|
|
 عفواً حمدوك, فكثيرنا لا يحسن المعارضة و الصبر بقلم عبدالعزيز وداعة الله
|
03:32 PM July, 25 2020 سودانيز اون لاين
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-
مكتبتى
رابط مختصر
الناس في السودان بعد الثورة المجيدة صنفان لا ثالث لهما, و الأول هو غالبية الشعب, و الثاني هو اهل النظام البائد و المنتفعين منه و هو صنف اعداء الشعب و الثورة, أمَّا مَن يحاول ايجاد صنف ثالث بيْن الصنفيْن فهو واهم و مخذول و مكشوف أمْره فهو كما يقال يلعب على الحبلين ليكون في نهاية المطاف مع الصنف الفائز, و هو لجهله و انتهازيته لا يدري انْ لا عودة على الاطلاق للنظام البائد. و حكومة دكتور حمدوك هي بالطبع حكومة الصنف الاول و يفترض ان تجد المؤازرة و الدعم اللامحدود لأجل حسم كثير من الملفات الخطيرة و حل مشاكل معيشة الناس, غير ان ذلك لم يتحقق بشكل كامل فلا ممثلي الشعب في تجمع المهنيين و قوي الحرية و التغيير كانوا عونا لها و لا يمر يوم إلاَّ و تفوح رائحة خلافاتهم المصلحية على السطح أو يخرج علينا فرداً منهم منتقدا بشكل صارخ حكومة حمدوك في وسائل التواصل الاجتماعي مع انه هو و رفاقه الاقرب لحمدوك و الاسرع ايصالا له فلو انتقد و صرخ مواطن عادي لا يجد سبيلا لإيصال شكواه او نقده في وسائل التواصل الاجتماعي لَمَا كان في ذلك شيء. وقد أحسن الإمام الشافعي رحمه الله حينما قال: تعمدني بنصحك في انفرادي,, وجنبني النصيحة في الجماعة.. فإن النصح بين الناس نوع,, من التوبيخ لا أرضى استماعه.. وإن خالفتني وعصيت قولي,, فلا تجزع إذا لم تعط طاعة.
و ذات الإعاقة تجدها الحكومة من الجبهة الثورة التى تقول بأنها جزء من الشعب و انها شريك في الثورة و مع ذلك تصر ان تفاوض. تفاوض مَنْ؟ و لماذا هذا التطاول في الزمن, و لماذا اكثر مِنْ 84 حركة جُلَّها يحمل كلمة التحرير كما اوردتْ اسمائها الصحفية سهير عبدالرحيم, فهذا ما يحسب تفاوض لأجل مطالب ليس منْ ممثلي حكومة الثورة لكنه منْ شعب ضحي بالغالي و النفيس لأجل اقتلاع نظام استبدادي فاسد, و يريد ان يجني ثمار ثورته. و المعارضة لها ضوابط ينبغي التقيد بها فلا يعقل ان ينصّب المرء نفسه معارضا لكل شيء و أمْر و يريد تحقيق كل ما يرجوه, فليس كل ما يطلبه المرء يدركه , و قيل ان احد الرؤساء الفرنسيين ضاق ذات مرة بالانتقاد الشديد لكل قرار او اجراء يتخذه فقال: كيف أرْضِى شعبا يصنع مئة نوع من الأجبان. و اذكر تلك القصة حول رجل و ابنه و حماره, فحين ركب الرجل و ابنه وجد مَنْ ينتقدهما بحجة انهما اثقلا على الحمار, و حينما ركب الابن لوحده وصفوه بقلة الادب و حينما ركب الرجل و ترك ابنه راجلاً وفوه بعدم الرحمة و حينما ترجلا عن الحمار و سارا بالأَقْدَام وصفوهما بالغباء, و هكذا يفعل كثيرنا مع دكتور حمدوك و طاقمه.
و اختيار الولاة المدنيين بعد مخاض عسير خير مثال على ذلك, و انك لو ضعتَ هذا المنتقد للوالي المدني الجديد في كفَّةٍ و وضعته في كفة اخري لَرجّحتْ كفّة الوالي بقدْرٍ كبير, فبعضنا-إنْ لم يكن كثيرنا- لا (يعجبه العجب و لا الصيام في رجب) و (ما بيشوف عوجة رقبته) و لذلك نطلب من ادارة التربية و التعليم ممثلة في مناهجها اضافة للمنابر ان تعمل على ازالة هذه الثقافة المعوجة من اذهاننا: النقد مِن اجل النقد , و أن خالِف تُذْكَر. و انك لتقرأ لبعض مَن خلقوا في هذه الدنيا عيَّابين همهم اظهار السلبيات كما لو انه كامل فتجد انَّ لغته العربية ركيكة و افكاره خربة متناقضة و إنْ سلمتْ كل هذه فإنه لا يسلم من غرض المصلحة و الانتفاع الشخصي, و ينطبق بذلك عليه قول المتنبئ: إذا أتتك مذمتي من ناقص,, فهي الشهادة لى بأني كامل.
و الصبْر من الصفات التى امتدحها الله سبحانه و تعالي كثيرا و وَعَد الصابرين بالأجر العظيم, و بعضنا بل في الحقيقة كثيرنا يصبر على أذي و ضرر جسيم غير مبرر يقع عليه لكنه لا يحتمل اساءة او منقصة بسيطة, و للأسف هذا حال معظمنا مع حكومة دكتور حمدوك, و قد صبَرنا ثلاثين عاما على نظام تفوق على نفسه في الاضرار بالبلاد و العباد و الاساءة للدين. و رغم ان جميعنا يعلم تماما التركة المثقلة التى اورثها النظام البائد لحكومة حمدوك و ان الاصلاح و المعالجة التامة لمشاكل المواطنين تتطلب جهدا جبارا لكي لا تتكرر فإن بعضنا يريد ان يصحو من نومه فيجد وفرة و رفاه لا توفره مع ايام كرونا هذه أكبر و اغني الدول. و اصبحت الاعتصامات فيروسا ينتقل من جزء لجزء في جسد البلاد المتهالك, تاركين اعمالنا لنزيد حال البلاد سوءا, و بالرغم من انها حق مشروع فوسائل المطالبة و رفع المظالم ميسورة و متعددة. و قد شهدنا و سمعنا هتافات من فئة مارقة لا تشبه اخلاق الشعب السوداني تسيء لرموز الحكومة علما انهم غير مبرئين من الخطأ كما ان انتقادهم حق مشروع و لكن ينبغي ان لا يخرج من نطاق الادب و الاخلاق السودانية. و لعل هذه اللغة هي بعض من ما سمعوه و عرفوه من رموز النظام البائد. فلك الله و اعانك يا حمدوك و طاقمك.
|
|
  
|
|
|
|
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست