كشفت السلطات عن عن مقبرة جماعية غرب مدينة أم درمان المرجح أن تكون هي المقبرة التي وريت فيها جثامين الضباط الذين تم قتلهم عام 1990 فيما عرف بحركة 28 رمضان، عندما قامت مجموعة من الضباط بمحاولة انقلابية على نظام الجبهة الإسلامية القومي حيث ظل مطلب الكشف عن مدافن الشهداء الذين قتلوا في 28 رمضان ثابتا لدى أسرهم، ولكن النظام البائد ظل يرفض لثلاثين عاما هذا المطلب كان هذا ديدن نظام الكيزان صلف وغرور ولا يعرفون الا القول علي شاكلة الحس كوعك والزرعنا غير الله يجي يقلعنا وغير من العبارات التي لا تتناسب مع الحياة السياسية فقد كانت سياستهم اقرب الي اسلوب الهمباته بل حتي الهمباته اشرف منهم علي الاقل يعفون عن مال الفقير التحية الي ارواح ابطال حركة الخلاص الوطني1990 الذين هبو في شهر ابريل لانقاذ البلاد من عصابة الكيزان فقد استشعر رجال القوات المسلحة في ذلك الوقت خطورة ذلك الانقلاب الكيزاني الذي وصل الي مقاليد السلطة في العام 1989 اثر غدر وخيانة الأمانة من رفاق البشير تلك المجموعة الكيزانية العسكرية التي وبمساعدة عناصر الجبهة. الاسلامية استلموا السلطة خلسة ليلة الخميس 29يونيو وان ذلك الانقلاب يعد خيانة للدستور خاصة بعد اجماع الشعب السوداني علي نبذ الانقلابات العسكرية عقب نجاح انتفاضة الشعب في السادس من ابريل 1985 بالاطاحة بالنظام المايوي حيث بادرت الاحزاب السياسية الي التوقيع علي ميثاق للدفاع عن الديمقراطية باستثناء حزب الجبهة الاسلامية القومية الذي رفضت التوقيع عليها ولو كانت السلطات في تلك الفترة تملك بصيرة لايقنت بان حزب الجبهة الاسلامية القومية يدبر لامر جلل عظيم خاصة بعد كثرة تقرب عناصر الجبهة الاسلامية القومية من القوات المسلحة بحجة دعم المجهود الحربي من خلال الزيارات كان يقوم بها عضو البرلمان في ذلك الوقت عن الجبهة الاسلامية القومية علي عثمان محمد طه لمناطق العمليات في جنوب السودان محمل بالمواد الغذائية للجيش بالطبع لم تكن تلك الحيلة نابعة من قلوب تنبض بحب الوطن وانما كان الغرض منها استقطاب الضباط والظهور امام الشعب بانهم احرص الناس علي دعم الجيش اضافة الي عبث اعضاء الجبهة الاسلامية القومية في جلسات البرلمان واختلاق خلافات لا طائل منها والتلاعب بالمواد الغذائية ورفع الاسعار من خلال عناصر الكيزان بالاسواق خاصة بعد تولي علي الحاج. منصب وزارة التجارة. ابان حكومة السيد الصادق المهدي كل تلك الاجواء السياسية السالبة كانت من صنع حزب الجبهة الاسلامية القومية حتي يتقبل الناس انقلابهم وحدث ما حدث وغدر البشير بالشعب السوداني والذي وسرعان ما احال عدد من الضباط الوطنيين الي التقاعد المبكر خوف ورعب منهم ولكن هناك مجموعة من الضباط عرفوا حقيقة تلك العصابة وعاهدوا الله والوطن بتخليص البلاد من شر الكيزان وكادت حركة الخلاص الوطني ان تنجح ولكن أهمال الانقلابيون عدة مواضيع مثل: عدم التنسيق مع المكونات المدنية، وعدم تجهيز شبكة اتصالات فعالة، وفشل البعض في الاستيلاء على وحداتهم ومواقعهم المتفق عليها، خاصة مبنى الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى تخاذل مشترك في المحاولة الانقلابية ووشاية البعض قبل لحظة الصفر.لا نريد التحدث عن تفاصيل الحركة ولكن الطريقة البشعة التي تعامل بها النظام الضلالي المقبور مع الشهداء حيث لم تتوفر لهم فرص الدفاع عن انفسهم حيث ذكر بعض الروايات أنه مدة المحاكمة كانت ثلاثين دقيقة فقط وكانت من سؤال واحد "هل شاركت في العملية الانقلابية؟" وأجاب جميع الضباط بنعم، وبعدها يصدر عليهم مباشرة الحكم بالإعدام رميًا بالرصاص. سيق الضباط بعدها إلى منطقة خلوية في ريف أمدرمان، وهناك نفذ في حقهم حكم الإعدام بواسطة كوادر مدنية تنتمي لتنظيم الجبهة الإسلامية. ونسبة لكون المنفذين للحكم غير محترفين كانت إصابات بعض الضباط غير قاتلة، وتم إلقاؤهم في خندق واحد وأهيل عليهم التراب وبعضهم كان لا يزال حيًا، كما أكدت عدة روايات. فكانت عمليات الاعدام عبارة عن مذبحة لم تحدث في تاريخ السودان والبلاد تستعد لاستقبال العيد الذي تحول الي حنظل بسبب بشاعة ما حدث لم يقدر النظام الضلالي المقبور انر تلك الايام كانت. تصادف العشر الاوخر من شهر رمضان وهم الذين ادعوا بانهم مبعوثون من قبل العناية الإلهية لاخراج اهل السودان من الضلال الي الهدي ولكن اراد الله كشف كذبهم للناس فصرف بصيرتهم عن انهم في شهر رمضان تلك الايام التي ترفع فيها الاعمال وصعدت ارواح ابطال حركة الخلاص تزف الي السماء شهداء للواجب والوطن حيث قابل ابطال حركة الخلاص الموت بشجاعة نادرة ولم ينكسرو لم يستلم ذوي الشهداء عن المطالبة بحقوقهم المشروعة في معرفة تفاصيل الاعدمات و معرفة اماكن دفن الشهداء فكانت تقابل كل مسيرة احتجاجية من اهل الشهداء تقابل من اجهزة امن النظام بالقمع الوحشي والاعتقال
وسقط النظام
وظهر الحق وانكشف زيف فكرة الحركة الاسلامية التي قدمت. اسوء ما انتجته الوحشية البشرية من عنف ودمار وتنفير من الدين والذي يحاول البعض ان يصور ماحدث من حكم الكيزان طوال السنوات الماضية بانها تجربتهم وان هناك من هو اكثر حرص علي تطبيق الشريعة الإسلامية علي اكمل وجه ولكن الحقيقة في انه لن تنحج اي تجربة في المستقبل لتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان خذوها مني فشعب السودان ليس حقل تجارب حتي تتطبق عليه كل النظريات فالسودان بلد متعدد الأعراق والأديان والثقافات والمعتقدات لذلك من الصعب ان يحكم بثقافة احادية وخير دليل لذلك كثرة الحركات المسلحة التي ظلت تقاتل المركز حتي قبل ان ينال السودان استقلاله ان الاون للتوافق علي دولة مدنية ديمقراطية علمانية تعمل علي احترام حقوق الإنسان والمرأة دولة تعطي كل ذي حق حقه في العيش الكريم وحرية المعتقد وعلاقات دولية تراعي مصالح السودان اولا واخيرا دولة تعمل علي محاربة النعرات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي ينبغي التعامل مع المواطن بشكل مباشر بدون وسيط غير موهل فالادارة الاهلية ارث استعماري يجب ان لايكون له دور في المستقبل والدولة الحديثة هي التي لايوجد في قاموسها شي يعرف بالقبلية او الجهوية او الكهنوت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست