الطبيعي المنطقي الذي يدور في أذهان الناس هو : هل ذلك ( البلف المسروق ) مصنوع من الذهب الخالص ويستحق تلك المخاطرة ؟؟ ،، أم أن ذلك ( البلف ) ومرفقاته تعد من الكنوز الثمينة المطلوبة بشدة ؟؟ .. ويبدو أن هؤلاء اللصوص الأغبياء البلهاء قد خططوا لتلك السرقة الخائبة وعملوا من ذلك لشهور وشهور !! .. وذلك بنفس تخطيط فطاحل اللصوص المحترفين في أرجاء العالم ،، حيث تلك ( المافيات ) التي تخطط لتسرق البنوك المالية الغنية الثرية بالأموال .. وحتى في مجال السرقة واللصوصية فإن أبناء السودان من أغبى الأغبياء فوق وجه الأرض !!.. وتلك السرقة البليدة لا تستحق إطلاقاً تعطيش تلك الأسر والعائلات العديدة بمدينة أم درمان .. والسؤال الآخر الذي يفرض نفسه هو : وهل يمكن استخدام ذلك ( البلف المسروق ) في أغراض أخرى غير أغراض المياه في أرجاء العاصمة أو في مناطق أخرى بالسودان ؟؟؟ .. وإذا كانت الإجابة ( بنعم ) فبالتأكيد فإن جهة من تلك الجهات التي تعمل في مجال المياه داخل السودان هي التي قامت بسرقة ذلك ( البلف الثمين ) في عرف هؤلاء البلهاء !.. وفي تلك الحالة يجرى على ( مصالح المياه ) أينما تتواجد داخل السودان ذلك المثل الذي يقول : ( حاميها حراميها !!! ) .. وأهل النكات يسخرون من تلك السرقة الخائبة بكل القياسات ويقولون : ( حتى أن بلوف المياه قد دخلت ضمن تلك السلع الضرورية التي تهرب لدول الجوار !!! ) ., فيا عجباً من بلد المهازل !!!!
في معظم دول العالم فإن سرقة الممتلكات العامة وخاصة تلك المعدات المخصصة للخدمات تعد من أخطر الجرائم التي تقابل بأشد العقوبات .. مثل سرقة خطوط السكك الحديدية ،، ومثل سرقة أعمدة الكهرباء والتلفونات ،، ومثل سرقة الأسلاك الناقلة ،، ومثل سرقة أنابيب المياه ومرفقاتها .. ومثل سرقة كابينات التلفونات وخلافها .. أما هنا في السودان فحدث ولا حرج !! .. حكومة لا تعرف كيف تلاحق وكيف تعاقب !! .. لصوص لا يعرفون ماذا يسرقون وماذا لا يسرقون .. وهي تلك السرقات التي تضحك الغنماية .. لصوص يسرقون من مباني التلفزيون السوداني أجهزة فنية لا تستخدم إطلاقاً في أي مكان آخر داخل السودان !!.. ولصوص يسرقون من هيئة مياه الخرطوم ( بلوف للمياه ) لا تستخدم إلا في تلك الخطوط والأنابيب الكبيرة !! .. فكيف يفكر هؤلاء اللصوص الأغبياء !!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة