اللّهم. انت السلام ومنك السلام ،،،،،،، من كتاب الزعيم الوطني الراحل الشريف زين العابدين الهندي الموسوم ب " آخر الكَلِم":-
إن السلام إحساس غامر .. ينشأ من الشعور بالعدل والرضا بالعدالة ..وما يتبعها من الأمن والاستقرار النفسي والاطمئنان والسعادة والتمتع بالنسيج الإنساني بلا رعب ولا توجس ولا تضاريس .. والمضاء إلى الإنسانية بلا فوارق أو حواجز .. والاندماج معها لديمومة كل هذا.. وستظل هذه رؤيا حبيبة ومبتغاة ونشيد كل العاملين على الشفاه .. ولكن طالما كانت مرتبطة بمقاييس العدل المجّرد لا ما يدعيه الأقوياء فستظل هدفاً نبيلاً ودعوة خير لا يسهل الوصول إليها سريعاً .. لأن العدالة جزئيات دقيقة تجوس شرائحها في نفوس الأفراد والشعوب والبلدان كرقائق الإشعاع وخيوط الضياء .. وتلتحم في معارك دائمة مع الغرائز والرغبات والميول والأطماع والتعلات . والعدالة ليست عنصراً قابلاً للهزيمة ..ولكن أقل أن يكتب لها النصر ..لذا فكان لها في كل زمان دولة ورجال ..ولها في كل مكان حربٌ سجال.. إلى أن تلتقي الجزئيات بالكل وتستحيل رقائق الإشعاع فجراً وتنسج خيوط الضياء إشراقاً ذاخراً .. لا يكون للعتمة في غمرته من فلول .. أما كيف ومتى ؟!ذاك ما لا يحتقبه الساعون في زادهم فعليهم السعي حتى الموت وليس مشروطاً بإدراك النجاح !! ليس هذه رؤيا طوباوية ..وليست نظرية بلا ساقين.. تشاهد بلا عيون .. وهي تقف على حافة العالم الأثيري وليست غيبوبة انصرافية تتراقص في غيبة الجهاد المغيب ..إنها رؤية الحق لمعنى السلام في مفهومه فإن صدقت الرؤية مع النفس وطهرت النفس من علائق النفاق.. فإن العدل هو السلام ولا سلام بلا عدل .. إلا إذا كان السلام يعنى المصافحة أو العناق غير الحميم ويختزل الحياة كلها في ( سلام عليكم وعليكم السلام ) ثم يتضح أن الحياة أكبر من أن تختصر أي اختصار .. أما إذا كان السلام هو المظهر العام للعدل .. والوجه الجميل جمالاً هادئاً منعشاً للعدالة .. فهنا يمكن القطع بإجابة جازمة لتساؤل البشرية العتيق ..هل يعم السلام يوماً ؟! لأن السلام عندما يكون هو الممثل الشرعي والوحيد للعدل .. تنفذ ركائزه الثلاث بهندسة العدالة كلجنة تنفيذية لتحقيق العدل : - - العدالة الاجتماعية . - العدالة الاقتصادية . - العدالة السياسية . ينتفي الظلم ممحوقاً تماماً .. وتنتفي وحدة التوازن التقليدي .. بكفتي العدل والظلم .. ويقطع لسان الظلم المتأرجح بينهما .. بلا ثبات حيث لا تربو إحداهما مستخفية بالأخرى ولا تستضيف الأخرى ثقلاً عفوياً تبادل فيه أختها استخفافاً باثنين بتنفيذ مرتكزات العدل الثلاث .. يتحول الميزان إلى جهاز استشعار حساس ودقيق .. له مؤشر ضوئي خاطف .. وكفته واحده مصوغة من معدن الرضى . ووحدة القياس مزدوجة الهيكلة من عنصري الحق والواجب .. هنا فقط يكون المجد لله وحده .. وبالناس المسرة .. وعلى الأرض السلام .. بعيد المنال .. عصّي الطريق .شاق المسيرة . ولكنه الهدف الإنساني لكل ذاتٍ حيةّ .. تسلك إليه الآف الطرق ..، وتحاول شرحه وتفسير أحلامه ملايين الفلسفات وتختلف في توضيحه النظريات .. وتحاول القفز إليه الثورات والانقلابات ...فتدق أعناقها أو تهوي به الريح في مكانٍ سحيق .. وتتجه إليه قوافل الديموقراطيات .. فتجري الرياح بما لا تشتهي سفنها .. فتجنح حيناً وتغرق حيناً .. وقد تذوب بها عواصف عاتية .. تقودها إلى مرافئ غريبة وجزر مجهولة .. تموت فيها الرياح فتنسكب أشرعتها في ################ ..ولكن الإنسان لا يكل ولا يمل .. بحثاً عن كنزه المفقود وتتسع كل يومٍ دائرة البحث ..ويتكاثر الكشافة والرواد والطلائع . وتنمو القواعد وينبع زئيرها من أصل ذاتها .. ويصبح العدل ضرورة الناس أجمعين .. وتنشغل العدالة في إعطاء كل ذي حق حقه كاملاً وتتقاضى منه واجبه كاملاً فينتجان بازدواجهما صفة العدل .. مرئية .. مسموعة .. معيشة .. يلبسانها ثوب السلام .. إن العدل لا يتسول عارياً وإنما هو ينتظر في صمت أصحابه ( الحقوق ) .. ليؤدوا واجبهم فيجدوه بينهم يرتدي عباءة السلام شاملة وسابغة وكاملة قشيبة تزهو بألوان الحياة . إنه يأنف من ارتداء الخرق الممزقة .. ويعف عن لبس المرقعات .. حتى لو جهد مصممو الأزياء في تزويقها ويظل في صمته مسبحاً .. اللهم أنت السلام .. ومنك السلام ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة