كان لا بد من الصبر والتحمل والرضوخ لشرعة الظلم ولشرعة الأمر الواقع .. وهي شرعة الغاب ،، لأن الشعب لا يملك غير تلك الوسيلة .. وتلك هي الحقيقة المجردة التي لا تحتاج لمراوغات المراوغين .. ولا تحتاج لمزايدة المتزايدين .. ولا تحتاج لذلك النوع من الاستغلال السخيف .. ومن العبث أن يجتهد البعض ليحلل الحرام ويحرم الحلال .. فالحلال هو الحلال ،، والحرام هو الحرام ،، والمضحك في الأمر أن البعض يجتهد ليضحك على عقليات الشعب السوداني .. وتلك الحقائق الدامغة لا تحتاج لذلك النوع من التبريرات السياسية الباهتة الفارغة .. ولا تحتاج لذلك النوع من التدليس ومحاولة تحسين الواجهات التي بدأت تفقد الأرضيات في الآونة الأخيرة !.. ومهما يجتهد هؤلاء البعض فإن الحقائق تؤكد مائة في المائة بأن الشعب السوداني قد تحمل ذلك المبلغ : ( 335 مليون دولار ) عن ضحايا العمليات الإرهابية ظلماً وجوراً دون وجه حق .. وذلك في وقت يعد من أصعب الأوقات التي تمر بها البلاد اقتصادياً ومالياً .. وبطريقة واضحة وصريحة فإن كافة أفراد الشعب السوداني قد شاركوا وساهموا في تحمل ذلك المبلغ الباهظ بطريقة أو بأخرى .. الكبار والصغار ،، الرجال والنساء ،، الأرامل والأسر والأطفال .. وحتى أن هؤلاء ( الأطفال الرضع ) في المهود قد ساهموا في تحمل تلك المبالغ الطائلة المدفوعة ظلما وجوراً عن جرائم لم يرتكبها الشعب السوداني .. والمعروف للجميع أن الحكومة المؤقتة قد غامرت وخاطرت ثم اشترت تلك الدولارات من الأسواق السوداء حتى تتمكن من توفير ذلك المبلغ المطلوب عن الغرامة .. وبتلك الخطوة الغير صائبة والغير سليمة أخلاقياً وقانونياً فإن قيمة الدولار في البلاد قد ارتفعت بطريقة جنونية إلى معدلات غير مسبوقة .. وبالتالي ارتفعت كافة أسعار السلع الضرورية وغير الضرورية بالبلاد .. وبالتالي فإن كافة مكونات المجتمع السوداني قد تضررت بتلك الخطوة ودفعت تلك الأموال المطلوبة بطريقة غير مباشرة .. وبنفس القدر فإن الكثير والكثير من تلك الأسر السودانية قد عجزت عن شراء تلك الأغذية الضرورية للرضع الصغار لغلاء الأسعار .. وبالتالي فإن الأطفال الرضع بالسودان قد تحملوا جانباً من تلك الغرامات الظالمة المجحفة التي فرضت على الشعب السوداني ظلماً وجوراً .. وبنفس القدر فإن كافة مكونات المجتمع السوداني قد ساهموا بطريقة أو بأخرى في دفع تلك المبالغ المطلوبة .. وبالمختصر المفيد فإن تلك المبالغ المدفوعة قد أرهقت كاهل الإنسان السوداني بطريقة قاسية ومؤلمة للغاية .. وما تلك الصفوف التي يكابدها الشعب السوداني في هذه الأيام إلا بأسباب تلك الخطوة الغير صائبة منذ البداية للنهاية .
البعض من هؤلاء يظن أن الشعب السوداني يطالب باسترداد تلك المبالغ المدفوعة .. ومثل تلك المظنة الخائبة من عادة البعض في هذه البلاد .. والشعب السوداني لا يطالب إطلاقاً باسترداد تلك المبالغ ،، فهو أذكى من ذلك كثيراً وكثيراً .. ويعرف جيداً أن للضرورة أحكام .. وأن الذي جرى قد جرى ،، وكان لابد أن تخرج البلاد من عنق الزجاج بأي حال من الأحوال وبأي طريقة من الطرق .. حتى ولو كانت تلك الطرق غير صائبة وسليمة .. ولكن الشعب السوداني لا يريد إطلاقاً استغلال تلك الواقعة للدعايات السياسية الرخيصة الفارغة .. وفي نفس الوقت لا يريد الشعب السوداني تلك المحاولات السخيفة التي تجتهد لتبرير تلك الخطوات وتحاول أن تحلل الحرام وتحرم الحلال .. فالحرام هو الحرام والحلال هو الحلال مهما ينافق هؤلاء أو هؤلاء .. فتلك الدولة الظالمة قد فرضت واقعاً قاسياً على دولة وشعب السودان .. والشعب السوداني قد دفع تلك الغرامات الغير عادلة والغير منصفة مجبراً ومرغماً تحت ضغوطات الظروف والأحوال التي يكابدها لسنوات وسنوات ،، ومازال يكابدها حتى هذه الأيام .. وكانت تلك الخطوة العلاجية قاسية جداً على الشعب السوداني مادياً ومعنوياً .. وهو ذلك الشعب الذي تحمل تلك المبالغ الكبيرة على حساب دموعه وأوجاعه .. وعلى حساب قوته وقوت أبناءه وأسرته ،، ولسان حاله يردد : ( لقد أجبرنا وأرغمنا على ذلك الجمر الأحر من الجمر !!) .. وتلك هي الحقيقة المجردة من كافة ألوان الرتوش والزيف !!.. والسخيف في الأمر أن البعض من هؤلاء يريد أن يصطاد في تلك المياه العكرة ويريد أن يخلط الأوراق بالقدر الذي يخدم بعض الأجندات السياسية .
من المؤسف حقاً أن البعض يربط تلك القضية المصيرية الخطيرة التي كلفت البلاد تلك الأموال الطائلة دون وجه حق بتلك النزاعات السياسية التي تدور بين المعارضين والمؤيدين لتلك الحكومة المؤقتة في هذه الأيام .. فذلك البعض يجهل كلياً أن السواد الأعظم من أفراد الشعب السوداني في هذه الأيام لا يهتم كثيراً بتلك الخزعبلات الفارغة .. حيث ذلك السواد الأعظم المشغول كلياً بتلك الظروف الحياتية الصعبة المريرة في هذه الأيام .. ولا يملك ذلك الوقت الكافي للخوض في تلك الترهات السياسية الفارغة .. والملاحظ أن الناس في هذه الأيام يسألون في حيرة شديدة عن المغزى من النداءات التي تطالب الناس بالخروج في تلك المواكب ( المليونية ) .. وأغلب الناس يسألون عن تلك الجهة التي تنادي بتلك المواكب المليونية .. لأن التفاصيل والحقائق مفقودة بالكامل لدى الشعب السوداني .. البعض يقول أن الثوار ولجان المقاومة هم الذين ينادون بتلك المواكب المليونية لأن الأوضاع في البلاد تتردى وتتراجع يوماً بعد يوم .. والبعض الآخر يقول أن جماعات الإنقاذ البائد هم الذين ينادون بتلك المواكب المليونية .. وتلك الحقيقة ضائعة بين هؤلاء وهؤلاء .. والمضحك في الأمر أن الذي يشترك في تلك المواكب لا يخلو من الاتهام في كل الأحوال .. فقد يتهم بأنه من جماعات الإنقاذ البائد حتى ولو كان من أعدى الأعداء لتلك الجماعات !.. وهو قد يكون مدفوعاً بأسباب تلك الظروف المعيشية الصعبة .. وكذلك فإن ذلك الشخص الذي لا يشترك في تلك المواكب المزعومة أيضاً يتهم بأنه من المؤيدين لتلك الحكومة المؤقتة حتى ولو كان على خلاف مع تلك الحكومة المؤقتة بأسباب فشلها ذلك القاتل .. وفي كل الأحوال فإن كل من يشترك أو لا يشترك في تلك المواكب ( المليونية ) لا يسلم إطلاقاً من تلك الاتهامات الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر في أحوال الأمة السودانية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست