عندما بكت تلك الأرمــلة وقــالت !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 04:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2020, 06:28 AM

عمر عيسى محمد أحمد
<aعمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما بكت تلك الأرمــلة وقــالت !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

    06:28 AM September, 19 2020

    سودانيز اون لاين
    عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    عندما بكت تلك الأرمــلة وقــالت !!

    لا تقيسوا الأحوال بأحوالكم .. ولا تقارنوا الأوضاع بأوضاعكم .. ولا تحكموا على الناس بمقياسكم .. فتلك بلادة ما بعدها بلادة .. وغباء ما بعده غباء .. ونقص شديد في الفراسة ،، وبلاهة مبالغة في الإدراك وقوة الملاحظة !., وذلك الراعي المسئول يجب أن يكون ماهراً في إدراك تلك الأوجاع التي تشتكي منها الرعية !! .. فتلك المسئولية شأنها عظيم عند رب العرش العظيم .. وسوف يسأل عنها ذلك الراعي يوم القيامة .. وفي هذه الأيام العصيبة تتكالب على الأمة السودانية تلك المصائب براً وبحراً وجواً .. نوازل ومصائب بعضها من كيد وتدابير أبناء السودان أنفسهم .. كالتجار والمحتكرين والسماسرة والمهربين وغيرهم .. وبعضها من كيد تلك التدخلات والهيمنة المالية الدولية تحت فرية ( العولمة ) .. وهؤلاء الآخرين لو تركوا أهل السودان وشأنهم وعلى سجيتهم لعاش أهل السودان في نعيم الأحوال .. وقد عاش أهل السودان من قبل تلك الحياة العادية البسيطة لآلاف وآلاف السنين دون تلك الأوجاع والويلات .. ودون تلك التعقيدات تحت فرية ( العولمة ) ..ودون تلك السيطرة الظالمة على اقتصاد العالم .. وهي تلك ( العولمة ) التي قد مثلت الوبال والهلاك في حياة الكثيرين من شعوب العالم .. ومنذ استقلال البلاد فإن حظوظ الشعب السوداني دائماً عاثرة ومنيلة بكل القياسات والمعايير .. وهي تلك الحظوظ المشئومة التي لا تماثل حظوظ الشعوب الأخرى في العالم .. وذلك الشعب السوداني أينما يتوجه يصادف تلك المعضلات والمعيقات والمشكلات وكل ألوان المعاكسات والمماحكة .. ويجرى على الشعب السوداني ذلك المثل الشعبي الذي يقول : ( الشقي حتى في ذلك الفشفاش يصادف العظم !!! ) .. والشعب السوداني ذلك الشقي الممحوق يصادف المعضلات أينما يتجه شرقاً أو غرباً في كافة المجالات !. ويواجه تلك العثرات والنكبات كلما يجتهد للخروج من عنق الزجاج !.

    بالأمس وقفت تلك الأرملة عاجزة وعيونها تدمع .. فقد ارتفعت فجأة قيمة ( رطل اللبن ) إلى مبلغ 100 جنيه سوداني !. فرجعت إلى دارها حائرة دون أن تشتري .. وهي لا تدري ماذا ستفعل في الأمر ! ،، ولا تدري كيف ستدبر أحوالها وأحوال أطفالها في مستقبل الأيام !!.. وأطفالها الصغار لا يتوقفون عن البكاء والصراخ من شدة الجوع .. وتلك الأرملة قد توقفت عن شراء العديد والعديد من تلك المواد الغذائية الضرورية التي تبني أجساد الصغار.. وكانت تكتفي فقط بشراء ذلك اللبن في الأيام الأخيرة .. فإذا باللبن يدخل أيضاً في خانة المستحيل كباقي المواد الغذائية !! .. والآن لا يوجد أمهامها أي خيار من ألوان الخيارات إلا ذلك التسول !.. وتلك الصورة قد أصبحت مفروضة على الكثير من تلك الأسر والعائلات السودانية .. وكل ذلك يحدث في هذا البلد في غياب الضمير لدى هؤلاء التجار الخبثاء الجشعين .. وكذلك في غياب تلك الحكومة التي تحس وتراعي أوجاع الناس !!

    كالعادة المعهودة سألت تلك الأرملة عن أسباب تلك الزيادات الجنونية في أسعار الأغذية والألبان في البلاد عند رأس كل ساعة .. وكالعادة المعهودة قيل لها أن الأسباب الأساسية تكمن في ارتفاع قيمة ذلك الدولار .. وهي تلك الأسباب الواهية المصطنعة التي قد أصبحت شائعة وأصبحت ( شماعة ) في هذه الأيام .. وهي أسباب يسمعها الكبار والصغار عند ارتفاع قيمة تلك السلع والخدمات بين فترة وأخرى .. ويستخدمها هؤلاء الخبثاء من الناس في كافة أنشطة الحياة بالسودان !.. لدرجة أن تلك ( المبخرة ) المحلية المصنوعة من صلصال النيل ترتفع قيمتها بحجة ارتفاع الدولار في البلاد .. وأن قيمة ( المساويك ) المحلية المستجلبة من أشجار الأراك السودانية ترتفع بارتفاع قيمة الدولار في البلاد !!.. وأن قيمة الرقى والمحاية والأدوية البلدية لدى ذلك الفكي الدجال ترتفع بارتفاع الدولار !!.. وكل صغيرة وكبيرة في هذه البلاد ترتفع أسعارها بارتفاع الدولار .. والعجيبة في الأمر أن تلك السلع والخدمات لا تنخفض قيمتها إطلاقاً بعد ارتفاعها إذا انخفض قيمة الدولار لسبب من الأسباب !!.. عند ذلك قالت تلك الأرملة وعيونها تدمع من الأسى والحزن: ( كم وكم أتمنى أن أشاهد ذلك الدولار بعيني في يوم من الأيام ،، وكم وكم أتمنى أن أمسك ذلك الدولار في يدي ولو مرة واحدة في حياتي قبل الممات !!! ) .. فضحك الواقفون وقالوا لها أن تسعة وتسعين في المائة من أفراد الشعب السوداني لم يشاهدوا ولم يمسكوا ذلك الدولار في أيديهم طوال حياتهم !!.. ورغم ذلك فإن ذلك الدولار هو السبب الأساسي في شقاء ومعاناة الملايين والملايين من أبناء الشعب السوداني في هذه الأيام .. والإنسان السوداني العادي البسيط يتساءل في حيرة ويقول : ( ما هي علاقة ذلك الدولار بحياتنا تلك المعهودة والمعروفة منذ آلاف السنين ،، ونحن دولة مستقلة ولها عملتها الخاصة ؟؟ ) .. وعند ذلك ينبري هؤلاء أهل الفصاحة في مجال الاقتصاد ليسهبوا في تلك الخزعبلات الفارغة !.. وهي تلك الفلسفات العصرية الفارغة التي لا تقنع ذلك الإنسان السوداني البسيط ،، ذلك الإنسان العادي الذي يريد أن يكمل مشوار الحياة بطريقة ميسرة دون تلك التعقيدات بقدر الإمكان .. ويقول هؤلاء الفلاسفة في مجال الاقتصاد أن ( العولمة ) قد فرضت تلك الأحوال القاسية على الكثير والكثير من شعوب الأرض .. وهي تلك ( العولمة ) التي فرضت نفسها على تلك الشعوب لتعكر حياتها تلك التي كانت هادئة ومطمئنة في يوم من الأيام !! ,, وذلك ( الدولار ) في عالم اليوم يمثل ملك العملات في أرجاء العالم بكيد هؤلاء الخبثاء أهل الدولار .

    أحوال الغلاء في البلاد قد بلغت تلك المراحل التي لا تطاق .. وتلك الأسر والعائلات السودانية تواجه الآن أبشع ألوان المعاناة مع ارتفاع الأسعار عند رأس كل ساعة .. ولا توجد تلك الجهات الحكومية المسئولة التي تتدخل لإيقاف ذلك النزف المسهب المهول من قبل هؤلاء التجار الجشعين في البلاد .. ومن المضحك في الأمر أن هنالك من يوالي هؤلاء وهؤلاء وينادي بالصبر والتحمل حتى مشارف القبور !! .. ثم يهدد شامتاً ويقول : ( أن لم تصبروا فمصيركم ذلك الموت في نهاية المطاف !! ) .. وهؤلاء بهبالة شديدة يجهلون أن تهديدات أهل القبور بالموت لا يخيف الموتى .. وقد سبقوا إلى الموت من قبل !! .. وذلك الشعب السوداني هو ميت يعانق الموت في كل اللحظات .. والأجدى بهؤلاء أن ينصحوا تلك الحكومة المؤقتة الفاشلة الغائبة عن حياة الناس في هذه الظروف العصيبة .. وأن لا يلوموا ذلك الشعب المغلوب على أمره والذي يواجه أشد ألوان الويلات .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de