فئات في هذه الحياة تريد أن تكمل مشوار الحياة في ستر وأمان .. ولا تطمع في هذه الدنيا إلا ذلك القدر المتاح .. وفئات في هذه الحياة تفقد البوصلة في القرار فتخوض مع الخائضين في السراء والضراء .. إذا مال المائلون نحو اليسار مالت كما يميل الآخرون دون غضاضة .. وإذا مال المائلون نحو اليمين مالت كما يميل الآخرون دون غضاضة .. فئات تمثل الإمعة بمنتهى القياس والمعيار .. تجاري الآخرين فاقداً تلك المؤهلات في اتخاذ القرارات .. وتلك الفئات تمثل الأغلبية الغالبة في مجتمعات الشعوب .. وفئات في هذه الحياة تطمع في متاع الدنيا بذلك القدر الذي يخيف ويهلك الآخرين .. تجمع بالحلال والحرام ليلاً ونهاراً ولا تكتفي إلا عند لحظات الموت والفناء .. ثم تخرج من هذه الدنيا خاسرةً كالآخرين مهزوماً بذلك الكفن الذي يستر العورات .. وفئات في هذه الحياة همها الأول والأخير أن تتعالى فوق الرقاب وأن تقاتل حتى يشار إليها بالبنان .. فهي تلك الفئات التي تسعى لنيل الشهرة والصيت بأي ثمن من الأثمان .. والكثيرون في تلك الفئات يسقطون عن الأعين عندما يتمسكون بتلك الأفكار البشرية المنحرفة الواهية العقيمة .. جهلاء في الأساس ورغم ذلك يجهلون بأنهم جهلاء .. ومن سخرية الأقدار أن هؤلاء يرون الجهالة في غيرهم ولا يرونها في أنفسهم .. وتلك علة تلاحق هؤلاء حتى قيام الساعة .. وفئات في هذه الحياة تبحث ليلاً ونهاراً عن بواعث الغل والأحقاد .. كما تبحث ليلاً ونهاراً عن بواعث الفتن بين الناس .. فئات لا تنام عينها إلا إذا أبكت الآخرين بأية وسيلة من الوسائل !.. وتلك الفئات تنخرها الأحقاد كالسوس في بواطنها ودواخلها .. ثم تظهر علامات السواد في الوجوه .
الكثيرون والكثيرون يخطئون القياسات حين يضعون الجميع في سلة المواصفات الواحدة .. ثم يحكمون على الشعوب من ذلك المنطلق الواهي العقيم .. والحكماء من الناس يقولون لأمثال هؤلاء : ( ذلك المفهوم غلط !! ) .. فالشعوب أغلبها لا تبالي بتلك الأوهام السياسية .. ولا تهمها تلك النزاعات الفكرية والإيديولوجية .. فهي تلك الشعوب التي تريد أن تواكب الحياة بذلك القدر الميسر المتاح دون مشقة أو عناء .. والشعب السوداني لا يشذ إطلاقاً عن تلك القاعدة .. فهو يريد فقط تلك الحياة السعيدة المتاحة .. وفي سبيل تحقيق تلك الغاية المقدسة فإن الشعب السوداني لا مانع لديه أن يتقدم فارس من أبناء السودان ويكتم الأنفاس بتلك الإنجازات الكبيرة العظيمة الواضحة للأعيان .. ولا مانع لديه أن يركع خاضعاً تحت أقدام ذلك البطل المغوار الذي يقود البلاد لبر الأمان .. ويقود الأمة نحو الوحدة والبناء والتقدم والعمران .. ولا مانع لديه أن يتلقى تلك الركلات واللكمات والضربات في الأوجه في حال توفير تلك الحياة الهنيئة الرغدة الكريمة .. ولا مانع لديه أن يوالي الآخرين في السراء والضراء في حال توفير ذلك الأمن والأمان والعدالة والإنصاف في البلاد .. ولا مانع لديه أن يرضخ خاضعاً لكل من يبكي على أحوال الأمة السودانية بحق وحقيقة .. ولا مانع لديه أن يهتف ويصفق لكل من يجتهد ويعمل ليلاً ونهاراً من أجل راحة هؤلاء الفقراء والمساكين والأيتام والأطفال والأرامل وتلك الأسر المغلوبة على أمرها في هذه البلاد المنكوبة .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الحكومات المتعاقبة على البلاد كانت ومازالت تتجاهل أحوال الأمة السودانية .. فهي تخوض في تلك المتاهات السياسية العقيمة ولا تبالي كثيراً بأحوال الأمة .. والأوجع من كل ذلك فإن تلك الحكومات تمارس حالات الكبت والحرمان وتكميم الأفواه طوال السنوات .. بجانب ذلك التردي في الأحوال والغلاء المتوالي منذ لحظات الانطلاق .. بجانب تلك الجبايات المفروضة والضرائب والعوائد والزكاة ورسوم الخدمات التعجيزية ! وبالتالي فإن تعاملات ومفاهيم الحكومات المتعاقبة عن الشعب السوداني غلط في غلط في غلط في غلط !!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة