جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (1) بقلم د. ابوبكر شداد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 04:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-09-2020, 01:20 PM

أبوبكر خليل شداد
<aأبوبكر خليل شداد
تاريخ التسجيل: 06-25-2020
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (1) بقلم د. ابوبكر شداد

    01:20 PM September, 09 2020

    سودانيز اون لاين
    أبوبكر خليل شداد-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر





    [email protected]



    *جدلية الهوية وأبعادها*

    الجدل المحموم حول قضية الهوية في غير مكان من عالمنا العربي والافريقي يكاد يمزق إستقرار المجتمعات وأواصر السلم الاجتماعي فيها. فبينما يتخذ الجدل الصبغة الثقافية إبتداءا، الا انه ليس من العسير ان نري تجليات ذلك الجدل ماثلة في عدة أماكن صراعا بل وقتالا دمويا بالمدافع والراجمات الفاتكة ليكون اولي الضحايا في الغالب هم أضعف فئات تلك المجتمعات من الأبرياء قتلا وتشريدا ونزوحا.

    كثيرا ما تنادي بعض المجموعات العرقية او الثقافية هنا وهناك وترفع عقيرتها بدعاوي التهميش الثقافي والسياسي وعرائض المظالم لتطالب بالانصاف السياسي وبإعادة تعريف نفسها عرقيا أو تاريخيا في قوالب جديده تبدو في كثير من الأحيان مفارقة للهوية الوطنية الجمعية والراسخة منذ نشأة الدولة القومية، بل وتنادي أحيانا تلك المجموعات بالعودة الي حقب تاريخية أثيرة لديها دون تحديد واضح وعملي لماهية المطلوبات وشروط العودة المرجوه ، ولا كيفية السبيل لانجازها. ولعل هذا ما يجعل القضية والمطالب عسيرة علي الفهم والحل خاصة مع تعدد الأطراف المطالبة وعدم انتظامها في نسق جامع. وهكذا تتمدد المسارات الأفقية والرأسية المبهمة لهذه السجلات الحادة علي امتداد المنطقة العربية الأفريقية ، فمن سجالات القضية الكردية شرقا، التي تنتظم أربعة دول مرورا ببلد تعرف نفسها بمركز العروبة، مصر، حيث تبرز فيها قضية الهوية القبطية وقضايا النوبيين في أقصي الجنوب، وتمتد رقعه السجال الي دول المغرب العربي حيث تبرز القضية الامازيقية في دولها في مقابل الثقافة العربية وتداخلات الهوية الفرانكفونية. لكن تتجلي قضية الهوية في أبرز وجوهها عنفا ودموية في مناطق التماس العربي الافريقي جنوب الصحراء في بلاد مثل السودان لتعبر عن نفسها بعنف بالغ وحروب مطوله وصدام ثقافي عريض. تتمدد ظلال الظاهرة في السودان شمالا بالنزوع الي التاريخ الكوشي القديم تارة وبالرغبة فى تعزيز الافريقانية عند البعض تارة اخري .

    هكذا تتمدد القضية افقيا لتشمل بقاع غير قليلة من اقطار افريقيا والوطن العربي الذي أعيد تسميته خلال العقود المتأخرة ب(الشرق الأوسط) . يلاحظ أن التمدد الرأسي للقضية داخل كل قطر كثيرا ما يتخذ اشكالا مطلبيه تسعي الي إعادة تشكيل الممارسة السياسية بشكل لا يخلو من تعارض وتصادم مع الانظمة والحكومات القائمة، وبدرجات قد تهدد النظم الاجتماعية والسياسة القائمة وتهدر بذاك الصراع كثيرا من الطاقات والموارد. ومع استمرار تشكل مجموعات الضغط الثقافي والايدلوجي تتسلل احيانا الي شرايينها روافد العمل الايديلوجي والمخابراتي المدعوم من خارج الحدود بما لا يمكن اخفاءه في كثير من الأحيان وبكل ما قد يحمله هذا التدخل من اجندات مغايرة لاصالة القضية الوطنية وعدالتها. بل وبما يمكن أن يحمله من بعض ملامح وأعراض حروب الجيل الرابع علي الدول والمجتمعات في احيان كثيرة.

    ولعل تجربة الصراع الايدلوجي والعرقي في السودان عبر ستين عاما تجعلها نموذجا يستحق التوقف لقراءة أبعاد القضية ومألاتها، ولهذا السبب ستكون التجربة السودانية هي محور هذه السلسلة من المقالات آملين ان تفتح أبوابا لنقاش قضايا الهوية في كل مكان وان تستفيد النخب الثقافية والسياسية من انتكاسات التجربة السودانية واشراقاتها.

    ولعلي قبل الاسترسال في الموضوع أعلق علي سؤال جال في ذهني بداية ، وهو لماذا يتحمس كاتبا غير متخصص في الخوض في قضية فائقة التعقيد، متعددة الاوجة كقضية الهوية؟. ربما تكون الإجابة الأقرب قد ذكرت سابقا، وازيد بأن المخاطر المتعلقه بجدالات الهوية وانفلاتاتها قد جعلت إثارة القضية أقرب لان تكون دعوة حرب على الدولة والمجتمعات وتهديدا حقيقيا لاستقرارها. مما يجعل تناول الظاهرة في تقديري في مقام فرض العين علي كافة المثقفين والمهتمين ، وذلك لنقاش الظاهرة و تحجيمها في اطارها ونزع بعض اشواكها ومن ما يهدد السلم الاجتماعي. ولعلي بهذا الفهم اتجرأ في الخوض في هذه المرافعات عبر هذه السلسلة من المقالات التي قد يلاحظ القارئ لها ميلا مقصودا للاقتباس المباشر عوضا عن إعادة صياغة الفكرة لعدد غير قليل من المثقفين وأصحاب الرائ علي اختلاف زوايا نظرتهم للقضية، وذلك عبر الاقتباسات المطولة التي تتيحها براحات عالم التدوين وكتابة البحوث اكثر منها في مقالات الرأي المحكمة .

    *تعريف الهوية*


    يقول الدكتور محمد المختار الشنقيطي الأكاديمي المعروف أن ميل المجتمعات البشرية الغريزي للاحتماء بالبيئة هو جوهر الحاجة الي تشكل الهوية الجامعة في مجتمع ما ، ويضيف أن الهوية قد تكون صفة ما مشتركة، فطرية كانت مثل العرق او اللون او صفة مكتسبة مثل العقيدة ،اللغة او حتي المواطنة. ويبين الشنقيطي أن الهويات المتعددة تتراكم في الحيز الزماني وتتزاحم في حيز المكان.
    بمعني أن سكان مصر مثلا تراكمت هوياتهم الفرعونية ثم القطبية ثم العربية الإسلامية عبر عصور التاريخ المختلفة بينما في ذات الوقت تتزاحم هذه الهويات وغيرها في ذات الحيز المكاني بمختلف عناصرها ومعطياتها.

    الدكتور الشنقيطي، عند تناوله للقضية ينحو بقلمه الي براحات التاريخ الإسلامي باطروحات ونماذج ذاخرة نتطرق لبعضها لاحقا في سياق المقالات، جمع بعضها في كتابه (تراكم الهويات وتزاحمهما)
    لكني سوف ابدأ هذه المقالات بعرض أبعاد القضية في الافق الثقافي السوداني عبر قراءة مفصلة بعض الشئ لرؤية مثقف موسوعي المعرفة هو الاستاذ الطيب صالح، رحمه الله، المثقف والأديب الذي حلق عاليا في فضاءات الأدب العالمي ولكنه ظل طوال حياته مهموما بالقضية وتفاعلاتها وبآثارها في بلده الام ،السودان، علاوة علي انه ظل منشغلا بقضية صدام الهويات والحضارات عموما وعبر عن ذلك في العديد من اعماله الأدبية ومنها روايته الاشهر (موسم الهجرة الى الشمال). وتكتسب كلمات الطيب صالح أهمية ومصداقية اضافيه في تقديري نظرا لبعده وبراءة طرفه عن الاستقطاب السياسي وبعده عن أهل السلطة المتهمين في نظر كثيرين بالمسؤولية عن سياسات أسهمت وفق كثيرين في إذكاء نار الصراع السياسي في السودان، ولعل القارئ يذكر مقال الأستاذ الطيب صالح الشهير (من أين أتي هؤلاء) والذي لم يتردد عبره في التندبد ببعض السياسات وأهلها.

    يتواصل المقال وعرض رؤية الأستاذ الطيب صالح في موضوع الهوية عبر المقال رقم 2 وما بعده.























                  

09-09-2020, 03:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جدل الهوية بين الطيب صالح ويوليوس نايريري (Re: أبوبكر خليل شداد)

    دكتور أبوبكر- حول الهوية
    تحية خالصة من الأغراض، لتناولك لمسألة الهوية، لأنني من فرط أن الموضوع معقد وجالب للعنف والغضب وكثير من الأفعال السالبة، التي تتبدى من سهولة حديث الهوية، رغم تعقيده.
    ارتبط الحديث عن الهوية نفث كثير من الأحقاد، مما رأيت أنه مجلبة للقضب المجلجل، لذا آثرت وقف الحديث عن الهوية. وأكثر ما يثير حفيظتي أن لون البشرة دخل في خط الهوية، تاركا عبء مضاعف تزكي نيران حروق الهوية.
    *
    وما أردت بالقصد وهو وصف الأستاذ جمال محمد أحمد يرثي شقيه محجوب، وكيف يذكر زوجته وهي تتحدث بلغة عربية ملحونة، في حين شرع في تعليمها العربية رغم أنها قريبته ، وهو عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة:

    { واستقرت بي وبه الحال في " أبي روف" و" بيت المال"، ترعانا سيدتي زوجتي، ابنة عمي، ابنة عمه، وما كانت من العمر والتجاريب على الحال، تعينها على هذه الرعاية، لكنها كانت في حمى أسرة في " أبي روف"، يشدهم إليها لونها الذهبي وقوامها الغض وصوتها الشجي، يلحّون عليها غناءها النوبي وتسعدهم عربيتها الملحونة، فكنت قد شرعت في تعليمها، أعود والليل قد ذهب أوله مع أبناء بيت " إسحاق عمر" و" أبا بكر" و" عثمان" ، هذه الأسرة، " الطيب" و" إدريس" و، "قرشي"، الإخوة " أبو سمرة"، الإخوة" أبو شمة عبد الحليم" و"عبدالله" وأخي " الباسم " حسن زيادة" ونجلس نتم أحاديث المؤتمر والنادي العتيق، و"محجوب" منصرف لموتور سيكله في الحوش، أعانه على شراءه الأخ " محمد حسن"، الذي أعان " محجوب" على العمل في قراج " متشل كوتس"، سيرحم الله ذاك الرجل، كان من الأخيار، ينتقي ملابسه حتى في ذاك الزمان البعيد، قريبا من أربعين سنة، كما ينتقي الرجال أهل الذوق الجميل، وكان صبوحا في وجهه سمرة تعجب، وفي مشيته خيلاء هو بها جدير، كان حفيا بمحجوب، يراه رمزا لجيل قادم من العاملين القادرين، وأخذ عنه هذا الإعجاب زميله المستر "ووكر" مدير القراج، وكان من أخيار قومه أيضا، كلما رحت يوم الجمعة أتفقد" محجوب"، ملأني سرورا بالحديث عن قدرات" محجوب" وانتظامه، إن في الذي كان يرى رمز أمجاد السودان، ويعابثني عن " الأفندية" إنهم قوم يقولون كثيرا، ينتظرون يوما يكونون فيه أهل الحكم والقيادة عوض الإنجليز، وكان ذلك دأب أكثرهم، أنت لا تحب بديلك كل ذلك الحب، وكنت أحبه، سيد الناس ( هذا أعنيه) ساعد " محجوب" أخي الأول معملي.

    ما كنت أعرف كثيرين منهم بعد، يضع يده على رأس "محجوب" يقول لي اطمئن سيكون له شأن.

    وانتقل" محجوب" سنيه تلك من أول من ركب الموتر سيكل من "أبي روف" للمحطة الوسطى ، فأنا لا أذكر أني رأيت في الطريق موتر سيكل، ولا أذكر في الخرطوم أحدا اقتنى موتر سايكل، انتقل من أول من ركب الموتر إلى أول من افتتح قراجا حديثا في الذي أعرف، حديث المبنى، حديث المعدات، حديث الإدارة، مصاقبة منشأته هذه الجديدة، حيث كان و لا يزال الصديق القديم" سلامة صالح". وتكاثر صحاب الأسطى " محجوب"، بعضهم سعيد به رحم الله " عثمان عيسى" خال الصديق " فضل بشير"، ما بدأ يوم عمله قبل كلمة حلوة يقولها يبدوها" ود أختي" وما غاب سمعان عن الأسطى " محجوب"، يتبادلان أخبار قطع الغيار، وكان " سمعان" واحدا ممن يتاجرون فيها. سنوات بعدها أصبحت " المسطبة ملتقى الصفوة" أهل حلفا الذين سبقوا " محجوب" للخرطوم سنين ويكبرونه في الوسط " داوود".}


    فواصل مشروع رؤيتك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de