الشمالية.. وتماسيح الدميرة!!(٣) بقلم:محمد محمد الأمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2020, 04:16 PM

د. محمد محمد الأمين عبد الرازق
<aد. محمد محمد الأمين عبد الرازق
تاريخ التسجيل: 01-07-2019
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشمالية.. وتماسيح الدميرة!!(٣) بقلم:محمد محمد الأمين

    04:16 PM October, 08 2020

    سودانيز اون لاين
    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم 

    (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون) صدق الله العظيم

    لقد أوردنا في حديثنا عن مسارات تطور الحياة أن (الإنسان) الذي هو قمة مملكة المخلوقات لم يأت بعد، وأن مرحلته هي (الإنسانية) وهي لا تزال أمامنا.. وقد أشرنا إلى أن الأنبياء كانوا طلائع فردية لهذه المرحلة المترقب ظهورها.. ومرحلة الإنسانية ينطبق على أفرادها قول الله تعالى: (وَنـزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) وهم سيقيمون جنة الأرض التي سيعمها السلام بنزول المسيح رجل السلام فيكسر الصليب ويقتل الخنزير فيتآخى (المفترس والأليف) (والطفل والحية) وبالطبع التمساح مشمول!! وهي نموذج مصغر للجنة الكبرى.. فالإنسان بهذا المعنى السلوكي هو الذي لا يحمل في دواخله ضغينة على مخلوق ولذلك يمكن أن نطلق عليه اصطلاحا (الإنسان الكامل).. وكل مراحل التطور نحوه ما سميت (بالإنسان) إلا باعتبار أنها تحمل جرثومته وهي خطوة نحوه.. فمثلا ورد في القرآن: (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا).. يعني قد مرت على الإنسان مراحل تطور لم يبرز فيها العقل ولذلك لم يكن له وزن من ناحية الروح.. ومن أجل ترسيخ هذه المعاني السامية أهدى الأستاذ جميع كتبه الأساسية إما إلى (الإنسانية) أو إلى (الإنسان).. وكمثال (للإنسانية) فقد جاء إهداء كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) هكذا: (إلى الإنسانية.. بشرى وتحية.. بشرى بأن الله قد ادّخر لها من كمال حياة الفكر وحياة الشعور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. وتحية للرجل وهو يمتخض اليوم في احشائها وقد اشتد بها الطلق وتنفس صبح الميلاد).. ومثال (للإنسان) فقد جاء إهداء كتاب (القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري) هكذا: (إلى الذي ظلت البشرية تنتظره وتترقب ظهوره.. إلى الإنسان.. ثم إلى الرجال والنسوان.. هل تحلمون به إنه فيكم يظهره القرآن)..
    نحن الآن في مرحلة البشر (بنو آدم) وهي متقدمة على الحيوان الأعجم ولكنها خطوة نحو مرحلة (الإنسانية).. وقد قلنا إن الفرد البشري إذا كانت فيه صفات الحيوان خضع لها أو قاومها فهو لا يزال يعيش حياة الحيوان.. وكون البشر المعاصرين لا يزالون يعيشون حياة الحيوان لا تحتاج إلى أدلة فالعنف الذي وقع بينهم في الحروب ولا يزال، أبشع ببعيد من العنف الذي نشاهده بين الحيوانات المتوحشة.. ويكفي أن نشير إلى أن عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية وحدها فاق ال ٥٥ مليون نفس!! إذن ولنكون عمليين مع واقعنا الحيواني هذا: ما هو المنهج العلمي الذي ينمي فينا صفات الإنسان على حساب صفات الحيوان؟؟ المنهج العلمي في الإسلام هو طريق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. وهو (السنة) بمعنى عمل النبي الكريم في خاصة نفسه في العبادة والمعاملة.. خلوة بالعبادة للخالق وجلوة بالمعاملة مع الخلق تمتحن فيها الاخلاق بالمحاسبة والمراقبة، ويمكن الرجوع إلى كتب الفكر الجمهوري فقد أخرجت للناس نموذجا مختصرا ووافيا لحياة محمد عليه الصلاة والسلام.. كما يمكن مراجعة صحيحي البخاري ومسلم لنفس الهدف..
    هذا وقد كان الأستاذ محمود محمد طه يوصي بالإكثار من زيارة حديقة الحيوانات وقال إن الزائر عندما يشاهد السلوك الحيواني في الشره والحرص والعنف مشاهدة حية أمامه، من حيوانات الحديقة فإنه يشعر بتفوقه الإنساني.. ويتعزز عنده هذا الشعور ويتنامى مع كل زيارة، وبالتالي يخلف الزائر باستمرار طرفا من حيوانيته فيها.. والمطلوب منا عموما أن نتأمل حركة التطور من حولنا لنتعرف كيف بدأ الخلق وكيف يسير (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) وذلك لأخذ العبر والحكمة.. 
    وفي إحدى زيارات الحديقة توقف الأستاذ محمود عند أطفال يلاعبون قردا.. وقد وضعوا اصبع موز بعيدا عن القرد في سقف الحظيرة ورموا فرع شجرة على الأرض.. فحاول القرد مرارا أن يلتقط القطعة ولكنه فشل لبعدها عنه.. فاهتدى أخيرا لأن ينزل إلى الأرض فأخذ فرع الشجرة ثم صعد وحرك قطعة الموز بالعصا نحوه الي ان تمكن من التقاطها وأكلها وسط (صفقة) الأطفال وضحكاتهم!! علق الأستاذ محمود على هذا المشهد بقوله: (هذا دليل على أن الآلة استخدمت قبل آدم أبو البشر!!) الحقيقة آدم النبي المكلف لم يكن أول بشر يظهر على الأرض كتطور على الحيوان الأعجم.. فقد كانت قبله أوادم فاشلة دموية حاولت أن تنزل هذه المنزلة ولكن كان الفشل لها بالمرصاد إلى أن برزت التجربة الناجحة في آدم كتتويج لتلك المحاولات.. ويحدثنا الأستاذ محمود في كتابه (رسالة الصلاة) عن تلك المحاولات فيقول:(النبوة الأولى ـ خلافة الأرض: وهذه المنزلة التي نزلها آدم في طريق العودة من التيه، والتي كان له بنزولها ذكر في ملكوت الله، هي منزلة أول نبوة على هذه الأرض، وبذلك فإن نازلها أول خليفة في هذه الأرض.. وقد حاول نزولها قبل آدم أبو البشر أوادم كثيرون، فلم يفلحوا، وانقرضوا، واستمرت محاولة طلائع سلالة الطين في نزول هذه المنزلة الشريفة، وكان الفشل لهم بالمرصاد، حتى إذا استقر في أذهان الملائكة أنهم لن يفلحوا، تأذّن الله بظهور المحاولة الناجحة، فكان آدم أبو البشر.. ولما آذن الله ملائكته بأنه سيجعل، من سلالة الطين، في الأرض خليفة، عارضوا: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً، قالوا: أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، وَنُقَدِّسُ لَكَ ؟ قال: قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ: أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ، لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قال: ا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ، فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ، قال:  أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ، وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ ، وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ؟)).. ولقد عارض الملائكة في اتخاذ الله الخليفة من سلالة الطين قياسا على سابق علمهم، المستمد من سابق تجاربهم مع الأوادم السابقين.. فلما كشف الله لهم كمال النشأة البشرية المتمثل في مقدرتها على التطور، والترقي، والخروج باستمرار، من الجهل إلى العلم، أذعنوا، وانقادوا..)
    الشاهد في الأمر أن الإنسان الأول عندما وقف على قدميه، كتطور عن الحيوان لم يكن ضعيفا لا يقوى لأيّ مناجزة ولا قويا قوة الأسد ليتمكن من حل مشاكله بالعنف، وإنما خلق بنشأة وسط أبرزت فيه القدرة على التفكير وابتكار الحيل ليجد مكانا وسط الحيوانات المتوحشة في الغابة.. وقد قرر القرآن بالاستفهام أن الإنسان قضى زمنا طويلا في التطور لم يكن له عقل: (هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ؟).. لقد تم مؤخرا، في عام 2000م العثور على أقدم هيكل لإنسان عرف حتى الآن، وأسموه "إنسان الألفية" ونشرت تفاصيل الاكتشاف مجلة Der Spiegel الألمانية في عددها رقم 50 من العام 2000 .. وقد جاء في التقرير العلمي أن هذا الإنسان كان يعيش في تلال توغن Tugen Hills، ويطل بنظره على البحيرة التي تواجهه، ويتغذى من خشاش الأرض ومما أفاء الله عليه من ثمار الغابة، وكان يذرع الأرض ذهابًا وإيابًا بقامة منتصبة، مسلحًا بذراعين جبارتين تسهِّلان عليه تسلق الشجر والقفز فوق أفنانها؛ لكن حركاته كانت في غاية الحذر والخوف أمام أعدائه من جيران الغابة، لا يرقبون فيه إلاً ولا ذمة؛ وكانت المنطقة غاصَّة بأصناف شتى من الحيوانات المفترسة، بين وحيد قرن غاضب ونمر شارد ولبؤة تتربَّص به ريب المنون.. كان هذا المخلوق يمشي قبل ستة ملايين من السنين، في إهاب مغطَّى بشعر كثيف، في منطقة بارِنغو من كينيا الحالية، ومع نبش عظامه الراقدة في سكينة هذه الأحقاب الطويلة كلِّها، تمَّتْ مفاجأة العالم بقرينة مادية جديدة عن إنسان مجهول من أسلافنا الأوائل، حفظتْه الأرض لينطق من دون لسان.. كانت البقايا العظمية المتحجِّرة التي تمَّ انتشالها من طبقات الأرض العميقة من وادي ريفت Rift Valley مؤلَّفة من قطعتين لفكٍّ سفلي وثلاثة عظام فخذية قوية في حال سليمة.. وقد أظهر العديد من أسنان القواطع والطواحن تشابهًا مثيرًا مع أسنان البشر الحاليين. وقد قالت سينو مع زميلها مارتن بِكفورد Martin Pickford، من فريق البحث العلمي الفرنسي–الكيني الذي عرض النتائج: "يبدو أننا أمام فصيلة إنسانية جديدة." ولو ثبت هذا الاستنتاج فسيكون "إنسان الألفية" الحدث الأكثر إثارة في تاريخ الباليوأنثروبولوجيا Paleoanthropology حتى الآن.. وللتأكد من عمر العظام، فقد تم إرسال عينات للفحص إلى مختبرين مستقلين لتعيين عمر الأحفور fossil. وكانت النتيجة صاعقة: ستة ملايين من السنين! وهذا يعني، بحسب علماء الكود الوراثي، أن إنسان الألفية كان يمشي على قدمين في أفريقيا، في الوقت الذي يتوصل فيه تحليل الجينات بين الشمبنزي والإنسان (التي لا تزيد الفروق بينها عن 1%) إلى أن كلا الكائنين انشقا، في ذلك الوقت الضارب في غياهب الزمن، من جدٍّ مشترك سابق لهما.. وفي مؤتمر بكينيا تم عرض عظمة فخذ "إنسان الألفية"، الذي تبين أنه قضى في دراما مروعة، دلَّت عليها آثار عضات ونهش حيوان مفترس، يبدو أنه سحبه حتى جذع شجرة وتعشَّى به في وليمة فاخرة! وكانت نهاية الجثة أن حفظتْها طبقة الرسوبيات سلفًا وعبرة للآخرين..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de