|
ما أشْبه ما فُعِل بمواكب جرد الحساب ببارحة النظام البائد بقلم:عبدالعزيز وداعة الله
|
01:04 PM August, 19 2020 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله- مكتبتى رابط مختصر
جاءوك- مَنْ صنعوا الثورة - يا دكتور حمدوك بذات سلميتهم التى أسْقطَت أبشع نظامٍ قاتلٍ لشعبه, فتأبى أنت و طاقمك الوزاري عن مقابلتهم. و تمتنعون عن مقابلة مَنْ ملئوا الارض هتافا ضد المعزول بتسقط بس و لك –انت بالذات -بشكراً حمدوك. و كنا نظن- و ليس هذا الظن بالذات إثما- أنَّك و طاقمك الوزاري و المجلس(السيادي) سوف تستقبلونهم و تحيوهم تحية تقدير لهم على تضحياتهم, و كلكم -بما فيكم فلان و علان- تقدمون لهم الحلويات و المشروبات ثم يقوم ناطقكم الرسمي-الذي اصبح كل دوره قراءة البيانات- بتلاوة وثيقة عهد منكم على تصحيح مسار الثورة و الاسراع في تحقيق اهدافها, و مِن المؤكد انْ تكون اجهزتكم الامنية و الاعلامية قد ذكَّرتكم بأنَّ السابع عشر من اغسطس يصادف ذكري التوقيع على الوثيقة الدستورية(المعيوبة) و انَّ موكبا من الثوار سيأتيكم بسلميته بمذكرة تطلب منكم إصلاح مسار الثورة و تحقيق اهدافها العاجلة, لأنه و للأسف الشديد انحرفتم بعيداً و الاحوال تسير الى الأسوأ و الفلول و الجماعة التى كانت تهتف للرئيس المعزول حتي قبيل الاطاحة به بهتافاتها( تقعد بس) طليقة حرة تنعم بأموال الشعب المنهوبة و تقول ما تشاء و تخرج للشوارع بكامل التأمين بينما صُنَّاع الثورة يُقمعون و يلاحقهم في الشوارع رجال أمْن بملابس مدنية و يعتقلوهم. إنَّ الثوار لم يهتفوا بسقوطكم-يا دكتور حمدوك- و إنْ فعلوا بعد مرور عام فلهم كل العذر, ينظرون حولهم فلا يجدون هدفا تحقق, و دماء الشهداء تتأذي بالتجاهل الحكومي لها, و الضائقة المعيشية تزداد اختناقا, و فلول النظام البائد لا تزال تسيطر على مقاليد البلاد, و اكثر من200 شركة لا تزال تتبع للمنظومة الامنية تعمل في الدقيق و الوقود و غيرها بعيداً عن ولاية وزارة المالية, و الفساد لا يزال متفشيا فالتهريب علنا عبر مطار الخرطوم و فضيحة صفقة السيارات من داخل القصر الرئاسي تُكتشف و لا يُعْلَم إنْ كانت هي واحدة أَم كُثْر غابت عن الافتضاح, و صاحب الفضيحة مأخوذ بالعزة بفضيحته لا يزال اسمه متداولاً بمثل الصفقات الفضيحة في قطاع الكهرباء, و اللجان المنوط بها التحقيق في فض الاعتصام او غيرها نائمة و بعضها وُئِدَ يوم ولادته, بل انَّ لجنة محاولة اغتيال دكتور حمدوك لا يُعرف عنها شيئا, فعلى الاقل نسمع عن تلك المعنية بالتحقيق في فض الاعتصام و رئيسها يبرز عضلاته ضد سائليه, و وجدي صالح و مناع اصبحنا نقول عنهم ليتهم سكتوا و رحمونا بصمتهم و قد انحرفوا يحدثونا عن امور لا علاقة لها بإزالة التمكين. و كان الوعد بأن تحكم البلاد الكفاءات في الفترة الانتقالية إلاَّ ان شيئا من ذلك لم يحدث و تفاجئنا بدكتور حمدوك(الخبير الاقتصادي) ينتظر قوي الحرية و التغيير ان تمدَّه ببرنامجها الاقتصادي. و قحت بُعَيْد سقوط النظام البائد اصبحتْ قحطا يقاتل بعضها بعضا, و هذا خارج و ذاك داخل و هذا محاصص و ذاك يعمل على تلميع نفسه ليحظى بمنصب, و أمَّا ما زرعه النظام البائد و ابتلعه الكثيرون طُعْماً هي القبَليّة و الجهوية و كذلك الحزبية للاستفادة من مبدأ (فَرّق تَسُد), و ها نحن نشهد النعرات و الاحتراب القبَلى و للأسف برعاية من رموز تعتلى مناصب كُبْرى في الفترة الانتقالية, و كان ينبغي انْ لا يستقبل المسؤولون أي جماعة او تنظيم تحت مسمى قبلي مهما كان الحال. و رغم اشاعة النظام البائد للقبلية و العمل بها إلاَّ انها لم تكن بهذا الظهور الفاحش في عهد الثورة و قد اصبحنا الآن نعرف قبيلة كل واحد في مجلسي السيادة و الوزراء بحكم انصراف كل واحد منهم لقبيلته, و ننظر في اللافتات المرفوعة فنجد قبيلة كذا تطلب كذا, و يحسبون ان ذاكرتنا خربة بينما هُم اصحاب الذاكرة الخربة فهؤلاء القبليين لا يستحون و قد تناسوا مواكبهم التى حشدوا لها البسطاء السذج بشعارات و لافتات كبيرة انيقة يوم ان كان الشعب بشبابه يهتف بسقوط النظام البائد ومن بين الهتافات الشهيرة (تسقط بس) كانت في المقابل شعاراتهم( تقعد بس) و يريدون الآن بعد أنْ أُسْقِطوا عن يدٍ و هم صاغرون أنْ يجددوا قمصانهم الثعبانية, كلا و حاشا, لن يعودوا طالما بقى هذا الشعب بشبابه, و نهديهم الآية8 من سورة الزخرف: (فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَىٰ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ). و والي الخرطوم كان قد تعهد بحماية المتظاهرين غير انه تركهم هدفا للقمع و المطاردة و الاعتقال و اقتنع بما قاله له النائب العام, فبماذا-يا تُرى-برر له مطاردة رجال أمنٍ للمتظاهرين في الشوارع بعيداً عن اسوار مجلس الوزراء(المقدسة) و مِنْ ثم اعتقالهم. و ليت الوالي سأله عن تأخير تنفيذ الحكم على قتلة الشهيد احمد الخير و القضايا الأخري الجسيمة. و الآن و قد(حدثَ ما حدثَ) فما علَى حمدوك و طاقمه الوزاري إلاَّ ان يقفوا أَمَام الشعب في فضائية فيصل صالح بمثل وقفتهم يوم أن أدّوا القسم و استبشر بهم الشعب حينها خيراً, و يعتذروا عن ما حدث لأبنائنا صناع الثورة في موكب جرد الحساب و عن التقصير المعيب في تحقيق اهداف الثورة مع التعهد لنا بأن يصلحوا مسارهم, و يعْلِموا اجهزتهم الامنية بدورها الحقيقي في ظل الثورة و أنَّ ما استخدموه من سيارات و وقود و بمبان و نحوه انما وَفَّرها لها هذا الشعب خصما على قوت يومه, لأنه يريد ان تكون الشرطة في خدمة الشعب لا في خدمة الزواحف الذين سيطول الزمن او يقصر فلن يسمح لهم الشعب بالحكم مجددا, و إلاَّ, فالشعب الذي اسقط طاغية العصر قاتل شعبه سيبدل هتافاته مِن(شكراً...) الى هتاف يتفق مع الحال و يحفظ له ثورته.
|
|
|
|
|
|