الاستاذة أسماء وتأييد د. النعيم (1-2) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 09:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2020, 01:31 AM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاستاذة أسماء وتأييد د. النعيم (1-2) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    01:31 AM July, 19 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الامُورُ"

    كتبت الاستاذة أسماء محمود، رداً مختصراً على الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت، عندما هاجم الجمهوريين والفكرة الجمهورية.. كما قامت بالرد على أحد الشبان في تسجيل صوتي لتفصل بين أقواله والفكرة الجمهورية.. إذن الأستاذة أسماء ترى ضرورة الفصل بين الفكرة وبين من يتحدثون عنها بخلاف ما تقول.. لكن هذا الموقف، وهذا الميزان، لا تزن به استاذة أسماء أقوال كل من يتحدثون عن الفكرة.. فهي لها أكثر من ميزان.. هي في حين انها ترد على من اعتبرتهم ليسوا من الفكرة، ولا يحق لهم ان يتحدثوا باسمها، تفعل عكس ذلك مع د. عبدالله أحمد النعيم _ أسوأ من شوه الفكرة على الإطلاق_ هي تؤيده وتعتبره جمهورياً، رغم كل أقواله المناقضة للفكرة، والمشوهة لها.
    في حديث للأستاذة أسماء منشور بقروب "الإسلام والسودان" 2 مايو 2020 اعلنت فيه تأييدها لد. عبدالله النعيم، وشهادتها له بأنه جمهوري!! فهي قد قالت: (انا من الذين يرون وجاهة ما طرحه د. عبدالله كحل مرحلي قال عنه صاحبه أنه جمهوري وأشهد له بذلك، وأنه تلميذ للأستاذ محمود وأنه مؤمن بالفكرة الجمهورية وإن كمال تطبيقها إنما يتوج بعودة المسيح ولكنه وبالرغم من ايمانه بعودة المسيح لا يعلم كثيرا متى سيظهر..).. بكل أسف هذا القول تزييف للحقائق، وخروج عن الموضوع.. فالموضوع لم يكن قط عن الدولة العلمانية، وإنما كان دائماً عن أفكار د. النعيم المناقضة للإسلام وللفكرة الجمهورية.. فصرف الاستاذة أسماء للموضوع ليكون هو الدولة العلمانية، هو خروج عن الموضوع ولا علاقة له بقيم الحوار خلِّ عنك قيم الفكرة التي تُذكّر الأستاذة أسماء بها!! في تسجيل للأستاذة أسماء في محاولة للدفاع عن د. النعيم أوردت نصاً واضحاً لد. النعيم يزعم فيه انه ليس مسلماً بمعنى الإسلام العام، ولا بمعنى الإسلام الذي عليه المسلمون، إنما هو صاحب إسلام ذاتي!! أوردت هذا القول لا لتناقشه، وإنما لتتهمني بأنني تكفيري، وأن التكفير مفتاح تفكيري!! هذا أسلوب لا يجوز على أحد وللقراء عقول!!
    تهمني شهادة الاستاذة أسماء التي أوردناها والتي تزعم فيها ان د. النعيم جمهوري.. ما هو الدليل؟ كالعادة لا دليل (وأشهد له بذلك)!! هذه شهادة زور، وهي مفضوحة لا يمكن ان تجوز على أي أحد ممن لهم معرفة بأقوال د. النعيم إلا إذا كان مغرضاً.. على كلٍ، أنت شهدتي بأنه جمهوري، أنا أشهد بأنه ليس جمهورياً، كما أنه ليس مسلما، وهو أيضاً ليس على أي دين.. أكثر من ذلك، هو ضد الدين بصورة مبدئية عامة، وضد الإسلام بالذات، وضد الفكرة الجمهورية.. موقفه ضد الدين ليس موقفاً سلبياً، وإنما هو صاحب نشاط واسع في هدم الدين.. كل هذا الذي أقوله هو أمر بداهة، تدل عليه أقواله القاطعة، التي من المستحيل أن يختلف حولها اثنان في الحالات الطبيعية.. ولكننا بكل أسف في حالة غير طبيعية!! حالة يزعم فيها البعض من أمثال الأستاذة أسماء ان د. النعيم مسلم وجمهوري!! وعندما نورد لهم أقواله التي تنفي مثل هذا الامر نفياً قاطعاً، ولا واحد منهم يجرؤ على مناقشة هذه الأقوال، هذا استمر لمدة طويلة _لعدد من السنين!!
    أنا لا املّ، ولن املّ ان شاء الله، من إيراد أقوال د. النعيم القاطعة التي تبين تشويهه للإسلام وللفكرة، وأنا على يقين من أن الاستاذة أسماء وصحبها من اتباع د. النعيم لن يناقشوا هذه الأقوال.. وهذا تأكد بالتجربة الطويلة.
    نورد للاستاذة أسماء، النص الذي أوردته هي بنفسها، من أقوال د. النعيم، وقد جاء فيه: (عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان..).. فإسلام د. النعيم اسلام ذاتي مخالف للإسلام المعروف، ومخالف لإسلام جميع المسلمين.. بل مخالف لدين جميع أصحاب الأديان السماوية، من لدن سيدنا آدم وإلى خاتم الأنبياء.. فهل اسلام أستاذة أسماء هو هذا الاسلام الذاتي؟ وعندما تشهد الاستاذة اسماء بأن د. النعيم جمهوري، فهذا يعني بأنها تشهد بأن جميع أقواله تمثل الفكرة الجمهورية.. فهل الإسلام في الفكرة الجمهورية إسلام ذاتي كما يزعم د. النعيم؟! حسب شهادة الأستاذة أسماء ينبغي ان يكون الأمر كذلك!!
    زعمت الاستاذة أسماء ان ما يكتبه د. عبدالله لا يمثل أي شخص آخر، هي قد قالت: (قال الأخ عبدالله أن ما يكتبه لا يمثل أي شخص هو وحده المسؤول عنه..).. لكنك تعلمين يا أستاذة أسماء انه يقول عكس ذلك.. فهو يقول: (أنا تلميذ للأستاذ محمود محمد طه في جميع أحوالي، وفي كل ما أدعو إليه في أمور الحياة العامة..).. فهو يزعم ان جميع أقواله العامة، هو تلميذ للأستاذ محمود فيها.. قولك هذا لا قيمة له، وأنت لم توردي عليه أي دليل، كما انك أنت نفسك شهدتي له بأنه جمهوري، وهذه شهادة تجعل كل أقواله الأساسية هي من الفكرة.. انا لا احتاج ان اورد لك الكثير من أقوال د. النعيم الاساسية المفارقة للاسلام وللفكرة.. يكفي أن نورد، بالإضافة إلى إسلامه الذاتي المزعوم، قوله بأن الدين صناعة بشرية.. فهو يقول: ((كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً، سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على الثقافة".. (فأنا، عندما أتحدث عن الدين والثقافة، إنما أتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن إعادة صنعهما، من قبل البشر..)!! هذا قول واضح جداً، ولا يمكن تحريفه، أو القفز عليه، وكل أقوال د. النعيم الاخرى في هذا المجال تعضده وتؤكده.. فإذا كان د. النعيم، كما تزعم أستاذة أسماء، جمهوري، وكل أقواله هو فيها تلميذ للاستاذ محمود، كما يزعم هو، فهذا يعني بأن الفكرة الجمهورية تقول بان الدين صناعة بشرية.. نص د. النعيم هذا يؤكد بصورة قاطعة أنه ضد الإسلام، وضد الفكرة الجمهورية بصورة حاسمة، لا مجال معها للمساومة.. هل نطمع ان ترد الاستاذة أسماء على هذا القول الذي أوردناه عن د. النعيم؟! بالطبع أنا أعلم انها لا تستطيع، ولكن القصد ان اضعها في مواجهة أمام القراء، وسأظل افعل ذلك دون أي اعتبار لتهربها.
    لقد ورد في موضوع الدين صناعة بشرية، الإشارة إلى موضوع الواسطة البشرية عند د. النعيم.. فهو في هذا الصدد يقول: (ولكن الأمر فيما يخصني هو أن هذا هو موقفي! وهذه بالطبع هي عقيدتي في كيفية حدوث الأشياء في الكون. فأنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بطريقة متجاوزة للوجود المادي أو خارقة للطبيعة. إن الله يفعل في الوجود عبر الواسطة البشرية.. فالبشر هم الذي يتصرفون ويتخذون المواقف.. إننا نحن البشر من نفعل أو نفشل في الفعل..).. مفهوم الواسطة البشرية، هو مفهوم مركزي لدعوة د. النعيم، ومنه جاء مفهوم ان الدين صناعة بشرية.. عنده البشر هم من يفعل (اننا نحن البشر من نفعل او نفشل في الفعل).. وهذا قول المقصود منه مناهضة مفهوم وحدة الفاعل، وهي تفيد بان الله هو وحده الذي يفعل في الحقيقة.. هي تفيد بأن الله هو الفاعل الحقيقي لكبير الأشياء وصغيرها.. فد. النعيم يبعد الله من كل شيء، وهو يحاول ان يوجد افكار مناقضة لأفكار الأستاذ محمود الأساسية.. فإذا تحدث الأستاذ محمود عن الناسخ والمنسوخ فيحاول د. النعيم ان يناقض قول الاستاذ محمود بكذب مفضوح فيقول: (وعلى هذا، فإن النسخ الذي حدث كان خيارا اتخذه الفقهاء المشرعون والقضاة!! لا يوجد نص في القرآن يقرّر النسخ!!).. فمن أجل معارضة الفكرة الجمهورية لا يتورع د. النعيم من مثل هذا الكذب.. ونحن نسأل الاستاذة أسماء: هل د. النعيم في قوله هذا يكذب أم هو صادق؟ هل توافقينه على انه لا يوجد نص في القران يقرر النسخ؟! يقول د. النعيم: (الشريعة ليست منزلة من الله.. لقد كانت عملا بشريا، وستظل دائما كذلك!!..).. هل توافق أستاذة أسماء على هذا القول؟ هل الفكرة الجمهورية تتفق مع زعم د. النعيم هذا، ام هي نقيض لما يقول د. النعيم؟ وإذا كانت نقيض لما يقول د. النعيم كيف تشهدين له بأنه جمهوري؟! يقول د. النعيم في أكاذيبه المفضوحة: (القرآن ليس مصدراً للتشريع ولا للشريعة).. ويقول: (الفكرة التي تقول إن القرآن هو المصدر المباشر أو الأساسي للتشريع، إنما هي فكرة مضللة، وغامضة، وتسبب إشكالية حقيقية..).. من المؤكد ان الفكرة الجمهورية تقوم بصورة اساسية على ان القرآن مصدر التشريع، وهو مصدر الشريعة.. وبقوله هذا يتهم د. النعيم الفكرة الجمهورية بأنها مضللة وغامضة.. فهل الأستاذة أسماء توافقه في ذلك؟ لماذا تقبل الأستاذة أسماء هذه الإهانة للأستاذ محمود وللجمهوريين؟ يقول د. النعيم ان القرآن "لا يصلح ان يكون مصدرا للتشريع أو القانون".. ويقول: (لا يستقيم من الناحية المنطقية ان يخاطب القرآن غير الانسان المكلف شرعا..).. وهذا كذب على الله وعلى القرآن.. فالقرآن يخاطب كل موجود، فهو يقول مثلاً للنار: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ).. ويقول: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).. ويقول: " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ".. فهل د. النعيم يكذب في زعمه هذا، يا أ. اسماء ام هو لا يكذب؟ يقول د. النعيم: (الشريعة الإسلامية لم تكن أبداً أساساً لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب ان تكون أساساً له..).. هذا من الكذب على الله، اما الكذب على الاستاذ محمود، نورد منه مثلاً قول د. النعيم: (فكرته أو نظريته كانت مؤسسة على القول بأن الشريعة هي فهم بشري للاسلام، وبوصفها فهم بشري للإسلام يجب ان تتطور مع تطور المجتمعات..).. وهذا محض كذب.. يقول د. النعيم: (الفكرة الجمهورية تهدف إلى التزام الإسلام لدى كل مسلم وليس لإقامة دولة تزعم أنها إسلامية، في مغالطة وخداع للشعب..).. انا اشهد ان هذا محض كذب.. فهل تشهد الاستاذة أسماء انه صدق؟! هذا ما ينبغي ان يقوم عليه موقفها بما انها شهدت بأن د. النعيم جمهوري.. هذه بعض صور الكذب المفضوح عند د. النعيم، وقد سبق ان كتبنا ثلاث حلقات عن كذب د. النعيم.. ومن يكذب بهذه الصورة لا يمكن ان تكون له علاقة بالدين ولا بالفكر!! ونحن طالما جربنا الكذب عند د. النعيم، بصورة مبالغ فيها، كما وضح من النماذج التي ذكرناها، فهو عندنا لا يستحق مجرد النظر في اقواله، ولولا واجب تصحيح التشويه الذي يلحقه بالفكرة، لما نظرنا في اقواله هذه.
    الذاتية والنسبية:
    يقول "المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة" عن الذاتية انها: (النظرية التي تنكر القيمة الموضوعية بين الحق والباطل).. وقد رأينا ان د. النعيم يزعم ان الاسلام يجب ان يكون ذاتياً، لنعد نص د. النعيم: (عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان..).. بالنسبة لجميع المسلمين، الاسلام موضوعي، وهذا أمر بداهة لأنهم من المستحيل ان يتفق جميع الناس على أمر ذاتي.. يقول د. النعيم في تؤكيد أمره: (في الحقيقة ما في فهم ديني موضوعي، كل فهم ديني فردي.. ما في رأي ديني موضوعي.. أي رأي ديني ذاتي).. هذه مغالطة لا معني لها ولا قيمة، وهي عكس الواقع.. لا يوجد في الواقع فهم ديني فردي أو ذاتي.. وإنما كل فهم ديني يشترك فيه جماعة من الناس يشتركون في نفس المفاهيم الدينية، ويعتبرون من يخالف هذه المفاهيم المشتركة خارج عن الدين، وهي مفاهيم عديدة.. كما يشتركون في نفس القيم، وهي قيم ثابتة عندهم، جاءت عن طريق رسلهم.. ويشتركون في شعائر وعبادات واحدة.. فالصوم والصلاة عند جميع المسلمين في العالم، وعبر التاريخ، هي نفسها وفي كل تفاصيلها.. فالدين أمر مشترك بين أصحابه، ومن المستحيل ان يكون ذاتياً، يقرره كل فرد بنفسه.. وهذا أمر بداهة لا يمكن ان يختلف فيه إثنان، في الظروف الطبيعية، ولكننا كما ذكرت لسنا في ظروف طبيعية.. على كلٍ، اسلام د. النعيم هذا الذاتي لا علاقة له بالاسلام العام، ولا بعامة المسلمين.. وبالطبع هذا ما قاله د. النعيم بنفسه.. وإذا كان موضوع الإسلام موضوعاً ذاتياً فلا معنى للحديث عنه مع الآخرين، ولكن د. النعيم نفسه يحدث الآخرين ويكتب لهم!!
    يقول د. النعيم: (ليس هنالك وسيلة موضوعية مستقلة لتقرير اذا كان الإنسان على حق أو على باطل، فكل إنسان يعتقد انه على حق ويعتقد ان الذين يوافقونه على حق وليس هنالك وسيلة موضوعية لتقرر من هو على حق او على باطل إلا بحكم إنسان آخر قد يكون هو على حق أو على باطل..).. إذا كانت معرفة الحق من الباطل مستحيلة، فلا معنى للحوار بين البشر.. العقل هو وسيلة معرفة الحق من الباطل، والعقل أمر مشترك بين جميع البشر.. وإذا كان الأمر ذاتي لما تحول البشر من فكر إلى فكر، أو من دعوة إلى دعوة.. والواقع الذي لا يمكن انكاره ان الناس يتحولون في افكارهم، ويعتنقون الافكار الجديدة التي كانوا يعارضونها في البداية، فعندما جاء الإسلام مثلاً وجد معارضة شديدة، ثم أقبل عليه الناس، حتى أصبح عدد المسلمين اليوم حوالي خمس سكان العالم.. وهكذا الحال بالنسبة لكل دين أو فكر.. فالماركسية بدأت بماركس، ثم إنجلز، ثم انتشرت حتى أصبح يدين بها نصف سكان العالم تقريباً، ثم هي نفسها اضمحلت.. وهكذا الحال بالنسبة للعلمانية وأي فكر آخر.. فقول د. النعيم قول يخالف البداهة، ويناقض الواقع.. فكل إنسان يملك فرصة معرفة الباطل من الحق بعقله.. إذا كان د. النعيم صادقاً فيما يقول، فيجب عليه الا يكلم الناس أو يكتب إليهم، فهم حسب زعمه لا يملكون وسيلة للتمييز بين الحق والباطل.
    والذين يؤيدون د. النعيم، ومنهم الأستاذة أسماء يتحدثون عن المنابر الحرة والحوار.. فما هي قيمة هذا الحوار إذا كان التمييز بين الحق والباطل اساسا غير ممكن ولا توجد له وسيلة موضوعية؟!
    د. النعيم كما أنه ذاتي، هو أيضاً نسبوي في الفكر والاخلاق.. في حوار لد. النعيم مع بعض الاخوان، ختم د. النعيم الحوار بقوله: (البحب أوكده إنو ما في فرصة لحسم هذه المسألة.. أنا رأيي كده.. أحمد دالي ولاّ غيرو من الأخوان والأخوات رأيه كده.. دي مسألة حتفضل كده.. أنا رأيي أنا ما مختلف.. عبدالله فضل الله أو عمر أو أي زول رأيه أنا مختلف، كويس.. خلاص!! ما في فرصة لحسم الموضوع ده).. الفرصة دائما موجودة، عندما يقوم الحوار على الفكر الحر الموضوعي.. ود. النعيم لم يقل قوله هذا منذ البداية، وإنما قاله في النهاية، بعد ان دخل في الحوار، ووجد انه لا يمتلك أي شيء موضوعي يقنع به الآخرين.. النسبية الفكرية، أو (النسبوية)، هي اتجاه عدمي، يتنكر لقيمة الفكر الموضوعي.. وقد قال كارل بوبر عن هذه النسبية: انها خيانة المثقفين!! هي خيانة لأمانة الفكر، وهروب من ميدان الموضوعية.
    أخشى ان تكون استاذة أسماء قد تتلمذت على د. النعيم في موضوع الذاتية، والنسبية.. وهذا ما يطالعني من أقوالها، خصوصا عندما تقول: هذا رأيي!! هي تتحدث عن الفكرة وتورد رأياً مخالفاً لها، وتزعم انه رأي الفكرة، دون إبراز أي دليل موضوعي.. وهذا كثير في أقوال أستاذة أسماء، فهي تنسب للفكرة جميع مفارقاتها، وتزعم ان هذا فهمها دون إيراد أي دليل.. هي تقول في حديثها هذا الذي نحن بصدده، عن مناقشة أقوال د. النعيم: (في رأيي هذا الطرح قديم، نوقش كثيراً وبنى كل منا موقفه بعد الاطلاع عليه).. في الواقع موقفك قبل الحوار، ظل بعد الحوار كما هو عليه، ودون إيراد أي اسباب موضوعية، ودون قيامك بالرد على ما يطرح عليك من اسئلة ومن اتهام.. فموقفك هو نفس موقف د. النعيم: (كويس خلاص مافي فرصة لحسم الموضوع ده).. موضوعك، مثل موضوع د. النعيم، لا علاقة له بالحوار، وإنما هو موضوع نفوس _موضوع رغبات _ يريد صاحبها ان يقيم عليها، والإقامة على الباطل أمر مستحيل.. فما لا يتغير اليوم، يتغير غداً.
    يزعم د. النعيم ان كل الناس نسبويون، فهو يقول: (أود أن أقول شيئا هنا ربما يمكنكم البناء عليه في النقاش الذي سيتبع.. أنا أعتقد، مثلما بعضنا على علم ، بكل تأكيد ، بهذا الشد والجذب حول عالمية ونسبوية حقوق الإنسان، وأحب أن أعلن أن موقفي في ذلك هو أننا كلنا نسبويون.. ليس هناك أناس عالميون "كوكبيون"..)..
    النسبية في الفكر وفي الاخلاق تعني ان يكون الفكر ذاتياً، والاخلاق ذاتية، فليس فيهما مجال للموضوعية التي يقتضيها الحوار، فكل فرد يفسر الأمور كما يشاء، (أنا رأيي كده.. أحمد دالي ولاّ غيرو من الأخوان والأخوات رأيه كده.. دي مسألة حتفضل كده).. فالنسبوية تبعد أي شيء مشترك بين البشر يجعل الحوار بينهم ممكناً.
    النسبوية الأخلاقية:
    ان اخطر شيء بالنسبة لذاتية د. النعيم ونسبويته هو ما يتعلق بالجانب الأخلاقي.. فالنعيم لا يؤمن باخلاق مسبقة وثابتة.. الأخلاق عنده ذاتية، يحددها كل شخص لنفسه.. يقول مثلاً: (بعبارة أخرى أنا اركز على الممارسة التي يؤكد عبرها البشر بوضوح القيم الانسانية التي يعتمدونها لخدمة مصالحهم الأساسية بدلاً من الافتراض أن هناك نظرية اخلاقية مجردة تحدد للبشر في كل مكان ماهية وطبيعة القيم الانسانية..).. ويقول: (إن الرؤية التي أقدمها للقيم الإنسانية ليتم التباحث حولها من هاتين المحاضرتين، تتفادى عن عمد، ومن حيث المبدأ، محاولة تحديد ماهية هذه القيم بصورة عامة. وهذه الرؤية جزء لا يتجزأ من دعوتي لتجاوز الهيمنة لصالح حرية الإرادة والتقرير الذاتي..).. ويقول: (من وجهة نظري القيم الإنسانية يجب أن يتم تشكيلها وصياغتها، عبر الاقرار الواسع، والاعتراف بالحقيقة والواقع العام الذي يعكسه ضعفنا، وقصورنا المشترك، وليس عبر تأكيد أو فرض ادعاء ميتافيزيقي أو فلسفي حول (الطبيعة الانسانية)، أياً كان هذا الادعاء..).. ويقول: (بالنسبة لتطور القيم الانسانية اقول إن القيم الانسانية هي ما يحدده كل فرد لنفسه نسبة لتفكيره وغرضه. انها مسألة خيار أخلاقي لكل فرد، سواءاً قرر ممارسة هذا الخيار أم لا..)..
    أولاً: يرفض د. النعيم وجود نظرية أخلاقية مجردة تحدد للبشر في كل مكان ماهية طبيعة القيم الانسانية.. والاسلام كله مبني على تحديد قيم اخلاقية مجردة.
    ثانياً: هو يقول انه يتفادى عن عمد، وعن مبدأ محاولة تحديد ماهية هذه القيم بصورة عامة.
    ثالثاً: هو يعتبر ان الاخلاق التي لا تقوم على اساس مفهوم الطبيعة الانسانية، أو على أساس غيبي (فرض ادعاء ميتافيزيقي)
    رابعا: هو يعتبر القيم الانسانية هي ما يحدده كل شخص لنفسه حسب تفكيره ورغبته.
    وهذا الغاء تام للقيم الأخلاقية، فالمبدأ الاساسي في الاخلاق هو ان تأتي للانسان من خارجه، سواء ان كان من المجتمع وتقاليده أو من الله والدين.. وأي اخلاق تأتي من الداخل _ فكر الانسان ورغبته _ هذه ليست أخلاق، فالاخلاق أساساً تأتي لتجعل قيم الانسان تقوم على مباديء خارجه.. الاخلاق الذاتية تقوم على الهوى.. والاخلاق الموضوعية تقوم على محاربة الهوى.. يقول المعصوم: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به).. الاخلاق لا تقوم على رغائب الافراد، كما هو الاتجاه عند د. النعيم، وإنما تقوم على تحويل هذه الرغائب لتكون محددة بمباديء مسبقة، مثل: الصدق والأمانة، والتخلي عن الانانية السفلى ونصرة الضعيف ...إلخ.. فهي تلزم الفرد بمباديء وقيم في البداية نفسه لا تريدها.. والاخلاق إنما تقوم على مراعاة المصلحة العامة، بدل المصلحة الشخصية، كما يدعو د. النعيم.. والاخلاق يجب ان تكون خارج الفرد، ومسبقة يعرفها الجميع، ويعملون على الالتزام بها.. وقيمة الاخلاق في الاسلام هي للفرد الذي يلتزم بها، وللجماعة.. بالنسبة للفرد هي التي تحقق حريته الفردية.. وبالنسبة للجماعة تحقق حقوقها.. وقد عرف الاستاذ الاخلاق بانها حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة.. خلاصة الأمر، الاخلاق الذاتية هي ضد الاخلاق، وضد الأسس والمباديء التي تقوم عليها الاخلاق.. يقول د. النعيم: (فيما يخص هذا الموضوع، وهذا هو الموقف الذي أتبناه وأقدمه في هذا الكتاب، وهو أني أريد أن أقول إن أي سياسة عامة أو تشريع عام لا يمكن تبنيه بالرجوع إلى المرجعية الدينية. ومعنى ذلك أنك إذا أردت أن تمنع العلاقات الجنسية المثلية، بين الأفراد من الجنس الواحد، لا يمكنك أن تفعل ذلك بسبب أنها حرام، وتقول للناس لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين..).. هذا نسف تام للاخلاق.. فهو قد جعلها أولاً موضوعاً فردياً.. ثم هو هنا يبعد المرجعية الدينية.. مرجعية الحلال والحرام عند الله، وهي الاساس الوحيد للاخلاق.. لاحظ انه لا يمكنك ان تفعل ذلك بسبب انها حرام!! لماذا لا يمكنني؟! أنا كمسلم يجب علي ان امتنع عن الحرام لأن الله حرمه.. كما يجب ان أقول للآخرين لا يمكنكم ان تفعلوا ذلك (لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين).. عكس ما يزعم د. النعيم، المثلية التي ضرب بها المثل هي حرام من وجهة نظر الدين، وينبغي ان تحرم عند الافراد وعند المجتمع، لأن الله حرمها.. لكن د. النعيم يستبدل الله والدين، بالفكر والرغبة عند الافراد (القيم الإنسانية هي ما يحدده كل فرد لنفسه نسبة لتفكيره وغرضه).. وهو يستدل على صحة القيم بما يسميه "المنظور التاريخي" اسمعه يقول: (النقطة التي أود أن أعلق عليها هي المنظور التاريخي الذي أؤمن به. فالآن الحديث عن حقوق المثليين والمثليات يبدو أمراً مؤسسا جداً ومقبولا جداً، ولكن هذا الأمر ظهر مؤخراً جداً، جداً، في هذا البلد، في هذه الثقافة. كما تعلمون، إذا رجعتم عشرين سنة في الماضي، سوف لن تجدوا نفس القدر من التسامح والتفهم لحقوق المثليين وحقوق المثليات، على النحو الذي تجدونه اليوم..).. حسب المنظور التاريخي الذي يؤمن به د. النعيم، القبول او عدم القبول هو الذي يحدد صحة القيم.. فالمثلية كانت في الولايات المتحدة، قبل عشرين عاماً، غير مقبولة.. أما الآن فهي مقبولة وحق من حقوق الانسان، من أجل ذلك أصبحت صحيحة.. الخطر من القيم الأخلاقية يأتي من هنا، يأتي من ان يُفلسف لها، فلسفة تجعلها صحيحة متى ما كانت مقبولة عند الفرد أو الجماعة.. وحسب د. النعيم القيم (هي ما يحدده كل فرد لنفسه نسبة لتفكيره وغرضه، وحسب ما يقرره المجتمع).. (فالآن الحديث عن حقوق المثليين والمثليات يبدو أمراً مؤسسا جداً ومقبولا جداً، ولكن هذا الأمر ظهر مؤخراً جداً، جداً، في هذا البلد).. فالاخلاق عنده لا تقوم على مباديء ثابتة، وإنما تقوم على الرغبات والقبول!! الفرد البشري دائما يرغب في تحقيق شهوته، ولو على حساب الآخرين، وما كان للمجتمع ان يقوم لولا كبت الشهوات التي يؤدي العمل على تنفيذها إلى انقسام المجتمع وتصدعه، مثل الشهوة الجنسية ورغبة التملك.. عند د. النعيم الكذب، والخيانة، والسرقة، ليست أمور خاطئة بصورة مبدئية ويجب الا تحرم قانوناً، أو لاعتبارات دينية.. موضوع المنظور التاريخي، هو عكس، وتشويه لمصطلح الاستاذ محمود (حكم الوقت) وهو يعني حكمة الله في الوقت المعين.. أبعد د. النعيم الله وحكمته، وترك الزمن!! وفي هذا المنظور المثلية ليست خطأ بصورة مبدئية، ولا يوجد أي شيء خطأ بصورة مبدئية، بل المثلية هي صحيحة اليوم، مؤسسة جداً، ومقبولة جداً، حسب زعمه.. هذه دعوة لانحطاط أخلاقي شامل، وفوضى أخلاقية تامة، يفلسف لها د. النعيم من خلال نظرته الذاتية ومنظوره التاريخي.. وهو يجعل الاسلام نفسه خاضعا لهذه الفلسفة المنحرفة، والإسلام عنده يجب (أن يكون ذاتياً، لا يمكن ابداً ان يكون غير ذاتي).. إذا كان الإسلام ذاتي، فالأخلاق فيه تكون ذاتية حسب المعايير التي وضعها د. النعيم.. لكن من المؤكد ان الإسلام موضوعي، الأخلاق فيه موضوعية ومحددة مسبقاً من قبل الدين، وعليها يقوم الحساب.. فالكذب مثلاً، خطأ بصورة مبدئية، كان ولا يزال ولن ينفك.. والمؤمن لا يكذب.. لكن الكذب عند د. النعيم مكون أساسي لقيمه.. ما يحدد موقف د. النعيم هو مصلحته، اسمعه يقول: (قد أجد نفسي في موقف أتوقع من الآخرين العداء لهويتي الاسلامية، مما يدفعني الى اخفاء، أو عدم تأكيد، هذا الجانب عن نفسي، لكني إن أدركت أن هويتي كمسلم لا تهم الآخرين، أو ربما قد تعمل لصالحي، فإني قد أحرص على الافصاح عنها..).. إذا ما يقوله د. النعيم ليس دائماً هو ما يعتبره الحق، وإنما تحكم قوله المصلحة، واعتبار المخاطب.. فهو يمكن ان يكذب حتى في أمر هويته!! فلنتذكر ان هويته هي الإسلام الذاتي!! وعندما كتبت هذا هاجمني وقال: (هذه ترجمة ركيكة ومتعنتة، وتتجه للتجريم وإلغاء ظلال الانتهازية والجبن).. وفي الواقع لم تكن هنالك اي ترجمة وأنما نص مأخوذ من كتابه باللغة العربية "الإسلام وعلمانية الدولة ص 55".. وحاصل الأمر ان د. النعيم يعتبر قوله المشار إليه ينم عن التجريم (وإلغاء ظلال الانتهازية والجبن).. من الواضح ان د. النعيم يكذب بصورة تلقائية، ولغير ضرورة لهذا الكذب.
    في حين أن د. النعيم يعمل على إعطاء الانحطاط الأخلاقي فلسفة ومبرر، فإن الإسلام أساساً دعوة للأخلاق العليا _ مكارم الأخلاق.. وقد قال المعصوم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. فالاسلام (النعيمي) الذاتي هو نقيض الإسلام، وفي جوهره المتعلق بالتوحيد والقيم الأخلاقية.. يقول الأستاذ محمود: (ويجب أن يكون واضحاً فإننا ، نحن السودانيين ، لا تنقصنا المهارة الفنية ، ولا الخبرة العلمية بقدر ما تنقصنا (الأخلاق) .. إن أزمة أمتنا الحاضرة هي (أزمة أخلاق) .. و تلك هي أزمة البشرية جمعاء ، على عصرنا الحاضر .. و من أجل ذلك فإن الحاجة الأولى إنما هي للثورة ، تبدأ من الداخل .. إن التغيير يجب أن يبدأ من النفس البشرية ، يبدأ من داخل كل نفس ، و هذا هو ما توخيناه هنا . و هذا هو ما من أجله بدأنا سلسلتنا العلمية بكتيب: (تعلموا كيف تصلون) .. يجب أن نبدأ بتغيير أنفسنا، في دخيلتها، فإن نحن غيرناها إلى ما هو أحسن أمكن أن نغير، إلى الأحسن، غيرنا .. وإلا فلا .. فإن "فاقد الشئ لا يعطيه".. و نحن قد إفتتحنا كتيبنا هذا بآيات من الكتاب الكريم ، جاء فيها قوله ، تبارك من قائل: ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ " .. أقرأ ، و تأمل " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"..).. هذا هو التغيير عند الأستاذ محمود، الاساس فيه تغيير النفس بالتسامي عن النزعة الحيوانية، والتدرج في مدارج تحقيق انسانية الانسان.. وهذا وسيلته التوحيد والتقوى، وليس له أي وسيلة اخرى.
    من كل ما تقدم، يتضح بصورة قاطعة، ان د. النعيم يدعو بعكس ما تدعو له الفكرة الجمهورية، خصوصاً في جانب الأخلاق.. في حين ان الفكرة تدعو للتسامي في الاخلاق العليا، هو يعمل على اعطاء الفساد الاخلاقي الشامل فلسفة ومبررات.. فإذا قالت لنا استاذة أسماء بعد كل هذا، انها تشهد له بأنه جمهوري، نقول لها هذه شهادة باطلة، وسوف تسأل عنها أمام الله.. من الخير لها ان ترجع إلى نفسها وإلى ربها.. يقول تعالى: (أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ).
    د. النعيم ضد كل ما له علاقة بالاسلام وبالجمهوريين، فإذا تحدث الجمهوريين في قيم السودانيين ومجدوهم، فلا بد ان يقول د. النعيم عكس ذلك.. فهو يقول مثلاً: (السودان، الخرطة النحن بنعرفه دي ما ها حقيقة موضوعية، ولا نزلت من السماء، ولا مقدسة.. في ظروف سياسية محددة شكلت السودان البنعرفو حالياً..).. بالطبع خريطة السودان حقيقة موضوعية، لكن غيظ د. النعيم لم يعطه فرصة ليفكر.. هل هنالك من قال ان خريطة السودان نزلت من السماء بالمعنى الذي يقصده د. النعيم؟! يقول د. النعيم: (الناس المتعلقين بالسودان حقو يعرفو إنو السودان جاء نتيجة قرار استعماري.. قوة استعمارية وحدت مناطق مختلفة.. وهي شكلت الوحدة السياسية للاطار المعين، وأجزاء الأقاليم المعينة، بكل الجماعات البشرية، وبكل المناشط الاقتصادية فيه..).. ويقول عن المجتمع السوداني: (ولكن القيم والعلاقات الاجتماعية لذلك المجتمع لم تكن، إلا بالكاد، متسقةً مع (الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان الأساسية المتساوية المفطور عليها كافة أعضاء الأسرة البشرية) المنصوص عليها في ديباجة الإقرار العالمي لحقوق الإنسان..).
    واضح جدا من عبارات د. النعيم انه متوتر ومستفز بسبب تعلق الأستاذ محمود والجمهوريين بالسودان، الأمر الذي جعله يقول ما قال، دون ان يفكر فيه.. نحن والحمد لله متعلقين بالسودان وأهل السودان، ونرجو الله ان يزيد تعلقنا، ولكن لماذا د. النعيم ليس متعلقاً بالسودان!؟ من المفترض انه سوداني مثلنا، وما الذي يغيظ د. النعيم في اننا متعلقين ببلدنا؟! وبالطبع السودان لم يجيء بقرار استعماري كما يزعم النعيم، في محاولته المتهافتة للتقليل من شأنه.. السودان ارضاً وشعباً سابق للاستعمار.. كون هنالك قوة استعمارية وحدت مناطقه، ووضعت له الحدود، هذا وضع طبيعي في الصراع الحضاري في كل بقاع الأرض ولا يقلل من شأن السودان.
    في حين ان د. النعيم يقلل من شأن السودان بالصورة التي رأيناها، يتحدث عن عشقه لأمريكا.. زعم د. النعيم عن القيم السودانية والعلاقات الاجتماعية عند السودانيين بانها ليست متسقة مع الكرامة الإنسانية، وحقوق الإنسان المفطور عليها كافة البشر، هذا الزعم يفضح معاداة د. النعيم للشعب السوداني، حتى انه يجعل قيم الشعب السوداني دون القيم المفطور عليها كافة البشر.. هذا زعم إنسان مغرض، خفيف العقل.. فإن القيم السودانية يشيد بها كل من عرف السودانيين، وعلى كل، قيم السودانيين هي قيم خلاف ما يدعو له د. النعيم، فيما رأيناه في حديثه عن الأخلاق، ويبدو أن هذا من ضمن الاسباب التي تجعل د. النعيم يحقد على الشعب السوداني.
    وعن اعجاب د. النعيم الشديد بامريكا والشعب الأمريكي نورد قوله: (أعتقد أن كرم الشعب الأمريكي وتفهمه، كشعب، في التعامل مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتوابعها، يفوق ما أبدته الحكومة الأمريكية في هذا الخصوص.. ولهذا أنا تملؤني الثقة، والفخر، لكوني أمريكي، ذلك أني أشعر أنه يمكنني أن أنجز عملي هنا، أن أعيش حياتي هنا، ربما بصورة أكثر راحة، من أي مكان آخر في العالم، بما في ذلك موطني الأصلي، السودان..).. هذا ما يسميه السودانيون (بلبصة)!! لماذا نسى د. النعيم موضوع الاستعمار في حق أمريكا وهي دولة كل شعبها من المستعمرين الذين قضوا على الشعب الأصلي _الهنود الحمر؟! لماذا نسى د. النعيم ان أمريكا هي الدولة الوحيدة التي استعملت السلاح الذري في هيروشيما وناجازاكي؟! لماذا نسى غزو أمريكا للعراق؟! بالطبع الشعب الأمريكي شعب ديمقراطي، حكومته تمثله.. نحن لا نقلل من قيمة الشعب الأمريكي ولا أي شعب آخر، ولكننا نرد على هذا (المتأمرك)، وقد قيل: التركي ولا المتورك!!
    نحن نعتقد ان للشعب الأمريكي خصائصه المميزة، ولكننا لا نضعه من حيث الاستعداد والقيم، مع الشعب السوداني.. فالسودانيون بفضل الله عليهم، وبما حفظه عليهم من اصائل الطبائع، من السابقين بالخيرات، في الحال وفي المآل، بإذن الله.. يقول تعالى: (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبير)
    د. عبدالله النعيم منبهر بالحياة الأمريكية والقيم الأمريكية، التي لا تقوم على موجهات من خارجها، وإنما تقوم حسب فكر الأفراد ورغبتهم، وحسب المنظور التاريخي الذي يؤمن به د. النعيم، والذي جعل المثلية أمر مقبول جداً في أمريكا، يقول د. النعيم: (بصفتي مسلم أمريكي، وكما أكدت في محاضرة الأكاديمي المتميز التي قدمتها بتاريخ 4 فبراير 2009، فأنني مشغول جداً بالكيفية التي أكون بها مسلم أمريكي، بالمعني الذي يعزز ويفعل هويتي كمسلم وكأمريكي، ومشغول أيضاً بالكيفية التي أساعد بها المسلمين الامريكان ليندمجوا في التيار الرئيسي للحياة الأمريكية..).. مسلم أمريكي يعني عنده، هو من يقوم إسلامه على (التيار الرئيسي للحياة الأمريكية)، فالإسلام النموذجي عند د. النعيم هو ما يمثله التيار الرئيسي للحياة الأمريكية بكل ما فيه من عبثية وفوضى أخلاقية شاملة.. هذا هو إسلام د. النعيم في جانبه العملي، كما رأينا اسلامه هو إسلام ذاتي، وتفكيره يقوم على الذاتية والنسبوية.. فعنده طالما ان المثلية اصبحت مقبولة جداً، فهي حق، حسب المنظور التاريخي الذي يؤمن به.
    هل د. النعيم علماني؟ يبدو ان السؤال لا معني له، فالاجابة واضحة، فهو عند الكثيرين علماني.. لكن الحق خلاف ذلك، هو ليس علمانياً، أو قل هو علماني ذاتي بنفس المعنى الذي به هو مسلم.. وبالطبع العلمانية فكر موضوعي، والعلمانيون لا يقبلون علمانية النعيم.. من الناحية الفكرية د. النعيم لا شيء!! ليست له أي فكرة صحيحة او خاطئة!! هو ليس صفرا، وإنما هو دون الصفر، هو سلب!! الأمر الثابت الوحيد عنده هو هدم الدين وهدم الفكرة الجمهورية.. وأي شيء آخر هو وسيلة لتحقيق هذا الغرض.. د. النعيم ليس علمانيا، ولا هو نسبوي، ولا براغماتي فلسفيا، كل هذه مجرد حيل لهدم الدين والقيم، وهو لا يثبت عليها، بل يناقضها في الكثير من الحالات.
    د. النعيم نقيض الفكرة الجمهورية، ووظيفته الأساسية في الحياة، هي هدم الاسلام بصورة عامة، وهدم الفكرة بصورة خاصة.. والنقيضان لا يجتمعان.. ومن يزعم انه جمهوري، ويؤيد د. النعيم، لا شك أنه مبطل، ويخدع نفسه.. وتأييده هذا دليل قاطع أنه ليس طالب حق، وليس للفكرة والأستاذ محمود أي تقدير في صدره.. إما الأستاذ أو د. النعيم!! يقول الأستاذ محمود: (إذا كان الناس قلوبهم مقبلة وصادقين الله بهديهم.. اكعب ما يكونوا الناس فيه، الناس تكون عندهم اغراض.. انت ترى الحق في جانب، عايز تبرني انا لأني صديقك او قريبك.. ودي بتحصل كتير.. نحن هسة عندنا التربية الجمهورية ما استوت بالصورة دي.. بتلقى انه الحق مش الميزان البنتصرف نحن على اساسو.. ومن المؤكد انو الناس البمشو بالمنهج دا تكون تربيتهم ناقصة، وما يرجى ليها صلاح إذا ما اقلعوا عن الاتجاه الزي دا.. إذا كان نحن مخلصين للحق وإن اخطأنا نحن مأجورين.. وبعدين من أجرنا على الخطأ انو الله اسددنا، لأنو نحنا مخلصين في سبيله.. الواحد يتحرى الحق ما امكنه ويبعد هوى نفسو، إذا اخطأت أنت برضو سليم في الجانب دا، لكن الأهواء ما تدخل.. وحقو السالكين صداقاتهم ما تكون إلا في الحق.. السالك العندو صداقة في غير الحق تقطعو..).
    اللهم أرنا الحق حقا والزمنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وجنبنا اتباعه
    نواصل
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 20/7/2020م

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de