الهمني الاستاذ محمد آدم فاشر بمقاله الراقي بعنوان :( لماذا يموت السودانيون بأسرارهم؟) ، لكتابة هذا المقال حيثُ ذكّرني مقال الاستاذ فاشر بثلاثة مواقف أحدهما مع البوفيسور عثمان سيد أحمد البيلي (طيب الله ثراه) وزير التربية الأسبق في حكومة الرئيس الأسبق جعفر النميري واستاذ التاريخ الاسلامي بنجيريا وبجامعة قطر ،والثاني مع العميد (معاش) ابومدين (سلاح المهندسين ) ومدير مكتب المشير عبدالرحمن سورالذهب الرئيس الأسبق أثناء الفترة الانتقالية،الثالث مع الدكتور العالم عمر عبود أستشاري الباطنية وامراض الكُلى والرئيس السابق لقسم الباطنية بمؤسسة حمد الطبية بدولة قطر .وسأكتب عن المواقف الثلاثة تباعاً ان شاءالله . التقيت البروفيسور نهار أحد الأيام بمتجر كارفور (مول فيلاجيو) في مدينة الدوحة قبل وفاته بشهرين وقبل انفصال جنوب السودان بفترة وجيزة . عرفت الرجل بشلوخه الثلاثة التي كانت تزيّن خديه ،ولبسه الأنيق، وهو يتسوّق في المتجر الكبير. سلّمت على الرجل ودار بيننا حديثٌ قصير، وكنت مندهشاً وسعيداً لمقابلة الرجل، والحديث معه لأن هذا الموقف ما كنت أحلم به وانا أرى صورة الرجل في نشرة أخبار الساعة التاسعة مساءً على تلفزيون السودان حينما كان وزيراً للتربية والتعليم وكنت حينها طالباً من طلاب وزارته في التعليم العام .واخبرته بسعادتي للوقوف معه في ذلك الموقف،خاصّةً وأنّه كان يعمل على تأسيس -حسب علمى- أحد المتاحف الاسلامية في دولة قطر وقتها . فذكر لي بأنّه حينما كان وزيراً للتربية والتعليم كان أكثر المحاربين له أثناء وزارته هم نقابة المعلمين الذين كان منهم وكانوا منه. وللأمانة كان الرجل مهموماً بإنفصال جنوب السودان، وألقى باللوم على الدكتور حسن الترابي (رحمه الله عليهما ) وذكر بأنّهم تحدثوا مع الرجل ونصحوه ولكنّه لم يسمع لهم نصحاً . ثم سألت البروفيسور البيلي :( هل كتب مذكراته؟) ، فرّد علي بأنّ زميله في أحدى الجامعات النيجيرية الدكتور محمد الحاج بدأ في كتابة مذكراته وتُوفي في غضون اسبوع من بدءِ الكتابة. وفوّت البروفيسور امر المذكرات على مضض مع بعض الانزعاج وذكر بأنّه مستمر في انتاجه العلمي ويكتب وقتها بعض الأبحاث والأوراق العلميّة . كما أنّ البروفيسور عثمان سيد أحمد التقى بالدكتور التجاني السيسي أثناء إقامته في الدوحة لمفاوضات دارفور التي أثمرت اتفاقية الدوحة وقال اثر لقاءه بالرجل: ( لقد تحاورت مع الدكتور التجاني السيسي لمدّة ساعتين ، وإذا كنت مكان عمر البشير لتنازلت له عن حكم السودان ، لأن الرجل يمتلك رؤية للحكم ). بعد ذلك اللقاء قرأت في الصحف بأنّ البروفيسور القى محاضرة ً عن إنفصال جنوب السودان في السفارة السودانية ، وأنّه تُوفي بعد لقاءنا ذلك بفترة وجيزة . رحم الله البروفيسور عثمان سيد أحمد البيلي رحمةً واسعة.وأحيل أمر كتابة مذكراته لأهله وذويه لأنّها ملك للشعب السوداني، فتجربة الرجل ليست ككل التجارب.فالرجل كان استاذاً جامعياً لامعاً ، ووزيراً للتربية والتعليم في السودان في فترة من أشد فترات حكم السودان جدلاً ثم استاذاً جامعياً بدولة قطر واستشاري لتأسيس أحد المتاحف الأسلامية بدولة قطر . علي أبوزيد 30/10/2020م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة