الحلقة الثانية والأخيرة في الرد على استاذة اسماء محمود محمد طه بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 11:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2020, 02:01 AM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحلقة الثانية والأخيرة في الرد على استاذة اسماء محمود محمد طه بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    02:01 AM July, 21 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ"
    الانتظار وعدم الانتظار
    (2-2)
    قالت الأستاذة اسماء في حديثها الذي نشر في 5/ مايو 2020.. قالت: (اذا اتفق الاخوان على مفهوم الانتظار، فعليهم الصمت والعمل الفردي في دواخلهم لتطويرها بدلا من الانشغال بالذين يرون ضرورة العمل وتثبيطهم..)!!
    الانتظار في الفكرة الجمهورية موضوع اساسي جداً.. بل هو الموضوع الأساسي!! والمقصود به انتظار المسيح المخلص.. فالفكرة الجمهورية تبشر بقرب وقت ظهور المسيح، وعندها المسيح هو الذي يطبق الفكرة.. هو الذي يطبق اصول القرآن – سنة النبي الكريم.. وهي الرسالة الثانية التي نتحدث عنها.
    وكلمة مسيح (تشير الى المخلص في الديانة اليهودية، والذي تنبأ عنه العهد القديم، وترى المسيحية بأن هذا المسيح المنتظر هو يسوع).. (ويسوع اسم منقول من اللغة الآرامية الى اللغة العبرية وينطق "يشوع" وهو اسم مركب من كلمتين "يهوى شوع" ومعناه الحرفي "المخلص"..).. عن كتاب بنية العقل الديني لمحمد احمد درويش.
    بدأت البشارة المحددة بالمسيح في التوراة.. وظل اليهود ينتظرون المسيح.. وعندما جاء عيسى بن مريم اعتقدوا في البداية انه مسيحهم، ولكن لما ساواهم بالأمم ، رفضوه.. فهم يفهمون البشارة التي جاءتهم عن المسيح، ان المخلص المنتظر سينصرهم، ويجعلهم سادة على كل الشعوب.. ولما جاء المسيح الناصري بخلاف ما يفهمون وينتظرون رفضوه.. والنصارى ينتظرون ايضا المسيح.. وقد جاءت البشارة بالمسيح في التوراة وفي الانجيل، وفي القرآن والأحاديث النبوية.. والبشارة في جميع هذه المصادر تكاد تكون متطابقة، على الأقل في المحتوى.. فكلها تتحدث عن أن المسيح المنتظر، سيقيم الدين في الأرض، ويحقق العدل، ويحقق السلام الشامل.. والسلام هو اظهر ما يأتي به المسيح.. وهو سلام يشمل البيئة كلها.
    المسيحيون ، أو بعضهم ينتظرون عودة المسيح الناصري، ليكون هو المسيح المنتظر.. اما اليهود فعندما رفضوا المسيح الناصري، هم لا يزالون ينتظرون مسيحهم الذي جاءت به البشارة في التوراة.. اما المسلمون فالكثيرون منهم ينتظرون عودة المسيح الناصري ليكون هو المسيح المنتظر، والرؤية غير واضحة عند المسلمين.
    اما الفكرة الجمهورية فقد جاءت برؤية واضحة عن المسيح المنتظر.. هذه الرؤية تقوم على ان المنتظر هو المسيح المحمدي.. وهو مقام ولاية النبي، الذي يبعث فيه، في مستوى حقيقته (الحقيقة المحمدية).. وهي المشار اليها في قول المعصوم : "اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر".. فهو بداية الخلق، وهو على ذلك بين الذات الالهية وجميع الخلق.. والاشارة اليه في قوله تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " يعني في افضل صورة من الكمال.. وهذا كان في الملكوت، ثم تم التنزل الى عالم الملك، والى ذلك الاشارة بقوله تعالى من الآية السابقة : " ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ".. ومن هذا الوضع في البعد من الله _اسفل سافلين _ بدأت المسيرة في العودة الى الله، وهي عودة في الدرجات وليس في المسافات.. وعلى هذه العودة قامت كل مسيرة التطور الطويلة والشاقة، الى أن برز الانسان، وأصبح على ما هو عليه الآن.. وبذلك استعدت الارض لأن يتنزل مقام (احسن تقويم) من عالم الملكوت _ عالم الروح _ الى عالم الملك، عالم الجسد.. وهذا التنزل هو ظهور المسيح المحمدي _ الذات المحمدية، الانسان الكامل_ الذي به تتحقق خلافة الانسان لربه في الأرض، تحقيقا لقوله تعالى: " إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً".. فالخليفة هو الانسان، وقد مر بمراحل تطور كثيرة، آخرها مرحلة البشرية او بني آدم، التي نعيش فيها نحن اليوم.. وننتظر ظهور مرحلة الانسان، بظهور المسيح المحمدي..
    وقد حددت الفكرة المحتوى الديني الذي يجيء به المسيح، وهو اصول القرآن، التي بتطبيقها على يدي المسيح المحمدي ينتصر الاسلام على جميع الديان، بحيث لا يكون في الأرض إلا مسلم، يشهد شهادة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويتم الدخول في امة المسلمين، وهي تكون على الاسلام الأخير، الذي لم يتحقق في التاريخ إلا لأفراد قلائل، هم الانبياء.. وبظهور هذه الأمة يصل التطور الديني والتطور العام الى قمته، فيدخل لأول مرة في التاريخ الانسان مرحلة الانسانية التي يتخلص فيها من جميع بقايا الحيوانية..
    والى جانب هذا التفصيل الجديد الذي جاءت به الفكرة الجمهورية، جاء أن وقت المسيح المحمدي قد اظل.. وقد تمت جميع اشراطه، ولم يبق إلا الإذن الإلهي بظهوره، وهو قد يحدث في أي لحظة.. ووقت المسيح هو (الساعة).. والساعة ساعتان.. الساعة الأولى هي ساعة التعمير، ساعة التجلي الكمالي، وهي انما تكون في (اليوم الآخر).. واليوم الآخر هو يوم الله في الارض، وهو يوم الدين، بمعنى اليوم الذي يكتمل فيه الدين على الأرض.. عن الساعة وعن اليوم الآخر جاء قول الاستاذ محمود، للصحفي ابن البان، ما نصه: (لا نبي بعد محمد، من لدن بعثه إلى قيام الساعة، ليس في هذا إشكال، ولا خلاف، لأن النص به في القرآن.. ولكن الإشكال في أمر الساعة!! ذلك بان الساعة ساعتان: ساعة يبدأ بها يوم الله في الأرض، وساعة يبدأ بها يوم الله في السماء.. أما يوم الله في الأرض، فذلك حين تبلغ الإنسانية الكمال، وهي في إطارها الأرضي من اللحم والدم، فتملأ الأرض، عدلا، وحرية، ومحبة، بين الناس.. وقد أرسل الله جميع الرسل، من لدن آدم والي محمد، ليعدّوا حياة الأحياء لهذا اليوم، بتعليم الناس الأخلاق التي تستقيم مع معاني العدل والحرية والمحبة.. وحين قال الصادق المصدوق: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) إنما أشار إلى هذا الإعداد الخاص الذي اشترك فيه جميع الرسل.. وحين قال: "كيف انتم إذا نزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً"، إنما أشار لهذا اليوم، يوم الله في الأرض.. ولهذا اليوم علامات لا تعرف إلا بأنوار البصائر، فمن كانت له بصيرة يبصر بها، يعرف أن الوقت قد حان، ومن كان لا يرى إلا بعيني رأسه كما تري الدواب، لا يبصر شيئاً. ويظن أن الوقت هو الوقت منذ الأزل، لان الشمس مازالت تشرق من المشرق، وتغرب من المغرب كما فعلت دائماً.. إن هذا اليوم قد أظلنا، والناس عنه في عماية عمياء، وقد مد لهم في عمايتهم عنه التباس صورته في أذهانهم باليوم الآخر الذي هو يوم الله في السماء..).. وبالطبع الايمان باليوم الآخر هو من اركان الايمان الأساسية.
    وفي هذا اليوم، اليوم الآخر، يوم ظهور المسيح المحمدي، يتم تطبيق المصحف، في مستوى آيات الأصول.. وعن بداية هذا اليوم جاء قوله تعالى: " وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".. (نفخ في الصور) يعني البوق، ويعني صور البشر: " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ".. ثم يكون الصعق والقيام منه.. قوله تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا) يعني بنور المعرفة بالله، وقوله: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ) يعني وضع القرآن موضع التنفيذ فأصبح قيما وحياة تعاش في اللحم والدم.. قوله: (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ)، اشارة الى الكمالات الانسانية التي تتحقق في وقت واحد، وبتحققها تتم النعمة ويسود الحمد وترفع العداوة والبغضاء، ويحل في ربوع الارض السلام، فيتحقق وعد الله في قوله: " وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ"
    في هذا اليوم يتم بعث موتى القلوب بالغفلة عن الله، وهذا هو الموت الأكبر في الدين.. كما يتم بعث ارواح جميع الأولياء والأنبياء، وعلى قمتهم النبي الكريم.. فالمسيح المحمدي، هو مقام (الوسيلة)، الذي طلب النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو له به.. ونحن ندعو عقب كل آذان: (اللهم آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته".... والمقام المحمود هو المشار اليه بقوله تعالى: " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ".. والى هذا البعث يشير قوله تعالى: " إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ".. معاد يعني عودة.. وهو يعود في مقام ولايته (الحقيقة المحمدية)، وكل المسلمين يعرفون ان النبي الكريم هو اول من يبعث.. ولكن لغياب المثاني هم يتصورون البعث الذي يكون مع الساعة الثانية، ساعة التخريب، التي يكون بها يوم الله في السماء.. أما الساعة الأولى ساعة التعمير فهي غائبة عن الفهوم!!
    المهم أن الرسالة الثانية، اصول القرآن، لا تطبق إلا على يدي المسيح المحمدي، وهذا ما بشر به الاستاذ محمود.. وهذا هو الوقت الذي ننتظره نحن الجمهوريون.. وعندنا مصطلح (وقتجي) يعني من ينتظر الوقت.
    رأينا الأستاذة اسماء تقول (اذا اتفق الاخوان على مفهوم الانتظار، فعليهم الصمت والعمل الفردي في دواخلهم..)!! من قال لك ذلك؟ حددي لنفسك ما تعملين، ولكن لا تحددي للآخرين!! لقد ظللنا طوال الوقت، في حضرة الاستاذ، نحن ننتظر.. ولم نكف قط عن العمل العام.. وعبارة (بدلا من الانشغال بالذين يرون ضرورة العمل وتثبيطهم) عبارة تقوم على مفارقة كبيرة.. أنا لم اثبط احدا عن العمل، ولا انت قمت بالعمل العام المطلوب.. العمل عندك هو عمل سياسي، تتخلين فيه عن التربية وعن طريق محمد، كما اوردنا لك نصوصك في ذلك ولم تردي عليها.. العمل العام في الفكرة يقوم على مباديء الفكرة، وضوابطها، وانت تفارقين مباديء الفكرة مفارقة كبيرة، في مباديء حزبك، وقد اوردنا لك اقوالك في هذا الصدد، ولم تردي عليها.. العمل العام لا يقوم على تشويه الفكرة، ولا على تأييد من يعملون على تشويهها.. وأنت في كل كتاباتك تدافعين عن د. النعيم _أكبر من شوه الفكرة.. ونورد لك نصوصه الواضحة ، ونطلب منك الرد، ولكنك تصمتين.. الانتظار لا يكون في فراغ ، وهذا امر مفهوم، وقد كان عليه العمل دائما.. وما اقوم به انا الآن من عمل في تصحيح التشويه الذي يلحقه البعض بالفكرة، من اهم ادب الانتظار.. والى جانب العمل الفردي انا اقوم بفضل الله علي ، بكتابة كتب اساسية عن الفكرة، خصوصا تلك التي تتم فيها المقارنة بين الفكرة والحضارة الغربية.. المهم العمل لا يعني العمل السياسي الذي لا يقوم على محتوى الفكرة ولا على اسلوبها كما تعملين مع د. النعيم.. عملك هذا هو عمل انصرافي عن الفكرة.. وقد قمت من جانبي بواجبي في تصحيحه.. وقد صدرت كتابتك هذه في 2/ مايوم 2020م، ماذا فعلت في القضايا التي زعمت انها الواجب المباشر؟!
    الواجب المباشر ليس هو العمل السياسي، والمفارق لمباديء الفكرة، وإنما هو العمل في الفكرة، وفيما يلحق بها من تشويه.. هذا هو الواجب المباشر الذي تنصرفين عنه، وتعملين على التشويه، وتحاولين ان تصرفينني عن التصحيح.. وهذا ما لن يكون.. انت تقولين: (بينما يصرف جل الوقت في اجترار حوار نوقش قبل عشر سنوات، اعني طرح الأخ عبدالله أحمد النعيم..).. اولا د. عبدالله أحمد النعيم لم يطرح علمانية الدولة وحسب، وإنما طرحه الأساسي، والواسع جدا، هو هدم الاسلام عامة والفكرة الجمهورية خاصة.. وقد اوردنا له عديد النصوص، الصارخة الوضوح، ولكنك تنصرفين عن الموضوع.. ثم حتى في الدولة العلمانية، د. عبدالله أحمد النعيم ليس هو من اوجد العلمانية، وإنما العلمانية سابقة عليه بخمس قرون.. ولا توجد أي دول في العالم اليوم غير علمانية.. توجد دول قليلة تستغل الدين لاغراض السياسة، وهي في أساسها دول علمانية.. العلمانية ليست في حاجة لك او لد. النعيم، وانما هو الانصراف عن الاستاذ ودعوته.. وقد قمت بمناقشة افكار د. النعيم الخطيرة جدا من حيث المحتوى لفترة زادت عن العشرة اعوام، ولا زلت انت تؤيدينه دون أي نقاش موضوعي.. بل تتفادين تناول اقواله المحددة، والتي لا تقوم على انصراف عن الفكرة وحسب، وانما تقوم بهدمها، هدما شاملا، وانت تؤيدينه في ذلك.. ثم إنك تحدثيننا عن اخلاق الفكرة فتقولين: (واحب ان اكون مفهومة بأنني لست ضد الحوار، على أن يتناول الحوار الواجب المباشر، ويتحلى بأخلاق الفكرة التي عرفناها..).. لقد اوردنا موقف د. النعيم من الأخلاق، وبينا زعمه كيف انها ينبغي ان تكون اخلاق ذاتية، وتبعد عن المرجعية الدينية، حتى في الحلال والحرام.. وضربنا لذلك مثلا بالمثلية، وزعم انه ينبغي أن لا يتم الرجوع في الموقف منها الى الحلال والحرام الديني، وإنما يتم الرجوع الى الفكر والغرض!! وهو زعم انها حسب المنظور التاريخي الذي يؤمن به اصبحت مقبولة تماما.. وقد فصلنا في الهدم الشامل الذي يقوم به د. عبدالله النعيم للأخلاق.. وانت تؤيدينه، ثم تحدثيننا عن التحلي بأخلاق الفكرة!! يجب أن يكون الأمر واضحا، يتسم بالشجاعة والموضوعية، وقد اوردنا لك موقف د. النعيم من الاخلاق.. ليس اخلاق الفكرة، وانما الاخلاق بصورة عامة مبدئية، وانت تؤيدينه، فلتقولي لنا رأيك بوضوح، فإن كنت تؤيدين موقفه من الاخلاق، فواجبك الأخلاقي أن تدافعي عنه وبصورة محددة.. توردين فيها اقواله عن الاخلاق، وتردي على نقدنا لها.. وإن كنت لا تؤيدينه، فلا تذكري الآخرين بأخلاق الفكرة، وتصمتين عنه هو، بل تؤيدينه تأييدا معمما، وكأنه يلتزم اخلاق الفكرة.. أقوالي عن د. النعيم، كلها انا اقصدها، وكلها حق وكلها انا اقمت عليها الدليل الموضوعي، فبدل التلميح، ارجعي الى اقوالي والأدلة التي بنيت عليها من اقوال د. النعيم.. التأييد المعمم هذا ، وفي موضوع خطير كأقوال د. النعيم، لا يمكن لصاحبه ان يدعي انه يعمل للفكرة، بل إنك يا استاذة اسماء، بما أنك تؤيدين د. النعيم، فأنت تعملين على هدم الفكرة، بمساندة أكبر من يعمل على هدمها، ومحاولة تثبيط من يقومون بالرد عليه.
    أنا لا أخذ عنك، ولا من غيرك، متى أكتب، ومتى أوقف عن الكتابة، وفي أي موضوع أكتب.. أنت تريديني أن أسكت عن الكتابة عن د. النعيم، وهذه الكتابة ليست لك وحدك، وإنما لكل القراء، وهي تهم كل مسلم، عمل د. النعيم على تشويه دينه.. بل تهم كل صاحب دين.. فتشويه الدين عند د. النعيم مبدئي وشامل.
    أنت تعلنين التأييد لدولة د. النعيم العلمانية، وهي الدولة التي تقوم على تصوره للأخلاق وهو تصور يعطي فساد الأخلاق فلسفة، ويدافع عنه، بحجة الذاتية والمنظور التاريخي.. فأنت عندما تؤيدين دولته، بالضرورة تؤيدين ما تقوم عليه من فساد أخلاقي.
    من هو الأولى بالصمت، والأولى بالكلام؟ من يدعو للفكرة، ويتصدى لمن يشوهونها، أم من يؤيد من يشوهونها؟!
    إذا كان هدم الفكرة، وسباب الأستاذ، لا يعنيك، فأنا يعنيني، وينبغي أن يعني كل جمهوري، للفكرة عنده حرمة، وللإستاذ محمود عنده تقدير!! أكثر من ذلك ينبغي أن يعني كل إنسان حريص على الحق، وعلى الخير.. يقول المعصوم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت"!! هذا هو المعيار الحقيقي.. وهذا هو ما تحيدين عنه، بصورة تامة عندما تؤيدين هرطقات د. النعيم، وتتجنبين بصورة تامة مناقشة أقواله المحددة.
    كيف أصمت عن تشويه النعيم، وحتى الآن أنت تزعمين أنه جمهوري، وبزعمك هذا تجعلين أقواله المفارقة من الفكرة؟! هل الفكرة الجمهورية يا أ. أسماء تعتبر الإسلام ذاتي؟ هل الفكرة الجمهورية تقول بأن الإسلام كدين صناعة بشرية؟! هل قول الفكرة الجمهورية بالدعوة لدولة القرآن عبث؟! كما قال لك د. النعيم في وجهك.. هل الأستاذ محمود يعبث؟! هل الأستاذ محمود مضلل لنفسه أو مخادع للناس؟! هل الأستاذ محمود عندما يدعو الى أخذ التشريع من القرآن وحده، صاحب فكرة مضللة وغامضة؟! هذا نذر يسير مما يقوله د. النعيم في هدم الفكرة، والإساءة للاستاذ محمود.. فإذا أنت قبلتي ذلك، فأنت وشأنك.. ولكنني أنا لا أقبل ولا أصمت، فلا تطلبي مني أن أصمت عن الكلام..
    ذكرنا لك العديد من أقوال د. النعيم الكاذبة، كذباً فاضحاً فما هو دفاعك عنها؟! وهل أمرنا في ديننا، أن نترك الصادقين، ونكون مع الكاذبين؟! أن نترك الأستاذ محمود ونكون مع د. النعيم.
    قالت الأستاذة اسماء ان د. النعيم ساعد بعض الدول من بينها تركيا.. وهي قالت ذلك كإشادة بد. النعيم، وتفخيم لمكانته!! إذا صح ما تقول، فالأمر وصمة!! لأنه يعني أن د. النعيم يساعد نظام الاخوان المسلمين في تركيا، نظام اردوغان، بما عرف عليه من كل المساويء.. وهو الآن يقوم بحشد المرتزقة لغزو ليبيا.. إنك تعارضين الهوس الديني بالكلام، وتؤيدين مساعدته بالفعل.
    أنت زعمت أن د. النعيم: (مؤمن بالفكرة الجمهورية وأن كمال تطبيقها إنما يتوج بعودة المسيح، ولكنه بالرغم من إيمانه بعودة المسيح لا يعلم كثيراً متى يظهر..).. أولاً لا يقال ان الفكرة تطبيقها إنما يتوج بعودة المسيح كأنما هنالك تطبيق سابق على المسيح.. تطبيق الفكرة لا يبدأ إلا مع المسيح.. أما زعمك أن د. النعيم يؤمن بالفكرة الجمهورية، فهو زعم لا نصيب له من الصحة.. وهو ليس فقط لا يؤمن، وإنما هو يعمل عملاً إيجابياً واسعاً على هدمها.. وقد أوردنا الأدلة المستفيضة على ذلك، في حين أنك لم توردي ولا دليل.. ولن تسطيعي أن توردي أي دليل، لأن الأدلة كلها عكس ما تقولين.
    كيف تزعمين يا أ. أسماء أن د. النعيم يؤمن بعودة المسيح؟! أنت تعلمين تماماً وبصورة لا شك فيها انه لا يؤمن بالمسيح.. وقد قال ذلك في عدة مواقع، وقد قاله أمامك أنت بمركزك.. فقد قال في صحيفة أجراس الحرية بتاريخ 18/1/2009م: "على المستوى الشخصي لست مشغولاً بمن هو المسيح، ومتى سيأتي (لست وقتجياً) إذا جاء المسيح الآن لن يحل مشكلتي إذا لم أحلها بنفسي"!! ويقول: " عقيدتي أنا: إنه في تدخل روحي حا يحصل.. لكن التدخل الروحي حا يحصل من خلال الإنسان، وليس من خارج الإنسان.. دي عقيدتي أنا!! قد تكون صالحة ولاّ باطلة، ولكن دي عقيدتي أنا!! البيفتكر أنه حا يحصل تدخل روحي خارق، دي عقيدتو!! أنا لأني بفتكر أنه التدخل الروحي بحصل من خلال إرادة الإنسان، واختيارو، وممارستو، عندي رأي في أنه أنا إذن كيف أغيّر ممارستي، لتحقّق التدخل الروحي المطلوب!! الآخر اللي بنْتظر التفاعل الخارجي، الينتظرو!!).. ويقول: (نحن عندنا عقيدة المسيح!! والمسيح هو ايه! يعني بننتظر الإنقاذ من الإنسان الخارق!! (ضحك) يمكن في إنسان خارق!! ويمكن حا ينقذنا!! (الضحك يتواصل).. لكن: في النهاية لحدي ما يحصل دا، أنا بقول، وما زلت أرددها، وبقولها تاني: لو ما كل واحد فينا بقى مسيح، مافي مسيح حا يجي يغيّر فينا حاجة!! ..( تصفيق وضحك..).. ومع كل هذا الإستهتار، والتهكم، من قضية المسيح، تأتي أ. أسماء لتقول لنا أن د. النعيم يؤمن بعودة المسيح!! فهل نصدقها هي، أم نصدقه هو!! ولماذا كل هذه المبالغة، في محاولة تحسين وجه النعيم، وتسويقه، إن الأمر محير جداً.
    من يؤيد د. النعيم، قطعاً لا يؤيده من أجل الدين، فعله كله يقوم على نقض الدين.. ومن يؤيده قطعاً تأييده لا يكون فكرياً، فليس في أقواله أي مجال للفكر.. فإذا كان التأييد ليس لدين، ولا لفكر، فليكن لأي سبب، فهو لن يكون إلا لإعتبارات ذاتية أو لدنيا.. البعض يقول أن التأييد بسبب المال.. وهذا عندي غير مقنع.. والبعض يقول أنها الشللية والوقوف مع النفس، هذا ممكن ولكنه غير كافي.. هنالك أمر غير طبيعي يحدث!! ومن يؤيد د. النعيم لماذا يعتبر نفسه جمهورياً؟! هل لنفس اعتبارات د. النعيم التي بسببها ينسب نفسه للفكرة؟!
    ومع أن تشويه د. النعيم للإسلام خطير جداً، في المحتوى، إلا أنه لا يستطيع أن يحقق أي شيء، في هدم الإسلام عند المسلمين، لأنه ضعيف جداً، وخالي من أي منطق، ويعتمد على الكذب بصورة أساسية.. ولذلك حتى العدد القليل الذي يؤيده، يعجز عن ترديد أقواله.. فموضوعه فاشل، قطعاً لن يحقق أي شيء ذي بال، مما يريده أعداء الإسلام.
    ومن يؤيد د. النعيم من الجمهوريين، في أي مستوى من مستويات التأييد، لا يفعل أكثر من أن يضيف ذنباً إلى ذنوبه، دون أن يغير ذلك شيئاً من ذنوب المؤيد.. والأمر بإذن الله، نهايته قريبة جداً.. وستتكشف الأمور، ويكون التغابن.. أهلنا في شمال السودان يقولون: الكضب من دورين اقوم ، يلحقو الصح في فرد يوم!!
    في مخاطبة لحشد من شباب الثورة، دعتهم الأستاذة اسماء أن يرفضوا أن يكون هنالك مصدر للتشريع قائم على الدين!! قالت لهم: (حقو انهم يرفضوا ان يكون في مصدر للتشريع قائم على الدين..).. وبقولها هذا جاهرت بمفارقتها الأساسية للفكرة، وتبنيها التام لدعوة د. النعيم.. الفكرة تقوم بصورة اساسية على ان القرآن هو مصدر التشريع الوحيد، واسماء تعارض هذا علنا.. والأستاذ يقول: ان الدعوة للدستور العلماني خيانة، والأستاذة اسماء تدعو للدستور العلماني علنا.. فماذا ابقت للفكرة، خصوصا انها ابعدت في حزبها التربية وطريق محمد صلى الله عليه وسلم.. في الواقع هي لم تبق شيئا من الفكرة.
    نحن هنا نورد بعض اقوال الأستاذ التي يقرر فيها أن القرآن هو مصدر التشريع.. يقول الأستاذ: (لكي يحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر فإننا نتخذه من (القرآن) وحده..).
    ويقول د. النعيم كمناقضة لقول الأستاذ: (إن القرآن عندي لا يصلح ان يكون مصدرا للتشريع او القانون..) .. والأستاذة اسماء تؤيده في ذلك وتعارض الأستاذ محمود!!
    يقول الأستاذ: (هذا المجتمع دستوره الدستور الاسلامي – ونحب ان ننبه الى ان كلمة اسلامي هنا تعني ما يعنيه الجمهوريون، لا الدعاة السلفيين.. وذلك لأن الدستور في هذا المستوى يملك القدرة على التوفيق بين حاجة الفرد الى الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة الى العدالة الاجتماعية الشاملة.. ولقد عجزت كل الفلسفات الاجتماعيات عن هذا التوفيق..).. ويقول: (وإني لشديد الثقة بأن هذا الشعب لن يتحرر مهما بلغت محاولاته، إلا عن طريق الاسلام.. وابادر فاطمئن الشباب المثقف اني لا اعني الاسلام الذي احترفه المجلببون بجلابيب شرف الانجليز.. وإنما اعني الاسلام الذي يقوم على روح القرآن ويستنبطه الذين يعلمونه.. وقد وظفت نفسي للدعوة اليه، ولن يهدأ لي بال حتى ارى الانسانية قاطبة وقد قام ما بينها وبين ربها على الصلاة، وبينها فيما بينها على الصلة، وعلى الله قصد السبيل..).
    نقيض لقول الأستاذ هذا ، يقول د. النعيم: (إن الفكرة التي تقول أن القرآن هو المصدر المباشر او الأساسي للتشريع انما هي فكرة مضللة وغامضة وتشكل اشكالية حقيقية).. هو يسيء للفكرة بهذه الصورة ودون ايراد أي اسباب!! والأستاذة اسماء تؤيده في ذلك، وتقول علانية بضرورة عدم جعل الدين مصدرا للتشريع!! " هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا"
    ولقد بلغني ان بعض المواقع هاجمت الأستاذة اسماء بسبب قولها هذا، وهاجمت الأستاذ محمود والفكرة.. وقبل ذلك ايدت الأستاذة اسماء التطبيع مع اسرائيل، وقد عرض هذا التأييد الأستاذ محمود ودعوته الى هجوم شديد من بعض الجهات.. هذه هي الحركة عند الأستاذة اسماء، وهذا هو المحتوى الذي تذيعه على الناس.. الناس لا يفصلون بين الفكرة وحزبها، بل يعتبرون ما تدعو اليه هو الفكرة، مع انه نقيض الفكرة.. ولكن الناس لا يعلمون.. ومع ذلك، وربما بسبب ذلك تريدني الأستاذة اسماء أن اصمت عن التصحيح، خصوصا تصحيح تشويه د. النعيم الذي تتلمذ عليه دون الاستاذ، بل ضد الأستاذ!!
    نحن، الجمهوريين والجمهوريات ابناء الأستاذ محمود، وهذه الأبوة الروحية هي ما نعتز به، ونعتبره موضع شرف الدنيا وعز الآخرة.. لو لم يقدم لي الأستاذ محمود أي شيء، سوى ان هداني الى طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وسلكني فيه، وأعانني على محبة المعصوم، وتنمية هذه المحبة، فهذا وحده كاف جدا.. وهو النعمة التي لا تعد، والخير الذي لا ينفد.. ان عقوق ابوة الأستاذ الروحية ، هو الشر المستطير، الذي يجرد صاحبه من كل القيم.. فأعوذ بالله من هذا العقوق، واعيذ جميع اخواني واخواتي منه.. إنها فتنة خطيرة ومحزنة، ومؤلمة اشد الألم، ولولا اللطف الالهي ، ورؤية الفاعلين، لما امكن تحمل ما يجري..
    احب أن اؤكد للقراء الكرام أن ما تقوله الأستاذة اسماء مما ذكرناه، لا علاقة له بالفكرة وبالاستاذ محمود.. بل هو على النقيض من دعوة الأستاذ محمود، فليتحروا ولا يستعجلوا في امرهم.
    حفظ الله الجميع .. ورد غربة من اغتربوا، قبل فوات الأوان
    هذا والله المستعان
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 22/7/2020م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de