عزيز النفس لا يفرح بعد المهانة والمذلة .. وتجريح الكبرياء والعزة لا يفارق هؤلاء الأحرار فوق وجه الأرض حتى نهاية الأعمار .. حيث تلك الآلام والجروح النفسية العميقة التي تلازم النفوس دون ذلك النسيان .. وتلك آثارها القاسية تظل تراوغ الأذهان حتى مشارف القبور .. والمظلوم غدراً وإجحافا لا يفرح إطلاقاً بعفو وسماح ذلك الظالم الجاحد في يوم من الأيام !! .. والشعب السوداني هو ذلك الشعب المظلوم الذي عوقب وحوصر لسنوات وسنوات دون أي جرم أو جريرة .. وهو ذلك الشعب العزيز الذي أهين من قبل الظالمين في يوم من الأيام ،، وكان لا يملك تلك الحيلة .. واليوم يقال لذلك الشعب لقد عفونا عنك !!.. وهؤلاء بذلك العفو والسماح والرضا يزيدون المذلة إذلالاً !! .. ولسان حال الشعب السوداني يقول لهؤلاء : ( لقد عوقبنا وحوصرنا في الماضي ونحن لا نملك تلك الحيلة ،، واليوم يقال لنا لقد عفونا عنكم ونحن أيضاً لا نملك تلك الحيلة !! ) .. وكان الأجدى بهؤلاء أن يرحموا مذلتنا !.. ويقال في الحكمة : ( أرحموا عزيز قوم قد ذل ) .. فهؤلاء الطغاة فوق وجه الأرض قد ظلموا الشعب السوداني دون أن يستحق ذلك الظلم في لحظة من اللحظات .. واليوم يتبجحون بأنهم سوف يعفون عن الشعب السوداني !!،، ويجدون أن تلك الخطوة هبة ومكرمة منهم بمنتهى الوقاحة والسذاجة !!.. فهل يجب على الشعب السوداني أن يفرح ويطرب ويرقص في حالات الضعف والهزال وقلة القيمة ؟؟ .. وعليه لا يليق إطلاقاً أن يفرح ويرقص المظلوم في حالات الظلم والغدر أو في حالات العفو والسماح .
الشعب السوداني يتعجب من هؤلاء الإخوة الذين كانوا ينتظرون بشغف وتلهف كبير تلك التغريدة من قبل رئيس الولايات المتحدة ( ترمب ) يعلن فيها ذلك العفو والسماح على الشعب السوداني ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب .. وعلينا أن نسأل أنفسنا أولاً : هل تستحق تلك الخطوة ذلك الشكر والامتنان لهؤلاء الطغاة الذين ظلمونا بغير وجه حق ؟؟ .. وهؤلاء البعض يرقص فرحاً وطرباً بالخطوة .. ولكن تلك رقصة مقرونة بالاهانة والمذلة .. وهي رقصة تعادل رقصة ذلك القرد المهان الذي يرقص مجبراً ومرغماً ليطرب المتفرجين حتى يمتثل لأوامر سيده الظالم .. فذلك القرد لا يرقص ولا يفرح ولا يطرب من تلقاء نفسه إنما يفعل ذلك مجبراً ومرغماً ،، ثم مهاناً ومجروحاً في عزته وكرامته !.. والسؤال البديهي الذي يطرق أذهان الشعب السوداني هو : لماذا تم محاصرة ومعاقبة وتجويع الشعب السوداني لسنوات وسنوات من الأساس ؟؟ .. وهو ذلك الشعب الذي لم يرتكب جريرة تستحق تلك المعاملة القاسية ؟؟؟ .. ولم يثبت للعالم إطلاقاً أن الشعب السوداني قد أشترك في تلك العمليات الإرهابية التي جرت في أرجاء العالم في يوم من الأيام .. فهل يجب على الشعب السوداني أن يشكر هؤلاء الطغاة الظالمين حين يمنون بذلك العفو والرضا والسماح ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ؟؟؟ .. وكيف للشعب السوداني أن يفرح ويرقص وهو ذلك المظلوم ظلم الحسن والحسين ؟؟ .. ولو توفرت تلك العدالة السماوية فوق وجه الأرض فإن الشعب السوداني يستحق تلك التعويضات والغرامات الكبيرة والكبيرة جداً عن سنوات الحصار والتجويع والعقوبات بغير وجه حق .. ولا يستحق تلك المظاهر الفارغة التي تؤكد المزيد والمزيد من المذلة والإهانة لقلة الحيلة .. وعليه فإن ذلك الإنسان الذي يملك عزة النفس والكرامة لا يطرب ولا يرقص إطلاقاً لرضا وسماح ذلك الظالم المجرم ., وهو ذلك الظالم الذي يغدر ويهين الآخرين حين يشاء ومتى يشاء دون جريرة أو ذنب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة