تحتاج مدارسنا ومعلمينا بين الوقت والآخر إلى جرعات تنشيطية تذكر وتجدد النشاط لأجل تعليم جيد يعد جيل المستقبل في عالم متغير ، ولذا انتقيت هذا الجانب الهام في ظل مبادرة تطوير التعليم التي انعقدت بجامعة الخرطوم أغسطس 2020م بمؤتمر ثورة ديسمبر للنهوض بالتعليم ، و هذا المقال أوجهه للمعلمين والمعلمات عامة وبالسودان خاصة أولا ثم مسؤولي التدريب وكل من يهمه أمر التعليم ، وهناك كتاب يمكن الاستفادة منه وقيم عميق في مفاهيمه النظرية والتطبيقية العملية لإتقان التعليم الفعال من تأليف العالم الخبير ابن عمتنا الدكتور / حمد النيل الفاضل دفع الله العلام الأستاذ بمدرسة حنتوب ثم كلية التربية جامعة الخرطوم ثم كلية التربية جامعة قطر وكانت له بصمات كبيرة فيها وخبرة واسعة وتقاعد وبالسودان حاليا نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية ، واسم كتابه التدريس الفعال المؤدي إلى الإتقان ، كما أن مؤلفي العاشر من كتبي أسميته طرق التدريس أحدث التطبيقات للمعلم المعاصر .
دواعي التدريس الفعال و منطلقاته :
ضعف مخرجات التعليم العام ( الطلاب ) في شتى دول العالم العربي وأنها ليست في المستوى المأمول من ناحية امتلاكها للمهارات الأساسية في القراءة والكتابة وقدرات الرياضيات والعلوم ناتج عن عوامل اقتصادية وسياسية وثقافية ،ومن شاء فليراجع تقرير البنك الدولي حول واقع التعليم في العالم العربي ولعلاج ذلك عدة أمور منها نوعية التدريس المقدم للطلاب والذي يجب أن يكون فعالا .
تعريف التدريس الفعال :
هو ذلك النمط من التدريس الذي يفعل من دور الطالب في التعلم ويجعله مشاركا وباحثا عن المعلومة بشتى الوسائل الممكنة . وبكلمات أكثر دقة هو نمط من التدريس يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الإيجابية للمتعلم ، ويقول نيفل جونسون في حديثه عن التدريس الفعال من المتوقع في التدريس الفعال أن يربي الطلاب على ممارسة القدرة الذاتية الواعية التي لا تتلمس الدرجة العلمية كنهاية إنه تدريس يرفع من مستوى إرادة الفرد لنفسه ومحيطه ووعيه لطموحات ومشكلات مجتمعه وهذا يتطلب أن يكون ذا قدرة على التحليل والبلورة والفهم باستمرار .
التعليم الفعال :
هو التعليم الذي يمكن الطلبة من اكتساب مهارات مهنية أو معارف ، أو اتجاهات بمتعة وسرور .
علاقة التدريس الفعال بطرائق التدريس :
تختلف الطرق باختلاف المواضيع والمواد وبيئة التدريس ، وعموما كلما كان اشتراك الطالب أكبر كانت الطريقة أفضل ، ومن طرف التدريس التي ثبت جدواها على سبيل المثال لا الحصر في التعليم العام ما يأتي :
1- الطريقة الحوارية .
2- الطرق الاستكشافية والاستنتاجية .
3- عروض التجارب العملية .
4- التجارب العملية .
5- إعداد البحوث التربوية البسيطة .
6- طريقة حل المشكلات .
7- الرحلات العلمية العملية والزيارات .
دور المعلم في التدريس الفعال :
1- تدريب الطلاب على الأسلوب العلمي في التفكير .
2- تدريب الطلاب على أسلوب الحوار والمناقشة .
3- تدريب الطلاب على المهارات العملية المتعلقة بالتجارب .
4- تعليم الطلاب أسلوب كتابة التقارير العلمية .
5- تكوين مهارة الاتصال ، وشرح الفكرة العلمية للآخرين بطريقة مقنعة .
صفات المتعلم الفعال :
1- يفكر في الأمور بتمعن وجدية ، ويفهم خطوات العمل قبل البدء في أي عمل أو مشروع أو نشاط .
2- ينظم المواد بطريقة مرتبة .
3- لديه توجه واستراتيجية منظمة لإنجاز المراحل المختلفة من المشروع / النشاط .
4- الاستعداد للمجازفة وتحمل عواقب الفشل والبداية من جديد .
5- القدرة على حل المشكلة إبداعيا عن طريق مهارات تنظيمية وتخطيطية .
استراتيجية التدريس : هي مجموعة من الأمور الإرشادية التي تحدد وتوجه مسار عمل المدرس وخط سيره في الحصة الصفية ، أو هي ما يتصل بالجوانب المساعدة على حدوث التعلم الفعال .
كما عرفت استراتيجية التدريس على أنها الأفعال أو الأداءات أو الإجراءات التي يقوم بها المعلم لتطوير البناء المعرفي لدي المتعلمين .
في السودان يميل كثير من التربويين إلى استخدام مصطلح طرق تدريس بدلا من استراتيجيات تدريس ، ولكن الذي يسود حاليا هو استخدام استراتيجيات تدريس .
استراتيجيات التدريس الفعال :
تتنوع وتعدد ما بين تعلم فردي وتعلم تعاوني للإتقان ، وطرق المناقشة الصفية ، وتدريس الأقران ، والتمثيل التربوي ، والاستقصاء ، وحل المشكلات ، والاستقراء ، والأسئلة الصفية ، وغيرها .
ومن الاستراتيجيات الهامة :
1- استراتيجية المنظم المتقدم :
صاغ عالم النفس الأمريكي أوزبل المنظمات المتقدمة كنمط تعليمي يزيد فيما بينها في بنية كلية متكاملة . وقد حدد أوزبل أربعة أنواع من للتعليم الصفي تتمثل بالتعلم الاستقبالي ذي المعنى والاستقبالي الاستظهاري ، والاستكشافي ذي المعنى ، والتعلم الاستظهاري .
ويمكن تعريف المنظمات المتقدمة بأنها مقدمات تمهيدية شاملة أكثر تجريدا وعمومية من المادة المراد تعليمها في بداية الموقف التعليمي ، وتكون بعبارات مألوفة للمتعلم ومتصلة بالأفكار الموجودة في بنيته المعرفية وبالمهمة التعليمية ، والهدف منها تسهيل التعلم ذي المعنى .
2- استراتيجية العصف الذهني ( brain storming ) :
هو حفز الأفكار الإبداعية وتوليدها حول موضوع معين للحصول على أكبر قدر ممكن من الأفكار من مجموعة الأشخاص المشاركين خلال فترة زمنية قصيرة .
فوائد العصف الذهني :
- يبني الثقة ويشجع على الصراحة والانفتاح الذهني .
- يساعد على إيجاد مناخ صفي حيوي متعاون .
- يظهر وجهات نظر عديدة ومختلفة .
- يساعد الطلاب على التفكير الإبداعي .
- بقدم لنا وسيلة للتركيز بمدى الإحساس بموضوع أو مشكلة ما .
وتحتاج جلسة العصف الذهني إلى الآتي :
- شخص يسجل جميع الأفكار .
- البدء بتحديد المشكلة .
- تحديد الوقت وتسجيل جميع المساهمات دون انتقاد أو اعتراض .
- عند انتهاء الوقت المحدد نتابع التحليل والانتقاد والتقييم والتنظيم .
3- استراتيجية الحقائب التعليمية :
تعتبر من الاستراتيجيات المستخدمة للتعلم الفردي حيث تشمل تلك الحقيبة مجموعة من الوسائط التعليمية المختلفة سواء نصوص مكتوبة أو مطبوعة.
كما تتضمن بداخلها أشرطة الفيديو التعليمية والمطويات وذلك من شأنه رفع كفاءة المتعلم في الوصول إلى المعلومات عن طريق مصادر مختلفة وتعلمها فردياً.
مميزات استخدام الحقائب التعليمية
تنمية مهارات التعلم الفردي والذاتي
تعدد الوسائط المتعددة
استقبال المعلومات بطريقة فردية وبأكثر من نمط
تنمية حواس المتعلمين .
4- استراتيجية الحوار والمناقشة :
يرى التربويين أن استخدام استراتيجية المناقشة تعد هي الإتجاه الأحدث والذي يسهم بدوره في خلق جو إيجابي وتفاعلي بين المتعلمين أكثر مما هو شرح سلبي وإلقاء وسرد فقط.
استراتيجية المناقشة مميزات عديدة تتمثل في :
التغلب على المشاكل الصفية لدى المتعلمين كالخجل أو القلق والخوف
تنمية مهارات التفاعل الاجتماعي .
زيادة الثقة بالنفس لديهم
التفاعلية والمرونة
جعل دور المتعلم مشاركاً للمعلم وليس مستمع سلبي
5- استراتيجية المشروعات التعليمية :
ظهر في الآونة الأخيرة الحاجة الملحة إلى مثل هذه الاستراتيجيات التي تجعل من المتعلم معلماًَ لنفسه وللأخرين حيث تعتمد المشروعات التعليمية على تقسيم العمل على مجموعة من الأفراد داخل منظومة تعليمية يعمل كل فرد بدورة من أجل الوصول للهدف العام.
مميزات استخدام المشروعات التعليمية :
التعاون والتشارك بين الطلاب .
القدرة على ضبط الصف بسهولة .
إنجاز المهام بطريقة علمية وبحثية صحيحة .
تنمية مهارات البحث والاستقصاء .
6- استراتيجية حل المشكلات :
من خلال استراتيجية حل المشكلات التعليمية يتم عرض المحتوى في سياق مشكلة اجتماعية أو علمية يتطلب من المتعلم الوصول إلى حلول منطقية لها.
وفي تلك الاستراتيجية يقوم دور المتعلم الباحث والمشارك للوصول إلى حل يناسب المشكلة ويقوم المعلم باختيار أفضل الحلول وتطبيقها.
مميزات استراتيجية حل المشكلات :
تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلمين
الوصول إلى حلول منطقية للمشاكل التي تواجههم في التعلم
زيادة القدرة الإنتاجية
توليد أكبر كم من الأفكار والحلول
التشارك وروح المنافسة داخل الصف .
وعلى المهتمين الاطلاع على الكتب والمراجع والمواقع التربوية والتعليمية المتخصصة والاستفادة منها وتطبيقها لتطوير أنفسنا نحو احتراف مهني بمهارات عالية ، ولابد من متابعة التطورات والتحديثات المتسارعة في التعليم والله الموفق .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
المكاشفي عثمان دفع الله القاضي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست