الخرطوم محرقة أوراق السلام بقلم:إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 08:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-05-2020, 11:36 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 704

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخرطوم محرقة أوراق السلام بقلم:إسماعيل عبد الله

    11:36 PM September, 05 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    هل تفي الخرطوم هذه المرة وتصدق القول بالعمل؟، وهل تطبق البنود الكثيرة التي شملتها البروتوكولات الثمانية الموقع عليها بمنبر جوبا؟, الدافع لطرح هذه الأسئلة هو الهاجس المؤرق للثوار الذين حملوا البنادق عبر الحقب المختلفة من عمر الدولة السودانية، وللثائرين القاطنين أطراف البلاد الذين تستهدفهم اتفاقيات السلام هذه، والأسوة السيئة لمنظومات الحكم التي سلفت، فقد مزق الدكتاتور النميري وثيقة اتفاق أديس أبابا المبرم بين نظام حكمه والمتمردين في جنوب البلاد آنذاك الذين كان على رأسهم جوزيف لاقو، وتبعه الطاغية عمر حسن احمد البشير وزبانيته من منسوبي حزب الدمار الشامل (المؤتمر الوطني) على ذات الدرب خطو الحافر بالحافر، وقتما عملوا جهد أيمانهم لعرقلة مسيرة التلاحم الوطني بين الشعبين بوضعهم المتاريس أمام قطار إتفاق سلام نيفاشا.
    ألأتفاقيات المتعلقة بتحقيق السلام في ربوع السودان لا تختلف في جوهرها عن بعضها البعض، ولا في ضخامة حجم المتعهدين والضامنين لها من القوى الإقليمية والدولية، ولا حتى في منهج التصنيف والتبويب للنصوص المتفق حولها وشكل الكتيبات الحاوية لهذه المادة الإنشائية المملة، وجوهر اتفاق جوبا يكاد يتطابق مع ما ورد في أسفار أديس أبابا ونيفاشا وأبوجا والدوحة، فقد اعتدنا على طرائق نخبنا السياسية واساليب تناولها لحلول أزماتنا الوطنية المستحكمة والمستفحلة عبر هذه الروايات الرومانسية الشيقة والجميلة، فعندما يحين موعد التنفيذ والتطبيق الفعلي تندلع الخصومات وتنشب الاختلافات والمشاكسات، بين شركاء الأمس الذين تبادلوا الأبتسامات الصفراء وهم يلوحون بالنسختين التقليديتين من كتاب السلام، لذلك وجد الكثيرون من الكتاب والصحفيين الحزن طريقاً لأحرفهم الأولى التي تناولت موضوع الإتفاق الذي تم بعاصمة جنوب السودان، وذلك لأنهم قد فرحوا من قبل في مناسبات مشابهة لكنهم صدموا بواقع أليم أعقب تلك الأحتفالات البهيجة.
    ألتحدي الأول الذي سيواجه صقور وحمائم السلام بعد اكتمال العملية التفاوضية بمهر التوقيع النهائي، هو أنهم وبعد ولوجهم القصر الجمهوري سيواجهون بأسئلة الأزمة الإقتصادية والحالة المعيشية المتردية التي يكابدها المواطن، فالقضايا جميعها ستندمج في قضية واحدة لن تستثني الوزير الباحث عن السلام لأن يستجوب حول قضايا الخبز والغاز، خاصة إذا نحت حكومة الأنتقال منحى المنظومة البائدة بتخصيص وزارات بعينها لكي ترضي بها حملة السلاح القادمين من الأدغال، مثل تحديد وزارات كالصحة والعمل والسياحة والحكم المحلي واعتبارها (مسحة شنب) للداخلين في السلم، إنّ من أكبر الهموم التي تقض مضجع المنفعل بقضايا الوطن أن يكون مسؤولاً في الجهاز الإداري لحكومة الثورة الديسمبرية المجيدة، وذلك لسبب بديهي هو مضي زمان توظيف الوزير المعني بصحة الإنسان الذي لا يرى ضرورة لأستشفاء مريض السرطان بحجة أنه لا محالة ميت.
    ألإمتحان الثاني والعسير الذي أرى جباه حملة لواء السلام تتصبب عرقاً في مواجهته، يعكسه بريق أعين أطفال ونساء وشيوخ معسكرات الذل والهوان، كيف تحول أموال المانحين والمساعدين لمصلحة هذا البائس الفقير ومرض الصراع حول الكرسي قد نخر في أجسام هذه الجماعات الموقعة على إتفاق السلام، وواحد من هذه الفصائل التي شملتها وثيقة جوبا قد كانت له تجربة مخفقة مع شعب ذات الإقليم الذي يتبنى قضاياه، عندما جاء عبر قافلة سلام مشابهة قدم من خلالها صورة شائهة للمناضل الانتهازي الذي يسير على جماجم أهله للوصول إلى الكرسي، ومن تحديات هذا الإمتحان الصعب أيضاً تورط بعض القيادات المنتمية لهذا التحالف العريض الذي يمثل أحد طرفي الوثيقة، في شبهات تصفيات جسدية لرفاق الأمس جعلت ذووا قربى الضحايا يتربصون بهذه القيادات ويتوعدونها.
    حرق أوراق ووثائق إتفاقيات السلام هو ألديدن الذي تتبعه حكومات الخرطوم المتعاقبة، بما فيها منظومة الانتقال الحاضرة التي (جاطت) الوثيقة الدستورية بعد وثوق ثوار ديسمبر بها و أفرغتها من محتواها، حيث اصبح رئيس الحكومة المدنية بلا سلطات في الوقت الذي يمتلك فيه الشق العسكري كل السلطات، تلك التغولات التي حجّمت المدنيين وجعلتهم مجرد موظفي علاقات عامة وناطقين رسميين باسم قضايا وملفات الفساد والسلام والكوارث الطبيعية التي يديرها العسكر، وهنا سيعمل هذا الشق المسيطر على تجيير مخرجات الأتفاق لصالحه وبهذا سيجد حملة لواء السلام من حركات الكفاح المسلح أنفسهم في فخ (البوت)، هذا الفخ الذي ربما ذهبوا إليه بوعي و إدراك تامين وبقصدٍ تشوبه شائبة التآمر، وإلا، لماذا سارع حمدوك ورهطه أصحاب الثأر التاريخي مع المؤسسة العسكرية (الشيوعيون) لفتح نفاج آخر للسلام مع الحلو في أديس أبابا كمسجد للضرار مع خصمهم اللدود؟.
    ألعدد الكثير للإتفاقيات ليس بظاهرة صحية بل يعتبر مؤشر سالب يؤكد على احتقان فتيل المطالبات بالحقوق الممزوجة بالتكالب على الكرسي، وبحسب محللين سوف تشهد الخرطوم في مقبل الأيام العديد من المؤتمرات الصحفية لبعض من جماعات حركات الكفاح المسلح تعلن فيها إنشقاقها عن الجسم الكبير الذي أوصلها إلى عمق الخرطوم، وسيناريو بحر ابو قردة – التجاني سيسي الذي حدث بفندق السلام روتانا بعد إتفاقية الدوحة للسلام مازالت تحتفظ به الذاكرة، فالسمة البارزة لمثل هذه الاتفاقيات (الصفقات) هي المال الذي إذا طالت يداه الاشقاء أبناء الأم الواحدة لافتتنوا به ولشق صفهم وفرق جمعهم، فهذه الحروب التي اشتعلت بدارفور وجبال النوبة وبرغم قداسة وسمو أهدافها إلا أنها قد اختلطت فيها الدماء بالدولار والريال والشيك السياحي.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de