خبرة الخبراء في هذا الوطن تجعل التهوين وعدم الجدية في معالجة تلك القضايا المصيرية أمراً عادياً لدى المواطن السوداني .. وتلك الجعجعة في أروقة السودان قد أصبحت مألوفة ومعتادة بذلك القدر الذي لا يقلق ولا يزعج أهل العقول في يوم من الأيام .. وتلك الصورة هي السمة السائدة والمعهودة منذ خروج المستعمر البغيض .. حيث صكوك الاعتماد المفقودة لدى كافة الأطراف السودانية في نهاية المطاف !! .. حقيقة مؤلمة ومؤسفة يعرفها الجميع ،، كما يعرفها هؤلاء المتعمقين في أسرار الأحوال بالسودان .. والمحصلة النهائية تؤكد أن الجميع في أرض السودان يعايش تلك الأوهام لسنوات وسنوات .. وهي تلك الأمة السودانية التي فشلت كلياً في مغادرة المربع الأول منذ استقلال البلاد .. وتظل الأمة السودانية تدور في دائرة مفرغة دون كلل أو ملل بنفس المنوال .. ولا يلتقي أطلاقاً كافة أبناء السودان حول الوفاق والاتفاق حول مائدة مستديرة في يوم من الأيام .. إنما تلتقي مجموعات من أبناء السودان حول الوفاق والاتفاق بينما ترفض مجموعات أخرى ذلك الوفاق والاتفاق .. وتلك الصورة قد أصبحت مكررة ومتبعة بدرجة الإملال والغثيان !.. والساحات السودانية قد أصبحت معتادة ذلك النوع من الممارسات العقيمة التي لا تفيد البلاد في لحظة من اللحظات .. والأحوال في السودان تتكرر بنفس النمط العبيط لما يشارف القرن من الزمان .. حيث الطقوس والممارسات التي تتكرر بنفس الأنماط والنسخ دون أية تبديلات .. اقتراحات تتوالى هنا وهنالك .. ومطالب تترادف هنا وهنالك ،، وشروط تمارس هنا وهنالك ،، وفروض تفرض هنا وهنالك ،، ومخططات تدبر هنا وهنالك ،، ولقاءات تتم هنا وهنالك ،، وقرارات تقع هنا وهنالك .. وأحلام تراود البعض هنا وهنالك ،، وأمنيات تدغدغ الخيال هنا وهنالك .. ورغم كل ذلك فإن مصير السودان دائماً وأبداً هو ذلك المصير الأسود المحتوم الذي تتلاعب به كفوف الشياطين من أبناء السودان .. وكافة مراحل الحكم التي مرت بالسودان بعد الاستقلال كانت تبشر الشعب السوداني بذلك اللقاء التوافقي بين فئات المجتمع السوداني .. ثم كانت تمر السنوات تلو السنوات دون ذلك الوفاق والاتفاق حتى تنتهي أعمار تلك النظم والحكومات .. وقد أصبحت تلك السمة معهودة لدى أبناء السودان بكثرة التجارب .. وهي تلك التجارب الخائبة الفاشلة .. ومع مرور الأزمان ترحل كافة تلك الإرهاصات لأضابير التاريخ ،، وكأن شيئاً لم يحدث في يوم من الأيام .. والأحوال قد أصبحت مجرد ممارسات عشوائية وغوغائية أدمنت عليها الأمة السودانية .. وتلك الجهات والأطراف والفئات السودانية لا تملك تلك المقدرات الذهنية التي تخرج البلاد من أنفاق الظلام .. ولا تحسن الأداء إطلاقاً مهما تدعي المهارة والشطارة .. وقد أصبحت تلك الصورة هي السمة السائدة المعهودة في أبناء السودان منذ استقلال البلاد وحتى هذه اللحظات .. حيث تلك السلوكيات الرعناء من منطلق الجهل والجهالة.. وحيث ذلك العدوى الذي ينتقل من الأجيال للأجيال في غياب الحكمة والوعي الإنساني .. ابتلاءات تلاحقت بدولة السودان لما يشارف القرن من الزمان .. ولسان حال الأمة السودانية تردد دائماً عبارة : ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) .
تلك الزلزلة والغربلة التي تدور حالياً في البلاد تؤكد أن الإنسان السوداني مازال يمارس نفس التجارب الماضية العقيمة ولا جديد تحت السماء .. مما يؤكد بأن إنسان السودان لم يبلغ مراحل النضوج والكمال في الأفكار والممارسات لمعالجة تلك القضايا المصيرية .. وتلك الإشارات كلها تؤكد أن المجتمعات في كافة مناطق وأرجاء السودان مازالت تعيش حالات التخلف والبدائية .. ومازالت تفكر بنفس النمط والمنوال .. وتلك حسرة وندامة تؤكد بأن تحقيق حلم ( السودان الجديد ) مازال بعيد المنال ومازال بمثابة السراب .. والأحداث الحالية التي تشهدها البلاد تؤكد بأن تلك الأساليب في معالجة القضايا المصيرية بالسودان هي نفس تلك الأساليب المعهودة العقيمة المتبعة منذ خمسينات القرن الماضي .. حيث لا تتوفر إطلاقاً أية علامات توحي بأن الإنسان السوداني قد تقدم في أساليبه وتفكيره عند الحوار واللقاء .. لا تحولات في أفكار النخب السودانية المتحاورة !.. ولا تبدلات في مواقف تلك الأطراف والجهات والفئات المتحاربة والمتمردة .. ومازال الكل يتعصب ويرى الأحقية في المواقف .. تلك هي الصورة السائدة في دولة السودان منذ خمسينات القرن الماضي .. وطوال تلك الفترة فإن الكل يدفع أثمان تلك المواقف والإرهاصات غالية دون أن يفكر لحظة في إيجاد تلك الحلول الناجعة كما تحدث في معظم دول العالم .. وهي تلك الشعوب في دول العالم التي تجتهد لإيجاد تلك الحلول الناجعة لكافة القضايا المصيرية المشتركة .. أما هنا في السودان فإن الكل يدفع أثمان تلك الإرهاصات في نهاية المطاف .. وثمار تلك المواقف هي ذلك الشقاء وذلك البلاء وذلك الموت والدمار .. ولا جديد تحت السماء لسنوات وسنوات .. والمحصلة النهائية تؤكد أن شعب السودان لا يجيد إلا ممارسة تلك الحماقات طوال الحياة .. حيث نزعات العناد والتمرد والحروب في ما لا نهاية من المدى والسنوات .. وتلك حقيقة تؤكد بأن الشعب السوداني من أكثر الشعوب تخلفاً وتأخراً فوق وجه الأرض .. شعب لا يرتقي إطلاقاً لمصاف الشعوب المتقدمة في يوم من الأيام .. ولا يوجد بين أبناء السودان كافة تلك العقول الكبيرة الواعية التي تخرج البلاد من دائرة الجهل والجهلاء .. وتلك الشعوب في العالم ترتقي مع مرور السنوات والأزمان لتخرج من دائرة تلك الأفكار البدائية المتخلفة .. وتلتقي لمعالجة كافة تلك القضايا المصيرية المشتركة من منطلق الوعي والأفكار الثقافية الراقية العالية .. ولا يوجد فوق وجه الأرض شعب يراوغ في الظلام لسنوات طويلة كما هو الحال مع شعب السودان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة