مقدمة :التفاصيل المقروءة بالصحف ووسائل التواصل الأخرى والمشاهدة بوسائل الأعلام الرسمية وغير الرسمية ، تجعل الأنسان فى حالة من التوهان ، الذى اعتقد انه مقصود من عدة جهات وعلى راسها السلطة الأنتقالية . ذلك انه من خلال هذا التوهان يصعب ان لم يكن يستحيل الوصول الى نتيجة ما يستطيع الشخص ان يقرر اتجاهه على اساسها ! فمثلا مواضيع الساعة : رفع اسم السودان من القائمة والتطبيع مع اسرائيل . بالنسبة لرفع اسم السودان من الصعوبة جدا ان تصل الى حقيقة انه اصلا قد رفع ام انه فى الطريق الى ذلك ، ام انه لايزال نية لدى صاحب البيت الأبيض ، الذى لم يعد هنالك شك فى انه يستخدمة ببراعة رجل الأعمال فى الأستفادة منه لآنهاء معركة الأنتخابات لصالحه ، فحسب ! وبعدذلك يطرح السؤال ، الذى لايجد ايضا اجابة قاطعة ، هل هو مرتبط بالتطبيع ام لا ؟! ففى هذا يقول الرئيس برهان : ان الارتباط موجود وهو ارتباط مبدئى ! ويؤكد نائبه ان الأرتباط موجود وانه فى مصلحة السودان ! أما رئيس الوزراء فيقول لاارتباط ولكنه يعمل من اجل الأرتباط والأستفادة منه ! ولكى لااطيل ، أقول ان مثل هذه التفاصيل المتوهة موجودة فى كل الأنشطة الحكومية والسياسية السودانية بشكل عام . ولهذا السبب رايت ان اكتب هذا المقال بهذا العنوان الطويل لتأكيد ماجاء فيه من معنى ارجو ان يكون واضحا ، هو الآخر ! سيناريو الهبوط : ذكرت وذكر آخرون ان جهات داخلية وخارجية عملت وفشلت وتعيد المحاولة ، مستفيدة من تجاربها ومن التطورات الايجابية تجاه اهدافها ، وذلك بخطة من فصلين : خنق الشعب الثائر فى ماجعله يثور ، فى تصورهم ، بمنع المعونات بجميع اشكالها من الخارج وفرض سياسات فى جميع المجالات ، تمنع تحقيق أهداف الثورة ، حتى يتاكد للثوار انه " لافائدة "! وعندئذ تلوج فرصة الأنقضاض . وقد نجح الفريقان الداخلى والخارجى فى التنسيق المحكم لتنفيذ الفصل الأول من السيناريو . وقد استفاد الفريق الداخلى من اساليب الماضى حتى فى الأخراج ووضع اللمسات الأخيرة . ولعل القارئ قد لاحظ ان المقابلات التى حدثت مع الواقفين فى صفوف الوقود ، قد تخيرت من قال بأن الأفضل هو توفر الوقود ولو بسعر عال وهذا امر منطقى بالنسبة لأصحاب السيارات ، فصاحب السيارة الخاصة والعامة يفضل توفر الوقود بأى ثمن ، لأنه سيكسب وقتا وسيعيد ماصرف من زيادة فى الأسعار باستغلال الوقت الذى توفر او استغلال من سيستخدم سيارته فى النقل او الوصول ! اما بالنسبة لمنع تحقيق اهداف الثورة ، فان الأجابة على سؤال : ماذا تحقق بالفعل فى كل ما طرحته الثورة من شعارات يكفى . ولتنشيط الذاكرة فقط ، ارجو ان يسمح لى الأستاذ زهير السراج ان اقتطف ملخصا لمقاله بعنوان" الفريق (حمدوك! ) : وكان حديثه عن تكوين المجلس التشريعى الذى قرر تكوينه بعد ضمان دوره الى جانب فريق الهبوط ، ولكنه لأيضاح ان هذه الخطوة تجئ كختام لعدد من الخطوات التى تولى بها العسكر كل مهام مجلس الوزراء لتضطر الدكتور حمدوك للأنضمام الى المكون العسكرى بالرتبة التى يقترحها الأستاذ زهير، فانه يذكرنا بماتخلى عنه الدكتور طوعا او غصبا من مهام مجلس الوزراء : ملف محاربة الفساد واستعادة الاموال برئاسة العسكر (ياسر العطا) لجنة الطوارئ الأقتصادية برئاسة العسكر ( حميدتى ) لجنة الطوارئ الصحية ( ابراهيم جابر ) لجنة التعامل مع البعثة الاممية (ابراهيم جابر ) مفاوضات السلام ( حميدتى ) ملف التطبيع مع امريكا واسرائيل ( البرهان ) اضيف الى هذا ان المهام التالية ايضا لاتزال تنتظر الأنجاز ، دون اشارة الى ان تحقيقها بات فى الطريق حتى : محاكمة الفاسدين والأنقلابيين تكوين مفوضية العدالة . اعادة المفصولين من الجيش والشرطة. انتهاء مهام لجنة تقصى حقائق فض الاعتصام . انتهاء صفوف الرغيف والوقود . الخ.. الخ ..الخ وربما يكون من السهل الحديث عن الذى تحقق غير رفع اسم السودان من قائمة الأرهاب والتطبيع مع اسرائيل وسلام جوبا ومانمنى به من خيرات قادمة نتيجة لهذه الأنجازات ..! وهكذا لاتترك لك سلطتنا المدنية غير الشك ، على الأقل ، فى ان ما تقوم به لايمكن تفسيره غير انه سير مع قافلة الهبوط الناعم فى اقل تقدير ، ان لم نقل اعادة النظام الانقاذى بقضه وقضيضه ! ولكى لايكون حديثى مبالغا فيه ، فانه عند انشغالى ليوم واحد عن اكمال هذه المقالة حدث من الأحداث ما لايمكن ارجاعه الا الى الحالة التى بات فيها الوضع . ذهب البرهان الى مصر وعاد ليأتى من بعده وفد عسكرى كبير . وسيذهب فى الأيام القادمة الى اثيوبيا . وغادر وفد برئاسة الكباشى الى جوبا لمواصلة التفاوض مع الحركة الشعبية – الحلو . اما رئيس وزرائنا فهو مشغول بالمشاركة فى ندوة حول الاستثمار وغسيل الأموال . وبينما يحدث هذا بالأضافة الى تعديل احتفالات توقيع اتفاق جوبا الى الخامس عشر من نوفمبر ونفى وزير الخارجية لأخبار لقاء قيل انه تم بين البرهان وقوش فى القاهرة ، أقول بينما يحدث هذا من اعمال عادية ، يأتى خبر ، اعتبره عادي ايضا وطبيعى فى مثل هذه الظروف والآجواء الحقيقية ، وهو كشف انقلاب او انقلابين داخل واحد : انقلاب بقيادة مجوك الهدف منه اعتقال قائد الدعم السريع واطلاق سراح قائده السابق موسى هلال ! وفى رواية اخرى ، انه انقلاب اسلامى كامل الدسم بقيادة ودابراهيم ، اى نعم ، ودابراهيم ذاته الذى حاول الأنقلاب على البشير بمشاركة قوش ، اى نعم قوش الذى لم يقابله البرهان بالقاهرة ! اذا نجح اى من الأنقلابين لما عدنا نتحدث عن البرهان ونائبه ولا "الفريق"حمدوك ، بل ولا قحت ولا سلام جوبا ولا الأزالة والتطبيع وماشابه ومااليه من مشغوليات الكل اليوم .فاذا كان الأمر كذلك ، وهو كذلك ، افلا يكون من الأوفق للمكونين المدنى والعسكرى ان يكونا فى وفاق حقيقى بينهما ومع قوى الثورة لأنجاز مهامها وأهدافها النهائية بدون تأخير ؟! وختاما ، احب أن أؤكد لهما ، بأن ثورة ديسمبرالمتفردة ، قادرة على استكمال مهامها ، طال الزمان ام قصر ، وان الأمور لاتزال بيدهما ، وعلى الأخص بيد المكون المدنى ، وعلى أخص الأخص بيد الدكتور حمدوك ، فى ان يكونوا معها أوضدها قبل فوات الأوان ، وقد ضرب مثل واقعى لما يمكن ان يؤدى اليه استمرار الحال على ماهو عليه!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد المنعم عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست