|
لِحَاف السودان (كان) طويلاً, و ما قامتْ الثورة إلاَّ لتعيده أكْثَر طولاً بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
|
03:18 PM August, 22 2020 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
لِحاف السودان الذي كان يمدد السودانيون أرجلهم عليه كان فسيحا ممتداً بخيراته و اصوله و موارده و إنسانه و لكنه أُبْتُلِى بنظام فاسد غادِر اطاح بنظام ديمقراطي و عاث فسادا و نهبا, و ما قامت الثورة-بشبابها - إلاَّ لِتعيد السودان الى سيرته الاولي التى حدَّثناهم عنها, فالسودان كان ينتج و يصدر 95% مِن الانتاج العالمي للصمغ العربي- و لا أدري لماذا يُسَمَّى بالعربي؟ و هذا موضوع ليس هنا مجاله- و القطن و اللحوم و الجلود و غيرها, و المشاريع الزراعية الضخمة كمشروع الجزيرة تعمل, و المصانع كمصانع الغزل و النسيج التي لوحدها توظّف عشرات الآلاف, و السكك الحديدية الممتدة على طول البلاد غربها و جنوبها و شرقها و شمالها, و الخطوط الجوية و البحرية, و الجنيه السوداني كان شامخاً في مقابل العملات الاجنبية, و قد لا يصَدّق شبابنا- صانعو الثورة- إنْ قلنا لهم كان(الجنيه السوداني يساوي 3.3 دولاراً) و الحياة كانت رغدة و ميسّرة. و رجاءً لا تهن و لا تضعف- دكتور حمدوك- فمِنْ ورائك مَن ضحَّى و صنع الثورة و هُم حماتها الاشداء الاقوياء . فهذا حجم لِحافنا- معالي رئيس وزراء الثورة- الذي نريد ان نمد ارجلنا عليه. و قد غادَرَ سبعةٌ وزراء مِنْ حكومتكم بإعتبار فشلهم, و العدد المُغَادِر قليل, و الأوْلَي أن تكون المغادَرَة شاملة خاصة بَعْد اقراركم المعيب[ نجيب مِن وين اتنين مليار دولار للوقود و الخزينة خاوية]و نصْحكم للشعب و لنفسك بأن[ علينا أنْ نمد ارجلنا علَى قدر لحافنا], و اليوم و بعد مرور اكثر مِن عام من عمر الفترة الانتقالية و الثورة تعترفون بعدم قدرتكم على توفير ملياري دولار للوقود.. لأنكم-معالي سعادة الرئيس- عاجزون عنْ انتزاع اكثر مِنْ مائتي(200) شركة خارجة عن ولاية وزارة المالية تعمل في الوقود و القمح و-معاليكم- لا يريد أن ينتزعها مِن المنظومة الأمنية, و – معاليكم- و طاقمك الوزاري خاصة الداخلية و الدفاع تنظرون للتهريب العلني للذهب عبر مطار الخرطوم و هو في الحقيقة ليس تهريبا لكنه خروج مقنن تحت رعاية رسمية. فلا وزارت الداخلية و لا الدفاع و لا التعدين و لا المالية و لا.. و لا... بدون ادني اهتمام يُذْكَر بأمر البلاد و العباد. إنَّك- معالي الرئيس- إنْ اكتفيتْ بما يأتِ به صادر الذهب لَكفاك و كَفَى وزارة ماليتك التشّكى من خلو الخزينة العامة, و مشكلتكم-معالي الرئيس- أنكم ابقيتم على ذات ضبابية النظام البائد بشأن ايرادات الذهب دعك مِن غيرها مِن الصادرات. و كان رئيس بيلاروسيا قد استغرب عند زيارته للسودان في أوائل عام 2017م, و قال- حسبما اوردته حينها وسائل الاعلام- متعجباً: تنتجون أكثر من 80 طناً من الذهب, فكيف تكون هناك ازمة اقتصادية بالسودان؟ . و وعد الكسندر لوكاشينكو بتكرار زيارته للسودان و لكنه رهَنَها بحدوث تطور ملموس. و مِن المعروف ان السودان كان و لا يزال ينتج مِن الذهب اكثر من هذه الثمانين طنا التى ذُكِرتْ. فهلا سألتم-معالي الرئيس- عن الانتاج الحقيقي الآن و اين تذهب ايراداته؟ و هلا سألتم-معاليكم- كم نسبة ما ينتجه السودان مِن البنزين بالنسبة لاحتياجات البلاد, فمِن بعض مصادرنا علمنا أن السودان ينتج نحو 70% من احتياجاته للبنزين!, و مَنْ اراد الوقود يجده هذه الأيام بكثرة معروضاً على طول الشارع الممتد في منطقة- معالي- رئيس المجلس السيادي. امتدحتَ- يا معالى الرئيس- شراكة العسكر للمدنيين في الحكم و أنه لولاهم لَانهارت البلاد!! و كأنَّ ما حلَّ بالبلاد الآن ليس انهيارا. و كيف تمتدح شراكتهم و جُلّ واجباتهم و مهامهم مُتقَاعسٌ عنها فمعابرك و حدودك مفتوحة للتهريب و الأمن غير مستتب و الخزائن العامة كما في محلية بربر بنهر النيل تُنْهب, و فريقٌ(رتبة عسكرية) بالقصر الرئاسي يدخل في صفقة سيارات بمئات المليارات و حينما يُفْتَضح أمره كل ما قام به-معالي –الفريق رئيس مجلس السيادة أنْ قام بإلغاء الصفقة, و الفريق صاحب الصفقة لا يزال يتبختر في القصر و يذهب للمطار مودعاً و مستقبلاً. و تقول: لولاهم(لانهارت البلاد كما انهارت دولاً مجاورة)! و إنّي أكاد احلف جازما أنَّ الدول المجاورة التى اشار-معاليكم- بأنها منهارة لَهِي الآن افضل منا بكثير. فإذا اردتم-معاليكم- انْ[ تجيبوا اتنين مليار دولار] و اكثر وجّهوا شركائكم العسكر ان ينصرفوا لمهامهم الاساسية من كبح للتهريب و التخزين و ترك ما للمدنيين للمدنيين. و طهّروا-انتم- مراكز صنع القرار و التنفيذ من فلول النظام البائد الذين لا تزال تعج بهم المواقع, و قد توقف القضاء عن تنفيذ الاحكام عليهم و الجهات الامنية عن ملاحقتهم بمثلما توقف قطار لجنة ازالة التمكين, و قد اطمأنت (الزواحف) و تنبأ حسين خوجلي بأن سعر الدولار الامريكي سيتجاوز المائتي جنيه سوداني. و إنهم بالطبع لَقادرون علَى صرْع الجنيه طالما تركتموهم طلقاء يفعلوا و يقولوا ما يشاءون. إنَّ أملَنا فيكم- مع كل هذا العنت- لم ينقطع, فالبلاد خيرها كثير و مواردها ضخمة فأعملوا على توظيفها توظيفا سليما و تذكَّروا انكم تعملون لأجل ثورة الملايين ذات المهر الغالي بالأرواح و النفائس الاخرى و ضعوا ايديكم في ايدي ابنائنا في لجان المقاومة و ازالة التمكين بالمرافق. و نختم بالدعاء أنْ : (اللهم ولِّى علينا خيارنا و لا تولِّى علينا شرارنا, و اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك و لا يرحمنا يا ارحم الراحمين) و الذي قال به رسولنا الكريم: ( اللهم مَنْ شقَّ علَى أُمَّتى فاشقق عليه).
|
|
|
|
|
|